فسر الخبير في شؤون الجماعات الإرهابية سعيد عبيد الجحمي، ما يحدث من عمليات إرهابية في تستهدف أنبوب النفط بشبوة وانتشار عناصر قاعدية في مناطق ومحافظات أخرى غير أبين- بأن ذلك كان نتيجة طبيعية متوقعة لعهد جديد وخطابات تدل على جدية القيادة السياسية، حيث انعكست تلك الأقوال إلى أفعال على أرض الواقع.
وأشار عبيد في تصريح لـ"أخبار اليوم" إلى أنه لأول مرة في الحرب على الإرهاب في اليمن يسجل نجاحاً حقيقياً على الأرض، وإن كان ليس بالنجاح الشامل، إلا أنه برأي الخبير في شؤون الجماعات الإرهابية بداية نجاح حقيقي غير مسبوق مقارنة بكل ما سبق.
ولفت عبيد إلى أن تنظيم القاعدة باليمن بدأ يستشعر حالياً أنه أمام خصم جاد، متمثل بالجانب الحكومي والدولة وعلى رأسها الرئيس هادي، منوهاً بأن استشعار الخطورة من قبل القاعدة لم يعد محلياً فحسب، حيث خرج زعيم القاعدة أيمن الظواهري قبل أيام بخطاب إعلان توسيع الحرب والتحريض على الدولة في اليمن عنوانه "اليمن بين عميل تائب وعميل نائب"، معتبراً ذلك تحريضاً على اليمن.
وقال الجحمي: إن استشعار القاعدة للخطر يؤكد جدية المعركة ضد القاعدة باليمن.. مضيفاً: إن خطاب الظواهري قد يدفع أنصاره في اليمن لارتكاب حماقات، حيث تتوهم القاعدة أنها تمتلك دولة بأبين وتشيع بأن الناس راضون عنها وعن خدماتها.
واستدرك الجحمي بأن أحداث لودر فضحت القاعدة، مؤكداً أن الناس ليسوا راضين عنها، فقد خرج المواطنون هناك بلجان شعبية تقاتلها وتدافع عن مناطقه ليخرجوا اليوم منتصرين بدحر مسلحي القاعدة.
وتابع: إنه من المتوقع أن يذهب مسلحو القاعدة إلى مناطق آمنة ومحافظات أخرى بعد هزيمتها النكراء في أبين، مشيراً إلى أن القاعدة والتي أطلقت على نفسها "أنصار الشريعة" لديها عناصر محلية ربما ليست معروفة لدى الجانب الرسمي في الدولة وبالتالي يمكن أن تقترب القاعدة يميناً وشمالاً.
وكانت وزارة الداخلية أعلنت أمس مطاردتها لـ"20" مسلحاً من القاعدة في ماوية بمحافظة تعز، كما ضربت طائرة بدون طيار سيارة تابعة للقاعدة بشبام حضرموت.
وفي هذا السياق اعتبر الجحمي هذا الانتشار لعناصر القاعدة مجرد تخبط عشوائي ناتج عن ارتباكها، حيث أن قيادة القاعدة وقعت بحرج جديد، فهي أمام كيان تريد المحافظة عليه، خلقته فجأة دون التوافق مع السياسات العامة للإستراتيجية التي وضعها التنظيم نفسه، وذلك ما كشفته وثائق بن لادن التي أكدت عدم رضاها بما يحدث في اليمن وأنه ليس هذا هو الوقت المناسب لحدوث ذلك.
وأشار عبيد إلى أنه من الواضح أن هناك تناقض بين فعل القاعدة هذه الفترة وبين إرادة أسامة بن لادن زعيم القاعدة الذي قتل بعملية أميركية في باكستان.
وأوضح عبيد أن خطاب الظواهري كشف عن أن القاعدة في اليمن تتبع رؤية الظواهري، الأمر الذي يشير إلى تناقض وجهات النظر بين قيادات القاعدة، فالقاعدة باليمن لا تتبع أسامة بن لادن، لهذا هي تدفع الثمن، وتجد نفسها أمام كيان أسسته وقامت بالترويج له بأنه مقبول شعبياً واتضح زيف هذا الادعاء، ما يجعلهم يتخبطون أكثر خاصة بعد أن اشتدت عليهم الحملة.
ووصف الخبير الجحمي القاعدة بفعل جدية هادي، كمن لدغته حية أو كمن يتخبطه الشيطان من المس.
ونوه بأن القاعدة عمدت إلى تفجير أنبوب النفط لتستهدف الاقتصاد اليمني، مختتماً كلامه: إن القاعدة أمام مشهد يستدعي تخبطها، فهي أمام لا مشروعية في عملها وأمام حرج شعبي وجدية الخصم، ما يضعها أمام تحديات كبيرة ولأول مرة يبدو خطابها متناقضاً مهزوزاً وأن بداية السقوط قد بدأت، مؤكداً أن بدائل القاعدة ستفشل مهما ارتكبت من حماقات.