في حين يستمر القصف المتبادل بين الانفصاليين وقوات الجيش في شرق أوكرانيا، أعلنت روسيا مصادقتها على معاهدات مع السلطات الانفصالية تسمح لها بإرسال قوات لدعمها وإنشاء قواعد عسكرية.

وأعلن الكرملين أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين صادق أمس الثلاثاء على معاهدات صداقة مع "جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك" الانفصاليتين اللتين تقعان في إقليم دونباس شرقي أوكرانيا، وذلك بعد إعلان موسكو اعترافها بهما أمس الأول.

وقال بوتين -في تصريحات أدلى بها أمس الثلاثاء- إن التحركات المحتملة للجيش الروسي في دونباس ستعتمد على تطورات الوضع الميداني، وتابع "سننفذ واجباتنا إذا تطلب الأمر".

وأعلن الرئيس الروسي أن اتفاقية مينسك للسلام لم تعد قائمة، وقال إنه ليست ثمة التزامات يجب تنفيذها. ورأى أن أفضل قرار يمكن لأوكرانيا اتخاذه هو التخلي عن طموحاتها للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي "الناتو" ( NATO ).

نحو التصعيد

من جهتها، قالت وزارة الدفاع الروسية إن الوضع في دونيتسك ولوغانسك يتجه نحو التصعيد. وأضافت أن روسيا ستتخذ كل الإجراءات المتاحة لاحتواء ما يهدد السلام في دونباس.

وتؤجج خطوات موسكو مخاوف القوى الغربية التي تحذر من استعداد روسيا لشن هجوم شامل على الأراضي الأوكرانية قريبا، بعدما حشدت أكثر من 100 ألف جندي قرب حدودها مع جارتها الغربية.

ميدانيا، سقط ما لا يقل عن 6 قتلى من العسكريين والمدنيين من جانبي الصراع في شرق أوكرانيا خلال الساعات الـ24 الماضية، وفقا لما أعلنته القوات الأوكرانية والانفصاليون الموالون لموسكو.

وتبادل الجانبان الاتهامات بخرق وقف إطلاق النار واستخدام أسلحة خطرة أو محظورة بموجب اتفاقيات مينسك، وذلك مع تصاعد التوتر عقب إعلان روسيا أمس الأول (الاثنين) اعترافها بـ"جمهوريتي" دونيتسك ولوغانسك.

وقالت الإدارة الانفصالية في دونيتسك -مساء أمس الثلاثاء- إن القوات المسلحة الأوكرانية خرقت وقف إطلاق النار 44 مرة خلال الـ24 ساعة ماضية.

صواريخ غراد

واتهمت الإدارة الجيش الأوكراني باستخدام راجمات صواريخ غراد المتعددة، لأول مرة منذ عام 2018؛ إذ قالت إن 5 من صواريخ غراد "بي إم-21" ( BM-21 ) أطلقت على دونيتسك.

وأعلن الانفصاليون مقتل 3 مدنيين في دونيتسك وإصابة 2 من المقاتلين جراء قصف الجيش الأوكراني أمس الثلاثاء.

في المقابل، قال الجيش الأوكراني -مساء أمس الثلاثاء- إنه سجل 47 خرقا لوقف إطلاق النار من قبل الانفصاليين في إقليم دونباس -الذي يضم دونيتسك ولوغانسك- منذ صباح يوم أمس.

وكان قد أعلن -في بيانات سابقة- مقتل مدني واثنين من الجنود الأوكرانيين جراء القصف، كما اتهم الانفصاليين بإطلاق 15 قذيفة تعد من الأسلحة المحظورة بموجب اتفاقيات مينسك.

وشيع الأوكرانيون يوم أمس في جنازة عسكرية أحد الجنود القتلى جراء القصف في إقليم دونباس.