رئيس اللجان الشعبية بمديرية خنفر المطلوب الأول لدى القاعدة/ عبد اللطيف محمد السيد في أول ظهور إعلامي له مع "أخبار اليوم":

القاعدة دمرت أبين وشردت الناس وهادي مصمم لاقتلاعها

2012-06-11 03:24:41 *هاتفه/ مدين مقباس


حققت اللجان الشعبية بمديرية خنفر ـ محافظة أبين ـ التي يرأسها عبد اللطيف السيد، نجاحات قوية على الأرض، بالتصدي ومحاربة الإرهاب إلى جانب الوحدات المقاتلة في باتيس وجعار والمواقع الأخرى من مديرية خنفر.
وفي أول ظهور إعلامي لرئيس اللجان الشعبية بخنفر، يقول عبد اللطيف السيد ـ الذي يعد المطلوب الأول لدى القاعدة بخنفر باعتباره كافراً بموجب فتوى أصدرت ضده، لـ"أخبار اليوم" ـ إن الوضع العسكري الآن في أبين أكثر قوة بعد مروره بفترة ضعف طويلة بسبب قيادات عسكرية قدمت لتلك الجماعات تسهيلات كثيرة وسمحت لها بنهب المعدات العسكرية والاستيلاء على المواقع العسكرية.
مشيراً إلى أن الوضع الآن اختلف كثيراً بعد الانتخابات الرئاسية وتصميم الرئيس/ عبد ربه منصور على اقتلاع القاعدة.
وتحدث "السيد" لـ"أخبار اليوم" عبر الهاتف، مشيراً إلى أهمية التعاون الشعبي مع الوحدات المقاتلة من القوات المسلحة للتعجيل بالحسم في حربها ضد القاعدة " أنصار الشريعة " فإلى حصيلة الحوار.

ـ كيف تقرأ الوضع العسكري والميداني والأوضاع الراهنة في أبين؟
** بدأ الوضع منذ فترة بعد الانتخابات الرئاسية المبكرة يبرز بقوة، حيث لمسنا أن الرئيس/ عبدربه منصور مصمم على اقتلاع القاعدة من الوطن، لأن الوضع العسكري ـ خلال الفترة الماضية ـ كان ضعيفاً، حيث كانت هناك تسهيلات للجماعات المسلحة من قيادات عسكرية.
ما نوع التسهيلات التي تقصدها؟
** تسهيلات في أخذ الآليات العسكرية من خلال غض الطرف وأساليب أخرى، فهناك أطراف كانت في السلطة وخارجها تلعب بهذه الورقة (أنصار الشريعة) لأغراض شخصية لهم وقد تكون سياسية.
ـ في تصورك لماذا اختارت "أنصار الشريعة" أبين لتأسيسها ولتكون معقلاً لها؟
** أبين لها مميزاتها الجغرافية التي قد ربما تتناسب مع استراتيجياتها، إلى جانب أن هناك عوامل سبقت ذلك، أبرزها الانفلات الأمني وعامل الفقر والبطالة والموقع الجغرافي الذي جمع بين البحر والجبال والمزارع والتعمد بإشاعة التراخي في محافظة أبين من قبل السلطة السابقة، أدى ذلك كله إلى تركيز نظرة الجماعات المسلحة تجاه أبين.

 بعد مرور عام على سقوط زنجبار وبدء الحرب بين الجيش والقاعدة، ترى.. ماذا حقق الطرفان؟
** حققت القاعدة الدمار لمحافظة أبين وتشريد الناس وتدمير البنية التحتية لمحافظة أبين، والجيش حقق نجاحات نوعاً ما، أبرزها وقف تمدد القاعدة إلى عدن ولحج.

ـ أنتم من أول الشخصيات التي بدأت تقاوم الجماعات المسلحة، هل ممكن أن تروي لنا البدايات في نضالكم هذا؟
** بدأت المقاومة من جعار بعد احتراق مصنع 7 أكتوبر العام الماضي وذلك بعد أن اتفقنا أنا ومجموعة من أبناء مديرية خنفر على أن نقاوم ونحافظ على أمن مديريتنا (خنفر) ونطرد عناصر الجماعات المسلحة الذين جاءوا ولا نعلم من أين أتوا وخربوا ممتلكاتنا وبدأنا بالعمل في هذا الاتجاه وعندما شعرت الجماعات المسلحة "أنصار الشريعة " وأدركوا أن ذلك يشكل خطراً عليهم وقاموا بتفريقنا حتى أصبحت أنا أقاومهم لوحدي، وبعد أن بدأنا بالخروج بمسيرات من جعار وخرج المواطنون معنا حاولوا ممارسة التضليل وشق صفوفنا وأنا بقيت وحيداً ومعي بعض المخلصين من أبناء خنفر منهم الشهيد/ عبداللاه سند ـ الله يرحمه ـ وأخوه علوي ـ الله يرحمه ـ وأخلصوا معي أما البقية فقد خضعوا للتأثير والتضليل والله عليم.

ـ هناك من يتحدث ويقول إنكم على علاقة معهم واختلفت معهم فيما بعد.. ما تعليقك على ذلك؟
 **بالفعل كل عمل وطني يقوم به الإنسان تصبح له انعكاسات تطال صاحبه، لكن الحمد لله أنا راض بما أقدم وإرضاء الناس غاية لا تدرك، فهم يعرفون الحقيقة والقاعدة تتخذ كل الأساليب بهدف أثنا أي رجل يقاومها والمواطنون في جعار وكافة أبين يعرفون من هو عبد اللطيف السيد الذي خرج لمقاومة هذا الإرهاب وخطره، لكنهم للأسف مع القوي ويعيشون تحت إرهاب نفسي لإصدار التهم الباطلة والأفضل لهم الانضمام معي وإلى اللجان الشعبية بخنفر لتطهير منطقتنا من هذا الخطر الإرهابي. ومع ذلك للأسف بعض الوسائل الإعلامية ذهبت إلى تصنيفي بأني منشق والحقيقة غير ذلك.. أنا أول من قاوم هذه الجماعة الضالة في إمارتها المزعومة وقار، وعليهم الرجوع إلى المواطنين وتوخي الدقة في استقاء المعلومات وتصنيف الناس بحسب ما هو قائم.. كما أنها لم تؤثر في تلك الأحكام أو عدم دعم الدولة لي وأنا الآن مرتاح الضمير لأني قمت بهذا العمل للدفاع عن أهلي وأخوتي، ومنذ أن بدأنا مقاومتنا لهذه الجماعات المسلحة ونحن معتمدون على ذاتنا.

ـ ما هي أهم النجاحات التي حققتموها أنت والمجموعة التي شكلتها العام الماضي؟
** أهم النجاحات أننا قمنا بقطع طريق سلأ شقرة في 2011م وطهرنا مدينة شقرة يونيو العام الماضي وبعد ذلك جاءت قوى وأطراف أخرى ودخلنا معهم في خلافات بسبب الاختلاف في الآراء لكيفية الدخول إلى زنجبار وخلصنا إلى القول لهم أين كنتم من قبل! لتاتون الآن وسلمناهم شقرة وانسحبنا منها وقلنا لهم أحموها وتركت مجموعة صغيرة من أصحابي في الكسارة بشقرة وعدت إلى جعار واستدعاني حينها الشهيد العقيد/ أحمد عوض وسألته عن المقومات لدى القبائل للدخول إلى زنجبار ولم أوافقه لفكرة الهجوم لعدم وجود التكافؤ بين القبائل والقاعدة تسليحاً.

ـ مجزرة حسان التي تعرضت لها القبائل هل لديك معلومات حول من تواطأ فيها؟
** يمكن القول إن القبائل تهوروا، والقاعدة و السلطة تعمدتا في دفعهم إلى ذلك الوضع وهم غير متكافئين مع العدو فكان عليها عدم الدفع بهم إلا بعد توفير الإمكانيات ودراسة للوضع والموقف الناشئ، تصور لم يكن لديهم سوى آلي و60 طلقة!.

لكن لا يزال هناك غموض حول مجزرة حسان وضرب الطيران للقبائل؟
** كما أشرت لك أن القبائل تهوروا والقاعدة كانت تخشى القبائل، خصوصاً بعد سيطرتهم على شقرة في يونيو العام الماضي وعملت على استدراجهم وتمهيد الطريق لهم للتوغل في الأحراش في حسان في معركة غير متكافئة وتخاذل السلطة أمام ما سيحصل من حيث تقييم الوضع ودراسته لتثبيت خطة الهجوم المسند، لكن للأسف القبائل تعرضوا لضربات الطيران والله يعلم من الذي زودهم بالإحداثيات والمعلومات وأين الخلل حصل في تحديد الموقع للطيران أو أن الطيران تأخر وجاءت الضربة بعد توغلهم... لأن القاعدة أيضاً تعرضت للقصف.

ـ ما هي الأسباب التي أدت إلى اختفائك بعد ذلك؟
** لم اختف وبعد 15 يوماً من مجزرة حسان دارت بيننا وبين القاعدة معركة في جعار بعد أن اتهموني بأني أنا من دفع القبائل لقتالهم وأني سببت لهم مشكلة كبيرة وأرادوا من المعركة كسر شوكتي، لكن لم يتحقق هدفهم في ذلك الوقت كانوا ضعفاء ولا يريدون الاصطدام مع القبائل على عكس اليوم فهم أقوياء ولا يفرقوا بين القبائل أو الجيش واختلقوا عدة حجج منها أنني أعمل مع الدولة وأدفع بالقبائل لقتالهم وراحوا يروجون هذا بين أبناء جعار وصمموا على قتلي وأفتوا في ذلك وأباحوا دمي وكفروني ووزعوا منشورات باعتباري المطلوب الأول في خنفر للقتل وبعدها تشردت وصبرت.

ـ تتحدث عن جهود شعبية متناثرة والمواطنون والقبائل والجيش يبدون النية والعزم لمحاربة القاعدة وهناك من يقول إن هناك تواطؤ.. ترى أين يكمن الخلل؟
** لا.. بالعكس لا يوجد تواطؤ من أبناء أبين والجهود بحاجة إلى توحيد وتنظيم، لكن قد ربما اختلط الحابل عند السلطة بسبب أمراء وتجار الحروب.

ـ هل ترى تأخر الحسم من الجانب الشعبي بسبب بعض ضعفاء النفوس التي تتسلق على الوضع؟

×× صحيح هناك مشكلة من هذا النوع... ولكن بالمقابل نجد هناك عناصر وطنية ووفية ومخلصة وقادرة على العمل بعضها عمل وبحاجة للدعم، لم تشجعها السلطة كما للأسف لا يزال التخبط قائم من قبل الحكومة والمسئولين و عدم وجود رؤية واضحة أو استراتيجيه فاعلة لمحاربة الإرهاب وتوحيد الجهود الشعبية مع الجهود الحكومية والدولية في هذا الجانب، لكن في الأونة الأخيرة خصوصاً بعد الانتخابات الرئاسية نلمس أن هناك جهوداً وطنية للدفع بعملية تطهير أبين من القاعدة وإنهاء هذا الوضع المأساوي الذي طال أهلها.

ـ ومن وجهة نظرك ما هي الأسباب بالنسبة للجيش وتأخره لحسم الحرب والمعركة في أبين ؟
**أسلوب القتال بين الجيش والتنظيم مختلف وهذا قد يكون السبب الرئيس في هذا لأن الحرب هي " حرب عصابات " وحرب الكر أو الفر والناس عندهم اعتقاد بأن المعركة النظامية وحدها الكفيلة بتحقيق النصر السريع و"حرب العصابات " لها أسلوبها وأفشلت الجيش الإسرائيلي في جنوب لبنان وما بالك بالجيش اليمني فهناك قصور، مثلاً إذا أخذنا جبهتي جعار و زنجبار نلاحظ الجيش يقوم برسم خطط لإدارة معركة نظامية، لكن لا تزال ثغرات موجودة يجب القيام بسدها مما نستنتج أن الطريقة المثلى التي يمكن للجيش الاعتماد عليها للتعجيل بالحسم هي الالتفاف الشعبي وقد برهنت التجارب بالأمس القريب أن تعاون المواطنين كانت لها نتائج ممتازة على الأرض وتحقيق النصر وخير تجربة ما حصل في لودر ويجب أن نستفيد من الانتصار المحقق فيها ونحوله إلى انتصار تاريخي كبير في أبين ولهذا نلمس أن هناك تحركاً شعبياً ايجابياً عندما بدأ المواطنون بخطوة تشكيل لجان في مديرية خنفر وبقية مديريات المحافظة.

ـ أفهم من هذا أن الدولة أصبحت تعول على الجانب الشعبي هل ترى أن في ذلك أسباب ودوافع تتصل بإدارة المعركة ؟
**أكيد بعد النجاح والنصر الكبير الذي تحقق في لودر وما قام به أبناء لودر وبالنظر إلى عوامل أخرى هي العقيدة القتالية عند اللجان الشعبية وعند أبناء القبائل هي أقوى أسباب الدولة كما أن المواطن هو أعلم ببلاده وهو عارف مداخلها ومخارجها حتى إذا دخل الجيش إلى محافظة أبين وطهرها من المسلحين لا يمكن للجيش أن يكون في وضع آمن داخل هذه المناطق بدون تعاون المواطنين وتسهيل المرور وتسهيل الإبلاغ عن هؤلاء، فلابد من ردم الهوة التي تجسد العلاقة بين المواطنين وبين الدولة لأن بروز هذه الهوة في الأعوام الماضية هي أحد أسباب التي ساعدت على وجود القاعدة ولكن هذا بحاجة إلى لفتة من الدولة إلى هؤلاء المواطنين وجهودهم الشعبية لمحاربة الإرهاب.

*ماذا عملت في اللجان الشعبية بمديرية خنفر؟

**الآن في جعار بدأنا بتشكيل اللجان الشعبية لها مهام محدده لها قيادة متعارف عليها ولها أهداف مرسومة وتعاون مع الجيش وخطط لتنفيذ مهامها قد بدأ منذُ فترة.

على ماذا ستعتمد اللجان الشعبية لتنفيذ مهامها ؟
**ستعتمد على مجهودها الذاتي وأثبتت اللجان الشعبية وجودها وتعاونها مع الجيش، حيث حققت في مديريات خنفر وزنجبار انتصارات كبير منذُ تشكيلها بعد الانتخابات المبكرة تمثل سدها للثغرة الشمالية وباتيس وتنفيذ بعض العمليات الخاطفة وإنشاء الله بعد أسابيع قليلة سنطهر مديرية خنفر من المسلحين إنشاء الله بالكامل.


المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد