على خلفية مناداة الشنفرة للاستقلال .. د. النقيب: الوحدة لا تهزها كلمات، والممارسات السيئة للسلطة أظهرت مواقف سلبية

2008-01-26 12:08:44

شهدت منطقة الحوطة بجبل حريد التابعة لمديرية الحصين شرق مديرية الضالع أمس الأول الخميس مهرجاناً جماهيرياً شارك فيه عدد من أبناء المنطقة، ومن الشعيب والحصين والضالع وجحاف والأزارق، بمناسبة دخول الاعتصام المفتوح للمتقاعدين شهره الحادي عشر وقد ألقيت العديد من الكلمات في هذه الفعالية السياسية، وكان من بين المتحدثين النائب الاشتراكي/ صلاح الشنفرة الذي دعا أحزاب اللقاء المشترك إلى الاعتراف بالقضية الجنوبية حد تعبيره مطالباً الجميع في الأحزاب السياسية بمن فيهم الذين في المؤتمر الشعبي العام، أن يكون لهم موقف واحد حول القضية الجنوبية كونها تهم الجميع.

وأكد الشنفرة خلال كلمته التي القالها في المهرجان المشار إليه آنفاً أنهم لا يطالبون بالانفصال وأن السلطة التي تصفهم بالانفصاليين هي من تمارس الانفصال عبر نهب الأراضي والثروات- حد قوله- موضحاًَ بأن مطلبهم الأساسي في هذا الاتجاه هو الاستقلال وفي هذا السياق علق د/عيدروس نصر النقيب رئيس الكتلة البرلمانية للحزب الاشتراكي اليمني على ما طرحه النائب الشنفرة بالقول:- الوحدة هي مشروع قوي ينبغي أن يصمد أمام الكلمات، لكنه لا يصمد أمام الأفعال السيئة والممارسات غير القانونية والمدمرة التي تأكل جسم الوحدة، واعتقد أن الوحدة أقوى من أن تهزها كلمات، ولكنه ممكن أن تهزها أفعال مدمرة وقبل أن تحاسب الناس على الكلام علينا أن نحاسب الذين يفعلون الفعل من الكلام لا يزيد ولا ينقص ولا يضرب بالوحدة. ما يسيء لها هو نهب الأراضي وأبعاد الناس من أعمالهم.

واعتبر الدكتور/ النقيب في حوار مع "أخبار اليوم" ينشره في عددها الصادر اليوم أن ما طرحه الشنفرة يعبر عن نفسه ولا يعبر لدرجات نظر التيار السياسي الذي ينتمي إليه موضحاً بأن الممارسات السيئة للسلطة التي شوهت صورة الوحدة هي التي ولدت أفعالاً متبانية ظهرت بنهب الأشكال وتعبر عن مواقف سلبية، وعن وجهة نظر أصحابها.

تصريحات الشنفرة كانت مدخل حوارنا مع الدكتور/ عيدروس النقيب الذي تحدث حول هذه القضية، وفيما يلي نص الحوار:-

حوار : إبراهيم مجاهد

> أكد النائب الاشتراكي صلاح الشنفرة أن أبناء الجنوب لا يريدون ولا ينادون بالانفصال وأن السلطة هي من تمارس الانفصال عن طريق نهب الأراضي والثروة وأنهم يريدون الاستقلال فأين أنتم من هذا الطرح؟

- أولاَ : أنا لم يصلني نص الحديث وأي تعليق لي سيكون على ما سمعته منك وأنا في هذا الصدد أقول وبصراحة أن ما تشهده المهرجانات والفعاليات الجماهيرية في الكثير من المحافظات هو يعبر عن أصحابه والمتحدثين فيه وليس بالضرورة أن يعبروا عن وجهات نظر التيارات السياسية التي ينتمون إليها، وأنا أقول ودائماً أكرر هذا أن الممارسات السيئة للسلطة وتشويه صورة الوحدة والإساءة إلى المشروع الوحدوي الحضاري المدني الديمقراطي الذي أعلن عنه يوم 22مايو هذه الإساءات التي تداعت بعد حرب 94م ولدت ردوداً والأفعال المتبانية والمختلفة والتي للأسف الشديد ظهرت بهذه الأشكال التي تعبر عن مواقف سلبية. . يؤكد عن وجهة نظر أصحابها ولكنها تعبر عن ذلك الإحباط الذي تولد عن الناس نتيجة لفقدهم ذلك المشروع الذي حلموا به طويلاً فأنا أقول أنه قبل أن نحاسب الناس على الشعارات التي يطرحونها أو التصريحات التي يدلون بها، علينا أن نبحث عن السبب، أما عن التصريحات فهناك العديد من التصريحات التي تصدر فهناك من أتهم الناس بالانفصالية وهم يدافعون عن الوحدة وهناك من يقول أن هؤلاء عملاء للخارج وهو لا يستطيع أن يبرهن على ما يقوله وبالتالي فإن من يقول أي كلام هو المسؤول ويتحدث عن قناعته الشخصية وهو المسؤول شخصياً عما يدلي به وأرجع وأكرر كما أقول دائماً أننا قبل أن نلوم الضحية على صراخة، علينا أن نلوم الجلاد الذي دفع هذه الضحية صرخ صراخاَ مزعجاً أو خاطئاً.

> وهل ترون بأن التصرفات الخاطئة للسلطة أو من يمثلونها تجعلنا نذهب إلى الإساءة بالوحدة ولمناداة بالانفصال والاستقلال؟

- أي كلام يقال هو كلام، وقبل أن نحاسب الناس على الكلام علينا أن نحاسب الذين يفعلون على الفعل، أنا اعتقد أن القتل بالرصاص هو أقوى كثيراً من أي تصريح أو كلمة تقال هنا أو خطاب هناك أو شعار هناك الذين مثلوا الناس وهم يحتفلون سلمياً بذكرى 14 أكتوبر يفترض أن يدخلوا القضاء ويحاسبوا عليه، أما أننا نحاسب واحد على كلام أنا أقول أن الكلام لا يزيد ولا ينقص ولا يضر بالوحدة الوحدة التي يسيء لها هو نهب الأراضي هو إبعاد الناس عن أعمالهم هو القضاء على مشروع الدولة الذي تولد يوم 22 مايو، هو يعني قتل الناس في الشوارع وبالرصاص الحي من قبل رجال يدعون أنهم يدافعون عن الوحدة، الذي يقتل الوحدة هو هذا، أما واحد يصرح هنا أو يقول هنا فهو وإن أخطأ بالتأكيد لا يمكن أن يضر بمشروع الوحدة وأنا اعتقد بأن الوحدة هي مشروع قوي ينبغي أن يصمد أمام الكلمات لكنه لن يصمد أمام الأفعال السيئة، الأفعال السيئة والممارسات المبنية من الخشب. ويفترض علينا محاسبة مرتكبي الأفعال ليس الكلام. لأن الفعل هو المدمر، والكلام يظل كلاماً.

أنا اعتقد أن الوحدة أقوى من أن تهزها كلمات، لكن ممكن أن تهزها أفعال مدمرة.

> دكتور/ أجريت تصريحاً مع د/ أحمد صالح القباطي، قال إن مشاركتكم أحزاب اللقاء المشترك، وكحزب اشتراكي بالذات يأتي لترشيد الخطاب الإعلامي لهذه الفعاليات، أي الترشيد في هذا الخطاب ونائب اشتراكي يدعو إلى الاستقلال؟؟!.

- أنا أقول لك، أن المتحدثين يتحدثون عن شخصياتهم، بإمكانك أن تسألني عن حديثي وخطاباتي وأنا مستعد للرد عليك وأنا لست مسؤولاً عن شخص أدلى بكلام وأخطأ فيه وبإمكانك أن تتصل به تلفونياً لأخذ تصريح، وأنا مازلت أقول أنه يعبر عن قناعاته الشخصية وأنا ليس لدي فيلق عسكري لأذهب إليه وأقنعه ليتراجع عما يقوله، هذه كلمات هو مسؤول عنها، لكنني أقول أن الخطأ يولد خطأ، الشعارات والخطابات الخاطئة مخرج سيء لسياسات وممارسات أسوأ.

> ترشيد الخطاب لا يحتاج إلى فيلق عسكري، تحتاج إلى جلسة حوار الترشيد؟!

- نحن لا نخوض هذا الكلام داخل الحرب الاشتراكي، ولكننا لا نستطيع أن نقنع الناس بالعصا لأنهم عندما يشاهدون الممارسات الخاطئة يزيد الخطاب المتشنج تشنجاً، وبالتالي فإن علينا أن نحاسب الذين نهبوا الأراضي، الذين استولوا على مرتبات الشهداء، والذين حولوا أسر الشهداء والمناضلين إلى أشباه متسولين، والذين أبعدوا جيشاً كاملاً من عمله وحولوه إلى مجموعة من العاطلين من العمل والذين يصارعون الجوع، ماذا انتظر من شخص فقد أبنه أو أخاه في. مسيرة سلمية؟! وتطلب منه أن يكون وحدوياً.

أنا أتوقع أن من الأفضل أن تراجع من تسبب في الجرم الأساسي وهو إساءة للوطن من خلال الممارسات السيئة، ماذا هناك من أخطأ في الكلام، فعلينا أن نحاوره وننتقده على كل خطأ أقل بكثير من يقوم بإزهاق الدماء. وإسالة الأرواح.

> دكتور/ كلمة أخيرة توجهونها عبر "أخبار اليوم"؟!

- أنا أدعو السلطات اليمنية إلى أن تعالج جذور المسألة، لا أن تأخذ نتائجها، أن تأخذ أسباب المشكلة، لا أن تأخذ مخرجاتها، وأسباب المشكلة هي كامنة في السياسات الخاطئة التي بدأت ب7/7/94م، ومازالت مستمرة إلى اليوم، وان تكف عن اللجوء إلى نظرية المؤامرة كلما شكى الجائع جوعه، وشكا المظلوم الظلم الواقع عليه، عليها - أي السلطة- أن ترفع الظلم عن الناس، وأن تعالج مشاكل العاطلين عن العمل، والذين انتهكت حقوقهم، وعندها لن نسمع من يسيء إلى الوحدة ولن نسمع من يدفع الشعارات الخاطئة التي توجد هنا أو هناك.

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد