شطحات الحراك.. وفساد السلطة

2010-02-22 05:31:07

إن
من يقول أنه لا يعترف بشيء اسمه اليمن كان عنصراً ينتمي للحزب الحاكم وغيره من تلك

إن من يقول أنه لا يعترف
بشيء اسمه اليمن كان عنصراً ينتمي للحزب الحاكم وغيره من تلك النماذج، كثير يركبون
موجة ما يسمى ب"الحراك" الجنوبي الذي لا يعد إلا الوجه الآخر لفساد السلطة لذلك من
الجرم الفادح أن يحول قادة ما يسمى بالحراك المطالب المشروعة لبعض أبناء المحافظات
الجنوبية إلى مطالب غير واقعية وما كان لذلك التحول السلبي أن يجري حالياً على قدم
وساق إلا بسبب تعنت السلطة ورفضها للمطالب المشروعة لكل اليمنيين، بل إن ذلك الرفض
هو الذي يغذي بشكل أو بآخر ما يدور اليوم من صراع خفي في المحافظات الجنوبية لقوى
خارجية
تداخلت مصالحها مع قوى متنفذه داخلية سواءً كانت تلك المصالح
اقتصادية أو سياسية فإن تلك الإدارة للصراع الخفي هدفها إضعاف اليمن بشكل عام وما
دام وهناك من يعمل على تسمين الحراك وعمل حضانة رسمية له وما اعتراف علي سالم البيض
ل"بي. بي. سي" بإرسال أموال جمعت من دول لم يسمها إلا دليلاً واضحاً على أن اليمن
مستهدفة شمالها وجنوبها وهذا لا يعفي السلطة بسبب سياستها المتفننه في تأجيج
الأوضاع الداخلية لأنها شريكة مع تلك القوى الانفصالية في تحميل الوحدة أخطاء
السياسة وذلك أمراً لا يجوز بسبب سوء الإدارة السياسية والاقتصادية أن يندفع البعض
إلى دعوتهم الباطلة بفك الارتباط مكررين أيضاً الدعوات الانفصالية بل إن تلك
الدعوات الانفصالية لا تعني حلاً للمشكلة مهما كان نوعها أو شكلها بقدر ما تكرس
مزيداً من التشظي السياسي وما كان لأولئك الداعين لفك الارتباط أن يمارسوا ذلك
الشطط الغير واقعي ويتحدثون عما لا يمكن تحقيقه إلا بسبب فساد سلطة دولة الوحدة
وبالتالي لا يجوز عند تشخيص طبيعة ما يجري خلط المفاهيم الخاطئة بتمويل فساد السلطة
ا لتي أستأثرت بالثروة إلى فساد للوحدة لأن ذلك أمر خطير سبق وأن حذر منه التقرير
البرلماني الذي أكد علاقة الحراك بمسؤولي في لحج وبعض الأحزاب والتنظيمات السياسية
وهذا ما يظهر أن الحراك لا يتكيء على عامل خارجي فقط ولكنه يحظى بمساندة رسمية غير
معلنة في ظل ذلك الخلط وعدم التفريق بين الوحدة الوطنية من جهة وفساد سلطتها
القائمة لا سيما وأن ذلك الفساد السياسي يمتد في الوقت الراهن ليشمل بعض القوى التي
استطاعت خلال السنوات الماضية أن تضفي مشروعية على تلك الاحتقانات التي تشهدها
المحافظات الجنوبية من خلال ما تسميه "الاعتراف بالقضية الجنوبية" على الطريقة
الانفصالية لذلك تولى الخطاب السياسي بشقيه الحزبي والرسمي إيجاد المناخ الملائم
لكي يدعو أولئك الموتورين لفك الارتباط، لأن الردود الانفصالية التي تشهدها حالياً
بعض المحافظات الجنوبية وما نجم عنها من أعمال عنف وإخلال بالأمن واعتداء على
مواطنين ونهب محلات تجارية وما إلى ذلك ما هي إلا نتائج عكسية لأفعال السياسات
الخاطئة سواءً كانت تلك السياسات مصدرها السلطة على وجه التحديد أو أحزاب اللقاء
المشترك في رؤيتهم للإنقاذ الغير ممكنة في ظل اعتراف بعضهم بالقضية الجنوبية على
طريقة "الفك" وهو ما يجعلنا نطرح التساؤل التالي أمام مختلف القوى السياسية في
الساحة خاصة في هذه المرحلة الحرجة التي تمر بها اليمن كيف يمكن أن يتم حوار وطني
جاد في ظل جدل حول ما يسمى بالقضية الجنوبية كمدخل غير شرعي وكفلسفة سياسية غير
موضوعية لتأسيس اعتراف لاحق قد يسمونه بالقضية الشمالية لأن الشيء بالشيء يذكر،
وذلك التناقض مع عامل فساد السلطة أيضاً وكذا وجود عامل خارجي ساهم في إعطاء مظلة
لعناصر الحراك برغم أن المفترض تقويم إعوجاج الخطاب السياسي اليمني سواءً كان مصدره
الحكومة الفاشلة أم القوى السياسية في الحز الحاكم القائمة لأن ما يجب أن يكون هو
الاعتراف بإصلاح الأوضاع اليمنية بشكل كامل من خلال تشخيص حقيقي للأزمة خاصة وقد
نادى الخارج وحذر من تلك الأزمة وهي لا تهمه لأنها أزمة يمنية بينما لم تتناول تلك
القوى التي يهمها الشأن الوطني طرح الحلول والمعالجات بشكل طبيعي إنطلاقاً من فهم
جديد يتأسس على أن الجميع أخوة في ظل دولة الوحدة بنظامها الدستوري وقوانينها
النافذة خلافاً لما يجري في الواقع اليمني الراهن وهو بالتأكيد واقع صعب جداً لأن
البلاد تعيش أزمة ملموسة لا تستطيع أن تنكرها السلطة أو المعارضة خاصة وما يحدث في
بعض المحافظات الجنوبية يستدعي الحذر واليقظة لأن ذلك لا يتوقف على أعمال عنف وقتل
ونهب ولكن يتوقف ذلك على جهد يتهيأ للانفصال معتقداً بأن القوى الدولية ستناصره
لأنها تلعب وفقاً للمعايير المزدوجة مع أن ما هو موضوعي يجب الاتفاق عليه بين جميع
فرقاء العمل السياسي في حوارهم المعطل والنأي بالوحدة وحدة الشعب والأرض والإنسان
عن الأخطاء المتزايدة والمتكررة للحكومة التي تعد إقالتها أفضل من أن يدعو أولئك
إلى الانفصال وفك الارتباط وهم يعلمون أن المعاناة والمظالم للشعب اليمني كله في
جنوبه وشماله وليست تلك المعاناة كما يرى البعض حكراً على أبناء المحافظات الجنوبية
فقط، ولن يتأتي تحقيق ذلك إلا بتأسيس ثقافة وطنية تقوم على أن البلاد ليست ملكاً
لحزب سياسي معين حتى يستأثر بالسلطة والثروة ولا هي أيضاً ملك لشخص حتى يعيث فيها
فساداً ولا لقبيلة معينة ولكنها ملك لكل اليمنيين وإبداء الرأي حول إصلاح الأوضاع
مكفول للجميع ولن ينتصر الشطط السياسي فالوحدة لا تحتاج لإصلاح مسار ولكن الدولة
بلا مسار.

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد

 
معلومات التواصل

  location

  06300864 967+

 info@akhbaralyom.net


© جميع الحقوق محفوظة © 2013-2023 صحيفة أخبار اليوم