الرئيس يطالب علماء مؤيدين له بإصدار فتوى تدعمه لمواجهة معارضيه..

الهتار يدعو العلماء لوحدة الصف ويعتبر انقسامهم انقساماً للشعب والشيخ بن ناشر يذكرهم بالمجازر

2011-09-28 04:52:38 أخبار اليوم/ خاص


تواصلت مساء أمس بصنعاء فعاليات المؤتمر العلمي لجمعية علماء اليمن والذي ينعقد خلال الفترة من 27 حتى 29 سبتمبر الجاري تحت شعار (نحو رؤية شرعية واضحة) وبمشاركة خمسمائة مشارك من أصحاب الفضيلة العلماء من مختلف محافظات الجمهورية.
وطالب صالح أمس الثلاثاء علماء موالين له بإصدار فتوى شرعية تدعمه في طريقة يواجه بها معارضيه والمطالبين بإسقاط نظامه وقال في كلمته خلال مؤتمر جمعية علماء اليمن – والتي ألقاها وزير الأوقاف والإرشاد/ حمود عباد: "عليكم في مؤتمركم هذا واجب بيان حكم الله ورسوله في من يرفض اليد الممدودة بالسلم والحوار ويصر على الخروج على الثوابت الوطنية والانقلاب على الشرعية الدستورية".
وفي هذا السياق دعا القاضي/ حمود الهتار –وزير الأوقاف والإرشاد المستقيل- علماء اليمن إلى وحدة الصف وجمع الكلمة ونبذ أسباب الفرقة والخلاف، ومناقشة أوضاع اليمن السياسية والإدارية والاقتصادية والأمنية والعسكرية والاجتماعية ومطالب السلطة والمعارضة ومطالب الشباب وحقوق الحاكم والمحكوم وفق نصوص القرآن الكريم والسنة النبوية والدستور والقوانين النافذة ومقتضيات المصلحة العامة والمبادرة الخليجية، بغية الخروج بحلول عملية لحل المشكلات التي عانى ومازال اليمن يعاني منها.
وذكر القاضي/ الهتار في تصريح خاص لـ"أخبار اليوم" علماء اليمن بمسؤوليتهم أمام الله والشعب عن الأوضاع الراهنة وعن البيانات والفتاوى التي أحدثت أو ستحدث انقساماً أو توجد مبرراً لهذا الفريق أو ذاك لسفك دماء اليمنيين، خاصة وأن المطالبة بعزل الحاكم بطرق سلمية عند ثبوت موجبها أمر مقرر في الشريعة الإسلامية وحق التظاهر والاعتصام السلمي للتعبير عن الرأي مكفول شرعاً وقانوناً.
وتمنى الهتار على هيئة علماء اليمن المشاركة في المؤتمر إن وجهت لها دعوة المشاركة.
واعتبر الهتار وحدة العلماء أساس وحدة الشعب وانقسامهم انقساماً للشعب، مشيراً في سياق تصريحه للصحيفة إلى أن المتسبب سيتحمل وزر هذا الانقسام وما يترتب عليه.
هذا وقد علمت "أخبار اليوم" أن القاضي/ الهتــار قد اتصل يوم أمس برئيس جمعية علماء اليمن القاضي/ محمد بن إسماعيل الحجي وطلب منه أن يدعو بقية علماء اليمن لمشاركة فعاليات المؤتمر حتى يقوموا بمسؤوليتهم أمام الله والشعب لقول كلمة الحق للسلطة والمعارضة على حد سواء حقناً للدماء.
من جانبه تحدث للصحيفة رئيس رابطة علماء ودعاة عدن الشيخ/ عمار بن ناشر العريقي، مؤكداً أن العلماء ورثة الأنبياء، كما قال عليه الصلاة والسلام ولهم منزلة عظيمة في كتاب الله وسنة رسوله ولهم تأثيراً كبيراً على مدى التاريخ الإسلامي وحركات التحرر من الاستعمار في الحديث والقديم.
وأشار إلى أن الله أخذ من العلماء ميثاقاً، كما قال الله عز وجل "وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه".
وأكد الشيخ/ عمار بن ناشر على العلماء أن يأخذوا بميزان النبوة وفق القيادة الحسنة والقدوة الصالحة وأن ينصحوا لله ولرسوله ولكتابه ولأئمة المسلمين وعامتهم، كما قال صلى الله عليه وسلم، فيما رواه مسلم، لافتاً إلى أن أحق الناس بالنصح هم الحكام، لاسيما في ظل الظروف التي تعيشها البلاد العربية واليمنية خاصة.
وقال رئيس رابطة علماء ودعاة عدن إنه لا يجوز للعالم أن يكون إمام عامة ولا إمام سلطة ولكن إمام دين وملة، حيث إذا فسد العلماء فسدت البلاد – حد قوله- مستهلاً بالقول: يا رجال الدين يا ملح البلد، من يصلح الملح إذا الملح فسد.
وأكد على عدم جواز أن يشتري العلماء بآيات الله ثمناً قليلاً كما قال الله سبحانه وتعالى، داعياً العلماء أن يتحملوا مسؤولية العلم وأمانة الكلمة.
وأضاف أنه وطالما الرئيس قد استنصح العلماء، فيجب أن ينصحوا له بصدق ولا شك أن الذي يفتي به المخلصون من العلماء والساسة لا أقل من القبول بالمبادرة الخليجية والتنازل السلمي عن السلطة وأن يجنب البلاد فتنة الحرب الأهلية وأن يستجيب الحاكم للمطالب الشعبية.
وطالب الشيخ/ عمار العريقي العلماء ألا يداهنوا في الحق وأن ينظروا إلى مصلحة البلاد والعباد.
وتابع القول: فوالله لو كان الحاكم قائماً بالدين والحق والشرع لوجب عليه التنازل بمثل هذه الظروف، فكيف وقد عم الفساد المالي والإداري البلاد، فيما يتفق عليه جميع العقلاء من جميع الشرائح والأطراف ومكونات المجتمع، وسفكت الدماء وارتكبت المجازر بحق الشباب العزل، داعياً العلماء إلى التنبه لهذه القضية وألا يكونوا كما قال الله عز وجل "واتلوا عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها فاتبعه الشيطان فكان من الغاويين ولو شئنا لرفعناه بها ولكنه أخلد إلى الأرض واتبع هواه فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث".
واعتبر الشيخ/ العريقي أن ما حدث من مجاز يؤكد قضية المطالبة بالانتقال السلمي للسلطة وتجنيب البلاد الويلات، بل وضرورة محاكمة المسؤولين عن هذه الدماء البريئة، لاسيما أن الشرع والقانون والدستور قد كفلوا هذه المظاهرات ما دامت سلمية لم ترفع السلاح.
وأشار إلى ما قاله النبي – صلى الله عليه وسلم- "أفضل الجهاد عند الله كلمة حق عند سلطان جائر"، وقال سيد الشهداء حمزة ورجل قام إلى إمام جائر فأمره، فنهاه، فقتله.

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد