فاز نادي نابولي أمس الثلاثاء بالاستئناف الذي تقدم به بعد تخسيره في تشرين الأول/اكتوبر الماضي المباراة ضد يوفنتوس صفر-3 وخصم نقطة واحدة من رصيده لعدم حضوره للملعب لخوض المباراة في الدوري الإيطالي لتواجد لاعبيه في الحجر الصحي جراء فيروس كورونا المستجد.

وافادت وسائل الإعلام الإيطالية أن المباراة ستقام على ملعب أليانز ستاديوم في 13 كانون الثاني/يناير المقبل.

وقال رئيس نابولي أوريليو دي لاورنتيس على "تويتر" عن القرار: "نحن سعداء"، وأضاف "نحن نعيش في بلد لا يمكن فيه إدانة أولئك الذين يحترمون القوانين. ونابولي دائما يتبع القواعد".

واسفر الوضع الجديد عن تقدم نابولي للمركز الثالث بدلا من يوفنتوس إلذى اضحى رابعا وللاثنين 24 نقطة مع افضلية الأهداف للأول، ليصبح الفارق مع ميلان المتصدر 7 نقاط.

ورفع نابولي قضيته إلى احدى اللجان التحكيمية التابعة للجنة الأولمبية الإيطالية بعد أن رفض الاتحاد الإيطالي لكرة القدم ورابطة الدوري الإيطالي الطعون التي تقدم بها.

وقالت اللجنة الأولمبية في بيان إنها "قبلت الاستئناف الذي قدمه نابولي وألغت دون تأجيل قرار محكمة الاستئناف الرياضية التابعة للاتحاد الإيطالي لكرة القدم، بما في ذلك عقوبتا الخسارة أمام يوفنتوس وخصم نقطة".

وتم اعلان فوز يوفنتوس بالمباراة التي كانت مقررة في الرابع من تشرين الأول/اكتوبر 3-صفر لعدم سفر نابولي إلى تورينو، بالاضافة إلى حسم نقطة من رصيد الاخير.

وجاءت مباراة الطرفين بعد ايام قليلة من مواجهة نابولي مع جنوى الذي اجتاحه فيروس كورونا في تلك الفترة.

وارتكز الفريق الجنوبي في قراره على تعليمات السلطات الصحية في منطقة كامبانيا بعدم السفر إلى تورينو والبقاء في الحجر الصحي بعد اصابة لاعبيه المقدوني الجيف الماس والبولندي بيوتر زيلنسكي بـ"كوفيد-19"، من منطلق اعتقاده بأنه ينفذ البروتوكول الرياضي. لكن اللجنة التأديبية في الرابطة رأت بأن فريق المدرب جينارو غاتوزو لم يتبع البروتوكول المعتمد للجائحة في الدوري المحلي الذي ينص على أن أي فريق لديه 13 لاعبا سليما بمن فيهم حارس مرمى يمكنه أن يلعب المباريات.

وكان نابولي قد طلب تأجيل المباراة بعد وضع جميع لاعبيه في الحجر الصحي، بناء على تعليمات من السلطات الصحية المحلية، لكن الرابطة قررت الإبقاء على موعد المباراة كما كان مخطط لها.

وبحسب البروتوكول المعتمد من قبل الاتحاد الأوروبي للعبة (ويفا) فإن الحالة الوحيدة التي تؤدي إلى تأجيل المباراة هي وجود 10 حالات إيجابية جديدة بـ"كوفيد-19" في الفريق على مدى الأسبوع وهو ما انطبق على وضع جنوى التي أجلت مباراته مع تورينو خلال المرحلة نفسها.

وواجه نابولي عددًا من الصعوبات في سعيه للوصول إلى قرار ينصفه، بعدما تم رفض استئنافين سابقين تقدم بهما، لكنه تقدم بقضيته إلى مجلس الضمان الرياضي التابع للجنة الأولمبية الإيطالي، والذي أصدر حكمه بإعادة المباراة.

وكان نابولي ينوي التحرك لتقديم قضيته إلى المحكمة الإدارية الإقليمية، ومجلس الدولة الإيطالي ثم محكمة التحكيم الرياضي، وذلك إذا لم يكن قد حصل على الحكم الذي يرغب فيه.

وأشاد ماتيا جراساني محامي نادي نابولي بالحكم، معتبرًا إياه «تاريخيًا»، بعد إجبار يوفنتوس على خوض المباراة، وإعادة النقطة المخصومة من رصيد النادي.

وأكد جراساني في تصريحات لمحطة «كيس كيس» الإذاعية الإيطالية، أن العدالة قد تحققت بذلك الحكم.

وأضاف: «إنه حكم تاريخي، المستوى الثالث من الاستئناف نقض الحكمين السابقين، إنه حكم يؤكد مبدأ وجوب لعب المباريات، واتخاذ قرار بشأن نتائجها على أرض الملعب».

وتابع: «لم يكن يمكن أن نخاطر بصحة لاعبين وطاقمنا الفني في مباراة كرة القدم، إنه انتصار للضعفاء على الكبار، بمعنى أن الجميع افترض أننا سنخسر، في حين أظهرت اللجنة الأولمبية الإيطالية أننا كنا على حق، وأصدر حكمًا لا يمكن استئنافه».

وأكمل حول القرار: «إنه حكم يقل الاستئناف المقدم من قبلنا، ويلغي القرار السابق، ويعيد النقطة المخصومة من الفريق، ويفرض وجوب إقامة المباراة».

وأشار جراساني إلى سعادة أوريليو دي لورينتيس رئيس نادي نابولي بالحكم، كما كشف أن اللجنة الأولمبية الإيطالية وجدت ثغرات كبيرة في الحكم السابق.

وقال محامي نادي نابولي في ختام تصريحاته: «هذا الحكم هو سابقة، وسيمثل مرجعًا هامًا، والآن الفريق الأفضل سيفوز على أرض الملعب».

وضع سابقة هو بالضبط ما كانت تخشاه رابطة الدوري الإيطالي واللجنة الأولمبية الإيطالية، لأنه إذا لم تلتزم الأندية ببروتوكول الحد من انتشار فيروس كورونا المستجد الحالي، فإن هناك خطرًا حقيقيًا يتمثل في ألا يتم استكمال الموسم بسبب إلغاء المباريات.

ومن المقرر أن يتواجه يوفنتوس ونابولي بالفعل في شهر يناير المقبل في بطولة كأس السوبر الإيطالي، ولذلك من المحتمل أن يتواجها مرتين خلال نفس الشهر.