رحبت قوى سياسية يمنية ومكونات حضرمية وجنوبية بنتائج تشكيل المجلس الوطني والحضرمي و"ميثاق شرف حضرمي" الذي تم الإعلان عنه في ختام جلسات المشاورات التي عُقدت بالعاصمة السعودية "الرياض".

ونتج أمس الأول الثلاثاء من خلال حفل إشهار جرى بالعاصمة السعودية الرياض في نهاية ختام المشاورات الحضرمية التي انعقدت بدعوة ورعاية من المملكة العربية السعودية خلال الفترة خلال الفترة من (21 مايو/ أيار – 19 يونيو/ حزيران 2023م).

إشادة رئاسية

أكد نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي عبد الله العليمي، الأربعاء، إن مجلس حضرموت الوطني مشروع وطني ومصدر إلهام للجميع.

وأفاد: "لطالما عودتنا حضرموت على الريادة والتميز، ولطالما كان أبناؤها مصدر إلهام للجميع، وها هي اليوم تقدم لنا جميعا نموذجا في وحدة الصف والكلمة والثبات على المبدأ في الدفاع عن حقوقها ومصالح أبنائها بتشكيل المجلس حضرموت الوطني".

وأضاف العليمي -في تغريدة له على تويتر- بالقول "إن المجلس يعزز تواجدها وتأخذ موقعها الذي يليق بها في المشروع الوطني الهادف إلى تحقيق السلام وإنهاء الانقلاب واستعادة الدولة تواكبا مع جهود مجلس القيادة الرئاسي والتحالف بقيادة المملكة العربية السعودية".

وأكد أنها خطوة بناءة تستدعي من كل المحافظات الأخرى توحيد صفوفها لتحظى بالمكانة التي تليق بها في المشروع الوطني.

بن دغر خطوة موفقة

بارك الدكتور أحمد عبيد بن دغر رئيس مجلس الشورى، أمس الأربعاء 21 حزيران/يونيو، إشهار "المجلس الوطني الحضرمي".

وأكد أن، "تشكيل المجلس الوطني الحضرمي يمثل خطوة موفقة تعزز الاتجاه نحو مزيد من الحقوق والحريات، وتدعم جهود استعادة الدولة وإنهاء الانقلاب الحوثي المدعوم إيرانيًا، وتنأى بحضرموت عن الخلافات التي تهدد الأمن والاستقرار في المنطقة، ورؤية مستشرفة تنشد السلام والاستقرار في حضرموت وفي عموم اليمن".

وعبر عن شكره للمكونات الحضرمية المشاركة في المشاورات التي أفضت إلى إعلان تشكيل مجلس وطني، والذين قال "بن دغر"، إنهم "ارتقوا بتبايناتهم نحو وحدة الموقف، فلم يسقطوا المشروع الوطني، ولم يتخلوا عن حقوقهم المشروعة في إدارة مجتمعهم المحلي بعيدًا عن المركزية والتبعية العمياء التي كانت سببًا في كوارث اليمن المتلاحقة".

إلى ذلك أيدت مرجعية قبائل حضرموت إشهار مجلس حضرموت الوطني، كما باركت إعلان الوثيقة السياسية والحقوقية وكذا ميثاق الشرف الحضرمي.

وفي البيان الذي نشره المركز الإعلامي للمرجعية على صفحته بالفيسبوك -رصده محرر أخبار اليوم- دعت من خلاله مختلف الطيف الحضرمي للالتفاف حول المجلس لتكون حضرموت نموذجا رائدا إداريا وعسكريا وأمنيا، مشيرا أنه حامل سياسي لتطلعات المجتمع الحضرمي".

وفي السياق ذاته بارك مؤتمر "حضرموت الجامع"، ما أسماها الجهود التي "أنتجت مجلس حضرموت الوطني"، واصفًا إشهاره بـ"الحدث التاريخي الهام الذي من خلاله ستحظى حضرموت بنقلة نوعية في مستقبلها السياسي والتنموي".

من جانب ٍ آخر دعا رئيس الوزراء الأسبق خالد محفوظ بحاح، الأربعاء 21 يونيو/ حزيران، المجلس الوطني الحضرمي، إلى "تحويل النوايا والكلمات إلى أفعال بدعم الأشقاء في مجلس التعاون وبالأخص السعودية".

وقال -في تغريدة عبر حسابه على تويتر- أتمنى لمشروع "المجلس الوطني الحضرمي" الذي أعلنت عنه المكونات الحضرمية في ختام مشاوراتها في الرياض، "الاستفادة من التجارب السابقة".

وأضاف أن "أمام محافظة حضرموت، بكل أطيافها فرصة حقيقية لأخذ قرارها ومكانها الطبيعي، وعليها أن تستغل الفرصة لتقديم أنموذج مدني حضاري لكل المحافظات".

وأمس الأربعاء21/يونيو/ حزيران، خرجت قبائل محافظة شبوة عن طوع السلطات، معلنة انسلاخها عن مشروع "المجلس الانتقالي الجنوبي".

ورحب "حلف أبناء وقبائل شبوة" في بيان له، تشكيل السعودية ما يسمى "مجلس حضرموت الوطني" في الرياض كنهائية للقاءات التي نظمتها المكونات الحضرمية هناك منذ 21 مايو الماضي.

وأكد البيان أن قبائل شبوة تدعم "الرؤية الحضرمية" في إدارة أبناء حضرموت لشؤونهم المحلية في المقدرات والثروة. ودعا بيان الحلف أبناء ومكونات شبوة إلى اتخاذ أسلوب مماثل لإدارة محافظتهم وفق رؤية توافقية تمثل استحقاقات أبناء شبوة كافة؛ بالتنسيق مع مختلف الجهات المعنية في الداخل والخارج.

وأعتبر البيان شبوة وحضرموت نسيج متداخل تجمعهم المصلحة العليا والتاريخ.

بن عديو: نموذج يستحق التحية

وفي سياق آخر قال محافظ شبوة الأسبق محمد بن عديو: "التفاعل السياسي والمجتمعي الذي تشهده الساحة الوطنية مهم للدفع نحو فتح آفاق لصياغة حلول لواقعنا نابعة من عمق المجتمع معبرة عن رغبات الناس وملامسة لهمومهم.

وأضاف: "قدمت حضرموت بوعي مجتمعها خطوة مهمة في توحيد وتنسيق رؤية أبنائها بصوت موحد".

وأختتم: "وهي بذلك تقدم نموذجا يستحق التحية وخطوة يستلهم منها أبناء الوطن هذه الروح لنيل حقوقهم المشروعة".

البحسني يعبر عن بغضب

عبر عضو مجلس القيادة الرئاسي ونائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي فرج البحسني، عن انزعاجه من مخرجات مشاورات حضرموت المعلنة الثلاثاء في الرياض، وعلى رأسها تشكيل مجلس حضرموت الوطني.

وقال البحسني -في تغريدة نشرها على تويتر- إن "ما يجب أن يكون في هذه المرحلة بحضرموت هو أن يحمل كل أبنائها رؤية واحدة واضحة، فهما للواقع السياسي والواقع على الأرض".

وأضاف أن "تعدد المشاريع والرؤى والإقصاء لن يزيدنا إلا تفككاً، ونحن لسنا بحاجة لذلك"، مشيراً إلى أن "من يدرك الواقع سيدرك أمورا كثيرة ومن لا يدرك شيئاً سيظل كما هو ولن يقدم شيء سوى مزيد من التشرذم"، وفق قوله.

وأعلنت مكونات حضرمية الثلاثاء، إشهار كيان جديد تحت مسمى "مجلس حضرموت الوطني"، كحامل سياسي لتطلعات المحافظة، وذلك في ختام مشاورات لمشايخ ووجهاء وأعيان من مختلف المكونات، انعقدت في العاصمة السعودية الرياض خلال الفترة من 21 مايو وحتى 19 يونيو الجاري.

 وعلى هامش ختام المشاورات التي عقدت في العاصمة السعودية الرياض خلال الفترة [21 مايو – 19 يونيو 2023م]، أعلنت الثلاثاء 20يونيو/حزيران، المكونات الحضرمية المشاركة في المشاورات (إشهار مجلس حضرموت الوطني، ووثيقة سياسية وإنسانية)، كميثاق شرف بحضور السفير السعودي محمد آل جابر.

وتعهدت المكوناتُ الحضرمية في وثيقتها السياسية بتحييد مؤسسات الدولة الخدمية والأمنية والعسكرية عن أي خلافات بينية من شأنها الإضرار بالمصالح العامة ومفاقمة الأزمة الإنسانية في حضرموت.

وأكدت الوثيقة السياسية الحضرمية على أن وحدةَ حضرموت وحق أبنائها في إدارة شؤونهم الاقتصادية والسياسية والأمنية، ستظل هي الأولوية القصوى للمكونات والقوى الحضرمية.

كما أكدت الوثيقة على الالتزام بالأهداف المشتركة مع تحالف دعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية، وإعلان نقل السلطة، وحيادية رئيس وأعضاء مجلس القيادة الرئاسي وهيئاته المساندة وقيادات السلطة العليا، وعدم توظيف أو استخدام مهامهم الدستورية لتحقيق مكاسب سياسية.

ويرى مراقبون أن المجلس يأتي كمشروع مضاد لمشروع المجلس الانتقالي المدعوم إماراتياً والمطالب بانفصال جنوب البلاد، والذي أعلن البحسني الانضمام له حديثاً كنائب للرئيس. لاسيما وأن السعودية دعت مكونات حضرموت للاجتماع في الرياض قبل شهر، عقب زيارة عيدروس الزبيدي مدينة المكلا تحرسه مدرعات وقوات قدمت من خارج المحافظة، وبالتزامن مع اجتماع جمعية الانتقالي في المكلا، في مشهد استفز السعودية التي ردت بدعوة مكونات حضرموت وإنجاز هذه المشاورات.