لمــــاذا الخـــــوف مـــن التوريث؟!!

2009-11-03 03:54:16

سعد علي الحفاشي

أتساءل وغيري كذلك: لماذا الخوف من قضية توريث الحكم من الزعماء لأبنائهم؟! أو بعبارة أصح "أقدام أبناء بعض الرؤساء العرب على تقديم أنفسهم للترشيح لمنصب رئيس الجمهورية في انتخابات دستورية حقيقية؟!

لماذا تشار كل تلك الهالة من الانتقادات والمعارضات الرافضة لهذا الأمر من قبل أولئك الأشخاص والجماعات الحزبية المعارضة؟ طالما وأمر انتقال السلطة من الزعيم الأب إلى ابنه سيتم من خلال استحقاقات انتخابية حرة ومباشرة وليس توريثاً كما يسميه هؤلاء المعارضون ولا فرضاً بالقوة أو بغيرها.

لماذا تثار ثائرة هذه المعارضة السخيفة التي نشاهدها ونسمع نعيقها هنا وهناك في الداخل وفي الخارج كما هو حاصل الآن في جمهورية مصر العربية منذ لحظة انعقاد المؤتمر السنوي السادس للحزب الوطني الديمقراطي الحاكم في مصر حيث ثارت ثائرة الأخوان المسلمين وغيرهم من أحزاب المعارضة الأخرى في هذا البلد تحسباً منهم أن المؤتمر السنوي للحزب الحاكم سيقر اختيار جمال مبارك نجل الرئيس محمد حسني مبارك مرشحاً للحزب للانتخابات الرئاسية المصرية القادمة.

وكذلك حدث في اليمن كذا مرة في مناسبة وفي غير مناسبة حيث نعقت وتعالت الكثير من الأصوات السخيفة تنتقد وتندد بفكرة إجماع المؤتمر الشعبي العام الحاكم في بلادنا على اختيار العقيد/ أحمد علي عبدالله صالح نجل الرئيس علي عبدالله صالح أطال الله بقاءه مرشحاً لمنصب رئيس الجمهورية في الانتخابات الرئاسية القادمة تماماً كما نسمع ونشاهد من المعارضة المصرية في هذه الأيام.

لا فرق بين ما نسمعه ونشاهده من معارضة ناقدة وساخطة في مصر، وما حدث وسيحدث من معارضة وانتقادات وانفعالات من المعارضة اليمنية الموجودة في الداخل أو المأجورة في الخارج في أي مناسبة تطرح فيها فكرة قيام أحمد علي عبدالله صالح بترشيح نفسه رئيساً لليمن.

نفس العبارات والألفاظ ونفس الانتقادات ونفس الحجج والمبررات التي نسمعها الآن من المعارضة المصرية سنسمعها ونشهدها في اليمن في أي مناسبة تطرح فيها فكرة قيام نجل الرئيس بترشيح نفسه لمنصب الرئاسة.

ما لهؤلاء المعارضون لا يعجبهم العجب ولا الصيام في رجب، أليس الحزب الحاكم في اليمن مثلاً هو من يمتلك الأغلبية من الأعضاء والأنصار، وفي حال حلول موعد الانتخابات الخاصة برئاسة الجمهورية سيجمع على اختيار مرشح باسمه لهذه الانتخابات شأنه شأ، بقية الأحزاب الأخرى، وهذا المرشح سواءً كان علي عبدالله صالح نفسه أو نجله "أحمد" أو أي شخصية أخرى سيقرها الحزب سيخوض غمار المافسة في هذه الانتخابات باسم حزب المؤتمر الشعبي العام وبرنامجه الانتخابي وفوز هذا المرشح أياً كان هو يتوقف على حصوله على أغلبية الأصوات من جماهير الشعب التي لها الحق في اختيار المرشح الذي تريد، وهي من تقرر بأصواتها ما إذا كانت مع الرئيس علي عبدالله صالح أو ابنه أو أحد آخر غيرهم.

أقول ذلك بقصد إيضاح الأمر لإخواننا المعارضين لفكرة ترشيح أحمد علي عبدالله صالح لمنصب رئيس الجمهورية كي يفهم هؤلاء أن القاعدة الجماهيرية الكبيرة جداً من الأعضاء والعضوات من أبناء الشعب والتي يمتلكها المؤتمر الشعبي العام هي التي يستند عليها حزب المؤتمر في فوز مرشحيه في أي انتخابات وسواءً كان مرشحه في الانتخابات الرئاسية الرئيس/ علي عبدالله صالح أو نجله "أحمد" أو أي شخص آخر فتلك القاعدة الجماهيرية من الأعضاء والشعبية المواسقة التي يحظى بها المؤتمر الشعبي العام هي التي ستضمن فوز ذلك المرشح وبعراة أصح وأسهل للفهم يستحيل على هذه المعارضة الفوز بمنصب رئاسة الجمهورية لأنها لا تمتلك حتى نصف أو ثلث تلك القاعدة الواسعة والكبيرة من الأعضاء التي يمتلكها المؤتمر الشعبي ولا تحظى أحزاب هذه المعارضة أو كلها مجتمعة بشيء من ذلك التأييد والإجماع الشعبي المناصر والداعم لحزب المؤتمر بما معناه معارضتكم للرئيس علي عبدالله صالح حفظه الله وأطال بقاءه أو لنجله "أحمد" لن يحقق لكم أي نفع أو مصلحة تضمن فوزكم في انتخابات كهذه لأن المرشح الذي سيختاره حزب المؤتمر سيختاره الناس لأنه مرشح للمؤتمر الشعبي العام وليس بصفته أو لشخصه والقاعدة الجماهيرية الهائلة من أعضاء المؤتمر هم من سيطيحون بآمالكم في الفوز بمنصب الرئيس سواءً كان المرشح نجل الرئيس أو غيره.

الأمر الآخر: لماذا الخوف من اختيار أحمد علي عبدالله صالح لمنصب رئاسة الجمهورية؟ أليس واحداً من أبناء هذا الشعب؟ بل ومن خيرة رجل اليمن ومن أفضل الشباب؟

يجب أن نفهم جميعاً أن أحمد علي عبدالله صالح مواطن يمني ومن حقه ترشيح نفسه لمنصب رئاسة الجمهورية أو لأي منصب آخر، وما دام أمر وصوله إلى منصب الرئيس سيتم من خلال انتخابات حقيقية فليس هناك ما يتعارض مع النظام الجمهوري ولا مع الدستور والقانون، وعلى أولئك الذين يدعون أنها عملية "توريث" أن يصمتوا لأن اليمن اليوم غير الأمس وغير بقية الشعوب الأخرى التي يحاول هؤلاء تشبيه بلادنا بها، فدولتنا دولة مؤسسات ونظامنا نظام جمهوري ديمقراطي منفتح.

ولو لم نكن كذلك ما وجدت هذه المعارضة السخيفة وما تمكن هؤلاء الناعقون على الفاضي والمليان من رفع أصواتهم والمجاهرة بعدائهم لرئيس الجمهورية ولكل شيء في هذه البلاد.

لو كان نظامنا في اليمن نظام شكلي غير مؤسسي أو نظاماً منغلق كما هو حال الكثير من الأنظمة الأخرى التي تدعي الحرية والديمقراطية ما دعا الأمر لكل تلك الاستحقاقات الانتخابية التنافسية التي يتم من خلال اختيار السلطة التشريعية والمحلية ورئيس الجمهورية وغيره.

ولو كان علي عبدالله صالح أطال الله بقاءه وحفظه من كل شر ومكروه يريد التحكم في السلطة والتفرد بها لنفسه ولأسرته وتوريثها لأبنائه من بعده لفعل ما يريد بأقل القليل من التعب ووجع القلب وما استطعتم أنتم أيها المعارضون أو غيركم عمل شيء ولكنه لا يريد ذلك، بل يريد خير اليمن وعزتها ورقيها وتطورها، وعليكم أن تستحوا من الله ومن هذا الشعب من أفعالكم وأقوالكم وما تسببوه من ضرر لهذا الوطن وأبنائه. . والسلام!!. <

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد