كشف رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، عن مساع جديدة لاستئناف الحوار الوطني من أجل إنجاز المصالحة لتحقيق الوحدة الوطنية.

وقال هنية في تصريح صحفي: “إننا نجري اتصالات داخلية وخارجية من أجل إنجاح هذه الجهود والتحركات لاستكمال ما بدأناه من خطوات في حوارنا مع الإخوة في حركة فتح والفصائل الوطنية والإسلامية لإنجاز متطلبات الوحدة عبر إعادة بناء المؤسسات القيادية الفلسطينية”.

وأكد أن مساعي بناء المؤسسات الفلسطينية تسمل منظمة التحرير، والسلطة الفلسطينية، على “قاعدة الشراكة والتوافقات الوطنية وفق إرادة الشعب الفلسطيني في أماكن تواجده كافة في الداخل والخارج عبر انتخابات حرة ونزيهة”.

واعتبر هنية أن الوحدة تمثل “حجر الزاوية والركن الأساس في مواجهة الاحتلال الصهيوني ومخططاته الرامية إلى تصفية القضية الفلسطينية وشطب حقوقنا في الأرض والمقدسات والعودة”.

وجاء تصريح هنية، بعدما منيت جهود المصالحة الأخيرة مع حركة فتح، بالفشل خلال جلسة حوار عقدت في العاصمة المصرية القاهرة، في 16 نوفمبر من العام الماضي، حيث جاء فشل الجلسة، واختلاف قادة الحركة، بعد توافق في وجهات النظر جرى التوصل إليه في جلسة سابقة عقدت في شهر سبتمبر في مدينة اسطنبول التركية.

وجاء الفشل بعدما عادت حركة حماس، وطالبت بإجراء الانتخابات الفلسطينية بشكل متزامن، بعد أن وافقت في اسطنبول على عقد الانتخابات بشكل متتالٍ، تبدأ بالانتخابات التشريعية، ثم تتلوها الانتخابات الرئاسية وانتخابات المجلس الوطني، في مدة ستة أشهر.

وعقب فشل جلسة الحوار التي عقدت في القاهرة، تبادل قادة فتح وحماس المسؤولية عن عدم تحقيق التوافقات، لكنهم أكدوا وجود اتصالات من أجل التوصل إلى حل للانقسام الحاصل منذ عام 2007، يضمن توحيد المؤسسات الفلسطينية، والنظام الفلسطيني، في الضفة وغزة.

بشار إلى أن حركتي فتح وحماس، سبق وأن وقعتا العديد من الاتفاقيات، التي اشتملت على وضع تصورات واضحة لإنهاء الانقسام.

وعلى الصعيد الميداني انفجرت مناطق التماس في الضفة الغربية، غضبا في وجه الاحتلال، رفضا لمخططات الاستيطان، والهجمات الأخيرة، التي طالت البشر والحجر والشجر في مناطق الشمال والوسط والجنوب، وأدت المواجهات التي قابلتها قوات الاحتلال بالعنف، إلى إصابة العشرات من المواطنين.

وتلبية لدعوات تصعيد المقاومة الشعبية في كل مناطق التماس والاستيطان، التي أطلقتها قيادة الفصائل الفلسطينية، شاركت الضفة الغربية في فعاليات جماهيرية، في مواقع عدة.

وكالعادة شارك سكان بلدة كفر قدوم التابعة لمدينة قلقيلية شمال الضفة، في تظاهرة حاشدة، انطلقت ظهر أمس الجمعة مباشرة، ضمن الفعاليات الجماهيرية المنددة بالاستيطان، التي يحرص أهالي البلدة، التي باتت تعتبر حاليا أيقونة المقاومة الشعبية في الضفة، على المحافظة على استمراريتها، التي تنادي بفتح شارع البلدة الرئيسي المغلق منذ أكثر من 16 عاما، والرافضة لخطط التوسع الاستيطاني حيث اعتدى جنود الاحتلال على المشاركين، وأطلقوا صوبهم الرصاص المعدني وقنابل الغاز المسيل للدموع، ما تسبب في وقوع عشرات الإصابات.

وأصيب عشرات المواطنين بالاختناق بالغاز المسيل للدموع، خلال قمع قوات الاحتلال مسيرة بيت دجن الأسبوعية شرق نابلس، احتجاجا على إقامة بؤرة استيطانية، وإحياء للذكرى الـ56 لانطلاقة الثورة الفلسطينية، حيث أطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع باتجاه المشاركين بالمسيرة، ما أدى لإصابة العشرات بالاختناق.

واندلعت مواجهات مماثلة في منطقة جبل الشرفة، التابع لبلدة دير جرير شرق مدينة رام الله، حين خرج المواطنون في فعاليات منددة بخطط الاحتلال الاستيطانية هناك، أدت إلى إصابة مواطن بالرصاص المطاطي، وآخرين بالاختناق، بعد اعتداء جيش الاحتلال بوحشية على المشاركين، الذين خرجوا أيضا ضمن إحياء فعاليات انطلاقة حركة فتح، التي دعت أنصارها للمشاركة في الفعاليات الجماهيرية المناهضة للاستيطان، حيث أعقب المشاركون الفعالية بإقامة صلاة الجمعة في منطقة جبل الشرفة، الذي شهد الأسبوع الماضي قيام مستوطنين بنصب خيمة في المنطقة، وقيامهم بأعمال حفر، كمقدمة لمصادرتها.

واندلعت مواجهات شعبية أيضا في شارع الشهداء وسط مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية، حيث وصل حشد من الشبان إلى منطقة تتمركز فيها قوات الاحتلال، رفضا للاستيطان.

إلى ذلك هاجم مستوطنون، منطقة خان اللبن قرب قرية اللبن الشرقية جنوب نابلس، وقال مسؤول ملف الاستيطان شمال الضفة غسان دغلس، إن عشرات المستوطنين هاجموا منطقة خان اللبن الواقع على طريق رام الله نابلس، في محاولة للاستيلاء عليه، لافتا إلى أن الأهالي تصدوا لاعتداء وهجوم المستوطنين في ظل اندلاع مواجهات في المنطقة.