إيطاليا المرنة تخوض اليورو بعدة وجوه

2021-07-08 00:02:10 أخبار اليوم/متابعات

 

 

حين وقف لاعبو إيطاليا المنهكون أمام الكاميرات، عقب الفوز المبهج على إسبانيا بركلات الترجيح، في قبل نهائي بطولة أوروبا لكرة القدم 2020، رددوا نفس الكلمات.

وقال ليوناردو بونوتشي "عانينا سويا، والآن نحن على بعد سنتيمتر واحد من التحول إلى أساطير".

وقال فيدريكو كييزا رجل المباراة "عانينا كفريق"، فيما أكد المدرب روبرتو مانشيني "في هذه المباريات يجب أن نعاني، ولا يمكن أن يكون سهلا الوصول إلى هذا الحد".

واستمرت نفس النغمة في الصحف، اليوم الأربعاء، حيث ذكرت "لا ريبوبليكا" الإيطالية في عنوانها "إيطاليا عانت كثيرا، والآن اقترب الحلم".

كما نشرت "لاجازيتا ديلو سبورت" مقالا لمدرب ليستر سيتي السابق، كلاوديو رانييري، قال فيه "يا لها من معاناة، لكن هذه هي كرة القدم الدولية في أعلى مستوى.. عرض مذهل، كرة القدم تعني أيضا العرق والتعب والتعثر والدموع".

طرق الفوز

ولم تحمل هذه العبارات أي إشارة سلبية.

وعلى النقيض، أظهرت إيطاليا قدرة على اجتياز أكبر تحدياتها في بطولة أوروبا، ليقتنع الكثيرون في شبه الجزيرة بإمكانية التتويج باللقب، يوم الأحد.

وفازت إيطاليا في مبارياتها بطرق مختلفة، حيث هيمنت في 3 لقاءات بدور المجموعات، أمام تركيا وسويسرا وويلز، بتسجيل 7 أهداف دون اهتزاز شباكها.

وضد النمسا في دور الـ16 اضطرت لخوض وقت إضافي، أمام منافس قوي بدنيا، لكن كان من المتوقع أن تفوز إيطاليا، ورغم افتقاد الحيوية والنشاط أظهرت مرونة مبهرة.

فقد لعبت بشراسة هجومية في الشوط الأول أمام بلجيكا، في دور الثمانية، وسجلت هدفين قبل الاستراحة، مما كان كافيا للفوز بعد شوط ثان متوتر.

لكن أمام إسبانيا كانت المهمة مختلفة تماما.

وكان خط وسط إيطاليا مبهرا خلال البطولة، لكنه لم يتمكن من مجاراة خط وسط إسبانيا، بقيادة الساحر بيدري (18 عاما)، الذي استحوذ على الكرة بنسبة 65 في المئة.

وسددت إسبانيا 16 كرة على المرمى، مقابل 7 تصويبات لإيطاليا خلال 120 دقيقة، لكن فريق مانشيني تحمل الضغط وأظهر تماسكا حتى ركلات الترجيح.

وتعرضت إيطاليا لضربات طيلة مشوار البطولة، إذ فقدت أليساندرو فلورينزي للإصابة في المباراة الافتتاحية، والقائد جيورجيو كيليني في المباراة الثانية، ثم الظهير المتألق ليوناردو سبينازولا أمام بلجيكا.

لكن المجموعة تكاتفت لاجتياز العقبات بطرق مختلفة.

ولم يعتمد تألق إيطاليا على لاعب واحد، ويتضح ذلك من تسجيل خمسة لاعبين مختلفين هدفين، ليصبح ثاني فريق في تاريخ بطولة أوروبا يحقق هذا الأمر، بعد فرنسا عام 2000.

كانت إيطاليا مبهرة وممتعة في بعض الأحيان، لكن قدرتها على تحمل المعاناة وخبرتها في ذلك، يمكن أن تكون أهم صفاتها في نهائي الأحد أمام إنجلترا أو الدنمارك.

ورغم عبور الطليان، إلا أن لويس إنريكي المدير الفني لإسبانيا، أثبت تفوقه في المباراة، على روبرتو مانشيني مدرب الأزوري.

خدعة إنريكي

فاجأ إنريكي، الجميع بعدم إشراك ألفارو موراتا في التشكيلة الأساسية، حيث اعتمد على أسلوبه المعتاد (4-3-3)، وأعاد إيريك جارسيا بجانب لابورت في قلب الدفاع، واستمر أزبيليكويتا كظهير أيمن وألبا كظهير أيسر.

ولم يشهد خط الوسط أي تغيير باستمرار الثلاثي بوسكيتس وكوكي وبيدري، وفي الهجوم، تواجد أوريازابال وفيران توريس وداني أولمو.

ويمكن استنتاج هذه الخدعة من إنريكي، نظرًا لأن قلبي دفاع إيطاليا كيليني وبونوتشي يعرفان تحركات موراتا جيدًا لأنه زميل لهما في يوفنتوس.

ومع وجود ثلاثي يتبادل الأدوار، سيكون الأمر مرهقًا على الطليان، الذين يعانون في التعامل مع لا مركزية الهجوم.

وبالفعل، أولمو بتمركزه بين الخطوط، كان الأكثر خطورة في هجوم إسبانيا، وكان قريبًا من التسجيل في أكثر من مناسبة خلال الشوط الأول.

وقيد إنريكي، ألبا وأزبيليكويتا بالدور الدفاعي ومنعهما من التقدم للهجوم، لإجبار إنسيني وكييزا على الضغط، بينما منح الحرية للاعبي الوسط للتقدم وصنع الزيادة العددية.

على الجانب الآخر، اعتمد مانشيني المدير الفني لإيطاليا على طريقة (4-3-3)، بوجود كيليني وبونوتشي قلبي دفاع، ولورينزو ظهير أيمن، وإيمرسون على الجانب الأيسر، وثلاثي الوسط باريلا وجورجينيو وفيراتي، وفي الهجوم كييزو وإنسيني وإيموبيلي.

وترك مانشيني، السيطرة والاستحواذ في الشوط الأول للإسبان، لكنه لم ينجح في تطبيق التحولات الهجومية بالشكل المطلوب، نظرًا للضغط المتقدم من الماتادور واستعادتهم للكرة بشكل سريع.

وأخطأ مانشيني في رهانه على باريلا لمراقبة بوسكيتس، الذي كان يهرب من الضغط بسهولة، ويرسل تمريرات مميزة للهجوم.

وجهان للعملة

مع بداية الشوط الثاني، بدأت محاولات الطليان، في دخول مسار جديد لتهديد مرمى الإسبان، ومع استحواذ الماتادور، كان الحل في الهجمات المرتدة.

ونفذ الطليان هجمة مرتدة بدأها الحارس دوناروما بشكل مميز، حتى وصلت لكييزا داخل المنطقة، الذي سددها داخل الشباك بنجاح، ويتحمل المدافع إيريك جارسيا، المسؤولية لترك المساحة له وعدم الضغط لقطع الكرة.

ويُعاب على روبرتو مانشيني، تغييراته السيئة بإشراك بيراردي بدلًا من إيموبيلي، حيث أضاع عدة فرص ثمينة للتسجيل، كما أنه بدخول بيراردي تحول كييزا للطرف الأيسر ليكون إنسيني مهاجمًا صريحًا.

وقرر إنريكي الدفع بموراتا أملًا في إنقاذه قبل نهاية المباراة، وبالفعل كان الرهان الرابح، وسجل هدف التعادل للماتادور في الدقيقة 80، ليتجه الفريقان إلى الوقت الإضافي.

ويمكن القول إن إنريكي تفوق بشكل كامل على مانشيني طوال المباراة، في قراءة وإدارة المباراة، والدفع بالتغييرات التي صنعت الفارق.

ومع ذهاب المباراة لركلات الحظ، كان إهدار موراتا لركلته، مفتاح عبور إيطاليا، ليُظهر الجانب الآخر من العملة، حيث كان سيصبح بطل المباراة ، والرهان الرابح لإنريكي، حال نجاحه في تسجيل الركلة الترجيحية بنجاح.

 

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد