وعكة صحية صادمة لإريكسن تخيّم على خسارة الدنمارك أمام فنلندا .. وويلز تنتزع تعادلاً من سويسرا

2021-06-12 23:54:07 أخبار اليوم/متابعات

 

 

خسرت الدنمارك نجم وسطها كريستيان إريكسن بوعكة صحية صادمة ومباراتها الأولى في كأس أوروبا لكرة القدم أمام فنلندا المتواضعة صفر-1 أمس السبت في كوبنهاغن، في مواجهة دراماتيكية حبست الانفاس قبل الإعلان عن استقرار حالة صانع الألعاب الموهوب.

وتوقفت المباراة بعد سقوط لاعب وسط إنتر الإيطالي البالغ 29 عاما مغشيا عليه، ثم تم انعاشه في أرض الملعب واستعاد وعيه قبل نقله الى المستشفى حيث خضع لفحوص، وهو بحالة مستقرة.

واستؤنفت المواجهة بعد ساعة ونصف من توقفها، بعد انباء من قبل الاتحادين الأوروبي والدنماركي عن استقرار الحالة الصحية للاعب واستعادة وعيه.

استكملت الدقائق الاربع المتبقية من الشوط الأول قبل التوقف لاستراحة قصيرة لمدة خمس دقائق ثم أقيمت مجريات الشوط الثاني، فيما أعلن الاتحاد الأوروبي (ويفا) ان المباراة ستستكمل "بناء على طلب من لاعبي المنتخبين".

وهبط إريكسن (29 عاما)، المتوج مع إنتر بلقب الدوري الإيطالي، فجأة على الأرض عندما كان يستقبل الكرة من رمية تماس قريبة قبل انتصاف المباراة في كوبنهاغن وعيناه واسعتان. وشكل زملاؤه دائرة حوله وبدا بعضهم وهو يبكي.

وبعد نحو عشر دقائق من سقوطه، عندما كانت النتيجة تشير إلى تعادل سلبي، تم اخراج اللاعب على حمالة في مشاهد صادمة، رفقة جهاز طبي ولاعبي المنتخب الدنمارك الذين بدا عليهم التأثر بشكل كبير، فيما قامت الجماهير المحلية بالتصفيق وحاول الحارس كاسبر شمايكل والقائد سيمون كاير التخفيف من روع صديقته التي نزلت باكية إلى المستطيل الأخضر، وقال بيتر مولر مدير الاتحاد الدنماركي للتلفزيون المحلي "كنا على اتصال معه، واللاعبون تحدثوا مع كريستيان. هذا خبر رائع. هو بحال جيدة، وسيخوضون المباراة لأجله"، كما صرّح رئيس الاتحاد الأوروبي للعبة السلوفيني ألكسندر تشيفيرين "لحظات مثل هذه تعيد النظر في كل شيء في الحياة"، بدوره، قال وكيل اللاعب مارتن سكوتس متأثرا "تحدثت إلى والده. كريستيان سيكون خارج دائرة الخطر. هو مستيقظ ويمكنه التحدّث".

ويُعدّ إريكسن بمثابة بيضة القبان في صفوف منتخب بلاده. يملك خبرة طويلة في الملاعب جراء دفاعه عن ألوان أندية عريقة هي أياكس امستردام الهولندي وتوتنهام الانكليزي وإنتر الإيطالي حاليا، كما يعتبر من اكثر اللاعبين خوضا للمباريات مع منتخب بلاده منذ باكورة مشاركته في مارس 2010 عندما كان في الثامنة عشرة من عمره. دافع عن ألوانه في 108 مباريات سجل خلالها 36 هدفا وشارك معه في نهائيات مونديالي جنوب إفريقيا عام 2010 وروسيا 2018.

ومن المقرر أن تلعب الدنمارك مباراتها الثانية ضد بلجيكا في 17 الجاري وروسيا في 21 منه، وتشارك الدنمارك للمرة التاسعة في البطولة القارية، واحرزت اللقب في 1992، عندما دُعيت في اللحظة الأخيرة بعد ابعاد يوغوسلافيا الغارقة في حرب البلقان، زفي مونديال 2018، لم يلمع المنتخب الدنماركي كثيرا، لكنه بلغ ثمن النهائي حيث أرهق الحارس كاسبر شمايكل المنتخب الكرواتي وصيف البطولة حتى ركلات الترجيح.

أمام 16 ألف متفرج على ملعب باركن في كوبنهاغن، بنسبة 45% من قدرته الاستيعابية، دفع المدرب كاسبر هيولماند بشكل مفاجئ بمهاجم أف سي كوبنهاغن يوناس فيند (22 عاما) في قلب الهجوم، فيما لعب مارتين برايثوايت (برشلونة الإسباني) ويوسف بولسن (لايبزيغ) على الجناحين، وترك مهاجم نيس الفرنسي كاسبر دولبرغ على مقاعد البدلاء، بالإضافة إلى جناح بولونيا الإيطالي أندرياس سكوف أولسن.

ولدى فنلندا، نزل المهاجم تيمو بوكي أساسيا في تشكيلة المدرب ماركو كانيرفا، برغم خوضه مباراة يتيمة منذ اصابته بكاحله في نهاية موسمه مع نوريتش سيتي الإنكليزي، وسجل بوكي ثلاثين هدفا لبلاده، ليقف على بعد هدفين من الرقم القياسي للاعب التاريخي ياري ليتمانن، كما عاد القائد تيم سبارف، بعد تعافيه من اصابة بركبته أبعدته منذ مارس.

وتخوض فنلندا أوّل بطولة كبرى لها بعد عدة محاولات فاشلة في التصفيات. وفي 21 زيارة لها إلى الدنمارك منذ العام 1949، خسرت 18 مرة وتعادلت 3 مرات، قبل فوزها الأول السبت، ويدين المنتخب الفنلندي بفوزه إلى حارسه لوكاش هراديتسكي الذي انقذ ركلة جزاء قبل ربع ساعة من نهاية المباراة وقام بعدة صدات حاسمة، وانقذ حارس ليفركوزن الألماني وصاحب الخبرة الكبيرة في الملاعب الدنماركية ثلاث كرات مبكرة أمام فيند وبيار-إميل هويبييرغ وإريكسن (7 و15 و18)، وسيطرت الدنمارك على المجريات لغاية وعكة إريكسن، وتابعت على المنوال ذاته بعد الاستراحة.

لكن من هجمة خاطفة هي الأولى لفنلندا، وصلت الكرة إلى يويل بوهيانبالو لاعب أونيون برلين الألماني، تابعها رأسية من مسافة قريبة في شباك شمايكل (60)، وتنفست الدنمارك الصعداء بعد حصولها على ركلة جزاء اثر دفع من باولوس أرايوري على يوسف بولسن، تقدّم لها بيار-إميل هويبييرغ لاعب وسط توتنهام الإنكليزي، لكن الحارس هراديتسكي تابع تألقه والتقطها بيديه (73)، وبرغم سيطرة دنماركية مستمرة، إلا أن فنلندا حافظت على تقدمها وحققت اول فوز لها في بطولة كبرى من محاولتها الأولى.

و على قاعدة لا غالب ولا مغلوب، خرجت ويلز بتعادل مستحق في مواجهة سويسرا 1-1 في باكورة مبارياتهما عن المجموعة الأولى على الملعب الأولمبي في العاصمة الأذربيجانية باكو، وافتتح بريل إمبولو التسجيل لسويسرا (49)، فيما أدرك كيفر مور التعادل لويلز (74)، ليحصد كل منتخب نقطة ويتشاركا المركز الثاني في المجموعة التي تتصدّرها إيطاليا بعد فوزها الجمعة 3-صفر على تركيا في افتتاح البطولة.

ويأمل مدرب ويلز روبرت بايج الذي استلم مهماته بعد استبعاد المدرب الأصيل نجم مانشستر يونايتد السابق راين غيغز بسبب تهم اعتداء على صديقته السابقة، إلى تكرار إنجاز فرنسا 2016، حينها وقع المنتخب في مجموعة تضم عملاقاً كروياً آخر مثل إيطاليا وهو الجار الإنكليزي، إلا أن ذلك لم يمنعهم من التصدر أمام "الأسود الثلاثة"، قبل إقصاء الجار الآخر إيرلندا الشمالية (1-صفر) في ثمن النهائي وبلجيكا القوية (3-1) في ربع النهائي، قبل أن تنتهي المغامرة في دور الأربعة على يد البرتغال التي أحرزت اللقب لاحقاً، أما سويسرا المشاركة للمرة الخامسة في النهائيات، فلا تسعى إلا إلى التأهل ونفض غبار معاناتها في الأدوار الإقصائية.

وبدأت المباراة متكافئة بين المنتخبين، مع سيطرة متوازنة في وسط الملعب كان المنتخب الويلزي يستغلها بشكل أكبر للهجوم الضاغط، وتُرجمت تلك المحاولات فرصة أولى لويلز في الدقيقة 15، عندما ارتقى كيفر مور أعلى من مدافعي سويسرا وحول عرضية برأسه باتجاه المرمى، لكن الحارس يان سومر كان بالمرصاد وحلّق للذود عن مرماه، ورد السويسريون في الدقيقة 21 من ركنية وصلت إلى فابيان شار داخل منطقة الجزاء، وسددها في منتصف المرمى لكن الحارس داني وارد كان موجوداً للتصدي، وتمكن إمبولو من افتتاح التسجيل لسويسرا في الدقيقة 49، بعدما حول لاعب ليفربول الإنكليزي جيردان شاكيري ركنية متقنة إلى مواطنه لاعب بوروسيا مونشنغلادباخ الألماني، ليرتقى الأخير بشكل رائع ويحولها رأسية قوية في الشباك، وبعد محاولات عدة من الويلزيين، حوّل جو موريل عرضية إلى وسط منطقة الجزاء، أتاها مور من بعيد ولكزها برأسه ليهز الشباك إلى يمين سومر، مدركاً التعادل (74)، وألغى الحكم هدفاً لسويسرا سجله ماريو غافرانوفيتش (86) بداعي التسلل بعد اللجوء إلى تقنية حكم الفيديو المساعد (في إيه آر)، وكاد إمبولو يعيد مشهد الهدف الأول في الدقيقة 90، لكن رأسيته هذه المرة لم تعبر الحارس، لتنتهي المباراة بالتعادل 1-1 بين المنتخبين.

وقال صاحب الهدف الأول "أشعر بالإحباط. إنها المباراة الأولى، نعلم أننا نستطيع فعل المزيد. كان علينا البحث عن ذلك الهدف الثاني. استفدنا من ركلة ثابتة، وبمثلها تلقينا هدفاً"، وأضاف إمبولو "كنا نستحق الفوز. لكن الأمر ليس سهلاً، إنها بطولة بلاعبين ذوي كفاءة"، أما قائد منتخب ويلز غاريث بايل، فقال "أظهرنا روحا قتالية عالية والكثير من التصميم للعودة بعد تخلفا بهدف. يتعيّن علينا أن نخرج بالايجابيات من هذه المباراة"، وتابع "كان يمكن أن تكون الامور أسوأ من ذلك، لكننا تحلينا بالشجاعة للخروج بالتعادل مع سويسرا ويتعيّن علينا أن نبني على هذه النتيجة في مبارياتنا المقبلة".

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد