طالب بإيقاف عملية الفقر التي حركتها الجرع محذراً من اتباع سياسة الإفقار والتجريع التي تنفذ أجندة جهات دولية وأجنبية لا تريد الخير ليمن الإيمان والحكمة . . الشيخ عبد المجيد الزنداني يقدم مبادرة شرعية لما تشهده اليمن من مشاكل وأزمات

2009-10-29 06:24:21

أهم بنود المبادرة

* لجنة لرد المظالم في كل محافظة تعمل على إيجاد محكمة مستعجلة لإنصاف المظلومين .

* القضاء المستقل تنفيذاً للدستور .

* ضمان انتخابات حرة ونزيهة تتفق عليه جميع القوى السياسية .

* منع الجرع ودعم الغذاء والدواء ليكون في متناول جميع أبناء الشعب .

* رفض التدخل الأجنبي في الشؤون الداخلية.

* وقوف أبناء اليمن شعباً وحكومة لحماية استقلال البلد والتصدي لأي تدخل عسكري أجنبي .

* تشكيل حكومة وحدة وطنية تمثل أطياف الشعب اليمني لإدارة شؤون البلاد .

* مناقشة قضية الحرب في صعدة ورفض الدعوات الإنفصالية.


أعدها للنشر: صفوان الفائشي

أطلق فضيلة الشيخ / عبد المجيد الزنداني مبادرة تضمنت حلولاً شرعية لكل ما يشهده الوطن اليمني الحبيب من أزمات أنهكت كاهل الوطن والمواطن ، حيث دعا الشيخ الزنداني إلى إصلاح القضاء والعمل على استقلاله ونزاهته ، بما يحقق العدل ويضمن سلامة التقاضي بين المتخاصمين دون تمييز أو تحيز مع أحد أطراف النزاع ، وطالب الشيخ الزنداني بإيقاف عملية الفقر التي حركتها الجرع المتتابعة التي تكاد تقضي على معظم شرائح المجتمع محذراً من اتباع سياسة الإفقار والتجريع التي تنفذ توجيهات جهات دولية وأجنبية لا تريد الخير ليمن الإيمان والحكمة .

وطالب الزنداني السلطات المعنية بالقضاء على كل مظاهر الفساد المالي والإداري والأخلاقي وذلك من خلال إصلاح منظومة السلطات التشريعية والقضائية والتنفيذية . . وأكد الزنداني على أهمية إجراء انتخابات حرة ونزيهة ينبثق عنها تغيير حقيقي هدفه إصلاح الوطن وأحوال المواطن داعياً كافة أبناء الشعب اليمني إلى الوقوف بجانب إخوانهم النازحين جراء حرب صعدة ومد يد العون والمساعدة لهم وتطرق إلى قضايا أخرى مهمة فيما يلي نص ما جاء في مبادرة الشيخ عبد المجيد الزنداني : 

 

يا أبناء اليمن كنا في أعوام خلت نجمع التبرعات لإخواننا في عدد من بلدان المسلمين التي كانت تصاب بالنوائب والمصائب والشدائد وكانوا يستنجدون إعانتهم في جهادهم وفي حفاظهم على مقومات حياتهم ورعاية الأيتام والأطفال والأرامل والنساء واليوم .. وقع ما كان يقع في بلاد المسلمين وقع اليوم في ديارنا ولأول مرة نسمع أن هناك مشردين وأن هناك بيوتاً قد هُدّمت وشُرد أهلها وهم في العراء أيتام ، نساء ، أطفال ، عجزة ، وهؤلاء لهم علينا حق وواجب علينا أن نعينهم وأن نمد لهم العون السريع ، وللأسف الشديد أن الذين سبقوا إلى هذا الميدان في الإغاثة هي هيئات ومنظمات ليست يمنية بل ولا عربية ولا إسلامية والرسول صلى الله عليه وسلم يقول : ( مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر ) .

هؤلاء منا إخواننا واجب علينا أن نعجل وأن نبادر والحمد لله بلغني وأعرف ذلك وأنا متأكد منه أن الجمعيات الإغاثية اليمنية قد اجتمعت ، معظمها قد اجتمعوا وكونوا مجلساً للتنسيق بين هذه الهيئات والمنظمات واللجان الإغاثية التي كانت تتحرك لمد يد العون إلى شتى بقاع ديار المسلمين المحتاجة.

ماذا قدمنا لإخواننا في صعدة ؟

بلغني وأنا متأكد من ذلك أن منظمات وهيئات إغاثية إسلامية أرسلت تسأل عن أحوال اليمنيين المشردين من أحداث صعدة وعن حاجاتهم وأنهم يريدون التوجه السريع لإنقاذ إخوانهم في صعدة ، وعندما سمعت بعض إخواننا من أعضاء الإغاثة اليمنية قالوا : ماذا نقول ؟ هؤلاء إخواننا يسألوننا من بلاد الإسلام وبلاد العرب ولهم اتحاد كبير وهيئة كبيرة تضم ( 126 ) هيئة إغاثية إسلامية برئاسة شيخ الأزهر ، وهي منظمة للإغاثة والدعوة ، ويسألون ؟ فقال لي هؤلاء الإخوة اليمنيون : فإذا جاءونا وقالوا لنا : ماذا تريدون ؟ سنقول : نريد كذا وكذا ، وسيقولون : وماذا فعلتم يا أهل اليمن ؟ أنتم ماذا عملتم أولاً من أجل إخوانكم ؟

لماذا نزل باليمن هذا البلاء ؟

أسأل الجميع سؤالاً : لماذا نزل باليمن هذا البلاء ؟ لماذا أصبحنا نسمع عن حرب بين أبناء اليمن ؟ لماذا أصبحنا نسمع أن هناك من يدعو إلى تمزيق اليمن ؟ والدعوة مرة ثانية إلى الانفصال بعد الاتحاد والوحدة ؟ لماذا نسمع التدخلات الأجنبية ؟ أمريكا تقول : كاد أن ينفد صبرنا إذا لم تتوقف الأحوال التي في اليمن سنتدخل ؟ ستتدخل ؟!!

هذه بلاد اليمن وليست أمريكا ؟ تدخل في أمريكا لكن هذه بلاد اليمن ملك أهلها ، وملك أمتها ، ستتدخل لماذا ؟ ما الذي أتى بك كي تتدخل ؟ لقد تدخلت في العراق ، ورأينا ماذا فعلت ثم أخيراً : تقولون أيها الأمريكان الآن فلنترك العراق لأهله فهل تريدون أن تقتلوا مليون إنسان يمني وتشردوا خمسة ملايين وتأرملوا مليونين ، كما فعلتم بالعراق ثم تقولوا نترك أمر اليمن لليمن لا ، اكفونا شركم واكفونا تدخلكم ولكن يجب أن نتوجه إلى أبناء اليمن وإلى حكومة اليمن وإلى الأحزاب اليمنية ويجب أن نتوجه إلى زعماء اليمن وإلى علماء اليمن وإلى قيادات اليمن نسألهم ما واجبكم ؟ ما الذي يجري ؟ إذا سألت فستجد في الظاهر الأسباب المعلنة أن هناك من يشكو مظالم ظلمتني الدولة نهبت أرضي طردتني من وظيفتي سرحتني من الجيش قبل أن أصل إلى سن التقاعد ، سرحتني من المدارس طردتني من الوظيفة العامة بغير حق جوعتني بجرعات الجوع والغلاء ، أفقرت بلادي ، ثم نرى أن الثروة التي حبانا الله بها من البترول والغاز وغيرها تنفق في سرف وعلى غير الأوجه الصحيحة ولذلك نحن نشتكي من هذا طيب وما الحل ؟ ما الحل ؟

هل الحل نتقاتل ؟ أما علمتم حرمة الدماء ( وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً ) سواء كان هذا المؤمن من الجيش أم من الشعب أو من المعارضة كلهم مسلمون ، دماءهم مصونة من أباح لك أن تقتل مسلماً ؟ ( كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه ) سيقولون ما البديل ؟ كيف نحل هذه المشكلة ؟ البديل واضح وواضح جداً وهو أن تشكل الحكومة ممن تراه من أهل الدين ومن أهل الأمانة وتتحسس في كل محافظة بل وفي كل مديرية تذهب هذه اللجان لتسمع ولتشاهد ولتسأل عن المظلومين ولتسأل المظلومين ما هي مظالمهم ؟ ويكون معها محاكم مستعجلة أي أنها تنظر في الشكوى وتنظر فيما يقوله المظلوم وتأتي بالظالم وتحاكمه وتحاسبه وتأخذ الحق منه سواء أخذ مال أحد المواطنين أو أخذ مال الدولة بغير حق وأراضيها بغير حق هذا هو الحل .

لكنهم سيقولون : ومن أين لنا قضاء عادل ؟ أولاً : من سيسمح بتشكيل القضاة طبقاً لهذه المواصفات ؟ من سيأمر بتكوين هذه المحاكم المستعجلة ؟ من سيأمر بإرسال هذه اللجان لتفقد أحوال المواطنين المظلومين الشاكين ؟ إننا نشك في نزاهة القضاء وفي أنه سيقيم العدل والحق ؛ لأنه إذا وضعت القضية بين يدي القاضي جاءه اتصال تلفوني ألوه لا تصدق هذا وافعل كذا وكذا فما الحل ؟

الحل في الدستور أيها الإخوة الدستور الذي أقسم رئيس الجمهورية ونائبه ورئيس الوزراء وجميع الوزراء ونواب الوزراء والقادة العسكريون والمحافظون وكل المسئولون يقسمون على أن يلتزموا بكتاب الله وبسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وأن يحترموا الدستور .

ضرورة استقلال القضاء

الدستور يقول : باستقلال القضاء فما معنى استقلال القضاء ؟ معناه أن جميع القضاة في البلاد تكون لهم هيئة منتخبة من القضاة أو من مجلس النواب تمثل المجلس الأعلى للقضاء فكما توضع الثقة في رئيس الوزراء من قبل مجلس النواب فكذلك توضع الثقة من مجلس النواب أو بترشيح من القضاة يُعرض على مجلس النواب ليضع الثقة فيمن تم ترشيحهم واختيارهم فهناك سلطتان سلطة تنفيذية هي الحكومة وسلطة قضائية مستقلة تمام الاستقلال عن الحكومة والدستور أكد على استقلال هذه السلطات ( السلطة القضائية ، السلطة التشريعية ، السلطة التنفيذية ) فكل سلطة مستقلة عن مثيلتها لا تتدخل في عملها ، ثم إن هذه اللجنة القضائية هي وحدها من يدير القضاة ، والمحاكم ، ولا يستطيع رئيس الدولة أن يعزل قاضياً وينقل قاضياً ، كما لا يستطيع أن يتحكم في ترقية قاضي لا رئيس الدولة ولا رئيس الوزراء ولا وزير عدل لأنه ليس هناك وزير عدل في هذه الحالة ، وإنما مجلس قضاء مستقل استقلالاً كاملاً مالياً وإدارياً وقضائيا فإذا أتيت تشتكي بعد ذلك بأي مسئول فأنت والمسئول أمام القاضي سواء ؛ لأن القاضي لم يعد يخاف المسئول أو يخشاه فالمسئول عند القاضي مثله مثل أي مواطن وأصغر مواطن مثل أكبر مسئول في القضاء ، ولكني أتسأل : ما الذي يمنعنا من ذلك ؟ أليس الدستور ينص على هذا ويلزمنا العمل به ؟ ولكي نصلح ذلك نريد قضاء مستقلاً هذا الأمر الأول ، فإذا حدث وأن اشتكى أي مواطن بأي وزير أو بأي مسئول فالمحكمة والقضاء فوق الوزير وشرع الله فوق جميع المسئولين من الرئيس إلى أصغر موظف هنا لا يستطيع أحد أن يرفض الاستجابة للقضاء لكنه ينظم حتى لا تكون فوضى هذا هو استقلال القضاء الذي نطالب به ونريده أن يكون عليه .

الانتخابات النزيهة هي الطريق للحكم

يقولون : لنا مشاريع ، فالأحزاب في الغالب كلها مشاريع سلطة وهم يتكلموا بالعربي بالمفتوح كل حزب يقولها صراحة : أنا أريد أن أحكم ، أريد أن أنزل هذا الرئيس وهذه الحكومة وآتي بدلاً عنهم وهذا ضمن التداول السلمي للسلطة ، وهذا ما يقرره الدستور ومن الحقوق التي كفلها لنا ، وهكذا نجد أن كل حزب وكل فئة يقولون بهذا فالجميع يريد أن يحكم .

طيب تريد تحكم ليس بقتل الناس كما أنه ليس بإشعال الفتن ، ليس بتمزيق البلاد ، ليس برهنها للأعداء ، ليس بالعمالة ، ليس باستباحة مقدرات هذه الدولة ، ليس هذا هو الطريق الموصل إلى الحكم بل هناك طريق آخر ألا وهي الانتخابات ، انتخابات حرة ونزيهة ، والشعب هو صاحب الكلمة فيمن يريد يحكمه والله أمر المسلمين بالأمانة : ( إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا ) لكنهم سيقولون : يا شيخ ما هذا الكلام الذي تقوله ؟ انتخابات حرة ونزيهة ، فهل يوجد عندنا انتخابات حرة ونزيهة ؟ أليست الانتخابات عندنا يتم تزويرها ؟ أليست الحريات يتم مصادرتها ؟ أليست فرق الجيش المعدة للدفاع عن الشعب ترسل إلى الدوائر لاختطاف النتيجة وللمشاركة في مغالطات وكأن وظيفة الجيش هو أن يذهب بالأمر كي يصوت لفلان .. ويسقط فلان ، فأي انتخابات حرة ونزيهة تتحدث عنها ؟

أساليب ملتوية يمنعها الدستور والقانون

نقول لهم : كل هذه الأساليب التزويرية يرفضها الدستور وهذا الذي تشتكون منه ممنوع يمنع على الدولة أن تستعمل المال العام وأن تسخره لتحقيق مصالح فردية كل هذه النصوص في الدستور الذي يقسمون عليه كلهم وهكذا نجده يقرر : يمنع على الدولة والحكومة أن تستعمل الأموال العامة والوظيفة العامة والإعلام وكل مؤسسات الدولة للتأثير على نتيجة الانتخابات ممنوع بل وتعتبر القوانين العبث في نتيجة الانتخابات جريمة يجب أن يعاقب عليها المسئول الذي يقوم بتزويرها أو ممارسة ذلك .

وقد يقولون : ما الذي يدرينا من هو الشخص الذي زور ؟ أو المدعى عليه ؟ سيقولون لنلجأ إلى القضاء ويذهب المرشحون ويشتكون إلى القضاء بوقوع التزوير ، فأي قضاء سنلجأ إليه إذا لم يكن القضاء مستقلاً ولن يكون هناك انتخابات حرة أو نزيهة إذاً يجب علينا أولاً أن نوجد قضاء مستقلاً كما نص على ذلك الدستور وأن تجتمع الحكومة وأن تجتمع الحكومة والمعارضة والأحزاب والمفكرون والعلماء والقادة كي يتدارسوا ما هي الضمانات لانتخابات حرة ونزيهة والانتخابات الحرة والنزيهة موجودة في كثير من دول العالم التي نراها متقدمة مادياً ومستقرة ولا تتعرض لمثل هذه الفتن والحروب والدمار ولا لشيء من هذا .

هذا علاجها ثم إنه وبعد أربع سنوات تعاد الكرة مرة ثانية وتتاح الفرصة للشعب كي يختار حكامه كل هذا يجب أن يكون بعد ضمانات بإجراء انتخابات حرة ونزيهة فبدلاً من أن نفكر في قتل بعضنا بعضا وبدلاً من أن نفكر في الارتماء في أحضان الأعداء وبدلاً من أن نفكر في تمزيق وحدة اليمن وإضعاف اليمن وتقسيمها إلى دويلات بدلاً من كل ذلك نفكر ونجتمع ونتدارس ما هي الضمانات لإيجاد انتخابات حرة ونزيهة .

أين شرطة مكافحة الفساد الأخلاقي؟

ومن أوجه الفساد التي نشكو منها ويشكو منها مجتمعنا الهدم للأخلاق من مراقص وفنادق تبيع الخمور أماكن للتدليك ( المساج ) امرأة تدلك رجل هو شبه عاري وهي كذلك شبه عارية يقولون : مساج !! وغيرها من وسائل وأساليب هدم أخلاق المجتمع وطمس هويته الإسلامية ، وقد أخبرني أحد المشايخ أن هناك أشياء نزلت الأسواق مؤخراً وهي عبارة عن كشافات فإذا أضأت بها تُظهر لك صورة عارية لرجل وامرأة ونحن نتساءل ما هذا ؟ أين أجهزة الرقابة ؟ أين الشرطة ؟ أين شرطة الأخلاق ؟ أين الدولة ؟ من سمح بدخول هذه الأشياء إلى البلاد ؟ ويجب ألا تدخل أي سلعة إلى البلد إلا بعد أن تفحص ولا تدخل البلاد إلا بإذن ، فمن الذي سمح لهذا الشر والدمار أن يغزو أسواقنا وبلادنا ؟ من الذي سمح لهذه الفنادق ولهذه المراقص ولهذه الخمور أن تفسد أخلاقنا وتنشر الفساد في مجتمعاتنا وتمسح هوية أبنائنا وبناتنا ؟

سيقولون توجد جهات مختصة وإذا كان لديك شكوى قدمها للمحكمة ؟ وهكذا نرجع إلى القضاء ولا يمكن أن يستقر لنا حال بغير قضاء نزيه وعادل ولا يمكن أن يستقر لنا إيمان أو يثبت لنا إيمان إلا بقضاء شرعي ، والحمد لله القضاء لدينا وفق الشريعة لكن القاضي قد يكون مكبلاً وقد يأتي التلفون فيطلق ذلك المجرم ، ويطلق ذلك الفاسق ويطلق ذلك الداعر ، إننا نحتاج إلى قضاء فوق السلطة قضاء يخضع لشرع الله فقط ، وشعب يستسلم لشريعة الله ولن يثبت لنا إيمان ولن يتحقق إلا بهذا ، يقول الله جل وعلا : ( فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً ) ، يقسم الله بذاته العلية وباسمه الأعظم والحكم عبادة مثل الصلاة لا يجوز أن تكون خاضعة لسلطة أو لشخص أو هيئة ليس فوق شرع الله أحد ، لا رئيس ولا مرؤوس ولا وزير ولا قائد ولا ضابط ولا شيخ ولا أحد ، شرع الله فوق المسلمين جميعاً ( وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ ) ، ( وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ) ، ( وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ) ، ( وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ ) .

بهذا وبوجود شرطة تراعي وتراقب قضية الأخلاق وعندنا شرطة للآداب لكنها ليست لديها صلاحيات وليست بالأعداد الكافية ، الحل نكثر أعدادها وندربها لتقوم بوظيفتها وعندنا جهات للبحث الجنائي متخصصة تراقب الجنايات والجرائم وتحتاج إلى تقوية .

وكما يوجد لدينا لجنة لمكافحة الفساد المالي والإداري فهناك إمكانية لإنشاء لجنة من الوزراء لمكافحة الفساد الأخلاقي والانحراف الديني ذلك أن الأمر قد وصل إلى تنصير بعض المسلمين وردهم عن دينهم وتحويلهم إلى نصارى الأمر خطير

أهمية الأمر بالمعروف وتوعية الناس:

وتساءل الزنداني قائلاً :

وما الذي يمنعنا من ذلك ، من توعية كل مسلم من أبناء الشعب اليمني .

إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فريضة تجب على كل واحد يرى هذا المنكر كما قال عليه الصلاة والسلام : ( من رأى منكم منكراً فليغيره بيده فمن لم يستطع فبلسانه فمن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان ) .

كما قال عليه الصلاة والسلام : ( من رأى منكم منكراً فليغيره بيده ) إذا كان صاحب سلطان على ذلك المنكر ، كما لو كان المنكر في بيتك فأنت صاحب السلطان غيره بيدك ، وإذا كان المنكر عاماً في الشوارع فالدولة هي صاحبة السلطان ، ويبقى دورك أيها المواطن أن تشكو ذلك إلى المسئولين ، ( ... فإن لم يستطع فبلسانه ، فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان ) .

فلو قمنا بهذا هل سيكون هناك منكر ؟ وهل سيبقى منكر ؟ هل سيبقى شر ؟ ما الذي يمنعنا من القيام بذلك ؟ إلى متى سنظل نشتكي ونبكي ؟ هذا ديننا وهذه طريقنا ، فلماذا لا نسلك هذه الطرق وهذه الوسائل والأساليب ؟ لماذا ؟

إننا لو راجعنا أنفسنا لرأينا أن كل مسألة لها حكم شرعي ، حكم شرعي يعرفه العلماء ولذلك قال الله سبحانه وتعالى لمن لا يعرفون هذه الأحكام من المسلمين : ( فَاسْأَلوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ ) وتوعد الله العلماء إن هم كتموا العلم الذي علمهم الله إياه ، توعدهم باللعن والطرد من رحمته سبحانه وتعالى ، قال تعالى : ( إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ * إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ) .

أيها الإخوة إني أقول : هذه وجهة نظر في حل مشاكلنا فالصراع حول السلطة يمكن حله في انتخابات حرة ونزيهة وقضاء عادل مستقل ، وأما المظالم والمفاسد وتسريح الناس من وظائفهم واستغلال أموال موارد الدولة حل ذلك يكمن في إيجاد قضاء مستقل والتقدم بالشكوى إليه .

الآثار المدمرة للجرع والإفقار:

هناك فقر وجوع وجرعات نجرعها بأوامر خارجية ، بأوامر البنك الدولي ، أفقروا الشعب اليمني ، وإني أتساءل كم حذرنا من هذه الجرعات ؟ وكم تكلمنا عنها ؟ منذ أكثر من خمسة عشر عاماً ونحن نحذر من نتائجها وآثارها ولا زلت أذكر عندما قُرع باب أول جرعة ، قلت في محاضرات وخطب ألقيتها آنذاك إنه سوف ينتج عن هذه الجرعات ثلاث نتائج :

النتيجة الأولى : الفقر والركود الاقتصادي وتقلص فرص العمل وزيادة البطالة وسينشأ عن هذا الوضع ثلاثة آثار :

الأول : انتشار الرشوة بين الموظفين لأن المعاش الذي يعطى للموظف لا يكفي " ضئيل " وسيضطر إلى أنه يرتشي ، ولكن ليس معنى هذا أن الرشوة مباحة لهذا الفقير ، لا بل هي حرام لكنها نتائج وآثار مدروسة لدى أولئك الذين يفرضون علينا هذه الجرعات ، لأنهم يريدون إيصالنا إلى هذه النتائج .

وإني أسألكم هل الرشوة اليوم قد انتشرت أم لا ؟

لقد انتشرت الرشوة هذه هي الحقائق التي كنا نقول بها قبل خمسة عشر عاماً ونحذر منها وها هي اليوم وقعت .

أما الأثر الثاني للجرع : فهو انتشار الجريمة ، وذلك لأنه يوجد لدينا شباب عاطل عن العمل فيضطر إلى أنه يحمل سلاحه وقد يكوّن عصابة وإحدى هذه العصابات التي سمعنا عنها اختطفت قبل أيام أحد أبناء التجار الذين نسمع عنهم الخير من بيت هائل سعيد المعروف عنهم القيام بالأعمال الخيرية في اليمن كلها ، يُختطف وليس هو أول من اختطف بل سبق وأن اختطف غيره لماذا ؟ لأنه من يمارس الاختطاف يريد شيئاً الله أعلم بما أراد ، لكن هذه الجريمة أحد أسبابها الفقر ، وكذلك وضع البراميل في الطرقات واختطاف السيارات بل لقد وصل الأمر إلى اختطاف الناس لبعضهم البعض ، ولاشك أن كل هذه الصور والممارسات التي فيها اعتداء على الأموال والأعراض ما كنا نشهدها قبل وما ذلك إلا بسبب الفقر والإفقار .

وأسأل هل الجريمة في بلادنا إلى ازدياد أم إلى نقص ؟ إنها إلى ازدياد وارتفاع .

ثمار توصيات البنك الدولي

أما النتيجة الثالثة للجرع : فإني أستحي أن أذكرها حيث إن بعض النساء في بيوتهن لا يجدن لقمة العيش .. فمن أين تأكل ؟ ومن يرعاها ؟ وبعض هؤلاء النسوة أرامل وأيتام وأطفال وبنات لذلك نراهن يتسولن في الشوارع وسأكتفي بهذا ولن أزيد على هذا ...

أليست هذه من نتائج الجرع ؟ والله لقد قلت هذا مع أول جرعة جُرعنا بها الفقر ، وليس معنى هذا أني أعلم الغيب لا بل لأني اطلعت على تقرير حول البنك الدولي وسألت مختصين في الاقتصاد عن فحوى الجرعات التي يأتي بها البنك الدولي فقالوا لي : هذه توصيات من البنك الدولي هدفها تمكين ( 20% ) من الشعب من الأموال والثروات وتحويل البقية إلى أجراء لدى هؤلاء العشرين في المائة من أبناء الشعب وهذه هي الرأسمالية ولكنها تأتينا بصورة وأشكال وألوان مختلفة ، وهذه هي النتائج ؟ فلماذا نُجرّع ؟ بل والأعجب من هذا أننا نسمع وعوداً من الحكومة في كل انتخابات بإيقاف الجرعات والالتزام بعدم الجرعات لكننا وبعد انقضاء الانتخابات نجد جرعة بل جرعات ، فما هو الحل ؟

الحل وكما هو في الدول التي تجرى فيها انتخابات حرة نزيهة أن الشعب يقول لمن اختارهم ممثلين عنه في الانتخابات السابقة : لقد اخترناكم وغشيتمونا في الانتخابات السابقة فلن أسمح لكم أن تغشوني في هذه الانتخابات .

ميزان العدالة :

لذلك أقول : أيها المسلمون يا أبناء اليمن : لدينا طريق سهل واضح فالمظالم لابد لها من محاكم وقضاء مستقل والمشاريع الإنمائية والخدمية وقضايا الإصلاح المالي والإداري وكذلك الأخلاقي وأيضاً ما يتعلق بالتقدم والتطور والنهضة والعدل وغيرها مما تتضمنه برامج الأحزاب أو المستقلين نسمعها ثم نختار من نعلم أنه الصادق وأنه سيفي بذلك ، لكن أن تختار أنتَ أحمد فيطلع قاسم وتظهر النتيجة أن قاسم هو الفائز ، فهذا عبث بالشعوب واهتزاز لكيان الشعوب وبالتالي فإن الناس لن يجدوا إلا الحرب ولن يجدوا إلا دعوات الانفصال ولن يجدوا إلا ما يوجد الآن في بلادنا .. فلكي لا نسير في هذا الطريق يجب علينا أن نتوجه إلى طريق قريب سهل ونضع فيه كل جهودنا .

وفي النهاية أوجه كلمة إلى أبناء الشعب اليمني سائلاً الله أن ييسر تبليغها إلى شعبنا وأطلب من كل من يقرأها أو يسمعها أن يعمل على نشرها كي تصل إلى كل مسئول وإلى كل فرد من أبناء الشعب اليمني.

ثم إني أطلب من علماء اليمن إن كنت أخطأت في كلمة مما قلت في هذا وقلت غير الشرع وغير الدين أن يقولوا الشيخ الزنداني أخطأ في ذلك أو خالف ... والله سبحانه وتعالى يقول : ( وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا ) ، وإن قالوا : الشيخ الزنداني يطالب بتطبيق الشريعة واستقلال القضاء فسأقول : ( وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ ) نريد حكم الله وليس حكم التلفونات والضغوط والمغالطات والضغوط والقوى السياسية ، نريد ألا يرتفع صوت فوق صوت الله جل وعلا .

وإذا قالوا : الشيخ الزنداني يطالب بمنع الجرعات فأقول لهم : ( أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ * فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ * وَلا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ ) .

الجرعات تسرق اللقمة من أفواه الفقراء ، ومن أفواه الأيتام والأرامل والنساء ، فهل في هذا خطأ وأن نقول كُفّوا عن هذه الجرعات والغلاء الذي كان يتبرأ منه الرسول صلى الله عليه وسلم ويطلب من الله أن يرفعه .

أيها العلماء إذا كان الذي سمعتم هو دين فإني أطلب من كل عالم في اليمن أن يبدي رأيه هذا وأن يبينه وإلا فأنا خصمه يوم القيامة بين يدي الله يوم القيامة وأن يسكت ولا يبلغ فأنا خصمه يوم القيامة.

 

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد