إثر عملية هجومية للقاعدة سبقها تمشيط من البحر وتزامنت مع تسليم مقولة للمنطقة الجنوبية..

70 شهيداً من الجيش وعناصر التنظيم يستولون على كمٍ كبير من الأسلحة والعتاد.... العميد الدّروي لا يستبعد التواطؤ ويستغرب غياب الطيران والعقيد المارمي يعتبرها رسالة للرئيس

2012-03-05 07:26:24 أخبار اليوم/ خاص


في وقت كانت لجنة دور استلام وتسليم تواصل مهمتها في تسليم المنطقة الجنوبية واللواء "31" مدرع لقائد المنطقة المعين مؤخراً اللواء الركن/ سالم علي قطن ـ الذي عين بدلاً عن اللواء/ مهدي مقولة ـ وفي وقت كانت الأجواء ملبدة بالكثبان الرملية التي تحول دون رصد الأقمار الاصطناعية لأي تحركات على الأرض في محافظة أبين ـ التي تتواجد فيها عناصر القاعدة ـ الذين يدركون بأن طائرة بدون طيار أميركية تحوم يومياً فوق سماء المحافظة إلا أن موجة الغبار والكثبان الرملية الشديدة تفرض على هذا النوع من الطائرات التوقف عن مهمتها لكي لا تصطدم بأي من الجبال والمرتفعات.

هذه اللحظات يبدو أنها كانت الوقت الذهبي لعناصر من تنظيم القاعدة الذين نفذوا يوم أمس عملية تسلل وهجوم مباغت لكتيبة المدفعية والدبابات المشتركة المرابطة بوادي دوفس في محافظة أبين كما استغلوا حالة الغفلة التي كان الجنود عليها وتمكنوا من السيطرة على العديد من الأطقم والمصفحات وراجمات الصواريخ وعدد من الأسلحة الرشاشة التي تمكنوا من أخذها بعد مواجهات طفيفة لا تكاد تذكر، سنحت لعناصر التنظيم بأسر 56 فرداً من أفراد الكتيبة والتوجه بهم مع العتاد والسلاح إلى منطقة جعار وتنفيذ عملية هجومية شرسة استهدفت الألوية المرابطة في جبهتي زنجبار والكود أدت إلى استشهاد أكثر من 70 جندياً وجرح 30 آخرين، ينتمون إلى الألوية "119،115، 201، 39، 31" ومجموعة من الدفاع الساحلي اكتضت بهم ثلاجة مستشفى باصهيب العسكري ليتم نقل بعض الجثث إلى قاعة المحاضرات بالمستشفى تحت التكييف..

وتشير المعلومات إلى أن المواجهات أسفرت عن مقتل 17 عنصراً من عناصر تنظيم القاعدة بينهم 6 غير يمنيين، كما قامت هذه العناصر بتدمير 3 دبابات كانت متواجدة في موقع الكتيبة المشتركة بدوفس..
وعلى هذا الصعيد أبدى العميد الركن/ محمد علي أحمد الدّروي ـ نائب رئيس دائرة العمليات الحربية بوزارة الدفاع سابقاً ـ أبدى استغرابه من تجاهل قيادة المنطقة والقوات البحرية وعدم اهتمامها للبلاغ الذي تلقوه مساء أمس الأول حول الزوارق التي كان على متنها مجموعة من المسلحين يرتدون بزات عسكرية تابعة لقوات خفر السواحل، ليتم التعامل معهم بعد ذلك على أنهم صيادون. 

وقال العميد الركن/ الدّوري ـ في تصريح خاص لـ"أخبار اليوم" ـ لو افترضنا جدلاً أن عناصر القاعدة تمكنوا من دخول موقع كتيبة المدفعية والدبابات المتواجدة في دوفس واستولوا على تلك الكمية من الأسلحة، لكن كان بإمكان الطيران الحربي أن يتعقبهم ويدمر ما تم نهبه وكذا القضاء على عناصر التنظيم، حيث كانوا يمثلون صيداً ثميناً للجيش لأنهم كانوا يعبرون الطريق الصحراوي والوادي لمسافة أكثر من 21 كم حتى وصلوا إلى جعار، لكن للأسف لم يقم الطيران بدوره.



وأشار نائب رئيس العمليات السابق إلى وجود كتائب إسعافية قريبة من دوفس، تم إنشاؤها مؤخراً لم تتحرك لإنقاذ كتيبة المدفعية والدبابات التي تعرضت للهجوم المباشر، مؤكداً أن هناك شيئاً غريباً في العملية، يشير إلى تواطؤ، سيما أنها تزامنت مع تواصل عملية دور الاستلام والتسليم بين قائد المنطقة الجنوبية والجديد اللواء/ قطن وسلفه اللواء/ مقوله، غير مستبعد أيضاً أن يكون لتوقيت العملية أبعاد منها إرسال رسالة إلى الرئيس المشير/ عبدربه منصور هادي مفادها قدرة هؤلاء على عرقلة مسيرة الإصلاح والتنمية، مؤكداً وقوف شخصيات وجهات نافذة وراء نجاح العملية، حيث قال إذا لم يكن هناك تواطؤ ودعم وتعليمات بعدم إعاقتهم فما كان بمقدور عناصر هذا التنظيم القيام بها ولم يقدر لهذه العملية النجاح وكان بمقدور سرية وليس كتيبة التصدي لهم.
وعن تفسير سقوط كم كبير من الشهداء والجرحى يوم أمس في صفوف الجيش على جبهتي زنجبار والكود، قال العميد/ الدّروي إن العقيدة العسكرية ضائعة وتائهة وليست حول الوطن وإلا فالجنود الذين تم التضحية بهم جريمة في حق كل اليمنيين مدنين وعسكريين والجريمة أيضاً أن نظل نحن اليمنيون متفرجين، هناك شيء يحدث خاصة واليمن تمر بمرحلة انتقالية وهناك استعداد لعملية هيكلة الجيش، متسائلاً ـ في الوقت ـ ذاته كيف لكتيبة في وضع استعداد تام ومتمركزة في موقع قتالي تهزم بهذه السهولة، متسائلاً عن حجم وعدد عناصر تنظيم القاعدة الذين هاجموا الكتيبة مذكراً بقاعدة عسكرية تقول "الكتيبة يهاجمها لواء معزز والسرية تهاجمها كتيبة معززه".

إلى ذلك قال العميد المتقاعد/ محمد حسين المارمي ـ قائد سلاح الإشارة في تصريح لـ "أخبار اليوم" إننا نترحم على أرواح الشهداء من الجنود الذي ذهبوا ضحية الهجوم المباغت والذي اتخذ جانباً من حرب العصابات وكذا أتخذ تكتيكاً منسقاً مع العدو باعتبار جغرافية المنطقة التي يتواجد فيها الجيش والمهاجمون محصورة جداً من دوفس وحتى جعار والكود لا تتجاوز 50 كيلو مترا وإنه بإمكان الجيش باستطلاعاته أن يفشل أي هجوم ولذا تم الاختراق ضد وحدات الجيش وذلك من أجل كسر الروح المعنوية للجندي المقاتل

وأضاف المارمي إن أي تحرك عسكري لتنفيذ مهمة قتالية ينبغي أن تتوفر فيه لمؤن الكافية والعتاد العسكري وخاصة في صحراء دون توفر الغطاء الجوي لحماية تلك القوات كما هو في جبهة دوفس يجب وأن تكون قوة مشاة في المقدمة وليس الدبابات والمدافع وراجمات الصواريخ تكون في المقدمة بل في المؤخرة القتالية، موضحاً أن غياب الاستطلاع والذي يعد العنصر المهم في المعارك قد سهل العملية التي نفذها المسلحون أمس ضد تلك الوحدات، معرباً عن استغرابه الشديد عن عدم مشاركة الطيران الحربي ضد المسلحين وكان من السهل جداً إبادة المهاجمين كونهم، في صحراء مكشوفة.

وأكد العميد المارمي أن ما جرى في أبين تعد مؤامرة ورسالة للرئيس عبدربه منصور هادي وحكومة الوفاق الوطني صدور قرارات بإبعاد العناصر التي تقوم بتمويل المسلحين ورسالة أيضاً لمؤتمر المانحين الذي سيعقد في العاصمة السعودية الرياض لدعم حكومة الوفاق الوطني لافتاً أنه بعد انتخاب الرئيس عبدربه منصور هادي رئيسا للجمهورية سعت تلك العناصر التي ترى بأنها ستفقد مصالحها القيام بتفجيرات المكلا وعدن أمس الأول والبيضاء وصنعاء، البحث عن سيارتين مفخختين، موضحاً أن البلاد ستشهد المزيد من الهجمات في عدة محافظات وذلك لإفشال المرحلة الانتقالية لحكومة الوفاق الوطني.

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد