سبقه كبار المسؤولين "الراعي ـ عبدالغني ـ مجور ـ العليمي ـ أبوراس..

الرئيس يغادر إلى الرياض وسط غموض عن طبيعة إصابته وخطورتها..وأولى مهام نائب الرئيس نقل السلطة بشكل سلس وإعادة هيكلة الجيش

2011-06-05 07:49:06 أخبار اليوم/ خاص


نائب الرئيس يتولى مهام الرئيس ومنصب القائد الأعلى للجيش..
*ونقل السلطة بشكل سلس وإعادة هيكلة الجيش ملفات أولى مهام الفريق عبدربه

أخيراً قطع الشك باليقين وانهت معركة السجال الإعلامي وتضارب الأنباء حول مغادرة الرئيس الأراضي اليمنية إلى الرياض في الساعة الثانية عشرة وخمسين دقيقة حين هبطت الطائرة الطبية السعودية في مطار القاعدة الجوية بالرياض وعلى متنها رئيس الجمهورية وذلك لتلقي العلاج على إثر إصابته التي مازالت هي الأخرى غامضة من حيث طبيعة الإصابة ومدى تأثيرها على حياته والتي أصيب بها خلال تعرض مسجد النهدين بدار الرئاسة لقصف صاروخي أدى إلى إصابة العديد من كبار مسؤولي الدولة من أبرزهم رئيس مجلس النواب والشورى ورئيس مجلس الوزراء د/علي مجور ونائبيه دكتور/ رشاد العليمي وصادق أمين أبوراس ـ كما نقلوا جميعهم إلى الرياض لتلقي العلاج.
وكانت مصادر رسمية قد أكدت وصول كبار المسؤولين إلى الأراضي السعودية في الساعات الأولى لنهار يوم أمس، في حين وصلت مطار صنعاء طائرة طبية سعودية خاصة وعلى متنها فريق طبي رفيع المستوى وذلك لتقييم وضع حالة الرئيس وتقدير ما إذا كانت جراحه يمكن معالجتها في الداخل أم أنها تستدعي السفر إلى الخارج.
وحول وضعه الصحي نقلت شبكة الـ"بي . بي .سي" الإخبارية عن مصادر خاصة عن إصابته برضوض وجروح في عنقه وصدره، مضيفة بأن إحدى الشظايا باتت تستقر في الجهة اليسرى للصدر بالقرب من القلب.. إضافة إلى خدوش وحروق على أجزاء من وجهه.. غير أن المصدر المسؤول ظل يؤكد ويرد "طوال الـ24" ساعة الماضية أن صحة الرئيس لا تستدعي السفر إلى الخارج وأن الفريق الطبي يعكف على معالجته في إحدى المستشفيات اليمنية.
غير أن الغموض زاد في حدته وملابساته بعد الإعلان عن أنباء مؤكدة من مصادر في الرياض تؤكد بأن الرئيس سيغادر الأراضي اليمنية خلال الساعات القادمة، متوجهاً إلى الرياض للعلاج.
 ونقلت مصادر إعلامية أن الوفد الطبي السعودي بذل جهوداً مضنية لإقناع الرئيس بضرورة سفره للعلاج خارج اليمن وأن حالته تستدعي ذلك، غير أن مصادر إعلامية أخرى رجحت تأخر مغادرة الرئيس إلى ساعة متأخرة من مساء أمس كان سببه الترتيبات السياسية والدستورية لما بعد مغادرته، غير أنها لم توضح هل تلك الخلافات كانت فيما بين الرئيس ومن حوله أم بين الدوائر المحيطة به وأهمها المناخ العسكري الذي يسيطر عليه نجله العميد/ أحمد علي وأولاد إخوة الرئيس.
وبالرغم من ذلك تظل هناك حالة من الضبابية الحالكة تسيطر بغموضها على الحدث الأبرز وهو حادثة تفجر مسجد جامع النهدين والذي كان ضحيته وفق آخر إحصائية "11" قتيلاً "120" جريحاً كان من أبرزهم شخص الرئيس وكبار المسؤولين في الدولة وهو ما يزيد الحدث تعقيداً وغموضاً في طبيعته وهوية الجهة المنفذة والتي باتت تفتح في أوساط الساسة والمحللين والشارع علامات استفهام كثيرة في ظل غياب كامل للمعلومات.
ففي حين يرى سياسيون مغادرة الرئيس إلى السعودية وكذلك كبار مسؤوليه حدثاً هاماً إلا أن الحدث الأهم مايزال في قالبٍ من الغموض تعتبر معرفة تفاصيله مهمة ومحورية لقرارات مسرى الأحداث القادمة وما إذا كان هناك لاعبون جدد على الساحة.. خاصة بعد اتهام مستشار الرئيس الإعلامي / أحمد الصوفي الأميريكان بالوقوف وراء الحادث، وهو ما دعى سياسيين إلى التساؤل في علاقة كل النوافذ التي تتعامل معها واشنطن في الحادث، في حال الأخذ باتهامات الصوفي لواشنطن بأنها أمر وارد وهو ما كان قد نفاه المتحدث باسم البيت الأبيض، واصفاً ذلك الاتهام بالسخيف، غير أن الخارجية الأميركية ذهبت إلى أبعد من ذلك لتتحدث عن شكوكها بأن يكون الرئيس مصاباً في الحادث وبأن الحديث عن إصابته معلومات مضللة.
وعلى المنحنى السياسي أكد نائب وزير الإعلام/ عبده الجندي أن الفريق/ عبدربه منصور هادي ـ نائب رئيس الجمهورية بات منذ اليوم يمارس مهام وصلاحيات رئيس الجمهورية .. وهو وفق مقدمات الدستور إجراء دستوري وقانوني، غير أن تبعاته السياسية تفتح آمالاً لإغلاق ملفات ساخنة على الساحة أهمها عملية الانتقال السلمي للسلطة وفق آلية سلسة وإنها حالة الاضطراب وخلق بوادر انفراج من جهة ومن جهة ثانية وفق تقديرات سياسيين بفتح ملف إعادة هيكلة القوات المسلحة وفق معطيات وطنية على مصراعيه، خاصة بعد الأحداث الأخيرة.
من جانب آخر نقلت وسائل إعلامية أن طائرة الرئيس الطبية التي نقل على متنها رافقتها طائرتان تقل على متنها عدداً من أقربائه يجاوز عددهم سبعين فرداً من عائلة الرئيس ولم توضح وسائل الإعلام تلك أي تفاصيل أخرى.
إلى ذلك صدر عن الديوان الملكي مساء أمس بياناً حول وصول الرئيس صالح إلى السعودية جاء فيه استجابة لرغبة الأخوة في الجمهورية اليمنية الشقيقة، فقد وجه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز ـ حفظه الله ـ بإرسال فريق طبي متخصص حيث قام بإجراء فحوصات طبية لفخامة الرئيس علي عبدالله صالح وآخرين من مسؤولين ومواطنين ممن تعرضوا لإصابات مختلفة جراء الأحداث التي جرت مؤخراً، وبناءً على ما رآه الفريق الطبي من أنه من المناسب استكمال الرعاية الصحية التي يتلقاها فخامة الرئيس في أحد المراكز الطبية المتقدمة وموافقة فخامته على ذلك ورغبته في أن يستكمل علاجه في المملكة العربية السعودية ، فقد وصل فخامته إلى المملكة مساء أمس السبت 2/7/1432هـ.
كما أنه وبناءً على ما أبلغته حكومة المملكة لكافة الأطراف في الجمهورية اليمنية من أن المملكة على استعداد لاستقبال المصابين ممن تستدعي حالاتهم العلاج خارج الجمهورية اليمنية ولديهم الرغبة في القدوم إلى المملكة ، فقد تم استقبال عدد من المسؤولين والمواطنين اليمنيين لتلقي الرعاية الطبية اللازمة.
وإن حكومة المملكة العربية السعودية إذ تتمنى الشفاء العاجل لفخامة الرئيس وكافة المصابين ليؤلمها ما تتعرض له الجمهورية اليمنية الشقيقة من أحداث عنف ترتب عليها سقوط القتلى والجرحى، وتهيب بكافة الأطراف ضبط النفس وتحكيم العقل لتجنيب اليمن الشقيق مخاطر الانزلاق إلى المزيد من العنف والاقتتال، سائلين المولى سبحانه أن يحفظ اليمن الشقيق وأن ينعم على شعبه العزيز بالأمن والاستقرار، إنه ولي ذلك والقادر عليه.

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد