وهيب المنصوب أحد وجهاء طور الباحة يتحدث لـ"أخبار اليوم" عن معاناة المديرية: خدمات متردية ولا وجود للدولة إلا بالعلَم والطقم والسلطة المحلية منتهية الصلاحية

2010-03-23 04:42:37


لقاء / إياد البحيري

مطالب حقوقية تظهر حجم المعاناة التي تعيشها المنطقة وحاجاتها الماسة للخدمات الأساسية التي تظهر السلطة المحلية تقصيراً كبيراً وواضحاً في توفيرها. .

هكذا بدأ "وهيب عبدالعزيز المنصوب" القيادي في ما يسمى ب"الحراك الجنوبي" والشخصية الاجتماعية في مديرية طور الباحة في حواره مع "أخبار اليوم" عقب لقاء وصفه بالودي مع قيادة السلطة المحلية لمناقشة التهدئة في المديرية مطلع الأسبوع الحالي. .

لم تخرج أطروحاته عن مطالب شرعية حقوقية يتوجب على الدولة توفيرها ليس في مديرية طور الباحة فحسب بل في كل منطقة ومديرية من مديريات محافظات الجمهورية. .

* نريد خدمات لا وعود:

بعد يوم من لقاء جمع قيادة السلطة المحلية لمديرية طور الباحة بعدد من عناصر ما يسمى بالحراك الجنوبي لتدارس التهدئة في المنطقة ومعرفة مطالب تلك العناصر نشرت "أخبار اليوم" خبراً عن فشل الاجتماع وعدم الخروج بشيء وذلك لعدم استجابة قيادة السلطة المحلية لمطالب تلك العناصر الحقوقية حيث أكد وهيب المنصوب أن السلطة المركزية والسلطة المحلية دائماً يريدون الحل من النهاية دون الرجوع إلى بداية المشكلة ومحاولة علاجها.

وقال إنهم تقدموا بطلب توفير مشروع مياه ومشروع كهرباء لمديرية طور الباحة إلا أن السلطة المحلية توعدهم دون تنفيذ، ووصف المنصوب الطرح الذي تم في اللقاء الذي جمعه وبقية العناصر بمدير مديرية طور الباحة بالودي وبأنه كان عقلانياً جداً ومحترماً جداً لكن للأسف والقول للمنصوب إن السلطة متعودة على قطع الوعود للمواطنين دون الإيفاء بها وتريد فرض رأيها بالقوة.

وأشار إلى عدد من المطالب التي تقدم بها عناصر الحراك منها مبادرة السلطة بإظهار صورتها الحقيقية والوجود الحقيقي للدولة من خلال المساواة والعدالة والخدمات التنموية.

مديرية دون كهرباء وبلا ماء أو تعليم:

وأكد المنصوب في سياق حديثه لمحرر الصحيفة أن مديرية طور الباحة محرومة من كل الخدمات الأساسية وخاصة مشروع الكهرباء والماء وقال: "كان هناك مشروع في السابق ست ساعات كهرباء في اليوم ولكنه انتهى بدلاً من تطويره وكذلك مشروع المياه". .

وقال: "المواطنون هناك لا يعرفون شيئاً من الدولة، فالتعليم تدهور والصحة تدهورت والسلطة المحلية، أدمنت الوعود ولكن دون تنفيذ".

وعاد المنصوب ليتحدث عن الاجتماع الذي ضمهم بمدير المديرية حيث قال إنهم عرضوا على السلطة مهلة وفرصة لتثبيت وجودها وتلبية مطالب واحتياجات المواطنين، إلا أن السلطة المحلية أشترطت لبدء التنفيذ عدم الخروج بمسيرات ومظاهرات ومن ثم ستعرض مطالبهم على جهات الاختصاص.

وتابع قائلاً: "هذه الأعمال والمظاهرات بغض النظر عما يطرح، كلها نتيجة للتدهور الحاصل في الخدمات وإلا ما وصل الناس إلى هذا الوضع".

سلطة محلية منتهية الصلاحية:

كان يتحدث ويسبق كلماته بتنهدات تدل على الحسرة حتى قال: "الناس هنا شعروا بأن السلطة المحلية لا تملك صلاحيات لتنفيذ خدمات أو الاستجابة لمطالب المواطنين".

مشيراً إلى ردة فعل مدير المديرية عندما قال إنه سيطرح مطالبهم على الجهات المعنية لكن بعد التزامهم بعدم الخروج بمظاهرات.

أبرز المطالب:

القيادي في الحراك وهيب المنصوب قال في سياق حديثه إن طرح المواطنين لمدير المديرية لم يكن بشكل محدود وإنما كانت كلها مطالب بوجود دولة في المنطقة ولكن ليس بالطقم والدبابة والفرض بالقوة وإنما دولة بالخدمات والأمن والاستقرار.

وقال:" الناس هنا يبحثون عن حقوق ومطالب خدمية، يبحثون عن العدالة والدولة التي تنقذ الناس من الوضع الأمني المتردي".

وأضاف: "عندما تطرح السلطة على المواطنين مسألة الوطن والوحدة لابد أن تكون قد قامت بواجبها تجاه هذا المواطن كسلطة مسؤولة، أما فرض الأمور بالقوة ومنع الخروج في مسيرات احتجاجية فهذا غير معقول".

وأكد أن السلطة إذ قدمت نفسها بالشكل الصحيح ووفرت الخدمات الأساسية للمواطن فلن يحدث شيء مما يحدث الآن.

وأشار المنصوب إلى معاناة المديرية وغيرها من المديريات بالقول:" نحن هنا نعاني الكثير حتى المحكمة رفعت وكذلك النيابة ولا يوجد أي مشاريع خدمية حتى أصبح المواطن يمل من وعود السلطة.

سحب البساط ممكن:

خروج الناس في تظاهرات ومسيرات ورفع الأعلام وحدوث الفوضى ليس من فراغ ويمكن للسلطة أن تسحب البساط من تحتهم من خلال الطرح بشفافية وتوفير الخدمات التي تحدثنا عنها سابقاً - حد قوله.

وأضاف:"لأن الدولة هي وجود المشاريع والاستقرار والأمن وليست الدولة طقماً ودبابة"مشيراً إلى أن المواطنين في هذه المناطق قبائل لا يقبلون هذه المظاهر ويعتبرونها تحدٍ.

ودعا المنصوب "أخبار اليوم" لزيارة المنطقة والإطلاع عن قرب على أوضاع المواطنين.

علاقة نسب وصهر لا عداء:

وحول الاعتداء على المحلات التجارية لأبناء المحافظات الأخرى وإحراق بعضها أكد المنصوب أنه لم يتم إحراق محل تجاري في طور الباحة وقال:"هذا ما يميز طور الباحة أنه لم يتم اعتداء على المحلات التجارية فيها.

وقال:" طور الباحة تميزها العلاقات الممتازة والطيبة مع بقية المناطق المجاورة من المحافظات الشمالية حتى منذ قبل 90م حيث كان المواطنون في المديرية والمناطق المجاورة متعايشين وتربطهم علاقات النسب والصهر حتى الآن".

واختتم حديثه بالقول :"الناس هنا لا يعرفون من الدولة سوى الاسم والعَلَم أما خدمات أخرى لم تصل إلى المنطقة". <

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد