الزهار وعبد الحليم قنديل يتحدثان لـ"أخبار اليوم" حول زيارة بوش للمنطقة .. المجرم بوش قدم هدية لإسرائيل والحرب مفتوحة ولا فرصة للتسويات

2008-01-17 07:13:41

أخبار اليوم/ خاص

تأتي الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي الفلسطينية، خاصة غزة ضمن سلسة الإجراءات الغاشمة للدولة الصهيونية، التي باتت توقض مضاجع الفلسطينيين ليل نهار، في ظل تخاذل من قبل السلطة الفلسطينية، التي بدورها أعلنت حداداً لا قيمة له، في الأحداث الأخيرة على غزة التي راح ضحيتها الأبرياء من الشعب الفلسطيني، وهو ما جعل المقاومة الفلسطينية (حماس) تتبنى موقفاً تجاه تلك الاعتداءات. وترسل رتلأ من صواريخ القسام على مستوطنات إسرائيلية.

هذه الاعتداءات أتت مواكبة لحضور الرئيس الأمريكي (جورج بوش) للمنطقة العربية (الخليج - مصر)، وما أعلن بوش عنه من دعم للدولة الإسرائيلية رسمياً للقضاء على المقاومة، وإن كان هناك موقف عربي تجاه ما يحدث في الأراضي الفلسطينية فهو على الصعيد الشعبي، أما السياسية العربية تسير بجانب الحائط، لا تأبه لما يحدث للأبرياء الفلسطينيين.

وفي هذا الشأن تواصلت (أخبار اليوم) مع أ/ محمود الزهار- وزير الخارجية في الحكومة المقالة (حكومة حماس)، وفي تصريح له قال:- هذه هدية بوش للمنطقة أطلق يد إسرائيل لتفعل ما تشاء مستغلاً الحضور العربي والإسلامي في أنابوليس، وباريس، ولأن هذا المخطط فشل، محاولات الدخول والاختراق كل أذرع المقاومة أفشلته، كتفوا من حجم الإجرام لعل كثرة القتلى تجبر الفلسطينيين على التنازل، أضف إلى ذلك التجويع وقطع الكهرباء والحصار، لكن واضحاً أن النتيجة رأيناها بالأمس واليوم على مستوى الشارع مختلفة تماماً، نتائج عكسية تماماً، الناس تقبل التحدي، والاستعداد أن تقاوم، والاستعداد أن تصحو، وبالتالي لن يجلب لنا هذا المجرم الكبير إلا ما جلبه لأفغانستان وللعراق وما يجلبه للدول التي يزورها وإنما نرى الصنف الذي يتحدث به في الدول العربية للأسف الشديد هي زيارة مشؤومة، أتمنى ألا تكون. موضحاً الزهار:- من مصادر مقربة ليس هناك شيء مما يتحدث به أبو مازن، كل الموضوع أن الاختلاف حول ما هو جدول الأعمال؟. واحد يقول أوقفوا الاستيطان والثاني يقول الاستيطان ليس توسعاً بل بناء للعمارات القديمة ودوائر مفرغة معروفة.

مؤكداً أ/ محمود الزهار : إن التصرفات من المفروض أن تثير كل الشارع الفلسطيني لرفض الاتصال، من وضع شروط جديدة ويوقف المفاوضات التي لا تأتي بشيء.

وفي ختام تصريحه ل"أخبار اليوم" قال:- الأحداث التي حدثت في غزة أثبتت أن الشارع العربي على المستوى الشعبي كبيرة، الناس تعي دورها، ولكن للأسف الشديد الوضع الرسمي يحتاج إلى إعادة تصحيح، والرئيس اليمني عزانا، وهذا جزء في الحقيقة نثمنه ونقدره وندرك أن اليمن تقف معنا كثيراً. وللأسف هناك طاقات وإمكانيات معطلة في كل البلدان العربية.

لو أجمعت أمرها لكان الموقف أفضل بكثير ما نحن عليه الآن. ونحن أطلقنا صواريخ على مستوطنات محيطة في قطاع غزة. والهدف إقناعهم أن هذه العمليات التي يقولون أنها ستوقف الصواريخ، لا توقفها بل تزيدها.

وفي هذا السياق تواصلت (أخبار اليوم) في هذا الشأن ب الكاتب والمحلل السياسي المصري أ/ عبدالحليم قنديل، الذي أدلى برأيه قائلاً:- أهداف بوش في جولته واضحة، بوش قادم على المنطقة وهو يملك عاراً قاتلاً، بوش قادم وهو يمشي بعار المهزوم، وقصد بجولته أن يهرب إلى الأمام وإلى حرب إيران وإلى حرب غزة وبوش قصد تعبئة حكام العرب بهدف عزل إيران وبهدف عزل غزة، ولم يغادر المنطقة إلا وقد جرى مشهدان مؤثران.

الأول:- أن دولة عربية لا يهم الاسم تفاخرت بالإعلان عن قاعدة عسكرية بحرية فرنسية وكأنها تعلن عن إرسال رائد فضاء على سطح المريخ الثاني: إن الحرب في غزة قد بدأت بالفعل عنيدة ودامية، المحصلة أن الحكام العرب قد انتهوا إلى البقاء في كراسيهم بتعويض أميركي، وليس لهم إلا تنفيذ أوامر بوش. أعتقد أن دول الخليج قد وافقت على الأقل على تشديد فكرة العقوبات الهادفة لعزل إيران ثم أمدت الخزانة الأميركية بمدد جديد، بعشرات المليارات الدولارات في صفقات سلاح تودعها في المخازن، وأيضاً دور مصر المشين في استئصال حصار غزة، قد جرى التشديد عليه في دولة بوش، معروف أنه قد سبق دولة بوش إرسال قوات أميركية بحكم تدريب المصريين على كتف الاتفاق على حدود غزة، ومعروف أيضاَ أن قوات أميركية من الأصل موجودة في شرق سيناء منذ عقد معاهدة كمب ديفيد، بالجملة أنا اعتقد أن زيارة بوش إذا كانت فيها معنى الوادع، لأنه ذاهب حسب نظام الانتخابات الأميركية فلا حل ولا اختيار للعرب كشعوب إلا أن يذهبوا بحطامهم إلى حيث لا وادع.

موضحاً أ/ عبدالحليم قنديل:- القصة واضحة الآن لا إمكانية أن يبدي النظام العربي أي ممانعة للأدوار الأميركية الإسرائيلية فقد انتهى النظام العربي إلى حضن الاستعمار الأميركي الإسرائيلي مباشرة، وعلينا الآن في الفرز الجاري أن نحشد قوتنا السياسية في أقطارنا للتغيير السياسي للنظم، ثم في أن نسند المقاومة بالسلاح على جبهات العراق، ولبنان وفلسطين.

مشيراً إلى أن هذه الآن مجربة لقرون وبثقافتها الذاتية على احتمال المكاره والصبر واتصال التضحية، أنا لا أخترع للعدوان الإسرائيلي ولا لاتصال العدوان الأميركي في العراق، كلما تر عدواناً كلما استنفرت طاقة الأمة على المقاومة. وفي العشرين السنة الأخيرة ثبت أن المقاومة الشعبية هي التي تحرر الأرض، ولا إمكانية لإحراز أي تقدم إلا بتحرير السلاح أي ندفع المقاومة بالسلاح. ولا أمل في هذه النظم لأنها تحكم بتعويض أميركي إسرائيلي ولا تحكم بالتفويض الشعبي، ومطلوب الآن دمج مطلب الديمقراطية بهدف التغيير. لقد انتهى النظام العربي وطويت خيمته منذ زمن طويل، وإعادة بناء الخيمة يستلزم إعادة بناء وتدها الآن هذه النظم هي أقدام وأحذية الاستعمار الأميركي الإسرائيلي.

مؤكداً قنديل:- إن مؤتمرات أنا بوليس مات قبل أن يولد، لا قيمة لأنا بوليس أو أدسلوا أو أخواتها، إلى واي بلانتيشن كل هذا حرث في البحر، لا قيمة للمناطفه أ،ب،ح،إلخ. . . لا مستقبل لأي حديث عن أية تسويات في المنطقة، فالحرب متصلة، الذي تحرر من أرض عربية الآن تحرر بالسلاح، وكل المؤتمرات وقعت بوصمة عار حقيقية في الاعتراف بإسرائيل وبشرعية دولية لإسرائيل والعلاقات معها، بينما ظلت إسرائيل مرغمة بحد السلاح من جنوب لبنان دون يوقع الفلسطينيون صكاً أو اتفاق تطبيع. فالمواجهة مفتوحة والحرب مفتوحة، ولا اعتقد أن هناك فرصة للتسويات. وإذا تغير النظام السياسي في قطر عربي مركزي في مصر وسوريا تحديداً، لن يتغير الوضع إلا بولادة قيادة جديدة، وفي مصر بالذات لتنقل إستراتيجية الدفاع التي تنتظرها الأمة إلى إستراتيجية هجوم ولم يكن لبغداد أن تسقط عام 2003م بالسلاح، لو لا أن سقطت القاهرة قبلها بالسياسة قبل (25) سنة.

وفي ختام تصريحه قال أ/ عبدالحليم قنديل: أن المقاومة واحدة من معجزة الخلق الجديد، المقاومة لا شك موجودة وأن أميركا تسيطر على العالم، المقاومة أوجدت الاستشهاد أثبتت أنها الأكثر تفوقاً في صناعة القنابل البشرية القادرة على تحدي القنابل الذرية، هذه المقاومة أثبتت أن بوسعها خلق الإنسان ورفع قيمته إلى حد الإطلاق السماوي، هذه المقاومة التي أثبتت مقدرة الإنسان المتنوعة على منازلة التكنولوجيا المتفوقة. وهي تولد حيث تسقط النظم، وثبت أن هذه النظم هي الفاشلة والعالم تغير كلياً.

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد