أعلن نادي ريال مدريد، تمديد عقد مهاجمه الفرنسي كريم بنزيما، حتى صيف 2023، ليواصل قيادة هجوم الميرنجي خلال السنوات المقبلة.

بنزيما الذي انضم لريال مدريد في صيف 2009، قادمًا من أولمبيك ليون الفرنسي، كان الأقل شهرة في سوق الانتقالات آنذاك، حيث تعاقد الميرنجي وقتها مع كريستيانو رونالدو من مانشستر يونايتد، وريكاردو كاكا من ميلان، وتشابي ألونسو من ليفربول.

أنيلكا الجديد

بداية بنزيما بقميص ريال مدريد لم تكن الأفضل، فالمدير الفني للميرنجي آنذاك مانويل بليجريني، كان يعتمد عليه في أغلب المباريات كبديل لجونزالو هيجواين، وبدأ الفرنسي في تلقى الانتقادات من وسائل الإعلام.

الأداء الضعيف لبنزيما وصعوبة استقراره في مدريد وعدم تعلمه للغة الإسبانية في شهوره الأولى، جعل الصحافة تُطلق عليه لقب "أنيلكا الجديد"، وخرج وقتها مواطنه زين الدين زيدان نجم الميرنجي السابق، للدفاع عنه، وأكد أنه لاعب موهوب.

واستمرت أزمة بنزيما مع تولي جوزيه مورينيو القيادة الفنية في موسم 2010-2011، حيث صرح البرتغالي "بنزيما يجب أن يفهم أنه موهوب للغاية، لكن هذا في حد ذاته لا يكفي"، كما أكد أن الميرنجي يحتاج لمهاجم آخر.

وفضل مورينيو، الاعتماد على هيجوايين بجانب رونالدو في الهجوم، بينما وضع بنزيما على مقاعد البدلاء، كما تعاقد النادي مع إيمانويل أديبايور على سبيل الإعارة.

لكن بنزيما لم ييأس، وواصل القتال في كل فرصة يحصل عليها، ونجح في تسجيل 26 هدفًا خلال الموسم، في المركز الثاني في ترتيب هدافي الفريق خلف رونالدو، وساهم في تتويج الملكي بكأس الملك، ونال إشادة مورينيو ورئيس النادي بيريز.

تطور ملحوظ

أدرك بنزيما، صعوبة منافسة لاعب هداف مثل رونالدو، وتحول من مهاجم صريح للاعب "محطة" لمساعدة البرتغالي، تاركًا خلفه كل الانتقادات التي كانت تلاحقه بسبب عدم تسجيله للأهداف.

وتحول بنزيما لقطعة أساسية لا غنى عنها في صفوف الميرنجي، مما دفع إدارة النادي في أغسطس/آب 2014، لتمديد عقده لمدة 5 سنوات حتى 2019، وكون بنزيما الثلاثي الهجومي "BBC " بجانب رونالدو وبيل.

وفي موسم 2016-2017، حين ساهم بنزيما في تتويج الميرنجي بالليجا ودوري الأبطال، قررت الإدارة تمديد عقده حتى صيف 2021.

النجم الأول

عقب رحيل رونالدو إلى صفوف يوفنتوس في صيف 2018، كان النادي يعول على الويلزي جاريث بيل ليكون خليفته في خط الهجوم.

بيل لم يكن على قدر التوقعات، بل دخل في عدة أزمات مع الجماهير ومع المدرب زيدان، ليسعى النادي للتخلص منه.

أما بنزيما نجح في أن يكون النجم الأول وهداف الفريق بعد الخروج من ظل رونالدو.

وفي موسم 2018-2019 الكارثي للفريق والذي شهد تغيير المدربين وحالة ارتباك واضحة، سجل بنزيما 30 هدفًا وصنع 11 آخرين.

وفي صيف 2019، تعاقد النادي مع الشاب لوكا يوفيتش والنجم إيدين هازارد لتطوير الهجوم، لكن لم ينجح أي منهما في إزاحة بنزيما، الذي سجل خلال موسم (2019-2020) 27 هدفًا وصنع 11 آخرين، وساهم في التتويج بلقب الليجا.

أسطورة حية 

يُعد بنزيما من أساطير ريال مدريد، فهو الهداف التاريخي الخامس للنادي، حيث سجل 281 هدفًا حتى الآن، وأقل بـ 9 أهداف من سانتيانا الذي يحتل المركز الرابع بين الهدافين التاريخيين.

وخاض بنزيما 560 مباراة بقميص الميرنجي، في المركز العاشر في ترتيب أكثر اللاعبين مشاركة في تاريخ النادي.

وتوج الفرنسي بـ 19 لقبًا منذ انضمامه لريال مدريد: 4 دوري أبطال أوروبا، 4 كأس العالم للأندية، 3 كأس السوبر الأوروبي، 3 ألقاب ليجا، لقبين كأس الملك، و3 ألقاب بكأس السوبر الإسباني.