تحت شعار " لا اله إلا الله محمد رسول الله " ..عشرات الآلاف من جماعات التبليغ والدعوة يختتمون مؤتمرهم بمحافظة الحديدة

2010-01-19 04:03:53


تغطية وتصوير / غمدان أبوعلي

عقدت جماعة التبليغ والدعوة مؤتمراً إقليمياً ودولياً لها بمحافظة الحديدة بدأ يوم الأربعاء الموافق 15/1/2010 م وانتهى أمس الأول السبت الموافق 18/1/2010م تحت شعار " لا إله إلا الله محمداً رسول الله" بحضور عشرات الآلاف من مختلف محافظات الجمهورية ودول العالم العربي والإسلامي والهند وباكستان والبنغال وماليزيا واندونيسيا وعدد من دول شرق آسيا.

وأكد عدد من المشاركين في المؤتمر بأن هذا اللقاء السنوي والذي يعقد في شهر محرم من كل عام والذي استمر أربعة أيام في الحديدة تم من خلاله استماع المشاركين والذين توافدوا من كل أنحاء العالم إلى بيانات الجماعة التي تذكر بحقيقة "لا إله إلا الله" والخشوع في الصلاة وتصحيح النية والدعوة إلى الله والخروج في سبيل الله حيث من المقرر أن يتوزع هؤلاء الدعاة إلى أنحاء اليمن على شكل جماعات تدعوا إلى الله وتذكر الناس بالإسلام ودينهم، إلى جانب تجنيد أنفسهم دعاة لهذا الدين القويم بالحكمة والموعظة الحسنة وإحياء رسالة المسجد وعودة المسلمين إلى سابق مجدهم وعزهم أنهم ضحوا بالمال والنفس والوقت لإصلاح أنفسهم والتذكير بين إخوانهم في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه بالغدو والآصال.

(أخبار اليوم ) زارت مؤتمر أصحاب الدعوة بالحديدة وخرجت بالمحصلة التالية:

رحلة إلى عالم الدعوة :  

كانت رحلة جميلة بكل معاني الجمال ذهبت فيها أنا واحد الزملاء الصحفيين وقمنا بلبس القمصان والعمائم وكأننا مشائخ وعلماء وليس كأننا صحفيون وبعد مسافة (24 كيلومتر) شمال مدينة الحديدة (غرب اليمن) تمكنت أنا وزميلي عبدالحافظ معجب من التسلل إلى المخيم، بل وأردنا تجاوز مدخل المقصورة التي فيها مشايخهم. . لكننا منعنا من دخول أماكن الضيوف الذين جاءوا من بلاد العالم حيث يقف احد المطاوعة الشداد أمام مفرق طريق ضيق يصل إلى مكان قادتهم وبأسلوب هادئ يتحول هذا الحارس إلى داعية يشرح لك بحماس عن الدعوة إلى الله والخروج في سبيل الله ولكنه منعنا حتى من التصوير وقالوا "نحن لا نريد تصوير ولا صحافة ولا نريد شيئاً سوى لدعوة إلى الله بعيداً عن كل هذا الإعلام"، ، بعدها حاولنا أن نطوف ونتعرف عن كل شيء تعلق بهم حيث وجدنا الآلاف من العلماء والمشائخ وأصحاب الدعوة من كل المحافظات منقسمين على مجموعات ومنظمين حياتهم أفضل تنظيم حيث وجدنا خيماً كثيرة ولافتات لكل محافظة طبعاً وصلنا إلى المؤتمر في تمام الساعة الواحدة ظهراً أثناء الغذاء وحاولنا الدخول إلى مطعم أبناء تهامة، ، المطعم الذي بدا أكثر تواضعا لدرجة بالغة البساطة ، عليك أن تشتري كرتاً قيمته 150 ريالاً ويسمح لك بالدخول إلى خيم هي عبارة عن مطاعم توزعت لأصحاب المحافظات فكان نصيبنا مطعم الحديدة الذين أقسموا علينا لتناول وجبة الغداء، وحين شكرناهم على كرم الضيافة قال لنا احدهم ويدعى -سعد- "حتى الأكل هنا يجب علينا أن ندفع ونشتريه من هذه المطاعم التي صلحناها في هذا المخيم حتى يأكل كل واحد من ماله كما كان يفعل الرسول وأصحابه ، نجاهد بأموالنا وأنفسنا في سبيل الخروج الدعوي"، وهذا حقاً ما رأيناه. . الجميع يدفع قيمة كرت يسمح له بالدخول إلى المطعم أو احتساء بعض من الشاي.

أجواء روحانية بدون لافتات

ولا منشورات !!!!

لا لافتة ولا شعار ولا ديباجة معقدة للمؤتمرات، فقط بيانات ربانية لا علاقة لها بدنياً، هي أشبه بالمحاضرة يلقيها بعض مشايخهم، ألفة وابتسامات باذخة زائدة عن المصافحة لأي قادم عليهم، وتتعدى إلى العناق الأخوي الحار. . يقابلونك للوهلة الأولى ليرحبون بك وكأنهم يعرفونك منذ زمن، كما تحظى بوداع حار ختامه عناق ودعاء وابتسامات بريئة. . كل هذا الحب المفعم منحوني إياه لكنهم يمنعوني بصرامة من اقتراف التصوير لأنه لا جدوى لأن يسمع الناس الخبر وهم جالسون عبر الإذاعة والصحيفة وممنوع التصوير لكننا حاولنا التقاط الصور بالخفاء ودون معرفة منهم خشيةً من أخذ الكاميرا علينا.

جماعة التبليغ، النشأة والتأسيس

جماعة التبليغ هي جماعة إسلامية تقوم دعوتها على تبليغ فضائل الإسلام لكل من تستطيع الوصول إليه ملزمة أتباعها أن يقتطع كل واحد منهم جزءًا من وقته لتبليغ الدعوة ونشرها بعيدًا عن التشكيلات الحزبية والقضايا السياسية - بحسب العديد ممن التقيناهم من مشايخ يتخفون ولا يحبذون ذكر أسمائهم للصحافة تواضعاً وزهداً. . يقول المؤرخون إن المؤسس لهذه الجماعة هو الشيخ محمد إلياس الكاندهلوي (1303 - 1364ه)، المولود في كاندهلة إحدى قرى سهارنفور بالهند، تلقى تعليمه الأولى فيها ثم انتقل إلى دهلي حيث أتم تعليمه في مدرسة ديوبند التي هي أكبر مدرسة للأحناف في شبه القارة الهندية تأسست عام 1283ه/ 1867م. . أقرب ما تكون إلى جماعة وعظ وإرشاد منها إلى جماعة منظمة، ويلجأ أعضاؤها إلى الخروج للدعوة ومخالطة المسلمين في مساجدهم ودورهم ومتاجرهم ونواديهم، وإلقاء المواعظ والدروس والترغيب في الخروج معهم للدعوة، وينصحون بعدم الدخول في جدل مع المسلمين أو خصومات مع الحكومات، وبعدها ينتشرون دعاة إلى القرى والأرياف والمدن خروجاً في سبيل الله على امتداد خارطة الوطن وهناك من يتمكن من ركوب المفاوز والأخطار ليصل داعية إلى خارج اليمن وعلى حسابه الخاص. . يأسرك هذا الجو الهادئ المفعم بالإيمان واليقين، إيمان بالفكرة المعززة بالقصص والمعجزات والكرامات الكبيرة لقوم يحاولون تمثل مجتمع الصحابة بحسب ما قالوه لنا ويصرون على هذه المقولة التي يقولونها بصدق يخالجه حماس وإكبار لشعور كهذا. . واقع دعوي جديد ومثير للانتباه شهدته حتى اللحظة، واقع منفصل عن محيطه.

هذا وعلمت الصحيفة من مصادر في المؤتمر بأن المؤسس قرر لهذه الجماعة ستة مبادئ جعلها أساس دعوته ، ويحصرونها في عدد من الكلمات وهي كالتالي :

- الكلمة الطيبة (لا إله إلا الله محمد رسول الله)

-إقامة الصلوات ذات الخشوع.

-العلم والذكر.

-إكرام المسلمين.

-الإخلاص.

تقوم طريقتهم في نشر الدعوة على ما يلي:

- تنتدب مجموعة منهم نفسها لدعوة أهل بلد ما، حيث يأخذ كل واحد منهم فراشاً بسيطاً وما يكفيه من الزاد والمصروف على أن يكون التقشف هو السمة الغالبة عليه. وعندما يصلون إلى البلد أو القرية التي يريدون الدعوة فيها ينظمون أنفسهم أولاً بحيث يقوم بعضهم بتنظيف المكان الذي سيمكثون فيه، وآخرون يخرجون متجولين في أنحاء البلدة والأسواق والحوانيت، ذاكرين الله، داعين الناس لسماع الخطبة أو (البيان) كما يسمونه وإذا حان موعد البيان التقوا جميعاً لسماعه، وبعد انتهاء البيان يطالبون الحضور بالخروج في سبيل الله، وبعد صلاة الفجر يقسّمون الناس الحاضرين إلى مجموعات يتولى كل داعية منهم مجموعة يعلمهم الفاتحة وبعضاً من قصار السور حلقات حلقات. ويكررون ذلك عدداً من الأيام.

- قبل أن تنتهي إقامتهم في هذا المكان يحثون الناس للخروج معهم لتبليغ الدعوة، حيث يتطوع الأشخاص لمرافقتهم يوماً أو ثلاثة أيام أو أسبوعاً. . . أو شهراً. . . . كل بحسب طاقته وإمكاناته ومدى تفرغه تحقيقاً لقوله تعالى: (كنتم خير أمة أخرجت للناس).

- والعدد الأمثل للخروج أن يكون يوماً في الأسبوع وثلاثة أيام في الشهر وأربعين يوماً في السنة وأربعة أشهر في العمر كله. ويرفضون إجابة الدعوة إلى الولائم التي توجه إليهم من أهل البلدة أو الحي؛ حتى لا ينشغلون بغير أمور الدعوة والذكر، وليكون عملهم خالصاً لوجه الله تعالى.

- ولا يتعرضون إلى فكرة (إزالة المنكرات) معتقدين بأنهم الآن في مرحلة إيجاد المناخ الملائم للحياة الإسلامية، وأن القيام بهذا العمل قد يضع العراقيل في طريقهم وينفّر الناس منهم.

- ويعتقدون بأنهم إذا أصلحوا الأفراد فرداً فرداً فإن المنكر سيزول من المجتمع تلقائياً.

- وإن الخروج والتبليغ ودعوة الناس هي أمور لتربية الداعية ولصقله عملياً؛ إذ يحس بأنه قدوة وأن عليه أن يلتزم بما يدعو الناس إليه.

- ويرون بأن التقليد في المذاهب واجب ويمنعون الاجتهاد معللين ذلك بأن شروط المجتهد الذي يحق له الاجتهاد مفقودة في علماء هذا الزمان. <

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد