على مدار 18 شهرا قضاها في صفوف بوروسيا مونشنجلادباخ الألماني ، فشل المهاجم الهولندي لوك دي يونج في تقديم المنتظر منه مع الفريق ، ولكنه صحح الأوضاع مع عودته إلى ألمانيا ضمن صفوف فريقه الحالي أشبيلية الإسباني وقاد الفريق للقب الدوري الأوروبي مساء الجمعة، وسجل دي يونج هدفين ليقود أشبيلية إلى الفوز الثمين 3 / 2 على انتر ميلان الإيطالي مساء أمس في المباراة النهائية لمسابقة الدوري الأوروبي التي اعتاد أشبيلية على حصد لقبها سواء بمسماها القديم (كأس الاتحاد الأوروبي) أو بالمسمى الحالي.

وقال دي يونج /29 عاما/ الذي فاز بجائزة أفضل لاعب في المباراة أمس :"خوض المباراة النهائية وتحقيق الفوز باللقب هنا في ألمانيا أمر خاص بالنسبة لي"، وأوضح :"من الجيد بالطبع أن تكون مهما للفريق في مثل هذه المباراة" مؤكدا أن إنجاز الفريق بأكمله كان أهم بالطبع مما قدمه هو.

وكان دي يونج انتقل من تفنتي أنشخيده الهولندي إلى مونشنجلادباخ في 2012 وذلك بعد سجله التهديفي المدهش مع أنشخيده في الدوري الهولندي، ولكن هذه الصفقة لم تؤت ثمارها للفريق الألماني كما لم يحقق اللاعب النجاح المتوقع منه خلال فترة الإعارة من مونشنجلادباخ إلى نيوكاسل ليعود بعد ذلك إلى الدوري الهولندي من خلال آيندهوفن.

وأعاد دي يونج اكتشاف نفسه وقدراته التهديفية العالية مع عودته إلى الدوري الهولندي ليبدأ بعد ذلك رحلة احترافه الثانية خارج هولندا وينتقل إلى أشبيلية الإسباني حيث حظي اللاعب بمساندة كبيرة هناك حتى تحول من لاعبين بين الاحتياطيين إلى نجم أساسي في صفوف الفريق خلال مباراة الجمعة أمام انتر ميلان، وقال دي يونج : "المدرب قال لي في صباح يوم المباراة إنني سأكون ضمن التشكيلة الأساسية. وقلت له إنني كنت جاهزا دائما ، وأنه لحسن الحظ أن جاءتني الفرصة"، وأضاف : "ضربات الرأس هي تخصصي. العرضية الأولى من خيسوس نافاس كانت رائعة ولحسن الحظ أنني وضعتها بجوار القائم. والتمريرة الثانية كانت رائعة أيضا من إيفر بانيجا ، وسجلت منها هدفا مميزا".

وتعادل دي يونج لأشبيلية بعد تقدم انتر بهدف مبكر سجله البلجيكي روميلو لوكاكو ثم تقدم دي يونج لأشبيلية 2 / 1 بالهدف الثاني له وللفريق قبل أن يتعادل دييجو جودين لانتر قبل نهاية الشوط الثاني، وفي الشوط الثاني انتزع أشبيلية الفوز ليتوج بلقب البطولة للمرة السادسة، كما توج دي يونج بلقبه الدولي الأول بعيدا عن نجاحاته المحلية في هولندا، وقال دي يونج : "أقول دائما إن الفريق يأتي في المقام الأول. اجتهدت وحاولت تسجيل الأهداف... ولكن هذا لا يهم بالنسبة لي لأننا يمكن أن نفوز بالألقاب من خلال اللعب كفريق فقط".

وسجل دي يونج عددا قليلا من الأهداف لأشبيلية ولكنه صنع بها بعض الذكريات ؛ حيث هز شباك ريال بيتيس جار أشبيلية ومنافسه العنيد كما هز شباك ريال مدريد في عقر داره ثم أحرز هدف الفوز على مانشستر يونايتد الإنجليزي في المربع الذهبي للدوري الأوروبي علما بأنه بدأ المباراة على مقاعد البدلاء، وكان هذا الهدف في مرمى مانشستر يونايتد سبيل دي يونج إلى المشاركة ضمن التشكيلة الأساسية للفريق في مباراة الجمعة والتي أقيمت أيضا بدون جماهير في ظل الإجراءات الوقائية والاحترازية المطبقة للحد من تفشي الإصابات بفيروس "كورونا" المستجد.

وكانت المباراة فرصة جديدة ومثالية أمام المهاجم الهولندي ليترك بصمة جديدة مع الفريق، وقال جولين لوبيتيجي المدير الفني لأشبيلية :"قدمنا نهاية سعيدة لموسمنا.. دي يونج لاعب رائع. انتظر لفترة طويلة ولكنه كان مستعدا في هذه الليلة".