أغلق محتجون، أمس الثلاثاء، معظم شوارع العاصمة السودانية الخرطوم، تنديداً بالعنف ضد المعلمين، وللمطالبة بإسقاط الانقلاب العسكري وتسليم السلطة للمدنيين. وفي الأثناء، عاد، القائد العام للجيش، عبد الفتاح البرهان، من زيارة استمرت ليوم واحد، للمملكة العربية السعودية، التقى خلالها الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد محمد بن سلمان.

وقال إعلام المجلس السيادي إن البرهان تلقى وعوداً بجاهزية صندوق الاستثمار السعودي للاستثمار المفتوح في السودان في كافة المجالات، دون ذكر أي تفاصيل بالخصوص. وأضاف: “أمن الجانبان على ضرورة التنسيق والتعاون في مجال أمن البحر الأحمر والتعاون في المجال العسكري”. وأشار إلى تقديم البرهان شرحاً حول الأوضاع السياسية في السودان للمسؤولين السعوديين، وتأكيده على دعم الرياض المتواصل لتحقيق الاستقرار والسلام في السودان.

وأعلنت تنسيقيات لجان المقاومة في مدن العاصمة السودانية الثلاثة، الخرطوم، الخرطوم بحري وأم درمان، الإغلاق العام للعاصمة بالمتاريس (الحواجز)، يومي أمس الثلاثاء ويومنا هذا الأربعاء، تمهيداً لتظاهرات مليونيه الخميس تحت شعار “مدن السودان تنتفض”.

ومنذ صباح أمس الثلاثاء، شرع المحتجون في بناء حواجز من الحجارة المتراكمة، في الشوارع والأحياء والطرق الرئيسية، وسط حركة محدودة في بعض المناطق والأسواق.

وفي شارع إفريقيا، المؤدي إلى مطار الخرطوم، شكلت الأجهزة طوقاً أمنياً لمنع المحتجين من إغلاق الطريق الرئيسي، في وقت أغلقت لجان المقاومة معظم الطرق المحيطة به وشوارع مدينة الخرطوم الرئيسية القريبة منه.

وشهدت مدينة بحري، إغلاقاً كاملاً، للطرق الرئيسية والفرعية، في وقت لا يسمح المحتجون إلا بمرور سيارات الإسعاف والحالات الحرجة.

ووضعت المتاريس في معظم أحياء وشوارع مدينة أم درمان القديمة، بعد ليلة قضاها مواطنو المدينة في تشييع “بابكر الرشيد” الذي قتل برصاصة في الصدر في تظاهرات، الإثنين، وسبق ذلك تشييعهم صباح اليوم نفسه، الطفل “أحمد مقام الدين” الذي توفي متأثراً بإصابته برصاصة في الرأس في تظاهرات الخميس الماضي.

وما بين كر وفر، ظلت الأجهزة الأمنية تحاول فك المتاريس، وبعدها يعاود المحتجون بناءها من جديد، حتى المساء، ولم تعلن لجنة أطباء السودان المركزية حتى لحظة كتابة التقرير عن حدوث إصابات.