أظهر مقطع فيديو أمس السبت، مشادة كلامية في البرلمان العراقي بين رئيس الوزراء العراقي/ حيدر العبادي ومحافظ البصرة، أسعد العيداني، خلال جلسة استثنائية لمناقشة تطورات الأحداث في المحافظة، طالبت فيها قائمتان تشريعيتان رئيسيتان، باستقالة العبادي.
ويظهر العيداني في الفيديو وهو يقول للعبادي ان "المحافظة تحترق"، منتقداً تصريحات أعضاء الحكومة قائلاً: "ما سُمع من وزراء حكومة حيدر العبادي جعلني أفكر وكأننا في عالم آخر"، مشيراً إلى انه قام سابقاً بالتحذير من كون قائد شرطة البصرة مرتشٍ، دون أن يلقى أي تجاوب، حيث أن العبادي منحه صلاحيات "من دون أموال".
وأضاف العيداني إن محافظة البصرة لم تحصل بعد على حصتها من "واردات البترودولار"، رغم غناها بالنفط، حسب ما أفاد موقع "السومرية نيوز".
بينما اتهم العبادي محافظة البصرة، بالفشل في تقديم الخدمات، ووجه كلامه للمحافظ قائلاً: "مكانك في البصرة وليس في بغداد".
ومن جهة أخرى، طالبت القائمتان الرئيسيتان اللتان فازتا في الانتخابات التشريعية التي جرت في أيار/مايو الماضي، أمس السبت باستقالة حكومة رئيس الوزراء حيدر العبادي، في أعقاب جلسة استثنائية للبرلمان لمناقشة الأزمة القائمة في البصرة.
إلى ذلك فقد أفاد مصدر من وزارة الدفاع العراقية، أمس السبت، أن رئيس الوزراء حيدر العبادي، عيّن قائدًا جديدًا للجيش وآخر للشرطة، في محافظة البصرة، جنوبي البلاد.
احتجاجات
منذ بداية تموز/يوليو الماضي، خرج الآلاف في البصرة بداية، ثم في كامل الجنوب العراقي، في تظاهرات ضد الفساد وانعدام الخدمات العامة والبطالة، التي زاد من سوئها العام الحالي الجفاف الذي قلص الإنتاج الزراعي بشكل كبير.
لكن الأمور اتخذت منحى أكثر تصعيدا اعتبارا من الثلاثاء على خلفية أزمة صحية غير مسبوقة في البصرة، حيث نقل 30 ألف شخص إلى المستشفى تسمموا بالمياه الملوثة، كما قتل 12 متظاهرا على الأقل، بحسب ما أفاد مسؤولون.
بدأ هؤلاء بإحراق مبنى المحافظة في وسط المدينة، قبل أن ينتقل الغضب إلى الأحزاب السياسية والجماعات المسلحة المسيطرة في هذا المعقل الشيعي الحدودي مع إيران.
ومساء الجمعة المنصرم، اقتحم مئات المتظاهرين مبنى القنصلية الإيرانية المحصنة في المدينة، وأضرموا النار فيها.
قتلى في قصف إيراني
وعلى صعيد آخر فقد أفاد مصدر طبي عراقي أمس السبت، بمقتل 10 أشخاص وإصابة 30 آخرين في قصف إيراني لمقرات ومساكن قيادات وأنصار الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني المعارض في مدينة كويسنجق شرق أربيل.
وقال كامران عباس مدير صحة قضاء كويسنجق، إن ” حصيلة ضحايا قصف السبت 10 قتلى و30 مصابا ،حالة 10 منهم حرجة”.
من جانبه، أكد مسؤول في الحزب أن” الحصيلة بلغت 14 قتيلا وحوالي 42 جريحا بينهم قياديون في الحزب”.
وتعرضت أمس السبت مقرات جناحي الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني المعارض لقصف بطائرات مسيرة بدون طيار في منطقة تقع في ضواحي مركز قضاء كويسنجق.
وقال محمد صالح قادري أحد قياديي الحزب، إن “الطائرات المسيرة، قد انطلقت من كركوك باتجاه سماء المنطقة، وأن القصف وتسيير الطائرات جرى بالتنسيق مع قوات الحشد الشعبي في كركوك”.
ويعود آخر هجوم إيراني على تلك المناطق إلى تموز /يوليو عام 1996حيث هاجمت قوات إيرانية بالمدفعية والأسلحة الثقيلة المنطقة.