في حديثه لـ"أخبار اليوم" عن تفاصيل ما حدث في مهرجان التصالح والتسامح أمس بعدن .. منصر: لست من دعاة قطع الطريق وهدفنا تحويل 13يناير من صفحة سوداء إلى يوم وئام وطني

2008-01-14 04:38:51

ما هي الأسباب التي ادت إلى وقوع قتلى وجرحى واعتقالات لعدد من المشاركين في مهرجان التصالح والتسامح الذي شهدته محافظة عدن يوم امس؟ كيف نفهم ان هذا المهرجان فعلاً اقيم للتصالح والتسامح لطي صفحات سوداء مهرت بشلال من الدماء ويتم رفع شعارات تشطيرية ومناطقية تضر بالنسيج الاجتماعي والوحدة الوطنية في آن واحد؟ هل يمكن طي تلك الصفحة بمهرجان كهذا؟ هل من مبرر لرفع تلك الشعارات والقيام بأعمال شغب وقطع الطريق؟ ما هي الحلول لكل هذه الاشكاليات؟..

هذه جملة من المحاور وغيرها التي تضمنها حوار أجريناه مع الأستاذ علي محمد منصر سكرتير أول منظمة الحزب الاشتراكي اليمني بمحافظة عدن وكانت السطور التالية هي حصيلة حوارنا مع منصر.

حاوره/ إبراهيم مجاهد

> استاذ علي هل لكم ان تشرح لنا ماذا حدث في عدن اثناء مهرجان التصالح والتسامح؟

- موضوع كهذا واضح وضوح الشمس في رابعة النهار فالمواطنون حضروا مهرجاناً جماهيرياً سلمياً حاشد احتفاءاً بحلول الذكرى الثانية لتدشين فعاليات التصالح والتسامح والتضامن وغايتهم وهدفهم سامي ونبيل من اجل طي صفحات الماضي واغلاق صفحات سوداء للصراعات التي جرت على مدار الفترة الماضية ونظر للمستقبل، وللأسف الشديد هو بانتهاء هذه الفعالية بموقف صلف متعنت من قبل السلطة تمثل في تطويق مدينة عدن بكل شوارعها وازقتها والطرق الرئيسية التي تربطها ببقية المحافظات الأخرى على مدار اليومين الماضيين للحيلولة دون تنفيذ هذه الفعالية السلمية الجماهيرية وكان الناس على وشك الانتهاء من هذا المهرجان عندما فوجئوا بوابل من الرصاص الحي ينهال على المواطنين المسالمين والعزل وراح ضحيتها من الشهداء والجرحى وعدد كبير من المعتقلين لا زالوا حتى اللحظة رهن الاعتقال.

> برأيكم صفحة تحتوي مثل هذه الصراعات الدموية تطوى بمهرجان كهذا؟

- هذه ليست اول فعالية تقام في عدن وانما تعتبر بمثابة عملية تتويج لفعاليات مماثلة عمت مختلف محافظات الجنوب على مدار العامين الماضيين.

> لكن احزاب اللقاء المشترك كانت غائبة عن تلك الفعاليات واليوم ظهرت مسيطرة عليها؟

- لا نريد ان نظفي على أي فعالية طابعاً حزبياً على الاطلاق التصالح والتسامح والتضامن رسالة إنسانية نبيلة وعظيمة ولذلك تعني الجميع دون استثناء وبغض النظر عن مشاربهم وتوجهاتهم السياسية والاجتماعية المختلفة.

> لكن مثل هذه الفعاليات صاحبتها شعارات ودعوات تضر بالنسيج الاجتماعي والوحدة الوطنية وتشطيرية ورفع علم اليمن الديمقراطية قبل الوحدة كيف تنظر إلى ذلك في فعاليات التصالح والتسامح؟

- ما يدفع بعض الناس إلى ترديد بعض الشعارات مرتبط اساساً بطبيعة الأجواء المحمومة التي تحيط بمثل هذه الفعاليات مظاهر عسكرية مسلحة غير مسبوقة تهديد ووعيد ولا يغيب عن بالكم لو راجعنا الإعلام الرسمي الحكومي وخطاب التخوين والتكفير والانفصال وغيره ولذلك الناس على اقل تقدير يتحدثون بقدر من التوازن فيما يتعلق بهذا الشأن وأحياناً ينسب إلى ان السلطة تدس بعض العناصر في هذه المهرجانات لحرفها عن مسارها الصحيح.

> هل لنا ان نعرف تصالحاً وتسامحاً مع من خاصة وان هناك كثير من أسر الشهداء والمفقودين جراء تلك المرحلة يرفضون مثل هذه الفعاليات ويريدون معرفة مصير ذويهم؟

- هذا التصالح والتسامح لا يختزل في حزب سياسي معين ولا منطقة بعينها وبفترة زمنية محددة اطارها عام وواسع وشامل وتم الحديث عن الفترة التي اعقبت نيل الاستقلال السياسي في الجنوب في 30نوفمبر 67م وإلى آخر محطة تمت في 13يناير 86م، وهدف هذا المهرجان تحويل هذا اليوم من يوم مأساوي دموي إلى يوم تصالح وتضامن وتسامح ووئام وطني.

> تصالح وتسامح وتضامن كلمات جميلة لطي صفحة مهرت بشلال من الدماء ولكن هل هذه الفعالية الجميع يوافق عليها أم أن هناك من يرفضها خاصة مع الوضع في الاعتبار الخلافات التي سبقت هذا المهرجان حول قيادته وإلقاء الكلمات التي دعت البعض إلى عدم المشاركة كيف نقتنع بأنه لقاء تسامح وهناك اختلافات؟

- هناك تهويل لهذا الأمر أكثر من اللازم ولذلك اذا حدثت تباينات وتعارضات فهو امر طبيعي وظاهرة صحية حتى في اطار الحزب الواحد وكيف يكون الحال مع اناس يقيمون فعاليات سياسية ومدنية واجتماعية مختلفة ومع ذلك الجميع رحب وشارك في هذا المهرجان "لقاء التصالح والتسامح" أحزاب وتنظيمات سياسية وجمعية المتقاعدين ناشطين منظمات المجتمع المدني وشخصيات وطنية مستقلة وغيرها من الفئات الاجتماعية الأخرى.

> يعني انه لا توجد خلافات حول إقامة هذه الفعالية؟

- ماذا تقصد؟

> القبول والرفض؟

- اقول لك الجميع شاركوا في هذا المهرجان.

> مغادرة النوبة؟

- اسأل الأخ العميد النوبة تحصل على اجابة شافية وهو قال انه يعبر عن وجهة نظره الشخصية.

> كيف نفهم فعاليات سلمية يتم فيها قطع الطريق واحداث الشغب كما هو حاصل في الضالع؟

- والله اسأل عن المسببات لقطع الطريق الذي حدث في الضالع.

> هل من مبرر حتى يتم قطع الطريق وأحداث شغب؟

- انا اقول لا تسأل عن رأيي الشخصي حول قطع الطريق وغيره لكن هناك دوافع وأسباب منها تعنت السلطة وعدم استجابتها لحل مشكلات الناس وعدم الإفراج الفوري عن المعتقلين والاجراءات القمعية التعسفية تجاه الآخرين تجعلهم يلجأون لأكثر من خيار.

> انتم ترونها مبرراً حقيقياً للقيام بمثل هذه الأعمال؟

- انا لست من دعاة قطع الطرقات ولست من دعاة استخدام القوة ضد المواطنين المسالمين نريد السلطة ان تقلع عن هذه الأساليب والطريقة الوحشية تجاه المواطنين.

> واين دوركم في منع مثل هذه الشعارات التشطيرية والمناطقية؟

- قلت رأيي مسبقاً انه جراء عمليات استفزازية تحدث ردود افعال مختلفة حيال ما يوجه للمواطنين وترفع شعارات احياناً تعبر عن وجهة نضر اصحابها.

> هل ترون تلك الأسباب مبرراً؟

- انا اقول هي تعكس وجهة نظر من يرددونها ولكن هناك فعل ورد فعل.

> كلمة أخيرة استاذ علي منصر؟

- نقول لهذه السلطة كفوا اقلعوا عن استخدام القوة والعنف ضد المواطنين الأبرياء فالتمادي والسير في هذه الطريق يترتب عليه نتائج سلبية كبيرة جداً ويحدث حالة من الاحتقان على نحو غير مسبوق نحن نريد ان يمارس المواطنون حقهم المشروع المكفول بالدستور والقانون ويسمح للمواطنين بتنظيم مثل هذه المهرجانات وتنظيم هذه الفعاليات الاحتجاجية وفي تقديري الشخصي اذا سارت الامور على هذا النحو دون اجراءات قمعية من قبل السلطة لا نتوقع حدوث مثل هذه الاشكاليات على الإطلاق.

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد