لقد سقط الشهيد وارتفعت روحه الطاهرة لمالكها وخالقها، وقاتلها مازال حرا طليقا ينعم في هذه الدنيا، لكن الخوف يلاحقه، والنوم لا يدخل عينيه، فكلما أراد النوم، أحس أنه قاتل، فيمكث مذلولا مهانا في الأرض، ويعيش بقية عمره في حزن وضيق، وهكذا هي سنة الله تعالى تجري، وهذه عقوبة هذا القاتل في الدنيا.. وكم من شهداء يسقطون.. ويتكاثرون بفعل مجرمين.. سفاحين.. لم يعد في قلوبهم إيمان بحرمة قتل النفس.
ومن هؤلاء الشهداء الذين هم موضوع حديثنا، هم الشهداء الرياضيين، فبعد أن سقط في بداية الثورة وفي حادثة ملعب المريسي الشهيد البطل أحمد عواض بطل اليمن في لعبه الكيوكنشاكي وصاحب أول حزام أسود في بلدنا في هذه اللعبة، جاء بعده البطل اليمني في لعبه المصارعة إلا وهو المصارع عبد العزيز عثمان راجح الذي استشهد بجولة كنتاكي النصر سابقا، وهو لاعب مشهور في لعبه المصارعة وبطل الجمهورية لوزن (75) لعام 20010، ويمتلك ست ميداليات ما بين فضية وبرنزية، ومدرب الفئات السنية في كرة القدم في نادي آزال، ومدرب مصارعة في الحرس الجمهوري، ويعتبر الشهيد عبدالعزيز من مؤسسي نادي آزال وله الكثير من المشاركات الرياضية الحافلة في بلدنا، ويمتلك حضورا رياضيا بارزا وملفتا في هذا الوطن ضمن أنشطتها ورغم ذلك إلا أنه كان ينهي كل أعمالها الرياضية وبذات في وضيفته الرسمية في الحرس الجمهورية كما يروي لنا شقيقة، ويحرص على تواجد والحضور إلى الساحات، وكان لا يغيب عن أية مسيرة أو يتغيب بها وفي الصفوف الأمامية.. لم يكن يحمل بداخله غيض على احد وكل ما كان يحلم به هو أن يعيش بكرامة والآخرين يقدرون حياته وعطاءه في مجالها وإنجازاته التي حققه صارت عار عليه وحمل ثقيل لا تشفع له.
ويحكي لنا شقيقه عن حياته.. وكيف كان انضمامه.. ليقول إنه كان من أوائل الثوار الذين انضموا مثله مثل بقيه الثوار نتيجه للظلم الحاصل والحياة الذي يعيشها اليمنيين كافة، وقال أيضا: "إن انضمامه كان بطريقة شبه سرية كونه مدرب للحرس الجمهوري في لعبة المصارعة في السلك الرياضي، فما كان ينهي عمله في المعسكر حتى يعود إلى الساحات ليقضي عمله فيها، تارة بمساعدة الشباب في أمور الساحات وأي عمل يستطيع أن يقدمه، فكان لا يبخل عليهم بأي شيء".. وكان الشهيد كما أخبرنا شقيقه شخصا محبوبا يتمتع باحترام الكل، ولم يكن من النوع الطائش والنزق الذي قد يتباهى بقوته كي يؤذي بها الآخرين.