بمناسبة تدشين أسبوع المرور العربي، أحلق بكم إلى ظلال مدينة صنعاء التاريخية، على رصيف من أرصفتها، جلس رجل مرور، خائر القوى، مهموماً بثقل الحياة، صورة تغني عن ألف كلمة، يظهر الرجل وقد اعتصر الحزن ملامحه، واضعاً كفه على خده في صورة تعبّر عن بؤسٍ عميق، هذا الرجل، الذي لا يزال يرتدي بزته الرسمية ويؤدي واجبه الوطني في تنظيم حركة السير، يعكس حالة الاستبسال والتفاني في ظروف بالغة القسوة.
القصة المؤلمة ووراء هذا المشهد.. مليشيا حوثية قطعت مرتبه منذ سنوات، مما زاد من العبء الثقيل الذي يحمله على كتفيه، في مدينة مثل صنعاء، حيث تتشابك تاريخياً الحضارة مع الصراع، فأصبحت قصة هذا الرجل رمزاً لمعاناة أوسع نطاقاً يعيشها اليمنيون تحت وطأة الحرب الحوثية منذُ تسع سنوات مضت.
ورغم انقطاع مرتبه وما يعانيه من ضائقة مالية شديدة، يواصل هذا الجندي ممارسة مهامه، مدفوعاً بشعور عميق بالمسؤولية والوفاء لواجبه الوطني، إلا أن الحزن واليأس الذي يعلو وجهه يكشف عن الصراع الداخلي والألم الذي يعيشه، في حين ينتظر أبناؤه عودته كل يوم، عله يحمل معه ما يمكن أن يسد رمقهم ويخفف من وطأة الحياة القاسية التي فرضتها عليهم الظروف في ظل حكم مليشيا الحوثي الإرهابية.
إن هذا المشهد المؤلم هو انعكاس للوضع المعيشي الصعب الذي تسببت به الحرب التي أشعلتها مليشيا الحوثي الإرهابية في اليمن، وأدت الأعمال العدائية الحوثية والحصارات، إلى تفاقم للأزمة الإنسانية والاقتصادية، وجعلت اليمنيون يعيشون تحت ضغط هائل، وأصبحت آلاف القصص مثل قصة رجل المرور الذي في الصورة، بمثابة دليلا صارخا على الثمن البشري الكبير للصراع الذي يدور رحاه، بعيداً عن أعين العالم.
ان قصة هذا الجندي تتجاوز حدود مجرد كونها حكاية فردية، لتصبح شهادة حية على الصمود والأمل والكرامة في وجه اليأس ومشروع الدمار الحوثي.
فهي دعوة للمجلس الرئاسي وقيادة التحالف العربي والمجتمع الدولي بإعادة التفكير في معاناة الشعب اليمني، والحاجة الماسة لإيجاد حلول عاجلة، تضع نهاية لهذه الحرب الحوثية المدمرة، وإعادة الأمل إلى قلوب اليمنيين.