شهدت محافظة تعز يوم أمس أجواءً من التوتر الأمني بفعل تزايد المظاهر المسلحة للمدينة والتي تخللها إطلاق نار في منطقة عصيفرة ووقفة احتجاجية مسلحة أمام ديوان المحافظة وكان الحدث الأبرز قطع شارع جمال من قبل الأفراد المؤيدين للثورة.
في منطقة عصيفرة وقعت اشتباكات بين مسلحين وعناصر من اللجنة الأمنية على خلفية نزاع أراضي بالمنطقة تطور إلى مواجهات مسلحة أسفرت عن مقتل جندي وطفلة من كلا الطرفين.
وفي صعيد مماثل أقدم عدد من حماة الثورة بمجموعات كبيرة على قطع شارع جمال عبدالناصر أكبر شوارع المدينة احتجاجا على قيام قوات الحرس باختطاف وسجن أثنين من زملائهم المؤيدين للثورة من أفراد الحرس.
وقال المحتجون إن زملائهم يتعرضون للضرب والتعذيب بتهمة الخيانة, منوهين بأن قائد الحرس رفض توجيهات صريحة من قبل المحافظ شوقي هائل بالإفراج عنهما.
وتوعد المسلحون بالتصعيد في حالة عدم الاستجابة لمطالبهم وسرعة الإفراج عن زملائهم.
وفي هذا السياق قال النائب محمد مقبل الحميري إنه في ظل رفض ا لقيادات المحسوبة للنظام السابق لتوجيهات محافظ تعز وأوامره وتعنتها في سبيل عرقلة جهود السلطة المحلية بممارسة صلفها بالمحافظة، فإنه لا يشرف الأخ/ شوقي هائل أن يبقى محافظاً لتعز.
وأشار الحميري في تصريح لـ"أخبار اليوم" إلى أن أبناء تعز يؤملون في المحافظ شوقي خيراً ويجب عليه ألا يخيب آمالهم وأن يكون أكثر حزماً ولا يسمح بأي انتقاص في حقه وشعبيته التي هللت لتعيينه محافظاً للمحافظة.
وقال النائب الحميري:
تعز دفعت الكثير لكنها إلى الآن لم تحصل على شيء، موضحاً بأن القيادات التي كانت سبباً في إحراق ساحة تعز وقتل أبنائها وفي قصف مدينتها لازالت في مناصبها دون أن يطالها أي تغير يذكر، حيث لازالوا متمترسين لن يؤمنوا بالتغيير ويتعاملون إزاء الناس بأساليب ازدواجية دون أن يستوعبوا أن ا لأمور قد تغيرت.
وأشار إلى اختطاف الحرس لأحد المواطنين من جولة القصر، إذ أن هذه القيادات المحسوبة على النظام السابق تتخذ مواقف مسبقة من المواطنين، لافتاً إلى أنهم الخاطفون يتذرعون بأنه دخل بمشادات مع الجنود وتارة بأنه كان لديه سلاح، مضيفاً وأن صدقت دعاوي الخاطفين فذلك لا يبرر اختطافه إلى معسكر الحرس، حيث هناك جهات مختصة يمكن أن يتم تسليمه إليها، النيابة والقضاء سيفصل بالقضية.
وناشد الحميري رئيس الجمهورية ووزير الداخلية والنائب العام ومحافظ تعز باتخاذ موقف حازم، مطالباً من محافظ تعز ألا يكتفي بدور المتفرج فقط كون هذه مسؤوليته وهو المسؤول الأول.
وأضاف النائب الحميري بان شوقي هائل كمحافظ لتعز ورئيس اللجنة الأمنية وكشخص بحجم شوقي يؤمل الناس عليه الكثير لا يشرفه أن ترفض أوامره ويتم تنفيذها بناءً على مزاج المعنيين بتوجيهاته.
وكان قائد الحرس بتعز قد رفض توجيهات المحافظ شوقي بإطلاق صراح الجنود المختطفين والذين تعرضوا للتعذيب في سجونه.
وطالب مقبل الحميري في سياق حديثه للصحيفة من القيادات السياسية ممثلة برئيس الجمهورية الالتفات إلى مدينة تعز ومعاناتها حيث بإمكانه أن يزيح عنها من كانوا سبباً في دمارها وخرابها.
وقال إذا كان ليس بالإمكان الآن تنفيذ مطالب أبناء تعز بمحاكمة القتلة والمتورطين بإحراق الساحة فليتم إزاحتهم عنها كحل مؤقت حتى لا يكون بقائهم فتنة داخل تعز كون الجرح مازال غائراً، مؤكداً أن هذه القيادات لازالت تمارس ذات الأساليب القمعية والانتهاكات ولم تكتف بما فعلته بالسابق في تعز، لافتاً إلى أن ممارستها للانتهاكات زادت بصلف أكبر.
من جانب أخر نفذت مجموعات مسلحة بمعية العشرات من سائقي الدرجات النارية من أبناء منطقة التحرير وقفة احتجاجية أمام ديوان محافظة تعز طالبت من خلالها محافظ المحافظة ومدير الأمن بالقبض على مدير أمن مديرية صالة بتهمة إطلاق النار على أحد أبناء المنطقة وإصابته بجروح خطيرة نقل على إثرها إلى مستشفى اليمن الدولي.
ونوه أحد المشاركين في الاعتصام بأن طقم المديرية أطلق النار بالقرب من سوق الجملة على المجني عليه،كما قام باحتجاز شخص أخر لا يعرف مصيره من أبناء المنطقة.
محليا وعلى صعيد الاحتجاجات في المكاتب الحكومية فقد أعلن موظفو بنك التسليف التعاوني الزراعي فرع تعز بدئهم بتنفيذ الإضراب الجزئي من السبت القادم تأريخ 23 / 6 / 2012م لمدة أسبوع يعقبه إضراب كلي في حال عدم الاستجابة لمطالبهم المتمثلة بتثبيت جميع المتعاقدين وموظفي الأجر اليومي ومساواتهم بكادر واستحقاق جميع الفروع دون تمييز وإعادة النظر في دوام الفترة المسائية.