رئيس المجلس الثوري بتعز الدكتور طالب غشام لـ"أخبار اليوم":

بقاء "صالح" لن يخدم الحوار واستقرار اليمن وبقاؤنا في الساحات ليس عبثاً حتى تتحقق أهداف ثورتنا

2012-09-20 03:26:44 حاوره / عبد العليم الحاج


قال رئيس المجلس الثوري بساحة الحرية بتعز الدكتور/ طالب غشام المحمدي إن الحوار الوطني هو الأساس لخروج اليمن من أزمته، مشيراً إلى أن الحوار لابد أن يكون بشروط حتى يشاركوا فيه كثوار ومجالس ثورية من أجل أن يكون الحوار على أساس صحيح.
واستنكر طالب: كيف يمكن أن يكون هناك حوار ولا تزال الصواريخ والدبابات والأسلحة الثقيلة بأيدي أطراف متناحرة!!.
وأضاف: أن بقاء علي صالح في البلد وممارسته لأساليب القتل والتفجير والاغتيالات وإثارة القلاقل في المحافظات لن يخدم الحوار الوطني ولن يخدم استقرار اليمن بشكل عام.
وأوضح أن الفعل الثوري هو ضرورة حتمية وان البقاء في الساحات ليس عبثاً ولا ترفاً ولكنهم باقون حتى يتم تحقيق كافة أهداف الثورة، مشيراً إلى أن الثوار في تعز كانوا قد أعطوا المحافظ فرصة كافية لإحداث التغيير المطلوب وإقالة كل القتلة والمفسدين وأن هذه الفرصة لن تدوم طويلاً ولن تبقى مفتوحة إلى مالا نهاية، معتبراً أن من يريد تنفيذ مشاريع مذهبية وطائفية في تعز هو شخص واهم ومن يعمل من اجل هذه المشاريع فهو خارج إطار الثورة.. إلى تفاصيل الحوار:

•   لو بدأت معك من المجلس الثوري الذي ترأسونه ما أهميته في الوقت الحالي في ظل التسوية السياسية التي تجري اليوم على قدم وساق ؟
أولاً: تشكيل المجلس الثوري ليس له علاقة بالتسوية السياسية، بل كان له ضرورة حتمية عندما تشكل لقيادة الساحة وقيادة الثورة بمحافظة تعز فهو من حيث التشكيل فإنه يضم معظم مكونات الثورة ولا أستطيع القول كل مكونات الثورة، لكني أستطيع أجزم أنه يشمل أكثرية المكونات الثورية من لقاء مشترك ومستقلين وبالتالي لم يكن مكتباً يقام لفترة محددة ومعينة في الثورة، إضافة إلى أن المجلس الثوري لم يعترف بالتسوية السياسية ولذلك لا يهمه فشلها أو نجاحها هو أخذ ما هو مهم في هذه التسوية في خدمة مسار الثورة، فالمجلس الثوري يؤمن بالفعل الثوري وبالعمل الثوري ويعتبر العمل السياسي ضمن مهام أناس آخرين وليس من مهامه .
•   حسب قولك أنتم لا تعترفون بالتسوية السياسية والمجلس الثوري يضم أحزاب المشترك وهي طرف رئيسي ارتضت المبادرة الخليجية ووقعت عليه وهو ما دفع المؤتمر لاتهامها بأنها تضع رجلاً في التسوية السياسية ورجلاً آخر في ساحات الاعتصام كيف تعلقون؟
نحن لا يهمنا ما يقوله المؤتمر نحن يهمنا ما نقتنع فيه، المؤتمر يقول ما يريد وهو يردد أكاذيب ما قبل الثورة واستمر يرددها أثناء الثورة وسيستمر يرددها إلى ما لانهاية ونحن لا يهمنا ما يقوله لأننا مجلس ثوري لا نمثل اللقاء المشترك نحن وجدنا في الساحة كثوار وبالتالي نتعامل مع الثورة كثوار لا نتعامل كفروع لأحزاب المشترك.
•   مقاطعاً: لكن المشترك هو من يتحكم بمسار المجلس الثوري ويتم تدوير قياداته على هذا الأساس؟
انتماؤنا للمجلس الثوري هو انتماء ثوري وليس سياسي وإذا اعتبرنا أننا في المجلس الثوري مكون من مكونات اللقاء المشترك فهذا خطأ لأن المجلس يضم مستقلين أيضا والتدوير الذي تتحدث عنه يتم في إطار الهيئات القيادية للمجلس الثوري سواء كانوا مستقلين أو في اللقاء المشترك وبالتالي نحن لا نمثل المشترك بقدر ما يحسب علينا انتمائنا السياسي لأحزاب المشترك، ولذا أنا لن أحاسبك على انتماءك السياسي، أنا في المجلس الثوري وفي الساحة أعتبر ثائر عكس ما أكون في مقري الحزبي، لكن نحن التقينا وشكلنا المجلس الثوري على أساس ثوري ولدينا لائحة داخلية تحكم العلاقة فيما بيننا وعندنا رؤية ثورية وبالتالي انتماؤنا السياسي للمشترك هو مصدر فخر لنا لا ننكره، لكن نحن نتعامل كمجلس ثوري بما يعنيه الفعل الثوري .
•   ألا تعتقد أن هذا الطرح ربما قد يحرج أحزاب المشترك أمام رعاة المبادرة الخليجية؟  
لماذا يحرجهم ؟ إذا كنت أنا ثائراً وجزءاً من اللقاء المشترك وهم الذين يمثلون الفعل السياسي هم لهم ارتباطاتهم الخاصة سواء بالنظام أو بالرعاة الدوليين قبل أن تكون المبادرة الخليجية وكان الإتحاد الأوروبي ودول أخرى يقومون برعاية الحوار قبل المبادرة وقبل الثورة ولهذا فالمشترك له التزامات سياسية ورأى أن الخط السياسي يمكن أن يخرج البلد من مأزقها، هذه رؤيته أنا أحترمها، لكن في نفس الوقت أنا كثائر لي رؤيتي وأرى أن الفعل الثوري هو الأساس في تحقيق أهداف الثورة وإذا أخذناها في معنى آخر، فأعتقد أن الفعل الثوري ربما يكمل الفعل السياسي، لكن تمسكنا بالفعل الثوري لا يحرج اللقاء المشترك لأننا في المجلس الثوري لسنا فرعاً له وعندما نكون فرعاً له هذا الذي سوف يحرجه نحن كثوار لنا خطنا الآخر.
•   خطكم الأخر الذي تتحدث عنه ألا تعتقد أنه أخفق في إيقاف الثورة المضادة وأن التسوية السياسية ربما تعيد إنتاج النظام السابق من جديد وبالتالي الفعل الثوري الذي تتحدث عنه اليوم أصبح لا قيمة له من المنظور السياسي؟
والله كل إنسان ينظر للموضوع من زاويته، من هذا المنطلق نحن رأينا أن الفعل الثوري هو ضرورة حتمية وبقاؤنا في الساحات ليس عبثاً ولا ترفاً، البقاء في الساحات يكلفنا أثماناً كبيرة، نحن تعرضنا للضرب وتعرضنا للرصاص والقتل وتعرضنا للفصل من الوظائف ولو أردنا أن يكون عملنا الثوري ترفاً لبقينا في الحدائق وليس في الساحات.
•   البعض يرى أن بقاء الثوار في الساحات لم يعد له نفس الزخم الذي كان حاضراً أثناء التصعيد الثوري بقدر ما هو اليوم صراع بين بعض المكونات الثورية ؟ 
بقاء الساحات أنا قلت أنه ضرورة حتمية لأن أهداف الثورة لم تتحقق بعد ولو أنه تحقق جزءاً بسيطاً منها تمثل بإسقاط رأس النظام، لكن النظام ما يزال باقياً كما كان وبالتالي بقاء الساحات هو ضمان لتحقيق أهداف الثورة كاملة وليس منقوصة. وبقاؤنا في الساحات ليس عبثاً ومن يقول إن هناك خلافات بين المكونات الثورية أنا أعتقد أن هذا بعيداً عن المنطق وهو توظيف غير منطقي وغير صحيح لما يدور، ما يدور قد يكون نوعاً من أنواع التباينات في الرؤى وهذه قد توجد في إطار الأسرة الواحدة والبيت الواحد، ولأن لا توجد قيادة موحدة للثورة، فإن الآراء تتباين وهذا ما يميزها، التباين وليس الاختلاف، نحن لسنا مختلفين، في كل المكونات الثورية لا يختلف اثنان على أهداف الثورة، لكننا نتباين في وجهات النظر حول الأوليات وهذا شيء طبيعي في كل ثورة وجدت حيث لم توجد ثورة تخلو من التباينات في وجهات النظر ما عدى الثورات الطليعية التي كان يقودها إما جيش أو حزب أو فئة معينة من طلائع المجتمع لكن طالما كانت هذه الثورة ثورة شعبية الأساس فيها التباين والتباين لا يفسد للود قضية ولا ينحرف بالثورة عن مسارها الصحيح .
•   دكتور/ طالب أنت قلت أن الثورة لم تحقق كامل أهدافها باستثناء إسقاط رأس النظام إذا أين نضع القرارات التي اتخذها الرئيس هادي وطالت قيادات عليا في الدولة وهو ما دفع المؤتمر يتحدث عن عملية إقصاء بحقه ألا تعد هذه كافية من وجهة نظركم؟  
هذا ليس إقصاء، المؤتمر الشعبي العام مارس الإقصاء منذ تولي المخلوع للسلطة مارس الإقصاء وبقى على الإقصاء وليس كما يروج أن أساس بقاء المؤتمر هو الحوار هذا الكلام غير صحيح، ولو رجعنا إلى التنظيمات والأحزاب السياسية لوجدنا أنها موجودة قبل وجود النظام وهي ليست وليدة اليوم هي أحزاب تاريخية من قبل وجود المؤتمر بسنوات لنأخذ الأحزاب حزباً حزباً أكثر ما يوجد لدى هذه الأحزاب مدير إدارة ما عدا بعض الأحزاب التي كانت في فترة من الفترات شريكة المؤتمر في السلطة فهذا وضع أخر بحكم الضرورة التاريخية التي كانت موجودة لكن كثيراً من الأحزاب وبعضها تاريخية لا يوجد لديها حتى مدير عام .. فمن يمارس الإقصاء إذاً! الآن جاء الوقت لكي يأخذ الناس حقهم ونحن لسنا مع الإقصاء لا للمؤتمر الشعبي ولا لغيره نحن مع إعطاء الناس حقوقهم مبنية على أسس من الكفاءات والقدرة العلمية والخبرة ولا بد من وجود شروط معينة لاستلام الوظيفة . نحن لسنا مع إقصاء المؤتمر ولا كوادره نحن مع إقصاء العناصر الفاسدة وليس فقط إقصائها بل ومحاكمتها، العناصر التي شاركت في قتل الناس ونهب مقدرات البلد،محاكمة عادلة لكل من أساء إلى الشعب اليمني وثورته وشبابه فليحاكم محاكمة عادلة وليأخذ القضاء حقه،أما مسألة الوظيفة فأن يعتقد المؤتمر الشعبي العام أنها ملك خاص وبالتالي يقصى من هذه الملكية، فهو غلطان هذه ملكية شعب ويجب أن يكون التوزيع لهذه المناصب مبنياً على أساس الكفاءة والقدرة والخبرة العلمية وغيرها.
•   إذاً ما الذي نسمي ما كان يقوم به المؤتمر الشعبي العام في إدارة الدولة؟  
ما كان يقوم به المؤتمر الشعبي العام هو مبني على الجهل والظلامية والاستبداد، كان يعين محافظين، وكلاء محافظات ووزراء عبارة عن قبائل ومشايخ مع احترامنا لهذه المكونات التي تشكل جزءاً من المجتمع، لكن الذي كان حاصلاً تسند المواقع والمناصب بشكل فئوي جهوي وكثير من وكلاء المحافظات ومن المحافظين لا يقرأون ولا يكتبون فإذا جاء شخص بديل لشخص بهذا المستوى رجل عنده من الكفاءة ومن القدرة وعنده من الخبرة والشهادات العليا التي تؤهله لشغل هذا المنصب، فنعتبر أن تغيير هذا الجاهل إقصاء لا يقدر ما هو إبعاده من مكان لا يستحقه أصلاً .
•   في هذه النقطة المشترك ومعه جزء من الثوار يراهنون على من يسمونهم شرفاء المؤتمر في إعادة هيكلته وتحريره من قبضة صالح فيما يرى آخرون أن شرفاء المؤتمر هم من أعلنوا موقفهم عقب جمعة الكرامة وبهذا بقاء المؤتمر بيد صالح لا يعني سوى المزيد من الفوضى وبالتالي لا بد من حله أسوة بمثيله في تونس ومصر.
أولاً: نحن لسنا بصدد توزيع الصكوك للآخرين هذا شريف وهذا غير شريف ما يمثل الشرف هو مدى التزام هذا الشخص أو ذاك سواء كان في المؤتمر أو ذاك بقيم وأخلاق ومبادئ الثورة الشبابية السلمية، أنا اعتقد أن هذا هو المعيار وأضيف إليه أن من مارس القتل ومارس الإرهاب ومن مارس الاعتقال وضرب الثورة السلمية وشبابها الذين خرجوا بصدورهم العارية هذا لا يمت للشرف بصلة وبالتالي ليس من مهمتي أن أحدد الشريف من غير الشريف هذا يحدده المؤتمر الشعبي العام ومسألة خيار الحل من عدمه نحن شكينا يوماً من الإقصاء، فلا يجب أن نمارسه، ولذا سنكون من يقولون، فلا يعملون هذا خيار يهم المؤتمر نفسه هو يقدر يقيم عناصره من يستحق أن يبقى ممن يستحق أن يذهب، لكن نحن نقول من هو مرتبط برأس النظام ومارس القتل ومارس الفساد ما قبل الثورة أو في فترتها، أنا أعتقد أن هذا لا يستحق أن يبقى ولا يستحق أن يمارس العمل السياسي ونحن لا يجب أن نقلد سواء ما يجري في مصر أو في تونس، العملية ليست تقليداً بقدر ما هي استحقاق هذا يجب أن يحال إلى القضاء والقضاء يأخذ حقه. 
•   لكن رأس النظام الذي خرج من الباب هو اليوم يحاول العودة من النافذة على صهوة المؤتمر الشعبي العام وسيعاد إنتاج النظام السابق من جديد وبالتالي تضحيات الشباب لن تؤتي ثمارها وستذهب هدراً؟
نحن نقول الشعب عرف طريقه أنا مش مهمتي الآن إقصاء المؤتمر الشعبي العام لأنه بالفعل جزء من المؤتمر قد يكون غير متورط بقضايا فساد وبالتالي ليس من حقي أن أقصي هؤلاء من العمل السياسي، لكن من تورط فالقضاء هو من سيحدد بقاءه من عدمه مع العلم أننا ضد الفساد والمفسدين من أي جهة كانوا ونحن نتحدث عن المؤتمر على اعتبار أنه كان على رأس السلطة على مدى 33 عاماً وهو الذي حط نفسه في هذا المكان وليس نحن وبالتالي إصلاح مساره هي من مهمة شرفاءه .
•   هناك من يرى أن الثوار يعتمدون في فعلهم الثوري في الفترة الأخير على ردة الفعل بمجرد أن يظهر صالح ويسخر من الثورة والثوار كلما أعلنتم التصعيد الثوري ما صحة ذلك؟
هذا كلام غير صحيح الثورة مستمرة والخطأ من يعتبر أن الساحات هي الثورة , الثورة هي اليمن بأكملها والدليل على ذلك أنه ولأسباب معينة نرى أنها تخدم الثورة، فإننا نتجمع بمئات الآلاف بل بالملايين ولضرورات أخرى نحن نحدد استراتيجيات العمل وتكتيكاته وليس ردود الأفعال ولكن لدينا إستراتيجية ثورية وعندنا تكتيك ثوري وهذا نستخدمه عندما نرى الوضع وليس رد فعل ونحن الآن في عملنا الثوري نعمل عملاً تصعيدياً، لكننا في فترة من الفترات هناك من رأى أن نعطي فرصة لحكومة الوفاق ولرئيس الجمهورية لتحقيق أهداف الثورة وبقاؤنا هو ضمان أكيد وحتمي كما قلت سابقاً لاستمرارية الثورة ولن نتعامل بردود الأفعال .
•   ألا تخشون من الثورة المضادة التي يقودها بقايا النظام السابق في ظل تصاعد عمليات الاغتيالات بهدف نسف المشهد السياسي برمته والعودة إلى المربع الأول ؟    
لا أعتقد أنه سوف يستخدم أكثر من القتل الجماعي ومع هذا خرجنا وأرواحنا وأكفاننا على أكفنا وبالتالي أي ثائر صادق وحقيقي، فهو لا يخاف الموت لأنه يحمل التغيير وليست قضية شخصية هي قضية وطن هذا الوطن يستحق أن نضحي من أجله بأغلى ما عندنا.
•   الكثير يرى أن تعز التي انطلقت منها شرارة الثورة هي اليوم عاجزة عن تحقيق التغيير المطلوب في ظل بقاء الفاسدين في مناصبهم يصولون ويجولون بعد أن كادت ثورة المؤسسات أن تطيح بهم كيف تقرأون هذا الإخفاق في التغيير في تعز؟
لا نقول ثورة التغيير في تعز، لكن هي ثورة التغيير في اليمن بكامله، إذا كنت تريد أن نتحدث عن تعز نحن اعتقدنا ونتمنى أن يكون اعتقادنا في محله أنه بوجود الأخ / شوقي احمد هائل وهو من أبناء هذه المحافظة وحريص عليها في السابق والحاضر وإن شاء الله في المستقبل ونحن أردنا أن نعطيه فرصة وكانت لنا معه لقاءات رمضانية طرحنا فيها قضايانا كاملة غير منقوصة وطلب منا إتاحة الفرصة، لكن الفرصة هذه لن تبقى طويلة على العموم ولن تبقى مفتوحة إلى مالا نهاية، نحن أعطينا له الفرصة والتزمنا التزاماً أدبياً بعدم تصعيد ما يسمى بثورة المؤسسات وسيكون هذا ضمن عملنا المستقبلي وخطتنا المستقبلية العودة إلى ثورة المؤسسات لكننا أعطينا في فترة من الفترات فرصة للمحافظ إذا انتهت فأعتقد أننا عائدون لا محالة وسنسقط كل فاسد في تعز وسننتقل إلى بقية المحافظات . 
•   البعض يتحدث عن عدم قدرة المحافظ على إحداث التغيير الذي يطالب به الثوار وقد يكون ناتجاً عن ضغوط يتعرض لها الرجل من قبل من تسمونهم بقايا النظام ما رأيكم؟
نحن نتمنى أن يكون المحافظ كما هو أملنا فيه وإذا خاب أملنا فلنا طرقنا في التغيير، لأن حركتنا ليست مرتبطة ولا تمشي بأمر المحافظ، لكن يوجد نوع من الحوار الودي والمنطقي من خلال هذا الحوار أعطينا له الفرصة لكن هذا لا يعني أن الفرصة إذا انتهت والمحافظ لم يحقق أي تغيير بأننا نبقى مكتوفي الأيدي، نحن قرارنا قرار ثوري نستخدمه متى ما أردنا .
•   هل أنتم مع التدوير الوظيفي الذي أعلن عنه محافظ تعز أكثر من مرة ؟
لسنا مع التدوير الوظيفي وهذا طرحناه في كل مقابلاتنا وأدبياتنا وحواراتنا بأن التدوير هو نوع من أنواع الالتفاف على الثورة وأن التغيير الجذري والشامل هو الأساس في مطالبنا .
•   في نقطة أخرى تتعلق بمحافظة تعز المحافظة التي انطلقت منها الثورة ويطلق عليها العاصمة الثقافية، لكننا اليوم نشاهد بعضاً من أبناءها يحملون المشاريع الطائفية وأصبحوا حملة لمباخر جماعة الحوثي المسلحة أليس هذا مؤشراً على حدوث انتكاسة في المفهوم الثقافي وعلى عدم قدرة الأحزاب والمنظمات المدنية على إيصال مشروعها المدني؟
هذا الكلام غير صحيح وتعز كما عرفت هي ضد المذهبية والطافية والمناطقية وستبقى ومن يقول هذا الكلام بان أحزاب المشترك انضمت إلى الحوثي هذا كلام مردود عليه لأنه لا أحزاب المشترك ولا غير أحزاب المشترك، الحوثية هي حركة لا نستطيع إنكارها من حيث المبدأ كوجود لكن وجودها في منطقتها، أما في تعز وفي ساحة الحرية فلا يوجد اصطفاف في إطار الثورة وفي إطار الساحة على أساس مناطقي مذهبي، نحن ثورتنا منذ انطلاقتها لم تكن تستهدف تعز ولا صنعاء ولا عدن ولا غيرها من المحافظات نحن قمنا بثورة ووقفنا في إطارها لليمن كاملة ولم نصطف في أي يوم من الأيام مع أي جهة سواء كانت مذهبية أو طائفية أو مناطقية، هذا الخيار خيار غير ثوري ومن يعمل من أجله أستطيع القول وبكل شجاعة انه خارج إطار الثورة .
•   هل تعتقد أن هذه المشاريع ستفشل حتى في ظل الدعم الخارجي والضخ المالي لها؟
يا عزيزي هذه المشاريع الطائفية والمذهبية أنا قلت بالذات في تعز وحتى على مستوى اليمن ككل لم تكن في يوم من الأيام وبالذات بعد ثورة 11فبراير التي كسرت كل الحواجز، من كان يظن أن القبيلة لوحدها هي التي ستحكم هذا راح مشروعه ومن كان يعتقد أن المذهب الواحد هو الذي سيحكم هذا أيضاً انتهى مشروعه ومن يعتقد أن الحزب سيحكم ولى مشروعه . الثورة كسرت مبدأ الغلبة وانطلقت إلى مبدأ الشراكة وأعتقد أن مبدأ الغلبة هو الذي سينهزم وأن مبدأ الشراكة هو الذي سينتصر.
•   دكتور/ طالب البعض يتحدث أن نجاح التسوية السياسية مرهون بنجاح الحوار الوطني ومنهم رعاة المبادرة الخليجية في حال تعثر الحوار الوطني إلى أين سيتجه البلد من وجهة نظركم وحينها ما هو خياركم كثوار؟
أنا أعتقد أن الحوار الوطني هو الأساس، لكن نحن كثوار ومجالس ثورية رفضنا الحوار ليس كمبدأ ولكن بعد تحقيق مطالب وشروط معينة لفرش أرضية الحوار على أساس صحيح وبالتالي دون تحقيق هذه الشروط في الأساس لن يكون هناك حوار رغم أن الحوار من حيث المبدأ هو الأساس، لكن الحوار ليس على مبدأ الغلبة ومبدأ القوة . كيف يمكن أن يكون هناك حوار ولا تزال الصواريخ والدبابات والأسلحة الثقيلة بأيدي أطراف متناحرة،في هذا الوضع لا يمكن أن يكون هناك حوار ناجح هذه عبارة عن كذبة من كذبها أراد أن نصدقها جميعاً، الحوار لا بد أن تتحقق له أرضية سليمة وهي إزالة المفسدين ومحاكمة القتلة إلى آخره .
•   أفهم من كلامك أن الحوار القادم محكوم عليه بالفشل؟  
أنا أعتقد أن بقاء علي صالح في البلد وممارسته لأساليب القتل والتفجير والاغتيالات وإثارة القلاقل في المحافظات لن يخدم الحوار ولن يخدم اليمن بشكل عام.
•   هل تطالبون برحيل صالح وعائلته من اليمن أم من المشهد السياسي ؟
ليس فقط من البلد، لأن البلد بلدنا كلنا نحن نقول رحيله العملية السياسية، مسألة رحيله عن البلد هذا لن يزيد أو ينقص، بقاؤه في العمل السياسي بهذه الطريقة حيث لم يتعلم من التاريخ ولم يتعلم من أقرانه في البلدان الأخرى هذا الذي سيجعل البلد تتأخر والثورة باقية سواء ببقاء صالح في ممارسة العمل السياسي أو خروجه، الثورة باقية حتى تحقيق أهدافها كاملة غير منقوصة .
•   ألست معي دكتور/ طالب أن أنصاف الثورات تؤدي إلى الحالة التي نشاهدها اليوم في اليمن الثائر والمثور عليه يجلسون اليوم على طاولة واحدة والمخلوع يتحول إلى زعيم يحتفظ بالجيش والمال والنفوذ أي ثورة تتحدثون عنها ؟
نحن لا نعتبر أنفسنا من أنصاف الثورات ولو كنا كذلك لآمنا بالمبادرة وأيدناها ولكنا اصطففنا في هذه الجهة أو تلك وكلامي واضح نحن مع تحقيق أهداف الثورة كاملة دون نقص .
•   ما هي أنشطة المجلس الثوري في المرحلة القادمة ؟
حقيقة نحن لنا رؤية مستقبلية تتمثل في التصعيد الثوري المبني على الحوار الداخلي الداخلي في إطار الساحة والخروج برؤية مشتركة للتصعيد الثوري وأيضاً الخروج من الحوار الداخلي برؤية مشتركة لساحة تعز في إطار الحوار الوطني الشامل وقد طرحناها، نحن لن نشترك برؤية أو بغير رؤية إلا في إطار الشروط التي ذكرناها لكن نحن يجب أن تكون لدينا رؤية ونحن نشتغل في هذا الجانب لتشكيل رؤية وطنية تشمل ساحة تعز كاملة، إضافة إلى مسألة التصعيد وثورة المؤسسات .
•   سؤالي الأخير عبارة عن سؤال شخصي باعتبارك طبيباً ما الذي دفعك دكتور طالب للخوض في العمل السياسي والثوري وهل تخشى أن يؤثر ذلك على مهنة الطب؟
أنا مارست السياسة قبل أن أمارس الطب منذ طفولتي وأنا من بيت معروف سياسياً، الجانب الأخر أنا انضممت للثورة بصفتي الشخصية أولاً، لأني غير منفصل عن واقعي اليمني وعن معاناة الشعب وليس بالضرورة من يكون طبيباً ألا يكون ثائراً ولا يكون سياسياً وأنا استطيع أن أوفق بين الجانبين.

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد