يبحث فريق الدحيل، ممثل الكرة القطرية في بطولة كأس العالم للأندية 2022، عن الظهور بشكل مثالي ورفع راية قطر عاليا عندما يستهل مشواره في أول مشاركة له بمواجهة الأهلي المصري بطل إفريقيا الخميس على ملعب المدينة التعليمية المونديالي، في إطار مباريات الدور الثاني للمسابقة.

وستكون المواجهة بين الدحيل، بطل الدوري القطري، والأهلي المصري، بطل دوري أبطال إفريقيا، أول مصافحة بين الفريقين، حيث لم يسبق لهما أن تواجها من قبل، ومن المتوقع أن تشهد المباراة صراعا قويا بين الطرفين من أجل اقتلاع ورقة العبور إلى الدور المقبل ومواجهة العملاق الألماني بايرن ميونخ، بطل دوري أبطال أوروبا.

وكانت الدوحة قد استضافت النسخة السادسة عشرة للمسابقة عام 2019 والتي توج بلقبها فريق ليفربول الإنجليزي، وحصل خلالها اللاعب المصري محمد صلاح على لقب أفضل لاعب في البطولة.

وللنسخة الرابعة عشرة على التوالي، يشارك فريق من البلد المضيف في البطولة وذلك في إطار حرص الاتحاد الدولي للعبة /فيفا/ على الحضور والنجاح الجماهيري للبطولة، وهو ما تحقق في العديد من النسخ الماضية، وينتظر أن يمتد الأمر في هذه النسخة رغم القيود والاشتراطات المفروضة على الحضور الجماهيري بسبب الإجراءات الوقائية والاحترازية المشددة من أجل احتواء تفشي فيروس كورونا.

وكان من المفترض أن يستهل الدحيل مسيرته في البطولة الاثنين بمواجهة أوكلاند سيتي النيوزيلندي في الدور الأول للبطولة، ولكن ممثل اتحاد أوقيانوسيا اعتذر عن عدم المشاركة في هذه النسخة قبل انطلاقها بسبب القيود المفروضة على السفر في بلاده ضمن الإجراءات الاحترازية في ظل جائحة كورونا، وفي المقابل، يخوض الأهلي البطولة للمرة السادسة في تاريخه ممثلا عن القارة الإفريقية بعدما توج بلقب دوري الأبطال في 2020.

وتأتي مشاركة الأهلي في البطولة بعد فوزه بلقب الدوري المصري مع مدربه السابق السويسري رينيه فايلر ثم حصده لقبي دوري أبطال إفريقيا بالتغلب على الزمالك بهدفين مقابل هدف في المباراة النهائية، قبل أن يتوج بلقب كأس مصر بالفوز على طلائع الجيش بركلات الترجيح، علما بأن لقبي الدوري ودوري الأبطال حققهما الفريق تحت إدارة مدربه الجنوب إفريقي بيتسو موسيماني الذي حل بديلا لفايلر.

وأوقعت القرعة الأهلي في مواجهة الدحيل القطري أحد الفرق القوية والمعروفة حاليا على صعيد قارة آسيا، فالفريق يدخل البطولة بوصفه ممثلا للدولة المستضيفة، وهو يحظى باحترام كبير من قبل لاعبي الأهلي وجهازه الفني بسبب قوته وسطوته على الكرة المحلية مؤخرا، حيث أحرز لقب دوري نجوم قطر سبع مرات مواسم.. كما أن تشكيلته تعج بلاعبي المنتخب القطري المتوج بلقب كأس الأمم الآسيوية عام 2019 وفي مقدمتهم هداف البطولة المعز علي، إضافة إلى أسماء بارزة جدا في صفوف العنابي مثل بسام الراوي وكريم بوضياف وعاصم مادبو وجميعها أسماء شاركت في تسطير الإنجاز التاريخي.

وبجانب هذه الأسماء، تبرز كتيبة من محترفي الدحيل أبرزهم الكيني مايكل أولونغا مهاجم الفريق، ولاعب كاشيوا ريسول الياباني سابقا، وأحد أبرز المهاجمين في قارة إفريقيا حاليا، وكان قد توج هدافا للدوري الياباني عام 2020 برصيد 28 هدفا علما بأنه يعد ماكينة أهداف إذ أنه أحرز مع كاشيوا الياباني 55 هدفا في 66 مباراة.

كما يعتمد مدرب الفريق الفرنسي صبري لموشي حاليا على البرازيلي دودو لاعب الوسط المهاجم في صفوف الفريق، الذي أعير إلى الدحيل قادما من بالميراس البرازيلي، وسجل حتى الآن 3 أهداف في 7 مباريات مع فريقه، كما كان من أعمدة بالميراس بطل كوبا ليبرتادوريس وآخر الفرق التي ضمنت مشاركتها في كأس العالم للأنديةFIFA قطر 2020 .. وشارك دودو مع بالميراس في 154 مباراة وأحرز خلالها 41 هدفا.

وستصطدم خبرة الأهلي المصري بطموحات الدحيل حيث يسعى فريق البلد المضيف إلى تكرار ما حققه أكثر من فريق مضيف سابقا مثل العين الإماراتي والرجاء البيضاوي المغربي عندما بلغا المباراة النهائية للبطولة في نسختي 2018 و2013 على التوالي، وهو ما حققه كاشيما أنتلرز الياباني أيضا في نسخة 2016.

ولكن الوصول للنهائي يتطلب أولا اجتياز عقبة الغد، ثم اجتياز مواجهة أكثر صعوبة في المربع الذهبي للبطولة حيث يلتقي الفائز من هذه المباراة في المربع الذهبي مع بايرن ميونخ الألماني بطل أوروبا والمرشح الأقوى للفوز بلقب هذه النسخة، ورغم هذا حرص الجهاز الفني لكلا الفريقين على مطالبة لاعبيه بعدم التفكير في مباراة بايرن ميونيخ، والتركيز حاليا على مباراة الخميس.

ويخوض الفريقان المباراة وسط أجواء متباينة، حيث لم تكن رحلة دفاع الدحيل عن لقبه في الدوري القطري بنفس قوة الأهلي في رحلة الدفاع عن لقبه في الدوري المصري، إذ يحتل الدحيل المركز الثاني في جدول الدوري القطري حاليا بفارق 13 نقطة خلف السد المتصدر بعد 15 مباراة لكل منهما في المسابقة، بينما يحتل الأهلي المركز الثاني في جدول الدوري المصري بفارق نقطتين فقط خلف منافسه التقليدي الزمالك والذي خاض عشر مباريات مقابل تسع مباريات فقط للأهلي حتى الآن.

لكن كلا الفريقين يدركان تماما اختلاف الوضع في مونديال الأندية، وأن لكل فرصة في المباراة ثمنها، وأن الفوز في مباراة الخميس سيضع صاحبه في مكان مختلف حتى في حالة الهزيمة أمام بايرن ميونيخ في المربع الذهبي حيث سيكون باستطاعته وقتها خوض مباراة ثالثة في البطولة والمنافسة على الميدالية الذهبية.

ويمتلك الفائز في مباراة الخميس فرصة أيضا لتفجير المفاجأة على حساب الفريق الألماني وبلوغ المباراة النهائية للمنافسة على الميدالية الذهبية وكأس البطولة أو الميدالية الفضية لصاحب المركز الثاني.

واعتمد الأهلي، في رحلته المونديالية، على عدد من نجوم المنتخب المصري، في مقدمتهم حارس المرمى محمد الشناوي ومحمود عبدالمنعم (كهربا) وحسين الشحات وعمرو السولية، مثلما تضم تشكيلته أكثر من محترف أجنبي من أصحاب الخبرة والمهارة الكبيرة وفي مقدمتهم التونسي علي معلول الذي أصبح من أبرز عناصر التفوق في صفوف الأهلي والنيجيري جونيور أجايي ونجم الدفاع المغربي بدر بانون، كما ضم الفريق إلى خط هجومه مؤخرا اللاعب الكونغولي والتر بواليا.

ورغم وجود أكثر من مهاجم بارز في الفريق، يتميز أداء الأهلي بأنه لا يعتمد في هز شباك الفريق على خط الهجوم فقط بل إن نجوم خط وسطه يلعبون دورا مؤثرا في هز شباك المنافسين وفي مقدمتهم محمد مجدي، وإلى جانب ذلك يعتمد الفريقان على مدربين أجنبيين هما الفرنسي صبري لموشي في الدحيل والجنوب أفريقي بيتسو موسيماني في الأهلي.

وإلى جانب خبرته الكبيرة بالكرة الفرنسية والأوروبية، يحظى المدرب صبري لموشي بقدر جيد من الخبرة بالكرة الإفريقية، حيث كان مدربا من قبل لمنتخب كوت ديفوار وهو ما يمنحه بعض الثقة في مواجهة الأهلي بطل إفريقيا ومديره الفني الجنوب إفريقي موسيماني.

في المقابل، يمتلك موسيماني بعض الخبرة بالكرة القطرية، حيث سبق له اللعب للسد القطري وإن كان ذلك حدث قبل نحو ربع قرن عندما كانت الكرة القطرية تختلف كثيرا عما وصلت إليه الآن.

وينتظر أن تشهد المدرجات منافسة حامية الوطيس بين مشجعي الفريقين، حيث يحظى الدحيل بشعبية جيدة كما يحظى الأهلي بمساندة الجالية المصرية الكبيرة في قطر وهو ما يضاعف من الإثارة داخل الملعب رغم عدم حضور السعة الإجمالية للمدرجات في الاستاد الذي تبلغ سعة مدرجاته 40 ألف مشجع وذلك بسبب إجراءات التصدي لجائحة كورونا.

وبشكل عام فإن كل المعطيات تؤكد أن مباراة الأهلي والدحيل والتي ستقام غدا، ستكون مواجهة كبرى خارج إطار التوقعات، تعد بالكثير من الحماس والندية خاصة للجماهير المتشوقة لمشاهدة عملاق إفريقيا وهو يخوض غمار مونديال الأندية في الدوحة عاصمة الرياضة العالمية.

وعلى صعيد آخر، عقد اليوم الاجتماع الفني لمباراة الأهلي والدحيل القطري، عبر تقنية الفيديو كونفرانس، وذلك في إطار الإجراءات الاحترازية والوقائية للتصدي لفيروس كورونا، وتقرر على إثره أن يرتدي الأهلي الزي البديل المكون من القميص الرمادي والشورت الأسود والجوارب السوداء، على أن يرتدي حارس المرمى الطقم الأصفر كاملا، في حين يرتدي الدحيل الطقم الأحمر كاملا وحارس مرماه اللون البنفسجي.

وتطرق الاجتماع إلى التأكيد على أحقية كل فريق في إجراء 5 تغييرات خلال المباراة، مع إمكانية أن يجري أي فريق تغييره السادس حال تعرض أحد لاعبيه لإصابة قوية نتج عنها نزيف في الرأس أو أي إصابات دماغية أو عند وصول المباراة إلى الوقت الإضافي.. وجاء من أبرز التعليمات أيضا أن يكون لكل فريق الحق في أن يجري 3 لاعبين فقط من الاحتياطي عمليات الإحماء رفقة المدرب أثناء المباراة.