غزة في انتظار المواجهة الكبرى!

2010-01-16 04:28:15

د. عدنان بكرية

كل المؤشرات والدلائل تشير إلى نية إسرائيل شن عدوان بربري جديد على غزة بهدف القضاء على حركة حماس وفصائل المقاومة نهائيا! وبالتالي إعادة السيطرة للسلطة الفلسطينية وتمرير المشاريع التصفوية ضد الشعب الفلسطيني.. هذه إحدى السيناريوهات الأكثر احتمالا في ظل التحركات الأمنية والدبلوماسية الإسرائيلية، وفي ظل ما نشهده على الأرض من مناورات ضخمة وتدريبات مكثفة للجيش الإسرائيلي، ومن تصريحات وتهديدات نارية يطلقها القادة الصهاينة.

لا شك أن وضع إسرائيل المأزوم والحرج عالميا سيدفعها لارتكاب مغامرة جديدة مهما كلفها الأمر.. فالفشل الذريع الذي يلاحقها وعلى كافة الصعد الداخلية والدبلوماسية والعسكرية سيجعلها، أكثر من أي وقت مضى، مصرّة على تصعيد ممارساتها العسكرية العدوانية ضد الشعب الفلسطيني ومقاومته بهدف التغطية على فشلها المتعدد الأوجه.

فمن أهم الدوافع لعدوانها المحتمل:

أولا: المأزق الدولي والوضع الحرج الذي تمر به نتيجة عجزها عن تقديم مشاريع حلول وعدم رغبتها في تجميد الاستيطان واستئناف المفاوضات.. وتداعيات تقرير "غولدستون" وما تركه من آثار سلبية ومدمرة على سمعة وصورة إسرائيل والذي شوه الوجه الإسرائيلي أكثر وأصبح قادتها مطاردين مرعوبين في العالم.. كل هذه الأمور تجعلها معنية بخلط الأوراق وقلب المعادلة بحيث تتمكن من تنفيس الضغوطات الدولية وخاصة الأوروبية.. وترى بأن أي عدوان جديد سوف يقلب الأوراق ويخل بموازين المعادلة.

ثانيا:هيبة الجيش الإسرائيلي والتي كانت مثار اعتزاز وتبجح لدى القادة.. والتي وصلت إلى الحضيض بعد الانتصار الذي حققه حزب الله وحركة حماس، فبات واضحا أن الجيش الرابع في العالم يُهزم على أيدي مقاتلي الأحزاب.. وبات واضحا أيضا أن سمعته وصلت إلى الحضيض من جراء ممارساته الإجرامية واللاأخلاقية ضد الأبرياء العزل، الأمر الذي جعلها تبدو ضعيفة عاجزة عالميا... فقادة إسرائيل يؤمنون أن قوتهم السياسية والدبلوماسية مستمدة من قوة المؤسسة العسكرية.. لذا سيحاولون استعادة هيبتهم المقزمة من خلال شن عدوان جديد.

ثالثا: الوضع السياسي والائتلافي لحكومة "نتنياهو" وحساباته الداخلية.. فائتلافه الحكومي سيكون مهددا بالانهيار فيما لو لم يحاول إخراج إسرائيل من مأزقها، وحتى لو كلف الأمر افتعال حالة حرب مع أي طرف من الأطراف كحماس أو حزب الله أو حتى سوريا وإيران.. وهنا لا بد لنا من الإشارة إلى أن فشل نتنياهو في تحرير شاليط سيجعل حكومته أكثر عرضة للانهيار نتيجة الضغوطات التي يتعرض لها من قبل شركائه في الائتلاف الحكومي "كليبرمان" والذين يرون بأن تحرير شاليط يتم فقط عن طريق القضاء على حماس والمقاومة.

إن ما يحفز إسرائيل ويفتح شهيتها على شن عدوان جديد على غزة.. هو الوضع العربي العاجز والمتردي، والتآمر العربي الواضح والفاضح، فالدول العربية انتقلت من خانة التخاذل إلى خانة المشاركة الفعلية في الحصار، كما هو حاصل على الحدود المصرية الغزية.. ففي ظل حالة عربية كهذه، تظن إسرائيل بأنها قادرة على هزيمة حركة حماس وتطويع غزة لتلتحق بمؤسسة "دايتون"!.

صحيح إن إسرائيل ومنذ زمن بعيد.. لا تحسب حسابا للموقف العربي، ففي عام 2000 تحدت القمة العربية في بيروت وكان ردها على مبادرة السلام العربية التي أطلقت هناك اجتياح الضفة وحصار الرئيس الراحل ياسر عرفات.. غير آبهة بالتنازلات التي قدمتها القمة العربية، لكنها تعاين الوضع العربي قبل إقدامها على أي عدوان.. فهي ترى بأن الوضع العربي والدولي يسير بصالحها، وستخرج "بطلا منتصرا" في عيون العالم فيما لو حققت ما تريد! وستتمكن لاحقا من استقطاب كافة دول العالم إلى جانبها وجانب طروحاتها ومغامراتها الإقليمية!.

 

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد