اليمن ..إلى أين ؟

2010-02-20 03:45:31

كثيراً ما يتردد هذه الأيام على ألسنة الناس استفساراً مفاده .. اليمن إلى أين ؟ ويزداد هذا الاستفسار إلحاحاً في الظرف الراهن بالنظر لما تشهده بلادنا من تدنٍ وتدهور واضحين في أوضاعها السياسية والاقتصادية والأمنية والاجتماعية، ولا تتورع الحكومة من وقت إلى آخر في ترديد قولها بأن أسهل الطرق لحل المشاكل التي تواجه اليمن هو تحديدها بدقة ووضوح لكنها لا تطبق ذلك على أرض الواقع الفعلي أو العملي ، وإنما دائماً ما نجد أن الإجابة على ذلك التساؤل تتسم بتلقائية واضحة من قبل الفريق الرسمي من التكنوقراط في الحكومة ذاتها لاسيما بإصرارهم على استدعاء الحلول من الخارج مكررين تناقضهم الدائم ، بينما هناك من يرى أن اليمن تواجه تحديات معقدة تفوق كما يقولون في حجمها إمكانيتها المتاحة وقدرتها على مواجهة تلك التحديات غير أن هذا الفريق من التكنوقراط يقدم إجابة ناقصة وفقاً لفهمه المتداول حين يرى أيضاً بأن حل المشاكل ومواجهة التحديات ليس إلا شأناً يمنياً ومسؤولية وطنية ، وهو ما يعني غياب الرؤية لدى الحكومة لأنها تقدم تبريرات كافية للمشكلة ، وتعترف بها أيضا لكنها إزاء الحل تكرس غياب الرؤية الحقيقية لكيفية المعالجة وهو ما يؤكد عدم امتلاكها أية رؤية صحيحة وصائبة تجاه مشاكل اليمن،، وبهذا تبدو غير مكترثة بما تعانيه اليمن من تصاعد مستمر للمشكلات والأزمات إلى درجة باتت معها الدعوة لمسألة الحوار الوطني الحقيقي مطروحة على بساط البحث والمناقشة بل إن الحوار بات يحتل الأولوية في خطاب القوى السياسية وهو ما يوجب لتحقيقه وإقامته توفير الحد من تنقية الأجواء السياسية والنأي بالساحة الوطنية عن المكايدات المتبادلة كون اليمن تمر بمرحلة حرجة وحساسة ويجب على جميع القوى السياسية إزاء هذا الوضع الحساس استخدام التهدئة بدلاً من التعبئة الخاطئة ، كون التصعيد السياسي دائماً ما يُأؤزّم المشكلات ولا يوجد لها الحلول ، خاصة والكل يتجه نحو الحوار وهو ما يتطلب أن يكون ذلك الحوار مشفوعاً برؤية حقيقية وصحيحة لمعالجة جميع المشاكل ، ويجب على السلطة ألا تفهم بأن المشكلة اليمنية قابلة للتجزئة والترحيل ، بل إن حل مشكلة صعدة وتثبيت دعائم السلام هناك انتصاراً للدولة لا ينبغي استثماره بفتح مشاكل أخرى في المحافظات الجنوبية ، لذلك ليس من مصلحة اليمن حل المشكلات بالتسويات الناقصة والإرجاء والترحيل المتبادل ، كأن تهدأ مشكلة في محافظة ما لا يستوجب ذلك تصعيده في محافظة أخرى ، لأن المشكلة موحدة من المهرة إلى صعدة وامتدادها أيضاً على امتداد الوطن وتلك مسؤولية الحكومة ، لأن انتصارها لوعود الخارج قد أوجد ثقافة الركون على الآخر ، كما أنها لم تسرع بوتيرة التنمية خاصة وهي تدرك أن أمامها تحديات مختلفة ، وأول تلك التحديات وأبرزها وقف حالة الانهيارات المتلاحقة التي يشهدها الاقتصاد وما تقوم به الحكومة أيضاً من التخطيط لجرع جديدة فبدلاً من التخفيف من وطأة لهيب الأسعار المتصاعدة لجأت في الفترة الأخيرة وعقب رفعها لسعر المشتقات النفطية إلى رفع سعر مادة الغاز المنزلي وفي الوقت ذاته نجدها تعلن مراراً وتكراراً سيطرتها الكاملة على طريق مأرب بما من شأنه تأمين طريق مرور شاحنات الغاز ، لكننا نلاحظ أنها ومقابل ذلك التأمين قد رفعت سعر هذه المادة الهامة الأمر الذي يجعلها تتناقض مع إدعاءاتها الباطلة كون أزمة الغاز باتت تجتاح كل المحافظات اليمنية وتنذر باتساع نطاق الأزمة الاقتصادية وسط تداعيات أمنية خاصة في المحافظات الجنوبية وإضفاء تصعيد من قبل ما يسمى بعناصر الحراك الجنوبي ، وكذا تصريحات القيادات السابقة الهدف منها تصعيد ساحة العمل الوطني بالتوتر وهو ما يوجب على القيادة السياسية أن تعي خطورة المرحلة ، ومعها بذلك الحكومة على وجه التحديد ، لأن الشطط السياسي لا يمكن أن يحل المشكلة اليمنية والإستقواء بالمكايدات المتبادلة لا يتيح الفرصة الكاملة لإقامة حوار مسؤول وبناء فاليمن داخلياً لا يمكن أن تكون عل مشارف حوار إلا إذا تحلت القوى السياسية بحوار هادئ ومتزن وذلك كشرط أساسي لأي عملية حوار مرتقبة ، وتستدعي أيضاً وقف التلاعب بالأسعار علماً بأن التصعيد الانفعالي في الخطاب السياسي السلطوي لا يخدم الوحدة الوطنية ، وإنما يعطي المبررات الكافية لقوى الردة والانفصال أمام القوى الدولية للضغط على اليمن وتستقوي بالخطاب المتطرف وتعكس ذلك على السياسة الداخلية وتأزيم الأوضاع وذلك لا يخدم اليمن ولا يساهم في استقراره وحل المشاكل المتزايدة ..<

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد