عقب أيام من الهدوء الحذر، وبعد يوم واحد من جولة مفاوضات غير مباشرة بين حماس وإسرائيل في القاهرة، بحثت ملف صفقة تبادل الأسرى، دون أن تأتي بنتيجة، قصف جيش الاحتلال الإسرائيلي موقعا للمقاومة الفلسطينية بمدينة غزة، بعد إعلانه عن اندلاع حرائق في مستوطنات قريبة من الحدود، بفعل إطلاق “بالونات حارقة”، وهو ما شكل عودة للتوتر الميداني.

وفجر أمس الجمعة شنت طائرات حربية إسرائيلية غارة على موقع “بدر” التابع لكتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، والواقع جنوب مدينة غزة، بصاروخ من طائرة استطلاع، أعقبه صاروخان من طائرة حربية.

وتسببت الغارة الجوية بأضرار في الموقع، وفي محيطه جراء قوة الانفجار، دون أن تسجل إصابات بين المواطنين.

وجاءت الغارة بعد أيام من الهدوء الحذر، حيث سبق وأن كانت طائرات حربية إسرائيلية نفذت سلسلة غارات جوية ضد القطاع، بعدما صعد نشطاء المقاومة الشعبية من إطلاق “البالونات الحارقة” على مستوطنات “غلاف غزة”، قبل أكثر من أسبوعين.

ووقتها وترت تلك الغارات الأجواء، للمرة الأولى بعد انتهاء الحرب الأخيرة التي شنتها إسرائيل ضد غزة، والتي انتهت يوم 21 من شهر مايو الماضي.

وساد من وقتها هدوء حذر، إلى أن بددته صواريخ الطائرات الحربية فجر أمس الجمعة، بعد تدخل من الوسيط المصري، الذي قدم في وقت سابق “خارطة طريق” للتقدم في ملفات التهدئة والإعمار وتبادل الأسرى.

وفي السياق، زعمت قوات الاحتلال، أن الغارات الجوية جاءت بعد اندلاع 4 حرائق في مستوطنات محيطة بالقطاع، بفعل إطلاق “بالونات حارقة”.

وقال ناطق باسم جيش الاحتلال، إن طائرات مقاتلة أغارت الليلة على موقع لتصنيع وتطوير الأسلحة تابع لحمـاس ردا على إطلاق “بالونات حارقة”، مهددا بأن جيشه “سيرد بقوة على أي هجمات أخرى من قطاع غزة”.

وقد لجأ نشطاء المقاومة مؤخرا للأدوات الخشنة هذه، رفضا لمماطلة إسرائيل في تنفيذ إجراءات رفع الحصار عن غزة، إذا لا تزال تقلص مساحة الصيد البحري، وتمنع دخول المنحة القطرية المخصصة للعوائل الفقيرة في القطاع، علاوة عن بعض القيود على حركة المواطنين والبضائع.

وفي هذا السياق، ذكرت قناة “كان” العبرية أن حركة حماس تُبدي موقفاً حازماً خلال المفاوضات غير المباشرة معها بوساطة مصرية بشأن التهدئة في قطاع غزة، موضحة أنه في إسرائيل تشير التقديرات إلى أن رئيس الحركة في غزة يحيى السنـوار لا يخشى خوض جولة أخرى من القتال، على عكس ما كانت عليه توقعات مؤسسة الأمن الأسبوع الماضي.

وأشارت إلى أن موقف الحركة الحازم خلال المفاوضات، أكد أنها لا تخشى العودة إلى القتال بعد الحرب الأخيرة على غزة.