احتشد مئات الآلاف من الثوار في العاصمة صنعاء في شارع الستين لأداء صلاة جمعة التي أطلقوا عليها اسم جمعة " الاصطفاف الوطني " للتأكيد على استمرار الثورة حتى تحقق كامل أهدافها بعد يومين من إعلان حكومة الوفاق الوطني برئاسة باسندوة.
وتوافد المصلون إلى شارع الستين منذ ساعات الصباح الأولى لإحياء جمعة "الاصفاف الوطني " غداة دعوة اللجنة التنظيمية لشباب الثورة جماهير الشعب لاحيائها وهي الجمعة الأولى بعد تشكيل وإعلان حكومة الوفاق الوطني والجمعة الـ 43 منذ اندلاع الثورة مطلع شهر فبراير المنصرم.
من جانبه دعا خطيب جمعة الستين علي شرف الدين جميع الثوار إلى الاصطفاف الثوري في جميع ساحات الحرية والتغيير ووحدة القلوب لا وحدة الأجساد والاصطفاف بالأرواح لا اصطفاف بالاكفاف ،كما دعا إلى استمرار التظاهرات السلمية في الساحات باعتباره حق لن يتنازل عنه أصحابه في أي وقت وتحت أي ظرف، مشدداً في الوقت ذاته على ضرورة إسقاط النظام بأكمله.
وحذر الخطيب مما أسماها محاولة لشق الصف وتفريق الوحدة وتشتيت الكلمة بأي طريقة كانت وبأي شعارات كانت، لا سيما الشعارات الدينية والطائفية، قائلاً: "نحن لن ننخدع بتلك الشعارات ودعوات الجهاد المسلوبة "ومن كل من يحاول أن يلتف على الثورة حتى ولو جاء من صفوف الثورة نفسها - حد تعبيره.
وعن الاتفاق السياسي بين المؤتمر الحاكم وأحزاب المعارضة قال شرف الدين إن أي اتفاق سياسي بين الفرقاء السياسيين لن تجعل الثوار يتنازلون عن ثورتهم حتى عن مطلب واحد حتى تتحقق دولة مدنية تسمع كل صوت فيها.
معتبراً دخول أي فصيل من المعارضة في اتفاق أو أي تسوية مع قتلة الأطفال والنساء والشباب بأنها مشاركة لهم في تلك الجرائم قائلاً: في هذا السياق: المجرمون الذين قتلوا الشباب نحن سنشارك بتلك الجرائم إذا قبلنا بمساومة سياسية".
وتوعد الخطيب كل من سفك دماء الشباب واليمنيين عموماً بالحساب ولن يفلت من العقاب كان من كان، قائلاً: نحن لن نتنازل ولن نخرج من اجل وزارة أو من اجل محاصصة خرجنا من اجل الله ،إن محاكمة المجرمين مطلب شعبي وكل من يتنازل عن هذه المطالب الثورية يتنازل عن الثورة ،ونحن الآن نعيش في ظل الثورة والشرعية الثورية".
وعقب الصلاة هتف المحتشدون كعادتهم بهتافات وشعارات أكدوا من خلالها على استمرارهم في الثورة حتى تحقق كامل أهدافها والمتمثلة في اسقاط النظام بأكمله وضرورة جمع الصف ولاسيما في هذه المرحلة الحرجة ومن تلك الشعارات "هبوا هبوا للستين ما في جمعة في السبعين-هذه جمعة اصطفاف حتى تحقيق الأهداف -أعلناها صفاً واحد لن يبقى في السلطة فاسد-وحدنا كل الصفوف ثورتنا امراً معروف – السفاح لازم يعدم والقرار لأصحاب الدم-يا عالم شوفوا الأبطال لا ضمانة لا مجال –يا تعز أحنا جنودك استمري في صمودك ".