أعلنت دولة قطر انسحابها من المبادرة الخليجية لحل الأزمة اليمنية بسبب ما وصفته بـ"المماطلة والتأخير في التوقيع عليها"، وفيما رحب حزب المؤتمر الشعبي بانسحابها من مبادرة الخليج اتهم قطر بالضلوع في التآمر على اليمن وتنفيذ أجندة خاصة على المنطقة العربية.
وفي هذا السياق اعتبر الكاتب والمحلل السياسي السعودي " انسحاب قطر سيدفع الرئيس اليمني للقبول بالتوقيع على المبادرة بعد تلبية مطلبه في انسحاب قطر منها، مؤكداً أن دول مجلس التعاون الخليجي مهتمة بالشأن اليمني ولن تدير ظهرها لليمن.
وتوقع خاشقجي في تصريح لـ"أخبار اليوم" استمرار اهتمام دول الخليج بالشأن اليمني، غير أنه استدرك بالقول: لكن حالياً التنبؤ بنجاح أمين عام مجلس التعاون لا يمكن معرفته؛ إذ أن المبادرة وصلت لطريق مسدود.
وقال خاشقجي: ربما انسحاب قطر لن يوفر عذراً للرئيس صالح بأن يقول لبوا مطالبي فيوقع على المبادرة، لافتاً إلى أن الأمر المهم حالياً هو حل الأزمة اليمنية وليس انسحاب قطر من المبادرة، مضيفاً أنه إذا كان انسحاب قطر ضرورياً فإن القطريين ـ حسب تأكيده ـ مستعدون لتحمل هذه الشكليات من أجل نجاح المبادرة.
 وحول تسمية الاحتجاجات ضد الرئيس اليمني بأنها أزمة بدلاً من تسميتها ثورة ـ أوضح خاشقجي أن ما يحصل في اليمن ليست ثورة كاملة ولا بأزمة صغيرة؛ إذ أن ما يحدث هو أزمة كبيرة وهائلة جداً، فالرئيس نجح في حشد أنصار له.
وأضاف المحلل السياسي السعودي: لو كسب الرئيس صالح سنة كاملة من الوقت والمناورة، فالتساؤل المهم حول ماذا كسبت اليمن، حيث أن البلاد لم تكسب شيئاً سوى أنها في حالة جمود هائل وبطالة مستمرة.
 وأوضح في ذات السياق أن الرئيس لو نجح في إكمال فترته الدستورية سيكملها على يمن متداعٍ على نفسه، لافتاً إلى أن الزعماء والرؤساء دائماً يقدمون مصالح الوطن على المصالح الشخصية.
ونوه في ختام تصريحه للصحيفة بأن عودة الزياني لم تكن لأجل أن يكسب الرئيس مزيداً من الوقت، بل لمساعدة اليمن للخروج من الأزمة، مشدداً على ضرورة إلغاء فكرة أن مجلس التعاون يحاول مساعدة الرئيس في مد فترته الزمنية، كون ما يريده المجلس ـ حسب خاشقجي ـ تحولاً سلمياً يعيد الاستقرار لليمن، إضافة إلى استئناف العلاقة التنموية مع إخوانهم في اليمن والاطمئنان بأن جوارهم يمن واحد مستقر يستطيعون التعامل معه، يساعدونه ويساعدهم.
من جهته قال شادي حميد مدير مركز بروكينجز الدوحة أن الخطوة التي أقدمت عليها قطر لم تغير من الأمور كثيرا..
 وقال لرويترز: "مجلس التعاون الخليجي عجز، بأنه لم يستطع إقناع صالح بالتخلي عن السلطة ولذلك اعتقد أننا نعود إلى المربع الأول.
من جانبه أكد الناطق الرسمي باسم أحزاب اللقاء المشترك أن المبادرة الخليجية قد أجهضها النظام والرئيس حين رفض التوقيع عليها، موضحاً بأن انسحاب قطر من المبادرة يعد بمثابة كتابة شهادة وفاة لهذه المبادرة وقد حدد في هذه الشهادة سبب الوفاة بسبب المماطلة والتأخير للتوقيع على المبادرة مع استمرار حالة التصعيد.
وأعتبر محمد قحطان في تصريحه لقناة الجزيرة مساء أمس خطاب صالح أمام مؤيديه في ميدان السبعين أمس بمثابة إعلان حرب أمام الملأ، مؤكداً أن الحرب على شباب الثورة السلمية من قبل أجهزة السلطة قد بدأت منذ انطلاق الثورة الشبابية.
وعن أسباب بطئ وتأخر إسقاط النظام أكد قحطان أن على الجميع إدراك خصوصية اليمن حيث تستدعي أن تسير الثورة بهذا البطء وفق خطوات محددة وخطط مدروسة.
وأن هذا البطء لإصرار المشترك للحفاظ على الطابع السلمي للثورة.. مشيراً إلى أن الشباب يدركون ذلك، موضحاً بأن الثورة تسير ببطء لكن هذا البطء يجنب اليمنيين الانزلاق نحو العنف.. لكنها في النهاية سيسقط النظام وستنتصر الثورة.