وكالة أميركية تتحدث عن إدارته للسلطة من وراء الكواليس وتؤكد أن:

واشنطن تبحث عن وسائل لإزاحة صالح في أقرب وقت وإيجاد دولة تقبل استضافته

2012-01-21 04:46:16 أخبار اليوم/ ترجمة خاصة

 

ذكرت وكالة أميركية أن واشنطن في حالة تأهب من تقدم القاعدة وان جون برينان ومسئولين آخرين يبحثون حالياً عن وسائل لإزاحة الرئيس صالح من اليمن في أقرب وقت ممكن حتى تتمكن النخب السياسية من العودة إلى محاربة الإرهابيين بدلاً من محاربة بعضهم البعض. 
وقال مسئولون أمريكيون إن إدارة أوباما تشارك في جهود مكثفة مع الرئيس اليمني المحاصر علي عبدالله صالح للعثور على مقر إقامة جديد له، مفضلة ألا يكون في الولايات المتحدة، حتى تتمكن اليمن من المضي قدماً في عملية الانتقال إلى الديمقراطية. 
وحسب وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية، فإن مستشار الرئيس باراك أوباما لمكافحة الإرهاب جون برينان يقود هذه الجهود الدبلوماسية التي على ما يبدو أنها اكتسبت قوة دافعة هذا الأسبوع عندما طلب صالح الالتقاء بالسفير الأمريكي في صنعاء جيرالد فيرستاين لمناقشة الجهة التي يمكن أن يتجه إليها.
وقال المسئولون لأسوشيتد برس إن لقاء صالح مع فيرستاين جاء بعد وقت قصير من انتقاد وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون لصالح لعدم الوفاء بالتزاماته بمغادرة اليمن والسماح بإجراء انتخابات تنهي دكتاتوريته التي استمرت 33 عاماً، مستدركة الوكالة الاميركية بأن خيارات صالح قليلة، مما يضع الإدارة الأمريكية في مأزق وهي تحاول إيجاد بلد مستعد لاستضافة زعيم ماكر ومتهم بارتكاب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان خلال أكثر من عام من الصراع الداخلي.
وعلقت الاسوشيتد برس بالقول: لقد حول صالح، 69 عاماً، نفسه من حليف عربي قوي لصدام حسين إلى حليف أساسي للولايات المتحدة في مكافحة الإرهاب، لكن واشنطن لا تريد أن تكون مُجبرة على توفير مقر جديد له، رغبة الإدارة تعكس السياسة الأمريكية الخارجية المتحولة جراء الربيع العربي. 
وأشارت إلى أن منح صالح اللجوء السياسي في الولايات المتحدة أو إظهار معاملة مميزة له من طرف أي إدارة تدافع عن التغيير السلمي والديمقراطي، لن يحضى بشعبية من الأطراف السياسية اليمنية التي من المرجح أن تشارك في الحكومات المستقبلية في اليمن وقد تُغضب أيضاً الشعوب العربية التي تكافح للإطاحة بالحكام الفاسدين والسلطويين.
وأضافت أن الرئيس صالح وعلى الرغم من موافقته العام الماضي على نقل السلطة إلى نائبه قبيل إجراء الانتخابات الرئاسية المقرر إجرائها في فبراير، فإن صالح يواصل إدارة السلطة من وراء الكواليس وإحباط الجهود التي يبذلها المصلحون في اليمن، منوهة إلى حديث حلفاء صالح عن إمكانية تأجيل التصويت في الشهر القادم قد زاد من غضب المعارضة اليمنية وفي الوقت نفسه، استفادت القاعدة من عدم الاستقرار السياسي لتوسيع سيطرتها في البلاد.
وذكرت الوكالة انه من دون وضع حد للفراغ السياسي في اليمن، يخشى المسئولون من أن تكون القاعدة في شبه الجزيرة العربية قادرة على جمع الأموال وكسب مجندين جدد وزيادة احتمال وقوع هجوم إرهابي دولي جديد.
وقال المسئولون الأمريكيون ـ الذين اشترطوا عدم الكشف عن هوياتهم لحساسية القضايا الدبلوماسية الجارية ـ إن صالح أعاد تقديم طلب الحصول على تأشيرة دخول إلى الولايات المتحدة وإن الإدارة الأمريكية تدرس طلبه بعناية، واستدركوا بالقول: لكن خوفاً من الظهور كملجأ لحاكم مستبد يداه ملطخه بالدماء، علقت الولايات المتحدة موافقتها على التأشيرة منذ ديسمبر عندما طلب صالح زيارتها لتلقي العلاج الطبي من الإصابات التي لحقت به في محاولة الاغتيال التي تعرض لها في يونيو. 
وكان المسئولون الأمريكيون قد طلبوا الحصول على تأكيدات بأن صالح لن يبقى في البلاد، لكنهم يعترفون الآن بأنهم إذا سمحوا له بدخول الولايات المتحدة، فقد يبقى فيها وقالوا إنه لم يتم اتخاذ قرار نهائي في هذا الموضوع.
وقال المسئولون إن السعودية والإمارات العربية المتحدة رفضتا استقبال صالح وقالوا إنه لا تزال هناك احتمالات أخرى، لكن إذا لم يستقبله بلد آخر، فإن الولايات المتحدة قد تضطر أن تختار بين استقرار اليمن في المستقبل وبين شعبيتها في منطقة الشرق الأوسط. 
وفي هذه الحالة يقول المسئولون إن الإدارة الأمريكية ربما تسمح لصالح بالبقاء في الولايات المتحدة.
ولفتت الوكالة في تقريرها إلى أن صالح في الوقت الذي نقل السلطة إلى نائبه من حيث المبدأ، لكنه استمر في شد خيوط الحكومة اليمنية عبر المواليين له وأقاربه الذين لا يزالوا في مواقع السلطة ويخشى كثيرون من انه سيواصل ممارسة الحكم إذا ظل في اليمن.
من جانب آخر, قال مصدر في حزب المؤتمر الشعبي العام إن الرئيس صالح سيتوجه في المستقبل القريب إلى الخارج للعلاج من جروح أصيب بها في انفجار تعرض له في يونيو الماضي.
وقال المصدر إن اللجنة العامة لحزب المؤتمر قبلت ذلك بناءً على طلب الرئيس صالح وانه ينبغي أن يسافر إلى الخارج لتلقي العلاج, ولكن دون تحديد المكان المتجه إليه أو زمن سفره.

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد