الإرهاب الحوثي... خطرًا يهدد الملاحة الدولية.

2022-03-08 07:40:27 اخبار اليوم/ تقرير خاص

 

 



شكلت جماعة الحوثيين منذ نشأتها، خطرًا إرهابيًا على المستوى المحلي والإقليمي، ولم تتوقف حتى طال هذا الخطر الإرهابي المياه الدولية في مناطق لها أهميتها الإستراتيجية على مستوى العالم، وهو ما يشكل خطرًا ارهابيًا على الملاحة الدولية.

 

ففي طيات تقرير لجنة الخبراء الأمميين، احصائيات تؤكد خطر الجماعة على الأمن البحري، وهي اللجنة المكلفة من قبل مجلس الأمن بمراقبة وتعقب ورصد الانتهاكات والتجاوزات المؤثرة على السلام والأمن والاستقرار في اليمن.

 

خطر في البحر.

في السياق، ذكر تقرير لجنة الخبراء، أنه منذ كانون الأول /ديسمبر 2020، وثق الفريق خمس هجمات على سفن تجارية، فضلا عن عدة عمليات اقتراب مشبوهة، ومشاهدة أشخاص مسلحين على متن قوارب صغيرة في المياه المحيطة باليمن، وبالمقارنة مع الفترة المشمولة بالتقرير السابق، حيث هوجمت ثلاث سفن تجارية في خليج عدن، عاد التركيز إلى البحر الأحمر، حيث وقعت أربع هجمات.

 

وأشار التقرير الى أن الحالة في البحر الأحمر "تسمت بحدوث زيادة في أعداد الهجمات بالأجهزة المتفجرة اليدوية الصنع المنقولة بالماء، ولم توجه الهجمات الناجحة بتلك الأجهزة نحو السفن المتحركة بل نحو السفن الراسية في منشآت النفط البحرية في المملكة العربية السعودية، التي كان بعضها على مسافة أكثر من 1000 كيلومتر عن اليمن".

 

وأوضح "في بعض الحالات، تم نشر نوع جديد أكبر حجما من تلك الأجهزة، يعمل بمحركين خارجيين ويستهلك بالتالي الوقود بدرجة أعلى بكثير من الجيل السابق من الأجهزة من نوع "بلو فيش" التي تعمل بمحرك واحد".

 

وقال التقرير "بالنظر إلى المسافة المذكورة سابقا، يبدو من شبه المؤكد أن تلك الأجهزة أطلقت من "سفينة أم"، قامت بسحب الأجهزة في معظم الرحلة".

 

وأفاد "وقع الهجوم الأول في 14 كانون الأول /ديسمبر 2020، عندما استخدمت ثلاثة أجهزة متفجرة يدوية الصنع منقولة بالماء للهجوم على ميناء جدة، واستهدف جهازان متفجران قاعدة بحرية، مما ألحق أضرارا بسفينة حربية سعودية، في حين أصاب جهاز متفجر آخر الناقلة بي دبليو راين ( BW Rhine ) التي ترفع علم سنغافورة في المحطة البحرية التابعة لشركة أرامكو السعودية".

 

"أدى الارتطام والانفجار اللاحق إلى اختراق هيكل السفينة عند خط الماء، وتسبب أيضا في حريق استمر لمدة ساعة تقريبا، وفي حين لم يبلغ عن وقوع إصابات، فقد وقعت أضرار مادية وأضرار اقتصادية لاحقة كبيرة". بحسب التقرير.

 

من جهة أخرى، ذكر التقرير وقوع هجوم مماثل بجهازين من الأجهزة المتفجرة يدوية الصنع المنقولة بالماء في 27 نيسان/ أبريل 2021، بالقرب من محطة ياسرف في ينبع، حيث كانت ترسو ناقلة النفط تورم هرميا، التي ترفع علم سنغافورة".

 

ونقل التقرير عن طاقم السفينة "أن بحرية المملكة العربية السعودية اعترضت جهازا على بعد حوالي 1,4 ميل بحري من السفينة. فيما أكدت المملكة العربية السعودية وقوع الهجوم".

 

وأكد "تم الكشف عن جهاز ثان، على بعد 30 ميلاً بحرياً تقريباً جنوب ميناء ينبع، ويعتقد الفريق أن المسافة بين الساحل اليمني وينبع طويلة بحيث يتعذر على الأجهزة المتفجرة يدوية الصنع المنقولة بالماء أن تعمل بشكل مستقل، ومن ثم فمن المرجح أن تكون "سفينة أم" قد شاركت في ذلك".

 

خطر متزايد.

 

وفي سياق متصل، قال تقرير لجنة الخبراء الأمميين "ازدادت بشكل ملحوظ وتيرة إطلاق تلك الأجهزة مباشرة من المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون خلال الفترة المشمولة بالتقرير، وأبلغت مصادر متعددة الفريق بأن الأجهزة تجمع في مينائي الحديدة والصليف، وتطلق منهما".

 

وأضاف "عادة ما يتمكن التحالف من اعتراض تلك الأجهزة، وغالبا ما يرد بشن هجمات جوية على مواقع التجميع في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون، مما دفع بعثة دعم اتفاق الحديدة في تموز /يوليو 2021 إلى دعوة كلا الجانبين إلى ممارسة ضبط النفس لأن التهديدات التي تواجهها العمليات عند نقاط دخول المساعدات الحيوية تشكل خرقا لاتفاق الحديدة".

 

وذكر "يحقق الفريق فيما إذا كانت المناطق المشمولة بالاتفاق تستخدم لإطلاق هذه الأجهزة، وقد طلب معلومات إضافية من التحالف ومن بعثة دعم اتفاق الحديدة".

 

إرهاب ممول.

 

حتى 31 تشرين الأول /أكتوبر 2021، أطلق الحوثيون 92 من تلك الأجهزة منذ بداية النزاع، وفقا للتحالف، ووثق الفريق أيضا هجمات بالطائرات المسيرة على سفن تجارية.

 

وبحسب التقرير فإنه في الـ 30 من تموز/ يوليو 2021، لحقت أضرار بناقلة النفط ألبرتا ( Alberta )، التي ترفع علم جزر البهاما في ميناء جيزان، وانفجرت الطائرة المسيرة فوق مقدمة السفينة.

 

وأوضح "تظهر قطع من حطام الألياف الزجاجية التي تم انتشالها من سطح السفينة سمات تقنية تتسق مع الطائرات المسيرة المتوسطة المسافة من نوع قاصف، التي كثيرا ما يستخدمها الحوثيون لمهاجمة أهداف في جنوب المملكة العربية السعودية".

 

وقال "لم يبلغ عن وقوع إصابات، وكانت الأضرار طفيفة نسبيا، ومع ذلك، يظهر هذا الحادث أن السفن الراسية لا تزال عرضة للخطر، لا سيما في الموانئ القريبة من اليمن".

 

فيما أشار التقرير الى "وقوع هجوم آخر بطائرات مسيرة في خليج عمان، استهدف ناقلة النفط ميرسر ستریت ( Mercer Street ) التي ترفع العلم الليبيري".

 

وأكد "تعرضت السفينة للهجوم لأول مرة في صباح يوم الـ29 من تموز/ يوليو 2021، إذ أبلغ القبطان عن وقوع هجومين بطائرتين مسيرتين بفارق 30 دقيقة، لم يصيبا السفينة".

 

وأفاد "هوجمت لاحقا مساء اليوم نفسه، عندما ارتطمت طائرة مسيرة ثالثة بسقف جسر الناقلة، مما أسفر عن أضرار كبيرة فضلا عن وقوع ضحيتين، من بينهما قبطان السفينة".

 

وبحسب التقرير "تشير التقارير الأولية إلى أن الهجوم قد يكون مصدره اليمن، ولذلك استعرض الفريق المعلومات المتاحة للعموم، وتلقى معلومات سرية من عدة دول أعضاء بشأن هذا الحادث".

 

"يبدو أن الطائرات المسيرة المستخدمة هي نسخ متقدمة من طائرات دلتاوينغ المسيرة التي سبق أن وثقها الفريق".

 

وأشار الى أنه "وبالنظر إلى أن مسافة أكثر من 700 1 كيلومتر تفصل بين المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون وموقع الهجوم، فإن هجوما ناجحا على سفينة تتحرك بسرعة حقيقية يتطلب على الأرجح نظاما من المرحلات الجوية أو البحرية".

 

وبحسب التقرير فإن "هذا يجعل من المرجح جدا أن يكون فاعل آخر مسؤولا عن الهجوم، لأن الفريق ليس على علم بحصول الحوثيين على مثل هذه النظم، ومع ذلك، يظهر الهجوم مدى سرعة تطور تكنولوجيا الطائرات المسيرة، التي يبدو أنها متاحة أيضا للحوثيين، مما يزيد من احتمال توجيه ضربات مماثلة في المياه المحيطة باليمن".

 

من جهة أخرى طال هجوم آخر في المياه الدولية بالقرب من اليمن سفينة البضائع العامة سافيز ( Soviz ) التي ترفع علم جمهورية إيران، حيث تعرضت لانفجار في 6 نيسان/ أبريل 2021 أثناء رسوها في جنوب البحر الأحمر، على بعد حوالي 115 ميلا بحريا شمال غرب الساحل اليمني.

 

ونقل التقرير عن وكالة تسنيم للأنباء في جمهورية إيران "أن السفينة تضررت بسبب الغام بحرية مغناطيسية كان قد ألصقها غواصون بهيكل السفينة، وظلت السفينة سافيز في موقعها منذ عام 2017 على الأقل، مما أدى إلى مزاعم بأن دور السفينة هو دعم العمليات العسكرية في المنطقة".

 

وأضاف "أبلغت جمهورية إيران الإسلامية الفريق بأن السفينة قد أسندت إليها مهمة مكافحة القرصنة البحرية، وأن الهجوم لا علاقة له بالنزاع اليمني، ولا يزال الفريق يتلقى تقارير عن ألغام بحرية زرعها الحوثيون في جنوب البحر الأحمر، بالقرب من جزر مختلفة شرق الموانئ الثلاثة الخاضعة لسيطرتهم، وعن ألغام بحرية منجرفة قرب الحدود مع المملكة العربية السعودية".

 

وذكر أنه "ووفقا للتحالف، تم اكتشاف 205 ألغام بحرية وتدميرها في الفترة بين بداية النزاع و31 تشرين الأول /أكتوبر 2021، فيما يحقق الفريق في ادعاءات بأن الألغام تخزن في مواقع محددة في الحديدة والصليف ورأس عيسى، وتنشر انطلاقا منها، مما يشكل خرقا لاتفاق ستوكهولم".

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد