أعلن مدرب ريال مدريد ثالث الدوري الإسباني لكرة القدم الفرنسي زين الدين زيدان أمس الإثنين أنه يشعر "بدعم الجميع" في النادي الملكي، لكنه أثار الشكوك حول مستقبله بعد نهاية هذا الموسم.

وقال زيدان عندما سئل في مؤتمر صحافي عن حالة علاقته بإدارة النادي والرئيس فلورنتينو بيريس: "نحن في القارب نفسه، أشعر بدعم الجميع"، وأضاف زيدان عشية استضافة جاره خيتافي في مباراة مؤجلة من المرحلة الأولى من الدوري: "في كرة القدم نعرف ما يتعين علينا القيام به، علينا أن نبدأ في فعل الأشياء بشكل صحيح مرة أخرى، كما فعلنا مؤخرًا"، وتابع "سنعمل، ونؤمن بما نقوم به ونستعيد المزيد من الثقة وننهي (الموسم) بشكل جيد"، مؤكدا أنه لن يتخلى عن منصبه خلال الموسم، وأردف زيدان قائلا "ما الذي سأتخلى عنه؟ أنا أفعل ما أحبه"، مشدداً، كما فعل في المؤتمر الصحافي يوم الجمعة الماضي عشية مواجهة هويسكا، على أن "بعض الموجودين هنا من بيننا يستحقون العمل وهذا ما سنحاول القيام به".

من جهة أخرى، كان زيدان المتوج كمدرب مع النادي الملكي بلقب دوري أبطال أوروبا ثلاث مرات متتالية (2016-2018) أكثر غموضًا بشأن النهاية الفعالة لولايته الثانية في العاصمة الإسبانية، وهو الذي ينتهي عقده في عام 2022.

وقال بابتسامة خفيفة: "سنرى"، موضحاً أن "ما يهمني هو الحياة اليومية، أما الباقي فلا أعرف ماذا سيحدث ..."، وأضاف زيدان الذي كان مهدداً بالإقالة في كانون الأول/ديسمبر الماضي بسبب الصعوبات التي واجهها فريقه في دور المجموعات للمسابقة القارية العريقة: "لا أرى ما بعد مباراة الغد".

يعيش ريال مدريد أزمة حقيقية في تشكيلته، بدأت خلال المباراة الماضية أمام هويسكا التي انتهت بفوزه الصعب 2-1، والتي سوف تستمر خلال مباراة اليوم أمام خيتافي في الدوري الإسباني، نظراً لضعف الزاد البشري المتواجد في قائمة الفريق، واحتوت قائمة ريال مدريد الرسمية لمباراة الغد أمام خيتافي على 14 لاعباً فقط من الفريق الأول، ليضطر المدرب الفرنسي زين الدين زيدان للاعتماد على 5 لاعبين من الفريق الرديف.

الغيابات وصلت إلى 9 لاعبين من الفريق الأول، وشملت كلاً من سيرجيو راموس، داني كارفاخال، لوكاس فاسكيز، ألفارو أدوريوزولا، إيدير ميليتاو، توني كروس، فيدي فالفيردي، إدين هازارد ورودريغو، وكل ذلك ما بين الإصابات والإيقاف، وفي وقت يعيش فيه ريال مدريد أزمة على صعيد الغيابات فإن مستوى الفريق غير مُبشر، وهنا لا يمكن لوم اللاعبين بشكل مباشر، بل أن أصابع الاتهام تتوجه نحو الرئيس فلورنتينو بيريز والمدرب الفرنسي زين الدين زيدان.

وخلال أزمة فيروس كورونا وما قبلها، فإن ريال مدريد خرج من فترة الانتقالات دون التوقيع مع أي لاعب للفترة الثالثة على التوالي رغم انخفاض مستوى عدد كبير من اللاعبين ورحيل آخرين، فإن الفريق اكتفى باستعادة بعض المعارين والاعتماد على الشباب، وفي كرة القدم تحتاج إلى تعزيز تشكيلة الفريق في كل موسم بلاعبين جدد، ولأسباب عديدة، ولعل أبرزها إضافة روح التنافس بين اللاعبين، وضخ دماء جديدة في المناطق الأقل قوة.

وفي خط هجوم الريال فإن الفرنسي كريم بنزيمة يجلس وحيداً على العرش، وخط الوسط لا يتغير عن ثلاثية كاسيميرو وتوني كروس ولوكا مودريتش، ولا يمكن لوم بيريز لوحده لأن زيدان سبب آخر لما يُعاني منه ريال مدريد، ولعل رحيل مارتن أوديغارد ولوكا يوفيتش دليلاً على ذلك.

ريال مدريد رغم الاكتفاء باللاعبين المتاحين في قائمته منذ عام ونصف، فإن هناك لاعبين كثيرين رحلوا بسبب جلوسهم المتكرر على دكة البدلاء، وكل ذلك بسبب غياب المداورة عن أفكار «زيزو».

وفي غياب توني كروس عن قائمة الريال لمباراة خيتافي يجد زيدان نفسه مضطراً للعب بإيسكو الذي خاض 374 دقيقة في الليغا هذا الموسم، بينما يتواجد أوديغارد في أرسنال.

على الصعيد الهجومي بغياب الأجنحة يعود زيدان للاعتماد على فينيسيوس جونيور بعد تهميشه في الأشهر الأخيرة، وفي حال إصابة البرازيلي أو الإسباني ماركو أسينسيو، فإن المدرب سيضطر للاعتماد على مهاجمين في الأمام وهما بنزيمة والاحتياطي الوحيد ماريانو دياز.

ويحتل ريال مدريد، بطل الموسم الماضي، المركز الثالث في الدوري برصيد 43 نقطة بفارق الأهداف خلف غريمه التقليدي برشلونة (كلاهما لعب 21 مباراة)، وبفارق سبع نقاط خلف جاره المتصدر أتلتيكو مدريد الذي يملك لعب 19 مباراة فقط.