انسحب عدد من المسلحين القبليين ـ الذين يفرضون حصاراً خانقاً على القوات العسكرية الموالية لنظام الرئيس صالح المرابطة على السلسلة الجبلية المتاخمة لمدينة الحبيلين بردفان محافظة لحج من جهة الغرب منذ منتصف مايو من العام الجاري ـ انسحبوا أمس من بعض المواقع التي كانوا يتمركزون فيها، ومن بعض نقاط التفتيش التي نصبوها على الخط العام من الجهة الجنوبية الغربية للمدينة القريبة من منطقة الجدعاء.
وذكرت مصادر خاصة لـ "أخبار اليوم" بأن عملية الانسحاب المفاجئة للمسلحين من تلك المواقع والنقاط جاءت لإتاحة الفرصة أمام عدد كبير من الجنود المحاصرين في تلك المواقع والذين سبق وأن وجهوا أكثر من نداء للمسلحين بإفساح الطريق أمامهم للخروج من الموقع العسكري والعودة إلى مناطقهم وأسرهم التي انقطعوا عنها لأكثر من سبعة أشهر بأمان وسلام دون التعرض لهم أو مساءلتهم كون عملية الخروج من موقع القطاع العسكري سوف تكون عن طريق الهروب ودون معرفة قياداتهم التي أكدت المصادر بأنها تمارس ضدهم شتى صنوف الإذلال والتهديد والوعيد..
وكشفت المصادر بأن الستة الجنود ـ الذي أعلن مصدر عسكري في القطاع عن اختفاءهم بطريقة مثيرة للتساؤل، من أحد المواقع العسكرية التي يتمركزوا فيها منتصف الأسبوع الجاري في سياق التصريح الذي أدلى به للصحيفة ـ قد هربوا من مواقعهم بالتنسيق مع عدد من المسلحين الذين قاموا بتأمين الطريق لهم ومساعدتهم على عملية الفرار ومرافقتهم و إيصالهم إلى الخط العام وتوفير وسيلة مواصلات لنقلهم إلى مثلث العند معززين مكرمين مع أسلحتهم الشخصية وبعض الأمتعة..
وطبقاً لتلك المصادر فإن رغبة من تبقى من الجنود في تلك المواقع بالهرب ومطالبتهم بتأمين الطريق لهم قد أكدها الستة الجنود الذين تمكنوا من مغادرة مواقعهم والذين أكدوا بأن عدداً كبيراً من الجنود لديهم الرغبة في مغادرة مواقعهم وأن مخاوفهم من وجود المسلحين في النقاط الممتدة على الخط العام تمنعهم من تنفيذ رغبتهم في ترك مواقعهم والعودة إلى مناطقهم.
وأكدت المصادر بأن ما يقارب العشرين جندياً، بينهم ضباط قد تم مساعدتهم وتأمين الطريق لهم للهروب من موقع القطاع العسكري خلال الثلاثة الأيام الماضية..
وكان أحد جنود القطاع العسكري ويدعى محمد أحمد عيضة قد لقي مصرعه يوم الثلاثاء المنصرم في اشتباكات عنيفة اندلعت بين القوات العسكرية والمسلحين.