نفس الموعد وفي ذات الشهر غير أن تجددها جاء في غياب "هادي" ووجود "العليمي"... وغياب "بن عديو" ووجود "الوزير" فما الذي حدث؟

هل تمهد أحداث شبوة لانفصال جنوب اليمن عن شماله ؟

2022-08-14 07:45:16 أخبار اليوم- تقرير خاص

  

قبل ثلاث سنوات، وبالتحديد في 21 من شهر أغسطس من العام 2019، اندلعت اشتباكات مسلحة في محافظة شبوة بين القوات التابعة للإمارات والقوات التابعة للحكومة الشرعية، خرجت الحكومة الشرعية على إثرها ببيان اتهمت فيه القوات الإماراتية المرابطة في مدينة بلحاف بتفجير الوضع في المحافظة، كانت الحكومة حينها تحت إمرة الرئيس هادي .

 

عملت الإمارات ومعها السعودية على شيطنة "بن عديو" ونجحت في إزاحته، وسلمت شبوة لأيديها الأمينة، كما سلمت الشرعية لأيد أمينة أيضا، هذه الأيدي أرادت من خلالها أن تنفذ مخططاتها بأقل الخسائر في صفوف قواتها ومرتزقتها، فتحول المحتل الجديد من المعركة العسكرية إلى معركة إزاحة الوطنين والقضاء عليهم، واستبدالهم بمرتزقة ينفذون أوامر المحتلين، وهو ما كان .

 

وقد كان لها ذلك، فما المعارك التي شهدتها شبوة، والتي ستشهدها حضرموت وأبين غدا، إلا نتاج تلك الأيدي الملطخة بدماء اليمنيين .

 

وها هي اليوم تتجدد المعركة في نفس الموعد، وفي ذات الشهر، وبعد مرور ثلاث سنوات، غير أن تجددها اليوم جاء في غياب "هادي"، ووجود "العليمي"، وفي غياب " بن عديو" ووجود "الوزير". فما الذي حدث؟ .

 

كيف بدأت الأحداث في عتق؟

 

توتر الوضع في المدينة، إثر كمين نصبته قوات دفاع شبوة، لموكب العميد عبد ربه لعكب في 19 يوليو/تموز الماضي، لكن الأخير نجا، ورغم تشكيل لجنة تحقيق فإن المجلس الرئاسي أقال لعكب من منصبه وقادة آخرين قبل صدور نتائج اللجنة .

 

لكن الموقف انفجر مع مقتل قائد قوات التدخل السريع في محور عتق الرائد لشقم الباراسي على يد قوات المجلس الانتقالي في دوار الثقافة عند الساعة الثانية من فجر الثلاثاء الماضي، لتشهد المدينة أشد المعارك منذ 2015، حين انسحب الحوثيون منها .

 

ووفق المصادر، فإن المعارك التي دارت ليومين شاركت فيها الدبابات والمدفعية الثقيلة، وتركزت في مستشفى الهيئة ومنزل المحافظ ومبنى السلطة المحلية والمطار، وخلال اليوم الأول لم يحقق أي طرف تقدمًا على الأرض، لكن قوات الأمن الخاصة والموالية لها شنت هجومًا في اليوم الثاني وسيطرت على معظم المعسكرات والمواقع .

 

وأوشكت قوات الأمن الخاصة على أن تحكم سيطرتها على المطار، وهو آخر موقع عسكري لقوات الانتقالي، عند الساعة الخامسة من فجر يوم الأربعاء، قبل أن تبدأ هجمات جوية .

 

وفق المصدر إن المقاتلات الإماراتية شنت لنحو 4 ساعات غارات مكثفة غيرت بها الموازين على الأرض، لتنسحب قوات الأمن الخاصة .

 

وقال أحد المصادر، "لولا تدخل الطيران المسيّر الإماراتي لكان الواقع مختلفا، ورأينا أن ننسحب ونقلل خسائرنا ".

 

وأضاف أن موقف المجلس الرئاسي ضد قوات الأمن الخاصة ووقوفه مع المحافظ، وما يصفه بالضوء الأخضر من التحالف بقيادة السعودية، عوامل تسببت في الهزيمة .

 

في السياق ذاته، قال وزير الدفاع في الحكومة اليمنية اللواء محسن الداعري الذي يترأس لجنة عسكرية وأمنية لتقصي الحقائق، إن العملية العسكرية كان لا بد منها لمن يتمرد على القرارات، في إشارة إلى قائد قوات الأمن الخاصة والقوات الموالية له .

 

وبعد أن تمكنت قوات الجيش والأمن من طرد الميليشيات إلى خارج مدينة عتق وأصبحت المدينة تحت سيطرة القوات الوطنية دفعت الإمارات بقواتها والميليشيات مسنودة بغطاء جوي لارتكاب جريمة جديدة وانتهاك لسيادة اليمن في الوقت الذي يترقب فيه ما يسمى بالمجلس الرئاسي كل تلك التحركات بصمت وعمالة ليؤكد للشعب أنه أنشأ من أجل تمرير مخططات السعودية والإمارات لإكمال تمزيق اليمن وإطالة أمد الصراع في كل المناطق والمحافظات .

 

ويرى مراقبون سلوك المجلس الرئاسي خلال أربعة أشهر مثل فجوة رئيسية بين الشعب والسلطة الجديدة التي يمثلها المجلس الرئاسي إذ فشل في تحقيق وعوده بتوفير الخدمات ومعالجة الاقتصاد وتدهور العملة الوطنية .

 

استمرت التظاهرات ضد المجلس والحكومة منذ بدء الصيف في البلاد في معظم المحافظات؛ أدى ذلك إلى فشل المجلس الرئاسي في الحصول على مشروعية شعبية. تجاهل المجلس الرئاسي ضرورة زيارة المحافظات الخاضعة لسيطرته، وتأكيد مشروعية وجوده .

 

ظهر موقف وزير الدفاع انعكاسًا لموقف رئيس المجلس الرئاسي رشاد العليمي الذي بدا داعمًا للمحافظ عوض بن الوزير العولقي والقوات الموالية له، وقال "كما رأت السلطة المحلية بقيادة المحافظ، كان للأمر أن يكون، بطريقة أو بأخرى، لتحقيق الأمن والاستقرار ".

 

وصنف معارضون للانتقالي قرار رئيس المجلس بإقالة لعكب والموالين له اصطفافًا للقوات التابعة للمجلس الانتقالي .

 

وأثار هذا الموقف غضب عضو مجلس قيادة المجلس الرئاسي عبد الله العليمي، فإن العليمي قدم استقالته من عضوية المجلس الرئاسي احتجاجًا على موقف رئيس المجلس، غير أن الأخير رفض الاستقالة .

 

وقال محافظ شبوة السابق محمد صالح بن عديو، في بيان له، إن ما حدث جريمة تضع مجلس القيادة الرئاسي على المحك في اتخاذ مواقف تناسب جسامة الحدث وينزع عنهما اﻷهلية عند التقصير والخذلان في أن يكونوا مؤتمنين على مصالح الشعب اليمني .

 

من الخاسر الأكبر في شبوة؟

 

مثلت النتيجة انتكاسة كبيرة لحزب الإصلاح، الذي لم يعد قويا في المحافظة منذ إقالة المحافظ بن عديو، في الوقت الذي ينسب المجلس الانتقالي المدعوم إماراتيا القوات المنهزمة موالاتها لحزب الإصلاح .

 

وعلى الفور، طالب الحزب في بيان له، مجلس القيادة الرئاسي بإقالة محافظ شبوة الحالي الذي حمّله مسؤولية الهجوم على مؤسسات الجيش والأمن، مهددًا بالانسحاب من السلطة .

 

وقال " نحمل محافظ المحافظة عوض العولقي كامل المسؤولية، حيث رفض كافة الجهود السياسية والاجتماعية والقبلية في احتواء الفتنة وقاد عمليات التحريض والاقتتال بمعية العناصر الخارجة عن القانون وباستخدام أسلحة الإبادة الجماعية بما فيها الطيران المسيّر ضد أبناء شبوة ومكوناتها ومنتسبي الجيش والأمن، إمعانا وتنفيذا لأجندات غير وطنية بهدف الاجتثاث والإقصاء ".

 

وقال محافظ شبوة السابق، إن ما حدث هو سلوك مليشياوي، جرى تحت الغطاء الجوي الإماراتي، تسبب في إهانة رمزية الدولة .

 

غير أن وزير الدفاع حاول تخفيف حجم الخسائر، وقال إن ما جرى قد جرى، والخاسر الأكبر هو جميع اليمنيين، وأي انقسام في التحالف المناهض للحوثيين يصب في صالح الجماعة .

 

هل تمهد الأحداث لانفصال جنوب اليمن عن شماله؟

 

يقول الوزير إن الحديث عن سيطرة المجلس الانتقالي على المحافظة قد يمهد لانفصال جنوب اليمن عن شماله تقديرات غير صحيحة، و"شبوة لا تفصل اليمن ولا توحده ".

 

لكن عبد الرحيم العولقي مستشار وزير الداخلية السابق ، إن ما حدث هو مؤامرة تقودها الإمارات ضد اليمن للسيطرة على جنوب البلاد والثروات النفطية عبر المجلس الانتقالي وقوات العمالقة التابعة لها .

 

وأوضح أن مسألة انفصال جنوب اليمن عن شماله هو مشروع يسعى له المجلس الانتقالي الجنوبي ضمن خطة تدعمها الإمارات التي تسيطر على قرار التحالف بقيادة السعودية في اليمن .

 

وخلال سنوات الحرب في اليمن، ارتكبت الإمارات فضائع في المناطق التي احتلتها، تنوعت بين القتل والخطف والاغتيال والاحتلال ودعم المليشيات المسلحة وإثارة الفوضى والنعرات .

 

وكانت تقارير حقوقية دولية ومحلية قد اتهمت، في وقت سابق، الإمارات بالوقوف وراء الاغتيالات السياسية في عدن، كما سبق الحديث عن مرتزقة أجانب استأجرتهم الإمارات بعقود رسمية، لتصفية من تعتبرهم أبو ظبي خصوماً سياسيين أو أيديولوجيين .

 

ومنذ بدء دخول الإمارات اليمن ضمن تحالف لدعم الشرعية ضد المتمردين الحوثيين في 2015 ، وحتى عام 2019، نفذت أبوظبي ما يزيد عن 100 عملية اغتيال، في حين تعرّض آلاف اليمنيين للاعتقال والإخفاء القسري في سجون سرية تديرها مليشيات تابعة لدولة الإمارات .

 

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد