سقط يوم أمس أكثر من شهيد بمحافظة تعز وأصيب قرابة 10 آخرين، بينهم طفلة بجروح متفاوتة إثر القصف العنيف - وبالأسلحة الثقيلة - الذي تمارسه قوات الحرس على امتداد القرى والعزل الممتدة على شارع الستين شمال محافظة تعز، إلا أن مصادراً أكدت سيطرة أبناء القبائل الموالية للثورة على شارع الستين.
ويعتبر قصف الأمس والذي تزامن مع صلاة الفجر واستمر حتى الساعة التاسعة صباحاً هو الأطول من حيث الفترة الزمنية، كما شوهد تحليق مكثف للطيران الحربي على الأماكن التي تم استهدفها من قبل هذه القوات .
وأكدت مصادر " أخبار اليوم " عن قيام القوات الموالية للثورة بإعطاب دبابتين وعدة مدرعات وحرق طقم عسكري أثناء هذه الاشتباكات والتي دارت رحها بشارع الستين وكان من ضمن الشهداء عبد الكريم ناجي خالد - قرية المزهد - عزلة شجاف – المخلاف والذي استشهد أثناء تواجده في ذات الشارع أثناء القصف .
وأكدت مصادر رسمية بالمحافظة مقتل جنديين وجرح 4 آخرين، متهمة عناصر زعمت أنها تابعة للمشترك ولمسلحين يدافعون عن الثورة باستهداف نقاط أمنية , وذهبت مصادر رسمية أخرى إلى اتهام قوات صادق سرحان، وهو ضابط في الفرقة الأولى مدرع "يقولون إنه يقود مسلحين" بقتل هؤلاء الجنود من اللواء 31 ومن الحرس الجمهوري .
بدوره وفي تصريح خاص لـ " أخبار اليوم " علق العميد صادق سرحان على اتهامه، بالأمر السخيف وهو الذي لا يملك أي قوة تجعله يقدم على مثل هكذا فعل , وأرجع سرحان أسباب الاشتباكات إلى قيام النقاط العسكرية التابعة للحرس الجمهوري باستفزاز المسافرين يوم أمس وإطلاق النار عليهم وتطور إلى قيام هذه القوات بقصف المنطقة بالصواريخ والمدفعية والهاونات والهوزرات، مما أدى إلى سقوط عدد من الشهداء والجرحى .
وأتهم العميد صادق قائد الحرس الجمهوري ومدير أمن المحافظة بتعز باستهداف المدينة بجميع أنواع الأسلحة وخاصة من بعد محرقة ساحة الحرية , مؤكدا استمرارية القصف من قبل هذه القوات بالرغم من المساعي التي تبذلها لجنة الوساطة لعودة الهدوء إلى تعز .
وأكد العميد على تحليق الطيران الحربي فوق أجواء المنطقة، لكنه لم يشاهده وهي تقصف، منوها بأن تحليقها جاء بعدما نزع منها حاجز الصوت بغرض تخويف المواطنين وزرع الرعب في قلوبهم .
وأنتقد الرجل وبشدة مثل هذه الأعمال الإجرامية كونها تستهدف تعز بأكملها وليس شخصاً أو منطقة بحد ذاتها , منوها إلى استحالة الوصول إلى حلول في ظل وجود بعض الأشخاص الذين يسلكون سلوكاً غير سوي وغير منطقي وغير عقلاني ومتمثل في قصف المحافظة وإقلاق السكينة العامة في أي وقت .
وختم العميد تصريحه بالقول إن تعز هي المحافظة الوحيدة التي لا يتمتع فيها المحافظ برئاسة اللجنة الأمنية خلافاً لبقية المحافظات , كون القرار بيد جهات أخرى وأضحت معروفة للجميع .
من جانب آخر نفى مصدر مقرب من لجنة الوساطة لـ " أخبار اليوم " ما تداولته بعض وسائل الإعلام من قيام المسلحين المواليين للثورة بخرق بنود اتفاقية التهدئة , مؤكدا عدم وجود أي اتفاقية وإنما كانت مساعي تبذل لأجل الوصول إلى تهدئة غير أن الطرف الآخر لم يلتزم بتنيفذها حيث استمرت القوات المتمركزة في مستشفى الثورة على حالتها كما ولم يتم معالجة النقاط التي استحدثت في شارع الستين، علاوة عن استمرار صول تعزيزات عسكرية وبمختلف أنواع الأسلحة إلى المحافظة ما ينذر بنية مبيتة تجاه تعز .
وقال المصدر إن كل ما يجري في المحافظة هي بأوامر مركزية من صنعاء، حيث لا يستطيع أي شخص تحريك دبابة من موضعها إلا بعد إذن مسبق .
وكشف المصدر عن مخطط للحرس بتطويق المدينة من كل الجهات وإغلاق كافة المداخل المؤدية إليها بهدف وضع كماشة على حماة الثورة والمحافظة بشكل عام
 إلى ذلك شهدت مدينة تعز أمس - أول ليالي رمضان - مسيرة حاشدة شارك فيها الآلاف من المواطنين , طالبوا من خلالها بأن يكن رمضان شهراً للحسم الثوري , منددين في ذات الوقت بالقصف الذي شهدته المحافظة .
من جانب آخر نفذ عدد من أولياء دم المجني عليه قاسم أحمد عبدالعزيز اعتصاماً مفتوحاً أمام إدارة امن المحافظة مطالبين الجهات الأمنية بالقبض على الجناة الذين ارتكبوا واقعة القتل في محطة رواح للبترول على خط الحوبان نهاية الأسبوع الماضي .
وكان عدد من المسلحين قد اعتدوا على المحطة وقاموا بإطلاق النار عليها وعلى العاملين فيها مما أدى إلى مقتل الرجل، إضافة جرح آخرين وتضرر المحطة .