أصيب عدد من الصحافيين والمتضامنين الأجانب بعد ظهر أمس الجمعة، في اعتداء للمستوطنين على فعالية وطنية ضد الاستيطان وسياسة التهجير في مسافر يطا بالخليل، كما قمعت قوات الاحتلال المواطنين المشاركين في تظاهرة احتجاجية ضد ترحيل أهالي12 قرية في منطقة المسافر.

وهاجم عشرات المستوطنين الصحافيين ومركباتهم والمتضامنين الأجانب بالحجارة، ما أدى إلى إصابة مصور تلفزيون فلسطين إياد الهشلمون، وعدد من المتضامنين خلال التظاهرة التي حملت شعار “لا نكبة جديدة في مسافر يطا”.

وفي السياق، قال منسق اللجان الوطنية والشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان راتب الجبور، إن جيش الاحتلال قمع الفعالية التي أقيمت في منطقة “بير العد” بقنابل الصوت والغاز المسيل للدموع، خلال محاولة المواطنين فتح الشارع الذي أغلقه الاحتلال، كما اعتدى على المشاركين بالفعالية بالضرب بأعقاب البنادق، واعتقل اثنين من المتضامنين الأجانب.

وفي منطقة عين البيضة في مسافر يطا، قمعت قوات الاحتلال الفعالية التي انطلقت بعد صلاة الجمعة.

وأشار منسق لجان الحماية والصمود فؤاد العمور، إلى أن جيش الاحتلال أطلق قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع صوب المشاركين في الفعالية، كما رش غاز الفلفل بشكل مباشر في وجه عدد منهم.

وبيّن أنه رافق عملية قمع الفعالية اعتداء للمستوطنين على المشاركين فيها.

وتأتي هذه الفعاليات رفضا لسياسة الاحتلال في مسافر يطا المتمثلة بهدم المساكن والخيام، وإخطارات بالهدم، في محاولة لتهجير سكان المسافر لصالح التوسع الاستيطاني. كما أنها تأتي قبل ساعات من تنفيذ حكم صادر عن المحكمة العليا الإسرائيلية في القدس المحتلة بحق 12 تجمعا سكنيا في مسافر يطا جنوب الخليل بالضفة الغربية المحتلة بإعلانها مناطق “إطلاق نار”، وهو ما يعني هدمها وتهجير آلاف الفلسطينيّين.

بدوره، بعث المندوب الدائم لدولة فلسطين لدى الأمم المتحدة رياض منصور، أمس الأول، ثلاث رسائل متطابقة إلى كل من الأمين العام للأمم المتحدة، ورئيس مجلس الأمن لهذا الشهر (ألبانيا)، ورئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، حول مواصلة إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، تدمير منازل الفلسطينيين وممتلكاتهم، وتشريد العائلات الفلسطينية قسرا، في انتهاك جسيم للقانون الدولي.

ونوه منصور في رسائله، إلى أن “أكثر من ألف طفل وامرأة ورجل معرضون لخطر الاقتلاع والتهجير القسري الوشيك في ظل مواصلة الاستعمار الاستيطاني لأرضنا، وفرض سياسات الفصل العنصري ضد الشعب الفلسطيني”، مشددا على أن تقاعس المجتمع الدولي المطول عن فرض احترام القانون الدولي وتنفيذ القرارات ذات الصلة قد شجع بلا شك الإفلات الإسرائيلي الصارخ من العقاب.

وطالب المجتمع الدولي بتطبيق مبادئ القانون الدولي على الأرض الفلسطينية المحتلة، بما فيها القدس الشرقية، من دون خوف أو محاباة، وكذلك من دون معايير مزدوجة.

وحثّ منصور المجتمع الدولي، بما في ذلك مجلس الأمن، على التحرك الفوري للوقوف ضد الإفلات من العقاب، والدفاع عن الحرية والمساواة والحقوق لجميع الشعوب، بما في ذلك الشعب الفلسطيني.

دعوات للرباط في الأقصى      

وفي القدس، أدى عشرات آلاف الفلسطينيين يوم أمس صلاة الجمعة، في المسجد الأقصى المبارك، رغم تشديدات وقيود الاحتلال.

وأفادت دائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس أن نحو 45 ألف مُصلٍ أدوا صلاة الجمعة في المسجد الأقصى، مؤكدين على ثباتهم في قدسهم وأقصاهم.

وخلال الخطبة، أكد الشيخ محمد سرندح على أهمية الدفاع عن مسرى الرسول “عليه السلام”، ودعا لاستمرار شدّ الرحال إليه والرباط فيه، في ظل المخططات الاستيطانية التهويدية التي يسعى الاحتلال لتنفيذها.

وعقب الصلاة، ردد المصلون الهتّافات والتكبيرات ورفعوا العلم الفلسطيني نصرةً لمسجدهم ورفضاً لانتهاكات الاحتلال، حيث تصاعدت المواجهات في المسجد الأقصى خلال الأسابيع الماضية، على خلفية تصعيد الجماعات الاستيطانية لمحاولات فرض “التقسيم الزماني والمكاني”، وممارسة الطقوس التلمودية فيه وتدنيسه بالرقص والغناء والتصفيق.

ومنذ ساعات الصباح، شهدت البلدة القديمة انتشاراً مكثّفاً لقوات الاحتلال المدججة بالأسلحة، التي ضيّقت على المصلين والوافدين عن طريق تفتيشهم أو التدقيق في هوياتهم واحتجازها.

كما اعتدت قوات الاحتلال على المقدسي نضال النتشة، وأوقفته عند باب الأسباط أحد أبواب المسجد الأقصى، وفقاً لمركز معلومات وادي حلوة.

وفي سياق الاعتقالات اليومية قامت قوات الاحتلال، صباح أمس الجمعة، باعتقال شاب من منطقة باب العامود في البلدة القديمة بمدينة القدس المحتلة.