قال : كان واجبنا حماية الأمن والدفاع عنهم بعد أن لجؤوا إلينا..شيخ قبيلة ولد عامر يروي لـ"أخبار اليوم" تفاصيل سقوط غمر وخيوط المؤامرة

2009-08-02 03:22:05

حاوره / حسان الحجاجي

شهد الصراع الدائر في محافظة صعدة بين الدولة وبعض القبائل من جهة والمتمردين من جهة أخرى تطورات متسارعة في الأشهر الأخيرة اتسمت بتراجع مخيف للدعم الذي كانت تقدمه الدولة للقبائل التي تخوض معاركاً ضارية ضد المتمردين وهو الأمر الذي سهل المهمة لعصابة التخريب المتمردة في السيطرة على عدد من المديريات وأبرز المديريات التي سيطر المتمردون عليها في الآونة الأخيرة وطرد الأمن منها هي مديرية حيدان ومديرية ساقين ومديرية غمر التي سقطت بأيدي المتمردين الأربعاء الماضي، مع أنها سقطت عملياً قبل خمسة أشهر إلا أن صمود قبيلة ولد عامر التي احتضنت أفراد الأمن المركزي والأمن العام بعد انسحاب الضباط والأفراد إليها وظلت هذه القبيلة عصية على الكسر بوجه الحوثيين فقاومتهم بشجاعة غير مسبوقة ولولا شدة الحصار وتخاذل الدولة بعدم تزويد هذه القبيلة بالذخائر فقط لما حدث ما حدث ولعجز المتمردون عن السيطرة على المنطقة .

" أخبار اليوم" حرصت على توضيح الصورة وتفاصيل الأحداث التي دارت في غمر بهذا الحوار مع الشيخ علي ظافر شيخ قبيلة ولد عامر.

> في البداية نود أن نعرف ومعنا القارئ الكريم حجم المواجهات التي خضتموها مع المتمردين وتداعياتها؟

> > أولاً لابد من التوضيح أن القضية صعبة جداً لأن المتمردين وطوال الفترة التي حاصرونا فيها ضلوا يحشدون أنصارهم من كل مكان وقد شنوا مئات الهجمات على المراكز والمباني الحكومية في مديرية غمر قبل أن يحاصروا قبيلة ولد عامر وقد تألمنا كثيراً حين رأيناهم يهاجمون المراكز الحكومية وأفراد الأمن حرصاً منا على أن عدم إضعاف الدولة في المديرية يعني استتاب الأمن أما إذا ضعفت الدولة سيؤدي إلى الإخلال بالأمن في المنطقة لذلك قررنا في ولد عامر أن نمنع المتمردين من التدخل في منطقتنا وقلنا لن نسمح لهم بالتوغل في أرضنا وسنحميها وهنا ازدادت هجمات المتمردين علينا وعلى الأمن في مركز المديرية وحين وجد الأمن أنهم في موقف ضعيف بسبب الحشود الكبيرة التابعة لعناصر التمرد والتي أتت من كل المناطق وأنسحب الأمن العام والأمن المركزي من المقرات الحكومية من الحصن ومن المحكمة بكل أسلحتهم وآلياتهم العسكرية وأجهزتهم إلى قبيلتنا ونحن قبائل، لذلك وجب علينا حمايتهم ووجب علينا القتال معهم ووجب علينا أن ندافع الأرض والعرض بعد ذلك حشد المتمردون كل قواتهم إلى حدود قبيلتنا وأرسلوا العديد من الوسطاء لإقناعنا بأن نترك الأمن ونسلمهم مع أسلحتهم إلى المتمردين ولكننا رفضنا أن نتخلى عنهم لأنهم ضيوفنا ولجؤوا إلينا رغم أن معظم أهل غمر حوثيون والبعض إذا لم يكن حوثي فهو متآمر على الأمن وعلينا وكان يسمح للحوثيين بأن يدخلوا من أرضه ومن أملاكه وذلك خلال الحشود التي حشدها المتمردون من مناطق مختلفة وشنوا علينا هجمات بمختلف أنواع الأسلحة وكانوا يظنون بأنهم سيذلونا ويأسرون الضباط وأفراد الأمن ولكننا صمدنا صمود الجبال.

> شيخ علي كم هي الفترة الزمنية التي استمر فيها الحصار على قبيلة ولد عامر منذ أن انسحب الأمن من مركز المديرية إلى قبيلتكم؟

> > استمر الحصار خمسة شهور شنوا خلالها مئات الهجمات ودارت بيننا وبينهم معارك ضارية.

> هل لنا أن نعرف عن حجم الدعم الذي تلقيتموه من الدولة أثناء الحصار إن وجد؟

> > لم نحصل على الدعم الكافي وللعلم بأن المتمردين حين عرفوا بأن هناك دعم طفيف قطعوا كل الطرقات وشددوا الحصار وكنا نبلغ الدولة أن تؤمن لنا الخط كي نخرج المصابين لأن كثيراً من المصابين كانوا ينزفون حتى يموتوا.

ما كنا نجد أي طريق لإخراجهم بغرض إسعافهم لذلك كنا نبلغ الدولة ونطالبها أن تعززنا بقوة وفي الأخير قلنا للدولة "أضعف الإيمان أمنوا لنا الخط لإخراج الجرحى وكذلك لإدخال الإمداد ومع ذلك لم نحصل على شيء من ذلك".

> هناك من يرى بأن الدولة خذلت القبائل التي ساندتها في مواجهة المتمردين برأيك هل هذا صحيح وكيف تفسر ذلك؟

- في الحقيقة كان هناك قصور من الدولة ولكن لا ندري فقد تكون للدولة حساباتها الخاصة كما لا ننسى أن هناك مغرضين أناس يعملون بالخفاء وينجسون الدولة وفي نفس الوقت يبلغون الدولة بأن الأمن مستتب والحوثيين ضعيفون حتى تمكن المتمردين من فرض سيطرتهم.

> هل أفهم من كلامك أن بعض المشائخ والقبائل في مديرية "غمر" والمناطق المجاورة تعاطفوا مع المتمردين لغرض الخلاص من قبيلة "ولد عامر" وشيخها؟

- نعم فهناك أناس تآمروا مع التمرد والدولة نعرف هؤلاء الذين تعاونوا مع الحوثيين.

> وما هي القبائل التي شاركت معكم في مواجهة المتمردين في غمر؟

- لم تشترك أي قبيلة من قبائل "غمر" في مواجهة المتمردين بل سهلوا لهم الأمور وأنا فقط وأصحابي وقبيلتي وكان معنا بعض الناس من خارج المديرية ساندونا ووقفوا وقاتلوا معنا.

> حدثنا عن المعركة الأخيرة؟

- المعركة الأخيرة كانت عنيفة جداً جداً لعدة أسباب أولاً: لأن المتمردين حشدوا أنصارهم من عدد من المديريات ومن مناطق خارج المحافظة من "الجوف ومن عمران" واستخدموا في المعركة الأخيرة صواريخ تطلق من الكتف ومدفعية "بي عشرة" وبوازيك رشاشات بكل أنواعها وأحجامها فكانت معركة ضارية وغير متكافئة أصلاً لأن الذخيرة والقذائف لدينا كانت قد نفدت وعدم وجود الذخيرة كان له الأثر السلبي في معنويات أصحابي والأمن إضافة إلى سقوط العشرات من القتلى الذين استشهدوا في المواجهات المتفرقة التي حدثت بين الحين والآخر طوال فترة الحصار.

وفي أخر ليلة من المعارك استشهد ولدي الشيخ/ فايز بن علي وهو يدافع عن القبيلة كما استشهد معه ثلاثة آخرون إضافة إلى امرأة، ورغم قلة الذخيرة إلا أن أصحابي استطاعوا الصمود في المعركة الأخيرة من أجل اقتحام القبيلة والاستيلاء على أسلحة الأمن والأطقم العسكرية وسيارة مصفحة وكذا قتل الجنود فكان الدفاع قوياً رغم عدم وجود المدد والإمكانيات.

>عقب المواجهات الأخيرة التي كاد المتمردون فيها أن يقتحموا القبيلة تدخل بعض المشائخ في "غمر" للتوسط بينكم مع المتمردين وانتهت تلك الوساطة بانسحابكم، حدثنا عما جرى؟

- الحقيقة كانت لجنة مكونة من مشائخ وأعيان اجتمعوا مع المتمردين ثم أتوا إلينا وكنا في تلك اللحظات نفكر أنه في حالة شن المتمردين هجمة جديدة علينا فإننا سننهار لعدم وجود الذخائر وقذائف البوازيك لذلك كنت قد اتخذت قراراً في نفسي حينما عرفت بأنهم شددوا الحصار ومجتمعون لذلك قررت بأن نجمع الآليات العسكرية والأسلحة ونحرقها كي لا يستولي عليها المتمردون لأننا لم نعد قادرين على الصمود بعد أن نفذت الذخيرة وفي هذه الأثناء وصلت اللجنة المذكورة وطلبوا منا أن المتمردين اشترطوا تسليم الآليات العسكرية والأسلحة لهم مقابل السماح لنا بالانسحاب، ولكن رفضنا رفضاً قاطعاً وفضلنا الموت على المهانة والذل وحين رفضت عاد الوسطاء إلى المتمردين ورجعوا إلينا ثانية واتفقنا على أن يتم الانسحاب بكل معداتنا وآلياتنا التي مع الأمن وكذلك التزم المشائخ بتأمين بيوتنا وعوائلنا ومزارعنا، بعد ذلك انسحبنا إلى رازح وسلمنا آليات الأمن إلى أمن رازح.

> في ختام هذا الحوار ما هي الكلمة التي تود أن تقولها؟

- أوجه إلى الأخ رئيس الجمهورية وأناشده بالاهتمام بمحافظة صعدة وعدم التهاون مع هؤلاء أصحاب الفكر الضال الذين قطعوا الطريق وسفكوا الدماء وقطعوا الأشجار المثمرة وأرجو أن يستمع لنا فنحن أكثر تضرراً في مواجهة المتمردين وها قد انسحبنا ليس جبناً منا ولا خوفاً ولكن لعدم وجود المؤن والذخائر، وقد تركنا بيوتنا وعوائلنا ومزارعنا وأموالنا وإذا لم يلتفت الأخ رئيس الجمهورية إلى وضعنا فإن المتمردين سيستبيحوا كل أملاكنا، كما أشكر كل من وقف معنا وساندنا في قضيتنا.

 

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد