ما زال مسلسل عمليات الاغتيالات مستمراً ولا زالت الدراجة النارية هي الوسيلة الأكثر استخداماً في تنفيذها؛ حيث باتت محافظة حضرموت مؤخراً مسرحاً لعمليات اغتيال تطال ضباط أمنيين وعسكريين بشكل شبه يومي إن لم يكن يومياً..
وفي السياق نفذ مسلحون مجهولون أمس السبت عمليتي اغتيال طالت كلاً من؛ قائد الشرطة الجوية بمطار سيئون، ومدير البحث الجنائي بوادي حضرموت.
وبحسب مصادر محلية، اغتيل العقيد عبدالرحمن عوض باشكيل مدير البحث الجنائي في وادي حضرموت بواسطة عبوة ناسفة وضعت بسيارته بمدينة سيئون.
وأشار مصدر أمني لـ"موقع" إلى أن العقيد باشكيل وأثناء خروجه من بيته وركوبه سيارته قام مجهولون بتدمير العبوة الناسفة التي أدت إلى مقتله وقد أصيب اثنان من مرافقيه بإصابات مختلفة.
يأتي ذلك بعد ساعات فقط من اغتيال قائد الشرطة الجوية والدفاع الجوي في حضرموت العميد يحيى العميسي على يد مسلحين مجهولين كانا يستقلان دراجة نارية وأطلقا عليه الرصاص أثناء توقفه في سوق شعبي بمنطقة سيئون في محافظة حضرموت , حيث توفى في المستشفى بعد دقائق من نقله إليها .
وأوضحت مصادر محلية بأن مجهولين على متن دراجة نارية أقدموا ظهر أمس السبت على اغتيال العميد العميسي قائد الشرطة الجوية والدفاع الجوي بمطار سيئون الدولي بمحافظة حضرموت.
وأشارت إلى أن المسلحين كانوا على متن دراجة نارية وأطلقوا الرصاص على العميد يحيى بجانب مركز للشرطة بسيئون.
وقد لاذ المسلحون بالفرار إلى جهة غير معلومة, فيما تم التحفظ على جثة العميد بثلاجة مستشفى سيئون..
وقالت اللجنة الإعلامية بالقوات الجوية إن قائد فرع الشرطة الجوية في مطار سيئون العميد يحيى العميسي قتل برصاص مجهولين يستقلون دراجة نارية أثناء خروجه من مكتب الجوازات في المدينة.
وأضافت اللجنة أن العميسي كان يرتدي زياً مدنياً، بعد أن ترصدوا له أمام مكتب الجوازات.
وتزايدت حوادث اغتيالات القادة الأمنيين بمحافظة حضرموت في الآونة الأخيرة.
من جانبها نعت السلطة المحلية واللجنة الأمنية بمحافظة حضرموت استشهاد العميد ركن يحيى محمد العميسي قائد الشرطة الجوية بمطار سيئون والعقيد عبدالرحمن عوض باشكيل مدير البحث الجنائي بحضرموت الوادي والصحراء اللذين استشهدا في مدينة سيئون ظهر أمس أثر تعرضهما لاعتداءين غادرين من قبل عناصر إجرامية خارجة عن النظام والقانون.
وعبرت السلطة المحلية واللجنة الأمنية في بيان لها مساء أمس عن اسفها لهذين الحادثين الإجراميين اللذين يدرجا ضمن سلسلة من الأعمال الإجرامية والإرهابية الجبانة التي استهدفت منتسبي الأمن والقوات المسلحة والمواطنين بهدف زعزعة الأمن والاستقرار.
ووجهت السلطة المحلية واللجنة الأمنية بتشكيل لجنة تحقيق في هذين الحادثين مهيبة بجميع المواطنين والشخصيات الاجتماعية بالتعاون مع الأجهزة الأمنية في الإبلاغ عن كل من يحاول الإخلال بأمنهم واستقرارهم وسلمهم الاجتماعي.
إلى ذلك قال صلاح باتيس رئيس المجلس الثوري بمحافظة حضرموت : أصبحت الدراجات النارية بمحافظة حضرموت كابوساً أشد من صواريخ الأمريكان التي يسقطوها على رؤوس الناس في كل المحافظات.. مشدداً أن القضية أصبحت خطيرة جدا وعلى رئيس الجمهورية أن يدرك أن مسؤوليته التاريخية في إنقاذ اليمن مما يخطط له من دخول اليمن في متاهة لا أول له ولا آخر..
وقال إن هذه الاغتيالات تذكرنا بالاغتيالات التي عاشتها اليمن قبيل حرب 94 وهنا التفكير هل هناك من يخطط بتفجير حرب كحرب 94 مثلا؟ هل هناك من يخطط بتصفية هؤلاء ليفجر معركة مرة أخرى وحرب مرة أخرى لا أول لها ولا آخر؟ ودعا حكومة الوفاق ورئيس الجمهورية أن يخرجوا بأنفسهم للمحافظة ويعقدوا اجتماعاتهم هناك ويحاسبوا المسؤولين الأمنيين ويحاسبوا السلطة المحلية ويحاسبوا اللجنة الأمنية على هذه الدماء التي تسيل .
و أضاف في اتصال لقناة سهيل الليلة أن من اتخذ الطرق السلمية والنهج السلمي للتعبير عن مطالبهم وآرائهم يعتقلوا ويوضعوا في السجون وبعضهم مخفيين قسريا هؤلاء في السجون, مستغرباً أن القتلة والمجرمين والذين يسفكون الدماء لا يزالون يعيشون خارج السجون..
 ودعا أعضاء مؤتمر الحوار الوطني أن يعلقوا جلسات مؤتمر الحوار الوطني حتى يتم إطلاق سراح هؤلاء الأحرار وتقوم الأجهزة الأمنية والسلطة المحلية واللجان الأمنية بدورها بإلقاء القبض على هؤلاء القتلة والمجرمين.