الإعلامي/ محمد القدسي ـ مدير المكتب الفني في قناة عدن ـ في حوار مع "أخبار اليوم":

الإعلام الرسمي فقد مصداقيته وتم تشويه رسالته الإعلامية والتعيينات تخضع للمحسوبية والولاء

2012-09-24 02:12:39 حاوره:علي الصبيحي


قال المدير العام للمكتب الفني في قناة عدن الفضائية محمد سعيد القدسي بأن الإعلام الرسمي فقد مصداقيته ولم يكن يمتلك سياسة إعلامية وأنه كان وما يزال يستمد سياسته من خطابات الرئيس، مشيراً إلى أن الإعلام الرسمي فقد مصداقيته بعد أن تم تشويه رسالته وغيب الحقيقة وغطى على الفساد، وقال إنه أضر بالسلطة أكثر من كونه خدمها، فالمشكلة هي فيمن يترأسون قنوات الإعلام الرسمي كونهم كانوا ملكيين أكثر من الملك.
وأوضح القدسي أن الفساد في قناة عدن متراكم ومتعدد، وانه على الحكومة إعادة النظر في رؤساء مؤسسات الإعلام الرسمي ووضع سياسة إعلامية واضحة من شأنها الخروج بالرسالة الإعلامية من زنزانة التوجه السياسي، سيما وأن المنطقة تشهد مرحلة ما بعد التغيير، مبدياً أسفه على الحال الذي آلت إليه قناة عدن من تردٍ في جميع المجالات وحولت الآمال والأمنيات إلى إحباط بعد تفشي الفساد فيها ـ حسب تعبيره.. فإلى تفاصيل الحوار:

*بداية أهلاً بك سيد/محمد القدسي وشكراً على تجاوبك مع "أخبار اليوم".. *بصفتك مدير عام المكتب الفني (قناة عدن)، ما هي طبيعة عمل المكتب، وكيف تقيم أداء قناة عدن؟
طبعاً المكتب الفني هو إدارة منشأة في قناة عدن الفضائية ـ تتكون من إدارة الشئون القانونية وإدارة التدريب والتأهيل وإدارة تنظيم وتطوير الأداء ـ وإدارة الرقابة والمتابعة الفنية ـ وإدارة التخطيط والدراسات.
أما بالنسبة لأداء قناة عدن إذا ما تحدثنا عنها ضمن الإطار العام للإعلام الرسمي الذي ـ مع الأسف الشديد ـ قد تم تشويهه بشكل عام، سواءً من حيث تشويه أداء رسالته التي يفترض أن تكون مساهمة في البناء والتنمية وفي غرس القيم والأخلاق الحميدة في المجتمع ـ أو من حيث الأداء الركيك الذي مازال إلى اليوم غير قادر على اختراق قلب المشاهد وقناة عدن هي ضمن المؤسسات الإعلامية الرسمية والتي كانت عبارة عن "بوق للسلطة" ومادحة لها، بل ومساهمة في إخفاء وتغطية الكثير من السلبيات ولم تكن قناة عدن يوماً منبراً لهموم وقضايا المواطن، خصوصاً في المحافظات الجنوبية، حيث أنها ساهمت في وصول الأمور إلى ما هي عليه اليوم من سوء في الأوضاع وخلق الكراهية بين أبناء الوطن الواحد من خلال تسترها على الإشكالات الموجودة على أرض الواقع، إضافة إلى تغطية الفساد فقناة عدن ـ وللأسف الشديد ـ لم تقم بدورها كما كان ينبغي أن تكون الرسالة الإعلامية المحلية بل نجدها ساعدت في تعميق ثقافة الكراهية.
× ألا ترى أنك تبالغ في الطرح قليلاً إذ لا يوجد في محيطنا اليوم إعلام رسمي يخدم الشعب دون السلطة؟
ـ أنا لا أريد أن أكون خيالياً ومثالياً في أن تكون قنوات الإعلام الرسمي متمردة، لكن المشكلة فيمن يأتون لإدارة هذه الوسائل الإعلامية الرسمية، بمعنى أنه ربما لم يُطلب منهم أن يكونوا ملكيين أكثر من الملك نفسه.. وكان بالإمكان تطبيق منهج الوسطية والاعتدال، فمثلاً على صعيد تجربتي الخاصة كنت أعمل لنفسي مساحة من الحرية في حدود الضوابط العامة وكنت أناقش في البرامج الحوارية القضايا وانتقد السلبيات ـ فهل أنا في هذه الحالة ضد السلطة.. على العكس أنا أساهم في السلطة لإصلاح الأمور، لكن المُشكل هو في الفهم المغلوط لدى كل من يترأسون قنوات الإعلام الرسمي، فهم يعتقدون أنك عندما تحجب الحقيقة عن الناس وتغطي على الفساد تخدم السلطة وهنا تكون المصيبة لأن النار تكون تحتك وتكاد تحرقك وأنت تظن أنك في جنة والمؤلم أكثر أن يكون الجرح بحاجة إلى قشط وإخراج الجراثيم ـ وأنت تأتي وتضع الشاش عليه دون أن تطهر المنطقة وفي هذه الحالة قد تسبب في قطع يدك ـ وهذا هو الإعلام الرسمي اليوم يحاول أن يغطي الظاهر، بينما الجراثيم في الداخل.
*محمد القدسي كان مختلفاً مع رئيس قناة عدن السابق واليوم أيضاً يختلف مع الرئيس الحالي ما الذي يريده مدير المكتب الفني بالضبط؟
ـ أولاً أنا مذيع في قناة عدن منذ عام96م خلال هذه الفترة تعاقب على القناة أربعة رؤساء ـ وهم الأستاذ العزيز/عبد الغني الشميري ـ والأستاذ العزيز/يسلم مطر ثم د./خالد عبد الكريم وحالياً محمد غانم ـ وطبعاً الخلافات في أي مؤسسة أمر وارد، لكن أنا في الأول والأخير مجرد مذيع ولم أكن في مواقع قيادية إلا في الفترات المتأخرة، وكما قلت الخلاف طبيعي في الوسائل، في الأهداف، في الرؤية ومع كل عهد يوجد اختلاف واتفاق ولكن إذا ما سألنا عن تقييم كل عهد أو فترة سنجد فرقاً وتفاوتاً في السلبيات والإيجابيات فمثلاً: في عهد رئاسة الشميري كانت قناة عدن ـ مقارنة بما بعدها ـ هي الأفضل وفي عهد يسلم مطر ربما لم تكن كالذي قبل لكنها أفضل من الذي جاء بعد، لذلك أنا أرى من وجهة نظري الشخصية أن الخلل يكمن في ضعف المسئول والذي أعتبره أيضاً من الفساد ولا يقل ضرراً عن الفساد المالي أو الإداري.
*ما هو القاسم المشترك بين قنوات الإعلام الرسمي وكل من يتعاقبون على رئاستها؟
ـ القاسم المشترك هو عدم وجود رؤية إعلامية أو بالأصح لا توجد سياسة إعلامية عامة، تخيل معي أننا في قناة تلفزيونية من ماذا نستمد سياستنا الإعلامية.. لن تصدق لو أخبرتك.. نستمدها من خطابات الرئيس. تصور معي أن إعلاماً رسمياً يعتمد على خطابات الرئيس لصياغة سياسة إعلامية، لأنه لا توجد لدى إعلامنا الرسمي سياسة عامة وأنا أذكر ذات مرة ـ الله يذكره بالخير زميلي صلاح العمودي ـ عندما سمعنا أنه سيتم تغيير يسلم مطر لأن عليه انتقاد من وزير الإعلام حينها حسين العواضي.. فقال لي صلاح العمودي: هذا لا يمكن لأنه اختيار ـ هذه مواصفات خاصة ـ حتى يأتون بمواصفات خاصة ليست موجودة استثنائية، سيتم التغيير.
فماذا حدث ـ جاء رئيس القناة السابق، فتذكرت قول صلاح ـ فعلاً اختيار بمواصفات خاصة ـ شخص ليس له رؤية أنا لا تعنيني الشهادة والمؤهلات لأنه وللأسف هناك من يغتر بالدكتوراه أو الماجستير.
هل تقصد بأن الشهادة ليست مهمة؟
ـ يا أخي قضية الإدارة والقيادة مفهوم آخر وهو علم لحاله، فلتكن عالم ذرة لكن في مجالك.. دكتور ناجح في مجالك فقط ـ حتى أن علم الإدارة، الحديث يقول: إذا أردت أن تفتح مستشفى جديداً لا تأتنا بدكتور جراح بل ائتنا بإداري ـ شخص عنده موهبة وقدرة في مجال الإدارة وليس في العمليات الجراحية إلا إذا كان هناك شخص يجمع بين الاثنتين الإدارة وتخصصه في هذه الحالة فقط سيبدع.
لذلك أقولها مع الأسف الشديد إن المواصفات في التعيينات الإدارية صفر، أنا أظن أن الآلية هي ما زالت نفسها لم تتغير حتى هذه اللحظة، فالمواصفات هي (الحزبية ـ الولاء ـ العلاقات ـ المجاملات ـ المحسوبية)، بعيداً عن الكفاءة، لذلك كانت النتيجة كارثية على القناة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، وهذا أيضاً ما يبدو عليه الأمر أيضاً مع القيادة الحالية لقناة عدن.
× من الذي يقرر أن هذا يصلح للقيادة وهذا لا يصلح.. أنت من يقرر ذلك؟
ـ لا لست أنا من يقرر.. أنت تقرر، المشاهد يقرر ـ الوضع يقرر، شاهد قناة عدن اليوم وستحكم بنفسك فلسان الحال يغني عن السؤال، فالواقع هو الحكم، أنظر اليوم إلى تركيا في عهد أردوغان وستعلم حينها من هو القائد.
× يقال بأن القدسي كان على خلاف مع رئيس القناة السابق واليوم هو يختلف مع رئيس قناة عدن الحالي بماذا ترد؟
ـ أنا ليست لي قضية شخصية مع أي منهما، على العكس، أنا اليوم مدير المكتب الفني للقناة وكان بإمكاني ممارسة مهامي الإدارية وأحصل على مستحقاتي أفضل مما كنت مذيعاً، إذا كانت الأمور تقاس بهذا الشكل فليس عندي مشكلة، لكنني أعتبر نفسي إعلامياً ـ صحيح يهمني الجانب المعيشي كغيري ـ لكن عندما تشارك في رسالة مشوهة ومغيبة للحقيقة، رسالة كاذبة تزور وتنافق ـ أنا لا أستطيع بطبيعتي وتركيبتي لا أستطيع تقبلها، فالقضية ليست شخصية وأنا لا أدعي المثالية لنفسي لكن أن تصل إلى مرحلة الاستخفاف والوضاعة هذا ما لا أقبله وإن كنت مضطراً من أجل لقمة العيش لأني في الأخير موظف.
ولكنك كنت بوقاً من أبواق السلطة فقد عملت مذيعاً لسنوات؟
ـ صحيح أنني كنت بوقاً من الأبواق ولكن في إطار نشرة الأخبار المقيدة بضوابط بمعنى كنت (كالببغاء) أردد ما أنا ملزم به، لكني حاولت بل تهربت من كثير من البرامج التي فيها نفاق ـ ومديح ـ وتزييف)، واتجهت إلى البرامج البعيدة عن السياسة، البرامج التي تناقش قضايا مجتمعية ـ اقتصادية.
نلحظ اليوم بأنك شديد اللهجة في انتقاد الفساد والدعوة للإصلاح.. لماذا تأخرت؟
ـ لا.. أنا لم أتأخر فقد كانت لي مقالات قديمة وكثيرة في الصحف والمواقع الالكترونية انتقدت فيها الوضع ـ أيضاً في البرامج التي قدمتها وشاركت في إعدادها كنت أعالج فيها كثيراً من السلبيات ووضعت لنفسي سقفاً معيناً، لكن المفهوم الخاطئ للإعلام الرسمي في تغطية السلبيات والفساد ومجاملة السلطة وكأنه يخدمها بينما الحقيقة أننا كنا نضرها وبالتالي فقدنا ثقة الناس.
هل تعني أن الإعلام الرسمي يكذب والأهلي صادق؟
نعم.. وهذا أيضاً قلته لمحافظ عدن الاسبق عندما شكا مدراء وكالة سبأ للأنباء بأن من بعض الوزراء والمسئولين الذين يأتون إلى عدن ولا يذهبون للوكالة بل إلى صحف أهلية ـ ألا يعني هذا بأن للصحف الأهلية مصداقية عند الناس بينما نحن ليس لدينا مصداقية حتى مسؤولي السلطة يعلمون أننا نكذب بالمئات، لأننا لا نجيد حتى فن الكذب وكان أقل القليل أن نكون كالمنجمين نصدق في واحدة ونكذب بعشر
× إذا ما تحدثنا عن الفساد في الإعلام الرسمي ماذا ستقول؟
ـ أسوأ الفساد هو أنك في مكان يفترض أن تكون فيه نخبة صادقة، فالأفكار والمعلومات التي تظهر على الشاشة يفترض أن تكون صادقة ومقبولة عند الناس، لكن مشكلتنا اليوم في الإعلام الرسمي أننا كل يوم نفقد نسبة من المصداقية ونفقد معها ثقة الناس إلى حد أنني أحياناً أستحي أن أقول بأني مذيع في قناة عدن، بينما المذيع في أي مكان هو نجم إلا عندنا.
× ماذا عن الفساد في قناة عدن؟
ـ الفساد في قناة عدن فساد متراكم متعدد، فنحن في قناة عدن لسنا كبقية المرافق الحكومية الأخرى ـ نحن مؤسسة إبداعية وبالتالي هناك رواتب للجميع وهناك شيء اسمه مساهمات وهذه في الغالب تتعلق بالمبدعين "معدين ـ مخرجين ـ مذيعين" وبعض الفنيين أما الإداريين فهم أقل حظاً ونصيباً من تلك المساهمات أو المكافآت ـ على اعتبار أن الإدارة تخدم الإبداع وهذه إشكالية أخرى والمشكل في الأمر ـ بشكل عام ـ هو في عدة أمور أولاً: هناك ضعف في المخصص الشهري للقناة.. بينما في دول العالم- القنوات الإعلامية يصرف عليها بشكل مفتوح حتى تستطيع أن تقدم البرنامج الأفضل والإخراج الأفضل والفكرة المميزة، لكن نحن في قناة عدن لازلنا في أقل من الحدود الدنيا لمخصص شهري لتسيير قناة تلفزيونية ويصل إلى "20" مليون يشمل كل شيء.
مساهمات، رواتب 500 موظف، في الوقت الذي فيه عندنا في القنوات الرسمية بطالة مقنعة، الأمر الآخر من الفساد يكمن في تمييز الإدارة لبعض الموظفين ليست لكفائتهم أو تميزهم في تخصصهم لكن بالمحسوبية والعلاقات الولاء فمثلاً: البرامج ذات المخصصات الكبيرة تعطى لمن لهم علاقة بالمدير أو المسؤول أو فلان ـ وطبعاً كل ذلك على حساب الشاشة والمشاهد.. إضافة إلى فساد مالي وإداري غير مقنن.
× من وجهة نظرك هل رئيس قناة عدن الحالي ـ بإمكانه الارتقاء بالقناة وإحداث تغيير نحو الأفضل؟
× أنا لا أستطيع أن أحكم على رئيس قناة عدن الحالي خلال هذه الفترة القصيرة، لكن ما أستطيع قوله هو أن الفساد الحاصل في قناة عدن له صلة بالفساد الأول.. ونحن عندما خرجنا للاعتصام أيام الثورة ضمن ما عرف بثورة المؤسسات كان مطلبنا هو إقالة رئيس قناة عدن كونه فشل في إدارة القناة بمعنى أن قضيتنا ليست شخصية مع فلان من الناس، وأي مدير يأتي إلى رئاسة قناة عدن ولديه نوايا جادة للارتقاء بوضع القناة، فإننا سنكون إلى جانبه وسنعمل معه يداً بيد.
× ولكنكم أنتم من أختار محمد غانم رئيساً للقناة بالتوافق؟
ـ لا.. ليس صحيحاً، فنحن عندما خرجنا للمطالبة بتغيير د/خالد عبد الكريم ـ رئيس قناة عدن السابق ـ كان هناك رفض من الوزير وكذا القائم بأعمال مدير عام المؤسسة السابق وأن الظرف غير مناسب وأن علينا التأني حيث سيتم لاحقاً تغيير شامل، عندها قمنا بعمل تعيينات، لأن رئيس القناة لم يعد قادراً على إدارة القناة وأصبح كل شخص يتصرف على هواه، فشكلنا لجنة ورشحنا أسماء لرئاسة القناة كان من ضمن الأسماء المرشحة/ فارس عبد العزيز، رندا عكبور ـ محمد القدسي، ولم يكن محمد غانم ضمن الأسماء المرشحة، لكننا تفاجأنا بورود اسم محمد غانم رئيساً لقناة عدن،لا ندري كيف تم ذلك، لكن أستطيع أن أجزم بأن محافظ عدن م/وحيد علي رشيد كان أحد الداعمين الرئيسيين له.
× ما دام أن محمد غانم عُين بقرار لرئاسة قناة عدن لماذا لم تؤيدوه وتعملوا سوياً لإصلاح وضع القناة؟
ـ يا أخي عندما صدر القرار بتعيين محمد غانم رئيساً لقناة عدن ـ وفارس عبد العزيز نائباً له أتيت إلى محمد غانم وهو في مكتبه وقلت له أنا مع من سيعمل لصالح القناة، وسأكون عوناً له وكنت متحمساً للعمل وباعتبار الأخ/فارس جاء من ساحة التغيير والاعتصام اتفقت معه فيما يخص التعيينات لأن أي مدير جديد يأتي وله إستراتيجية معينة ولديه أسماء وأشخاص ونحن نريد أن نلمس تغييراً حقيقياً، فقد سئمنا من الجمود والترهل.
× بصفتك من حتى تقرر أنت إستراتيجية التعيينات؟
ـ أولاً بصفتي قيادي في التلفزيون ـ ثانياً نحن خرجنا للتغيير وأنا واحد من أبناء هذه القناة ونريد تغييراً حقيقياً يعود بالمنفعة للقناة ولموظفيها وتكون قناة مساهمة في غرس القيم وليس مساهمة بالفساد، لذلك اقترحت على الأخ/فارس عبد العزيز ـ نائب رئيس القناة ـ أن يتم اختيار الأنسب و الأكفأ، ونعمل مفاضلة بين الأسماء التي ستتولى إدارات في القناة ونرشح منها من يتم الاتفاق عليه قبل أن تُعرض على وزير الإعلام فتحمس فارس للفكرة واتفق معي لكن يبدو أن الأخ فارس لم يستطع إقناع رئيس القناة بمقترحي ومقترح النقابة وحصل العكس واستطاع رئيس القناة أن يقنع النائب بما يريده هو.. واستغله كنائب لرئيس القناة جاء بالتوافق ومن جيل شباب التغيير، ومرر عليه التعيينات التي يريدها رئيس القناة ـ بينما نحن كنا نريد الأخت رندا عكبور أن تصبح مديراً للعلاقات العامة باعتبارها متخصصة في نفس المجال ولديها ما جستير في العلاقات العامة وهي الوحيدة التي تحمل مؤهلاً في القناة وعلى اعتبار أننا جئنا من ثورة التغيير.
× هل تعني أن رئيس القناة لم يعمل بمعيار الكفاءة؟
ـ للأسف الشديد كل التعيينات التي فرضها رئيس القناة بغض النظر ـ إن كانوا أكفاء أو غير ذلك ـ هم في الأصل يتبعون محمد غانم وينفذون أوامره حرفياً وإن كانت مخالفة للوائح حتى الأخ فارس وهو نائب لرئيس القناة بقرار أصبح مشلولاً لا يستطيع أن يوجه بصرف أي شيء، بل بإمكان أي رئيس قسم رفض توجيهاته.
× هل معنى كلامك بأن صلاحيات نائب الرئيس يجب أن تكون فوق صلاحيات الرئيس؟
ـ طبعاً لا ـ لكن نحن مجلس إدارة ـ رئيس قطاع ومدراء عموم ـ ونقابة ـ وبالتالي فإن القرار الفردي مرفوض، لكن ما يحصل في قناة عدن هي قرارات فردية مثلاً: في قضية مدير عام الشؤون المالية والإدارية للقناة الأخ/ منذر عبود ـ وعندما جئت لمراجعة رئيس القناة في هذه القضية وأخبرت محمد غانم بأن قراره في إبعاد منذر مبني على أسس غير صحيحة وقدمت له تقريراً حول القضية قال لي: التقرير في رأسي وأنا ديكتاتور. وهذا يؤكد بأنه لا معنى لوجود مجلس إدارة ـ لذلك أنا لا أقبل أن يكون رئيس القناة الحاكم بأمره لأن عهد الديكتاتوريات انتهى عندما قامت ثورة التغيير.
× ماذا عن بقية موظفي القناة هل يتفقون معك؟
ـ للأسف: الشديد في قناة عدن هناك الكثير من الموظفين والقيادات ليسوا على رضا وينتقدون الوضع لكن بالسر، فكل واحد خائف على مستحقاته حتى نائب رئيس القناة/ فارس عبد العزيز الذي من المفترض أنه جاء من رحم التغيير هو يخضع خضوعاً كلياً وكأنه حقق أهداف الثورة.
× ما الذي تريده بالضبط.. هل يريد أن تقلب قناة عدن رأساً على عقب؟
ـ وهل من يسعى للإصلاح ويريد تصحيح الأوضاع تراه أنت يهدف لقب القناة رأساً على عقب!!
× من وجهة نظرك ما الذي يتطلب لإصلاح الأوضاع في قناة عدن حسب ما تقوله أنت؟
ـ بشكل عام يتطلب إعادة النظر فيمن يتم اختيارهم لإدارة القناة أما أن تظل الأمور تدار بهذه الطريقة وكأننا لم نغير شيئاً وكل ما جنيناه هو التعب وكما قال أحد الزملاء.. لذلك عندما طالبنا بالتغيير كان أملنا أن نلمس واقعاً جديداً نحو الأفضل وليس إلى الأسوأ، نحتاج أيضاً إلى سياسة إعلامية واضحة وهذه مهمة وزير الإعلام الذي يبدو أنهم لم يتركوه يعمل وشغلوه بقضايا أخرى، ولكننا نناشده بالقيام بخطوات شجاعة وعاجلة، ويحكم السيطرة على القنوات الرسمية وتكون قراراته فاعلة فيها.
× باعتبارك إعلامياً ومتابعاً ما يدور في الساحة وكونك من أبناء عدن ما هي وجهة نظرك فيما يتعلق بالقضية الجنوبية؟
ـ بصراحة كنت أود أن أتجنب الحديث عن هذا الموضوع والسبب هو أن الثقافة السائدة اليوم (إذا لم تكن معي فأنت ضدي)، لكن أنا أفرق بين خيارين الأول سياسي مشروع مهما كانت نتائجه السياسية ومن حق أبناء الجنوب ـ كونهم كانت لهم دولة قبل أن يدخلوا في وحدة اندماجية ولأن النظام السابق أرتكب مظالم في حق اليمنيين عموماً وأبناء الجنوب بشكل خاص نتج عنها شعور بالدونية لدى الجنوبيين ووصلوا إلى قناعة بأنه لا يمكن الاستمرار على هذا الوضع وهذا من حقهم ـ بأن يطالبوا بصيغة جديدة تتمثل بالفدرالية تحفظ لهم كيانهم وخصوصيتهم أو حتى خيار فك الارتباط الذي يمثل مطلباً جمعياً لأنباء الجنوب، لكن دون خلق الكراهية والتمييز والاستعداء.

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد