نشرت حركة المقاومة الإسلامية “حماس”، توضيحا مفصلا ترد فيه على الادعاءات وأكاذيب الاحتلال ومزاعمه، حول الأحداث التي جرت يوم السابع من أكتوبر الماضي خلال عملية طوفان الأقصى وما تلاه.

وأكدت حركة حماس، أن عملية طوفان الأقصى يوم 7 أكتوبر، استهدفت المواقع العسكرية للاحتلال، وسعت إلى أسر جنود العدو ومقاتليه، من أجل إطلاق سراح الآلاف من الأسرى الفلسطينيين في السجون، ولذلك “تركز الهجوم على فرقة غزة العسكرية الإسرائيلية، وعلى المواقع العسكرية الإسرائيلية في مستوطنات غلاف غزة، والتي كانت دائما تشكل مصدر قصف وإطلاق النار على غزة وأهلها”.

وشددت حماس على أن تجنب استهداف المدنيين، وخصوصا النساء والأطفال وكبار السن، هو التزام ديني وأخلاقي يتربى عليه أبناؤها، مضيفة أن “المقاومة منضبطة بالضوابط وتعليمات ديننا الإسلامي الحنيف، وأن استهداف جناحها العسكري هو لجنود الاحتلال، ومن يحملون السلاح ضد أبناء شعبنا”.

ولفتت الحركة في بيانها إلى أنه إذا حصل استهداف للمدنيين فهو أمر غير مقصود، نتيجة “ضراوة المعارك التي نخوضها دفاعا عن النفس وردا للعدوان، في مواجهة قوة عدوانية استعمارية طاغية، تقوم بقتل أطفالنا ونسائنا وشيوخنا ليلا نهارا، وبكل أنواع الأسلحة الفتاكة والدقيقة”.

وذكر البيان أن حركة المقاومة الإسلامية التزمت منذ تأسيسها بتجنب استهداف المدنيين، وبعد مجزرة الحرم الإبراهيمي التي ارتكبها المجرم السفاح باروخ غولدشتيان سنة 1994، أعلنت عن مبادرة تقضي بأن يتم تجنيب المدنيين ويلات القتال.

وأشارت الحركة إلى أنه “ربما يكون قد حدث بعض الخلل أثناء تنفيذ عملية طوفان الأقصى، بسبب انهيار المنظومة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية بشكل كامل وسريع، وحدوث بعض الفوضى نتيجة الاختراقات الواسعة في السياج والمنظومة الفاصلة بين قطاع غزة ومناطق عملياتنا”.

وتابع البيان: “تعاملت حماس بصورة إيجابية مع ملف المدنيين الذين تم أسرهم في قطاع غزة، وسعت منذ اليوم الأول إلى إطلاق سراحهم بالسرعة الممكنة، وهو ما حدث فعلا، خلال الهدنة الإنسانية لمدة 7 أيام، مقابل إطلاق سراح النساء والأطفال من أبناء الشعب الفلسطيني المعتقلين ظلما وعدوانا في سجون الاحتلال، وهي عمليات اعتقال يمارسها الاحتلال بشكل منهجي على مدى عشرات السنوات ضمن سياسة العقاب الجماعي لشعبنا المخالفة لكل القوانين والأعراف الدولية”.

ووصف البيان ما روجه الاحتلال عن استهداف كتائب القسام لمدنيين من الكيان في هجوم يوم 7 أكتوبر، بكونه “محض افتراء وكذب”، بهدف تشويه المقاومة، وهو ما انكشف لاحقا.

وتطرقت حركة حماس في بيانها إلى الروايات الكاذبة عن قتل أربعين طفلا رضيعا، واغتصاب نساء إسرائيليات، والتي وقع تفنيدها بناء على شهادات وثقتها وسائل إعلام دولية وعبرية.

وأضاف البيان: أكدت شهادات إسرائيلية أن غارات جيش الاحتلال وعمليات جنوده هي التي تسببت بقتل عدد كبير من الإسرائيليين الذين تم أسرهم في مستوطنات غلاف غزة، حيث قام بقصف المنازل أثناء الاشتباكات مع المقاومة يوم 7 أكتوبر والأيام التي تلته، ما تسبب في قتل الكثير من المستوطنين إلى جانب أفراد المقاومة، وذلك ضمن بروتوكول هانيبال، الذي يفضل قتل الأسير الإسرائيلي على بقائه حيا أسيرا في يد المقاومة”.

كما أوردت حركة المقاومة الإسلامية دليلا آخر يتعلق بـ”تغيير سلطات الاحتلال لأعداد القتلى الإسرائيليين يوم 7 أكتوبر، حيث تحدثت بداية الأمر عن مقتل 1400 إسرائيلي ما بين جندي ومستوطن، ثم عادت بعد أسابيع من الهجوم لتقلص العدد إلى 1200″.

واختتمت حركة المقاومة الإسلامية بيانها بالقول: “نحن على ثقة بأن التحقيقات النزيهة والمستقلة، سوف تؤكد صدق روايتنا وكذب مزاعم الاحتلال، الذي أثبتت كل المعطيات خلال العدوان على غزة ممارسته الكذب والخداع والتضليل، بما في ذلك مزاعمه بخصوص استخدام المقاومة للمستشفيات مقرا للقيادة وإدارة العمليات العسكرية، ومكانا لاحتجاز الأسرى، وما حصل في مستشفى الشفاء خير دليل على كذب الاحتلال وزيف مزاعمه، ونحن واثقون من أن أي تحقيق موضوعي مستقل سوف يكون لصالح الرواية الفلسطينية”.