القيادي الناصري البارز عبد الملك المخلافي لخبار اليوم: مستقبل اليمن مرهون بنجاح الحوار الوطني

على الحوار ان يتخذ موقفاً جاداً تجاه استمرار صالح في العرقلة وإجباره على الرحيل

2013-03-13 17:29:33 حاوره/ رئيس التحرير


بدا عبد الملك المخلافي وهو سياسي بارز حريصاً على ان يكون اليمن مهيئًا لمؤتمر الوطني الشامل المزمع عقده في ال18 مارس الجاري، وقال انه لا توجد خيارات اخرى والحوار هو الخيار المتاح الآن، وأي خيارات اخرى ستؤدي إلى تفاقم الوضاع أكثر، مؤكداً ان صالح هو احد معرقلي الحوار، إلا ان البديل لا يكون بإلغاء الحوار أو تأجيله، "فهذا ما يريده صالح والنظام القديم".
وقال القيادي البارز في التنظيم الوحدوي الناصري انه متى استمر صالح في دوره القائم، فعلى مؤتمر الحوار أن يتخذ موقفاً جاداً تجاه الأمر وان يجبر صالح على الرحيل.
واعتبر المخلافي أن الضمانات المطلوبة لإنجاح مؤتمر الحوار ليست مرتبطة بشخص الرئيس هادي، وانه على جميع اليمنيين والاطراف السياسية والاحزاب المشاركة في الحوار ان يتحملوا مسؤولياتهم تجاه تلك الضمانات لإنجاح الحوار الوطني.
حاوره/ رئيس التحرير
*هل ترون أن اليمن باتت اليوم مهيأة لبدء الحوار الوطني؟
- اليمن لابد أن تكون مهيأة للحوار الوطني، كونه الخيار الوحيد لإخراج البلاد من أزماتها ومشاكلها.. وأية خيارات أخرى لن تؤدي إلا إلى مزيد من تفاقم الأوضاع، ولأنه لا يوجد غير مخرج الحوار الوطني، أعتقد أن الغالبية من اليمنيين متهيئون لهذا الحوار، على الرغم من أن هناك قلة تحاول أن تعرقل الحوار إما بمطالب عالية أو افتعال مشكلات أو إحباط الناس من فكرة
الحوار كحل للمشكلات في اليمن.
لدينا تعقيدات كثيرة ولا نتصور أن الوضع سيكون مثالياً وأعتقد أن الحكم المبكر على الحوار من خلال ظواهر قد تكون ناتجة عن محاولة عرقلة هذا الحوار هو حكم مبكر ومسبق ولا يجب علينا أن نأخذ بظواهر الأمور ونستبدلها بالقضية الأساسية وهو أن هناك حواراً سينعقد وأن هناك مشاركة من أطراف واسعة وأننا نسير في الطريق الصحيح.
*هل لدى الرئيس الضمانات لإنجاحه وتنفيذ مخرجاته؟
ـ أعتقد أن الضمانات ليست متصلة فقط بالرئيس هادي، على الرغم من أن موقف الرئيس حريص على إنجاح الحوار وتذليل الصعوبات ولكن الضمانات هي لكل اليمنيين، للأغلبية التي لا تريد لوطنها أن يذهب إلى التمزق وسيكونون حريصين على الحوار.. بالنسبة للرئيس أعتقد يكفي أنه يبدي من الحرص ما يسعى لإنجاح حوار كان مرفوضاً لسنوات طويلة بمثل هذا الحجم وأنه لم يبدي أي تحفظ على مشاركة أي طرف ويرعى بشكل إيجابي موضوع هذا الحوار وهذا هو دور الرئيس المطلوب في رعاية الحوار وليس وضع خيارات وحيدة الجانب، والضمانات ستبقى بيد جميع الأطراف السياسية الحريصة على هذا البلد في كل الأحوال، على الرغم من أنني أحد من يعتبرون أن التهيئة للحوار التي وردت في النقاط العشرين كانت ولازالت ضرورية، ولكن بعض الأمور قد تم اتخاذها مثل القرارات التي صدرت بشأن الأراضي والمتقاعدين وبعضها أعتقد بأنه سيستمر الأمر في تنفيذها ومنها قرارات بشأن استكمال هيكلة الجيش، أتوقع أن تصدر قرارات حتى قبل موعد انعقاد مؤتمر الحوار.
* ولكن هناك مخاوف لدى الشارع اليمني الذي يرى وجود أطراف في الحوار لازلت تتمسك بالسلاح؟
- أظن أننا كلما تقدمنا بالحوار سيكون هناك إمكانية في معالجة المشكلات التي تم ترحيلها، لأن التقدم بالحوار سوف يعني تماسكاً أكثر من الجهة الوطنية التي تبدو حتى الآن مشتتة وهذا التماسك هو الذي سيتيح المجال للضغط على أطراف لا زالت تحاول أن تكون خارج إطار الوحدة الوطنية القائمة على اختيار دولة مدنية والسلم والاستقرار ووحدة المجتمع التي ستشكل من خلال التقدم في الحوار مع وحدة الدولة من خلال هيكلة الجيش، سوف يمكننا من أن نختار المضي بشكل صحيح وهذا الخيار هو الذي سيدفع بعض الأطراف المتطرفة التي لازالت تتشبث بالسلاح أو بخيارات أخرى والتي تستغل حتى الآن تفكك المجتمع والدولة، سيدفعها إلى أن تتراجع عن خياراتها.
*المشترك وشباب الثورة يطرحون أنه لا يمكن أن ينعقد الحوار في ظل بقاء صالح في البلاد وبقائه في رئاسة حزب المؤتمر.. تبقى أيام على الحوار وصالح لازال في البلاد رئيساً للحزب..ما تعليقكم؟
ـ أعتقد بأن هذا الرأي كان ولازال صائباً بالقول بأن علي عبد الله صالح هو أحد معرقلي الحوار وأن انتهاء دوره السياسي مقابل الحصانة التي منحت له سيعمل على إزاحة عقبة أمام الحوار.. وإذا كان هذا لم يتحقق حتى الآن، ففي تقديري أن البديل لا يكون بإلغاء أو تأجيل الحوار، لأن هذا ما يريده صالح والنظام القديم وإنما البديل هو استمرار الضغط من أجل تحقيق هذا
الهدف وأنا على أمل أنه في مرحلة ما من الحوار الوطني، في حال استمر صالح في دوره القائم وبعد تعرضه لتهديد بعقوبات من مجلس الأمن، سيكون على مؤتمر الحوار الوطني أن يظهر موقفاً موحداً تجاه هذا الأمر، وأن يجبر صالح على الرحيل.
*ما مدى تأثير مشاركة عدد من مكونات الحراك الجنوبي في الحوار ورفض مكونات أخرى المشاركة فيه؟
ـ أعتقد أن المهم أن باب الحوار قد فتح للجميع دون استثناء وأن جهداً كبيراً وكافياً قد بذل لإشراك الجميع وخاصة الحراك، أما إن اختارت فئة قليلة أن تنعزل عن موضوع الحوار الوطني وظلت على موقفها في ممارسة السياسة بالرغبة وهي رغبتها في الانفصال، معتقدة بأنها يمكن أن تصل إلى حلول لمثل هذا الأمر ومعتقدة بأنها يمكن أن تجعل المجتمع يدفع ثمن
رغباتها، فإن المهم في مؤتمر الحوار أن جدول أعماله سيتم كما هو وهو جدول أعمال شامل وفي مقدمته القضية الجنوبية ومن ثم سيكون هذا في مثل هذه الحالة كافياً بمن وافق على الحضور، لأن الذين وافقوا على المشاركة في الحوار هم الحريصون على حل القضية الجنوبية..
أما الذين رفضوا فاعتقد أنه كلما تقدم مؤتمر الحوار وتحققت معالجات حقيقية سوف ينسحب البساط من تحتهم في الشارع وسوف توجد حلول للقضية الجنوبية بعيداً عن الرغبات الذاتية لمن يريدون الإضرار بالقضية الجنوبية من خلال رفضهم للحوار الوطني ومن يريدون الإضرار بالوطن من خلال دعوتهم للانفصال ويريدون الإضرار بالعنف من خلال تبنيهم للحوار.
*أفهم من كلامك أنك متفائل بالحوار وبنجاحه؟
ـ لا خيار لنا غير التفاؤل، لأن التشاؤم سيصب في مصلحة من لا يريدون لليمن أن تصنع مستقبلاً جديداً.. وعلينا ألا نكتفي بالتفاؤل، بل علينا أن نتفاءل ونعمل لكي نحقق هذا التفاؤل وأن مستقبل اليمن مرهون بالحوار الوطني، وبأداء الجميع من أجل أن ينجح هذا الحوار وإننا قادرون على ذلك، كون الأمر يعني مستقبل البلاد، ولن نتراجع عن ذلك، لا لتشاؤمنا ولا للذين
يحاولون تحويل التشاؤم إلى واقع من خلال العقبات التي يضعونها أمام الحوار وعلينا جميعاً أن نكون في مؤتمر الحوار الوطني وكلاء لليمن وأن نفضح الذين هم وكلاء لمشاريع خاصة أو وكلاء لمخططات أجنبية.
*هل تتفقون مع من يرى أن هناك مخاوف من حضور فئات إلى الحوار دون حضور القضايا الوطنية ومشروع دولة النظام والقانون والعدالة والمواطنة المتساوية؟
ـ هذا طرح غير دقيق مع تقديري لسؤالك ولمن يرى هذه الرؤية، لأن ما تم الاتفاق عليه في الآلية التنفيذية والقرار الرئاسي بتشكيل اللجنة الفنية والنظام الداخلي لمؤتمر الحوار كلها تؤكد بأن هذا مؤتمر حوار وطني شامل يتناول جميع القضايا.. صحيح أن هناك بعض القضايا الفرعية ولكن هذا على اعتبار أن مؤتمر الحوار يجب ألا يغفل مثل هذه القضايا، لكن جوهر مؤتمر
الحوار هو بناء الدولة اليمنية الجديدة من خلال عقد اجتماعي جديد يمثل بدستور يتناول كل القضايا بدءً من شكل الدولة وشكل النظام السياسي إلى الحكم الرئاسي، العدالة الانتقالية، النظام الانتخابي والقائمة النسبية، السلطة التشريعية، السلطة التنفيذية... إلخ.. أعتقد أن جوهر هذا المؤتمر هو العقد الاجتماعي الجديد الذي يعني بناء الدولة المدنية الحديثة وصياغة دستور جديد، وهذا المؤتمر يمكن لليمنين لأول مرة فرصة أن يكونوا هم الطرف لصياغة دستور وعقد اجتماعي جديد. كما لم يحدث في تاريخ اليمن وتاريخ الدساتير في اليمن التي كانت تأتي دائماً من أعلى، لكن جوهر مؤتمر الحوار الذي سيصيغ دستوراً جديداً من خلال نظام المؤتمر واعتقد أنها صيغة أفضل حتى من الجمعية التأسيسية التي يمكن للانتخابات أن تجعل طرفاً ما يسيطر
عليها، فنحن أمام فرصة تاريخية لنصيغ دستوراً لا يستثني أحداً في صياغته من التعبير، فهذا هو جوهر الحوار الوطني أما الباقي فهو تفاصيل لا يجب التركيز عليها.
*هل تتفقون مع من يرى أن البديل للحوار هو الصراع والحرب؟
ـ بالتأكيد ولهذا عندما قلت أني متفائل وليس أمامنا خيار غير التفاؤل، لأن الخيار الآخر هو التمزق والحرب والصراع، الخيار الآخر هو أن نصل إلى حالة من حالات عدم الاستقرار.. الشيء الآخر؛ ليس أمامنا إلا النجاح أو أن الفشل سيكون مدمراً للجميع ولن يستفيد منه أحد ولذا علينا أن نكون وكلاء لليمن في مؤتمر الحوار الوطني، وكلاء لهذا الشعب لكي نخرجه من الوضع القائم ومن احتمالات مدمرة من خلال إنجاح مؤتمر الحوار الوطني.
عناوين
//////////////
-   كلما تقدمنا بالحوار سيكون هناك إمكانية لمعالجة المشكلات التي تم ترحيلها، فالتقدم يعني تماسكاً أكثر من الجهة الوطنية التي تبدو مشتتة حتى الآن
-   المهم في مؤتمر الحوار أن جدول أعماله سيتم كما هو وهو جدول أعمال شامل وفي مقدمته القضية الجنوبية
-   لا خيار لنا غير التفاؤل، لأن التشاؤم سيصب في مصلحة من لا يريدون لليمن أن تصنع مستقبلاً جديداً
-   الحوار هو بناء الدولة اليمنية الجديدة من خلال عقد اجتماعي جديد يمثل بدستور يتناول كل القضايا بدءً من شكل الدولة وشكل النظام السياسي إلى الحكم الرئاسي
-   ليس أمامنا إلا النجاح أو أن الفشل سيكون مدمراً للجميع ولن يستفيد منه أحد ولذا علينا أن نكون وكلاء لليمن في مؤتمر الحوار الوطني

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد