قال إن الخارج يتمسك بمبادرة الخليج ولا يعرف تنفيذها..

نعمان: المجتمع الدولي يفتقر لإستراتيجية مستقلة باليمن والنظام يسعى بالبلد نحو الهاوية

2011-07-23 17:48:00 أخبار اليوم/ متابعات


اعتبر الدكتور ياسين سعيد نعمان ـ الأمين العام للحزب الاشتراكي اليمني ـ الهدف الأساسي من محاولة اغتيال رئيس الهيئة العليا للإصلاح محمد اليدومي بمسدس كاتم الصوت بأنها إكمال حلقة العنف وإغراق البلد في فوضى شاملة وهي في نفس الوقت محاولة لضرب العملية السياسية وجر العملية الطبيعية إلى خارج أهدافها ومسارها.
وحسب تشخيص نعمان في حوار مع القدس العربي للقوى التي أقدمت على استهداف اليدومي فإنها تمر بحالة يأس، أي أنها عملية يائسة بكل معنى الكلمة وفقدت القدرة على أن تبقى حاضرة سواء في الفعل السياسي أو في الفعل الوطني بشكل عام وبالتالي ليس أمامها إلا أن تخلق الآراء بمثل هذا العمل البشع وجر البلد إلى فوضى شاملة ـ حد قوله..
واتهم نعمان من وصفهم ببقايا النظام بالسعي نحو إيصال البلد إلى حافة الهاوية، لتضع الناس أمام خيارين، إما خيار الهاوية والفوضى والدمار الشامل وإما خيار الحل الذي يريدونه..
وأشار نعمان إلى أن النظام له تجارب دموية مأساوية، سواء الاغتيالات التي تمت لكثير من قيادات القوى السياسية بعد الوحدة، أو التي مورست في نطاق واسع وأفضت إليه الأمور فيما بعد، مضيفا: ولذلك أي محاولة لإعادة إنتاج مثل هذا العمل الإجرامي البشع من جديد أعتقد أنه سيقضي على أي محاولة من شأنها أن تخرج هذا البلد من الوضع الذي يمر به في اللحظة الراهنة، وسيكون الصمت إزاء ذلك هو بمثابة استجابة للقوى التي تريد أن توصل البلد إلى هذا الوضع، لا سيما وأن امامنا مشاهد تعطي كثيراً من الانطباع بأن من خففوا كثيرا من أحمالهم الأسرية والعائلية بنقل أسرهم إلى خارج البلد وأرادوا أن يتفرغوا لمثل هذا العمل الإجرامي لتدمير البلد أعتقد أننا سنقول في اللحظة المناسبة ما ذا يجب أن يقال وما الذي يجب أن يطرح لتعرية مثل هذه الأعمال المأساوية.
وفيما يخص تشكيل المعارضة للمجلس الوطني قال إن الحديث عن تشكيل مجلس وطني أو الائتلاف الوطني الواسع هو فكرة قديمة ولها أكثر من ثلاثة أشهر وجرى نقاشها منذ ذلك الوقت، بل وجرى إقرارها وتعثرت بسبب التباطؤ من بعض القوى الأخرى وتمت النقاشات مع بقية الأطرف السياسية، لافتا إلى أن اللقاء المشترك حريص على إشراك أكبر عدد ممكن من القوى السياسية ضمن هذا الائتلاف الوطني الواسع، وكانت هناك حسابات سواء سياسية أو غيرها هنا وهناك تقاطعت مع بعض الإشكالات التي مرت بها تجربة الثورة الشعبية خلال الأربعة الأشهر الماضية، وتأجل انجاز هذه المهمة، حتى استكمل الحوار مع بقية الأطراف السياسية، منوها إلى أن إعلان تشكيل المجلس الوطني، أو الائتلاف الوطني الواسع، في الوقت الحاضر كان ضرورة موضوعية لأن يكون ذلك الوعاء العريض لكل قوى الثورة ولكل القوى التي انحازت للعملية الثورية.
وقال الدكتور ياسين: لو أن هذا المجلس أو الائتلاف تشكل منذ وقت مبكر لكان استطاع أن يوفر واجهة سياسية أكثر شمولاً للعملية الثورية التي شهدناها خلال الفترة الماضية والتي نشهدها حتى اليوم، موضحاً بان المجلس الوطني هو فكرة تقوم على أن الجميع يشتركون في عملية التغيير.
وتابع بأن قيام مثل هذا المجلس بمثل هذا الائتلاف الوطني العريض يهدف أيضا إلى إجراء نقاشات وحوارات مبكرة حول مسارات ما بعد التغيير، حول بناء الدولة وحول الكثير من القضايا المتعلقة بمرحلة ما بعد التغيير، حتى يجد الجميع أنفسهم حاضرين في عملية التغيير وفي بناء المستقبل، كما أن مهمة مثل هذا المجلس هي إنجاز عملية التغيير من خلال التلاحم مع ساحات الثورة في مختلف أنحاء اليمن، وبإنتاج الأدوات الثورية والسياسية لاستكمال عملية التغيير..
وأضاف: أن هذا الائتلاف الوطني العريض له مبدأ، لا يشكل في مواجهة حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم كما قد يفهم البعض، على العكس المؤتمر الشعبي العام يمكنه أن يكون حاضراً فيه إذا اقتنع بعملية التغيير وفي بناء الدولة التي خرج الناس من أجلها للشارع، لكنه يتوجه نحو النظام السياسي الذي فشل في قيادة هذا البلد ويعملون على تغييره، وكلنا متمسكون بالقضاء على هذا النظام الفاشل.
وقال إن هناك حاجة ماسة في الوقت الحاضر إلى إعادة هيكلة العملية السياسية والثورية بشكل عام في مواجهة بقايا النظام، مشيرا إلى مجموعة قال عنها وجدت نفسها ترث نظاماً أو تعتقد أن هذا النظام هو ملك لها هي التي كانت تدير هذا البلد بأسلوبها وكانت لديها واجهات مؤسسية، شكلية مفرغة من مضمونها حيث وعند انهيار هذه المؤسسات ظهرت إلى السطح المجموعة تتمترس وراء السلاح، ولديها مقدرات ما تبقى من مقدرات البلد، وتحاول أن تدير البلد بنفس الأسلوب والآن المواجهة الحقيقية معها ـ حد قوله..
ونفى أن يكون الإعلان عن تشكيل المجلس الوطني قريبا، محاولة من أحزاب المعارضة لقطع الطريق أمام شباب الثورة، مضيفاً إذ كان الهدف ترشيد العملية السياسية المصاحبة للعملية الثورية، ومساعدة الشباب في الخروج من مأزق التفكك ومأزق المراوحة في بعض المفاهيم الثورية، دون أن تكون محكومة بعملية سياسية مفهومة إلى أين، وكان هدف هذا المجلس استيعاب كل القوى الثورية من مختلف الأطراف، والمنابع التي جاءت منها، وكان هذا سيحمي العملية الثورية وهم في الساحات.
وأضاف: اليوم البعض يريد أن يضع الشباب في مواجهة بقية الأشكال في مواجهة أسرة صالح المتحكمة بالأمور، في مواجهة القوى السياسية الأخرى، ونحن يجب أن ننظر إلى العملية الثورية كمعادل وطني لكل ما ينتمي للثورة، هذا المعادل الوطني الكبير بحاجة إلى قيادة بمثل هذا المستوى، وهذا ما نفكر فيه، والذي لو كنا تمكنا من القيام به منذ مرحلة مبكرة وأنجزناه لكنا تجنبنا الكثير من السلبيات التي نعيشها اليوم.
ولفت إلى أن هناك تجنياً كبيراً على اللقاء المشترك، فيما يتعلق باتهامها المشترك بالاستحواذ على قرار الساحة الثورية وأن المشترك وراء تأخر الحسم الثوري ؛ حيث ما يجري في الساحات هو في الحقيقة محاولة تصنيف الناس بين مشترك ومستقل وغيره، وهذا الموضوع يدار داخل الساحات نفسها وليس بقرار مركزي من أحزاب اللقاء المشترك، مؤكدا أنه لم يتخذ اللقاء المشترك في أي يوم من الأيام أي قرار بهذا المستوى وبهذا الشكل، بل بالعكس كل قرارات اللقاء المشترك كانت أن يتاح للساحات أن تنظم نفسها بالتساوي بعيدا عن التمايز الحزبي.
وأكد أن القاسم المشترك في المبادرات السياسية التي عملوا في ضوئها هي أن النظام انتهى وأنه لا بد من نقل السلطة سلمياً، وأنه لا بد من تغييرات جذرية في هذا البلد تحقق الأهداف التي خرج الناس من أجلها للشارع، هذه القضايا متفق عليها، منوها إلى تداخل جملة من العوامل، استطاع النظام في مرحلة معينة أن يجر البلد إلى العنف في عدوان منطقة الحصبة بصنعاء وما حدث بعد ذلك في دار الرئاسة، وان النظام أراد من خلال العنف أن يخلط الأوراق، وقال: استطاع بهذا القدر أو ذاك أن يسقط جزءاً من الأوراق بهدف إعادة إنتاج مشكلة من نوع آخر، ولكنا ظللنا متمسكين بضرورة إنجاز مهمة الثورة.
وكشف عن محاولات سياسية تقوم بها الولايات المتحدة مع الأشقاء في مجلس التعاون الخليجي ومع المجتمع الدولي من أجل إيجاد آلية المناسبة لنقل السلطة، مشددا أن هناك قوة حاضرة في الحوار بشكل عام وهو الشباب في الميادين الذين قدموا تضحيات وصامدين في الساحات، وهم المعادل الرئيسي في أي عملية سياسية قادمة ، مؤكدا أن أي عملية سياسية ما لم تخدم أهداف هذه القوة الحقيقية التي حركت هذا الوضع بشكل عام وقدمت تضحيات من أجلها لن يكون لها أي معنى، هذه المعادلة هي التي يجب اليوم أن يتمسك بها الجميع.
وأكد أن المجتمع الدولي ليس لديه سياسة مستقلة في اليمن عن المحيط، على عكس سياساته واستراتيجيته في الدول الأخرى، حيث أنه في اليمن ليس لديه إستراتيجية مستقلة عما يراه الأشقاء في دول الخليج، ولذلك متمسكين بالمبادرة الخليجية دون أن معرفتهم كيف سينفذون هذه المبادرة، حيث يقفوا حيارى أمام رفض الطرف الآخر لنقل السلطة، وقال هذا الموضوع يجب أن يتحرك أو يقولوا أنهم لم يعودوا قادرين وبالتالي نرفع أيدينا عن هذه المبادرات وهذه الأفكار وهذه الآراء، لذلك أعود وأقول إن الاعتماد على ما يطرحه الخارج دون العمل الثوري الذي بدأ والذي تحمل المسئولية الكاملة والذي سيكون له القول الفصل في كيفية عملية التغيير، هذه المسألة يجب التمسك بها ويجب أن تعطى حقها من كافة القوى السياسية ويجب ألا تغامر بحل سياسي بمعزل عن العملية الثورية.
واستغرب الدكتور ياسين حديث البعض عن تفاجئهم بظهور صالح أو أنه خرج مصاباً، إذ الناس خرجت للشارع والرئيس في عز قوته، لم يخرجوا من أجل قتل علي عبد الله صالح ولم يكن في نية أي أحد منهم قتل علي صالح، بالعكس الناس خرجوا سلميا وظلوا يتحدثون عن سلمية ثورتهم وقدموا تضيحات تحت راية سلمية الثورة، متسائلا في هذا الصدد .. من الذي بدأ العنف؟ من الذي قتل الناس؟ .
وقال إن ظهور صالح وعودته لليمن لا يشكل أي معنى، بالعكس الإعلام الرسمي هو الذي لعب هذه اللعبة بهدف إحباط معنويات الناس، وإرباك الوضع بشكل عام، وان الثورة لم تراهن في أي يوم من الأيام على أن نجاحها سيتم بقتل فلان أو إصابة علان، معتبرا ذلك نوع من التغرير الذي لعبه الإعلام الرسمي بهدف زعزعة معنويات الناس.
وقال: أنا أعتقد أن قضية القاعدة والإرهاب في اليمن ـ باعتباره خطرا ـ يحتاج دائما إلى تحليل موضوعي وجاد ويجب أن نخرجه من التحليل الذي يتجه نحو المناكفات السياسية، اليوم الإرهاب لدينا بسبب سياسات هذا النظام واستثماره له أصبح واقعاً، وأصبح مشكلة سياسية، وعندما نتحدث عن الإرهاب يجب ألا نقلل من شأنه، هو موجود دون شك، ولكن هذا النظام استثمره في الفترة الماضية لأسباب مرتبطة ببقائه في الحكم، وكان يقول للغرب أنا أحارب الإرهاب وكأن مبرر وجوده في الحكم هو بقاء الإرهاب، لذلك هذا التنازل أنشأ معادلة عجيبة وهي أنه إذا انتهى الإرهاب كأن بقاؤه في الحكم ليس له معنى، فاتبع سياسة شريك في مكافحة الإرهاب ولكن مع استمرار الإرهاب حتى يبقى المجتمع الدولي متمسك ببقائه في الحكم..
وشدد على المجتمع الدولي أن يعي تماما أنه في حاجة اليوم إلى إعادة تقييم فلسفته فيما يخص موضوع الإرهاب في اليمن، وكيف يجب التعاطي مع هذا الموضوع.

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد