تقرير أميركي يتحدث عن الجزرة السعودية التي التهامها الحوثي ويؤكد أن الهدنة منحت الميليشيا الانتعاش 

2022-11-27 01:04:43 أخبار اليوم/ متابعات

 

كشف عضو سابق في فريق خبراء الأمم المتحدة المعني في اليمن، عن استغلال ميليشيا الحوثيين  للهدنة الأممية، حين حولوها إلى مجرّد وقفة استراتيجية تسمح لهم بإعادة تجميع صفوفهم

 

وقال مثلما كانوا يرون في الصيف أن الهدنة لصالحهم، باتوا يرون الآن استمرار الحرب هي الطريقة المثلى لتحقيق أهدافهم، مؤكداً أن الهدنة جاءت في وقت مثالي بالنسبة لمليشيا الحوثيين حينما سمحت لها بالانتعاش وتخفيف بعض الضغط المحلي من خلال زيادة واردات النفط .

 

وقال جريجوري دي جونسن عضو سابق في فريق خبراء الأمم المتحدة المعني باليمن، في تقرير، إنه "على الرغم من الجولة المحمومة في اللحظة الأخيرة من الدبلوماسية المكوكية والضغط الدولي الكبير، انتهت هدنة اليمن التي استمرت ستة أشهر في 2 أكتوبر ".

 

وأضاف جريجوري: ومنذ ذلك الحين هاجمت ميليشيا الحوثيين  موانئ نفطية يمنية لأكثر من مرتين باستخدام الدرونز، كما دقت السعودية ناقوس الخطر بشأن هجوم إيراني محتمل، كما اعترضت البحرية الأمريكية قاربا شراعيا في طريقه إلى اليمن وبه " كمية ضخمة" من المواد المتفجرة القادمة من إيران. بالإضافة إلى ذلك، تكررت هجمات القناصة الحوثية والاشتباكات والضربات المعتادة التي ميزت ثماني سنوات من الحرب في اليمن .

 

ويرى جريجوري "وهو عضو معهد دول الخليج العربية في واشنطن"، أن "الهدنة الصيفية، فترة راحة نسبية، ولكن لم يتمكن المبعوث الخاص للأمم المتحدة هانز غروندبرغ أو نظيره الأمريكي، المبعوث الخاص تيموثي ليندركينغ، من تحويل الهدنة إلى أساس لـ"وقف دائم لإطلاق النار"، والذي وصفه غروندبرغ بأنه كان هدفه في أبريل ".

  

وحسب التقرير فإن الأمم المتحدة، وهي تؤكد انخفاض عدد الضحايا في جميع أنحاء البلاد، تضاعفت بالمقابل واردات الوقود إلى ميناء الحديدة الذي تسيطر عليه ميليشيا الحوثيين  أربع مرات، وأعيد فتح مطار صنعاء الدولي برحلات جوية إلى القاهرة وعمان. لكن ميليشيا الحوثيين لم يرفعوا الحصار عن مدينة تعز، والحديث هنُا ما يزال لجريجوري .

 

ويرى " أن السبب يعود في جزء كبير منه إلى أن المجتمع الدولي والجهات الفاعلة اليمنية رأوا الهدنة بشكل مختلف، بالنسبة للمجتمع الدولي، كان من المفترض أن تكون الهدنة خطوة أولى نحو هدف غروندبرغ بوقف دائم لإطلاق النار، والذي من شأنه أن يمهد الطريق لاتفاق سلام شامل، لكن بالنسبة لمليشيا الحوثيين، لم تكن الهدنة أكثر من مجرد وقفة استراتيجية تسمح لهم بإعادة تجميع صفوفهم ".

 

وأكد أنه عندما تم تنفيذ الهدنة في الثاني من أبريل الماضي، "كانت ميليشيا الحوثيين  تكافح للتعافي من سلسلة من الخسائر في ساحة المعركة". لا سيما بعد أن تعثر هجومها على مأرب وحقول النفط والغاز في المحافظة"، بينما "تمكنت كتائب العمالقة من طردهم من شبوة، مما أدى إلى محو العديد من المكاسب الإقليمية التي حققتها ميليشيا الحوثيين في عام 2021م ".

 

ويجزم الخبير الأممي أن "الهدنة جاءت في وقت مثالي لمليشيا الحوثيين، فقد سمحت لهم بالانتعاش وتخفيف بعض الضغط المحلي من خلال زيادة واردات النفط ".

 

ويكشف تقرير الخبير الأممي التلكؤ الحوثي وحرف مسار الهدنة، بطرح طلبات تنفيذها "مستحيل"، في دلالة على انعدام نوايا التقارب ..

 

يقول جريجوري: بذل غروندبرغ جهدا في أواخر سبتمبر وأوائل أكتوبر لتمديد الهدنة مرة أخرى، وطلب من الأطراف ستة أشهر أخرى. وكجزء من مقترحه، اقترح غروندبرغ أن تفي الحكومة اليمنية بوعدها بدفع رواتب ومعاشات موظفي الخدمة المدنية في المناطق التي تسيطر عليها ميليشيا الحوثيين. كانت هذه نقطة شائكة بالنسبة للميليشيا الحوثية  ".

  

ويوضح " وبمجرد أن قدم غروندبرغ اقتراحه، ردت ميليشيا الحوثيين بالمطالبة بتوسيع مجموعة موظفي الخدمة المدنية لتشمل الشرطة والأمن والجيش، وطالبت الحكومة اليمنية بشكل أساسي بدفع رواتب الجنود الذين يقاتلونها. وصف المبعوث الأمريكي ليندركنغ الطلب هذا بـ"المتطرف والمستحيل"، لكن ميليشيا الحوثيين  أصرت على موقفها وانتهت الهدنة ".

  

كما استعرض الخبير الأممي شواهد عدة على انعدام الرغبة لدى ميليشيا الحوثيين  في الحلول، بتكرار تقديم اشتراطات تعجيزية ليس هناك ما يمكن أن يُطلق على عدم تنفيذها سوى الاستحالة ".

 

ويضيف جريجوري في سياق تقريره الذي تداولته وسائل الإعلام: وبعد أسبوعين، وفقا لعبد الغني الإرياني الباحث في مركز صنعاء، قدمت السعودية جزرة أخرى، ودعت ميليشيا الحوثيين لإجراء محادثات مباشرة في الرياض، ومثل رواتب موظفي الخدمة المدنية، كانت المحادثات المباشرة مع السعودية على قائمة مطالب ميليشيا الحوثيين .

 

ولكن كما هو الحال مع اقتراح غروندبرغ، استولت ميليشيا الحوثيين  على العرض وردت بمطالبة السعودية برفع جميع العقوبات ودفع جميع الرواتب، بما في ذلك رواتب الأفراد العسكريين والأمنيين، كشرط مسبق للمحادثات، وبالتالي ليس من المستغرب أن المحادثات لم تحدث .

 

واختتم بالقول: كما توضح هاتان الحالتان، فإن " ميليشيا الحوثيين" غير مهتمة بتمديد الهدنة أو استخدامتها كحجر أساس لتسوية أكثر شمولاً. خلال الصيف كانت ميليشيا الحوثيين ترى أن الهدنة تصب في مصلحتها، مثلما ترى الآن في استمرار الصراع أفضل طريقة لتحقيق أهدافها. 

 

وقال إن ميليشيا الحوثيين  في الوقت الحالي، تعتقد أن مكاسبها من الحرب أكثر من السلام .

 

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد