تتجه الأنظار الأحد إلى ملعب الإمارات حيث يتواجه أرسنال مع ضيفه ليفربول في المرحلة الثالثة والعشرين من الدوري الإنجليزي لكرة القدم، وذلك في موقعة قد تعيد "المدفعجية" إلى سباق اللقب الغائب عن خزائنهم منذ 2004.

وبعد خروجه من الدور الثالث لمسابقة الكأس على يد ليفربول بالذات بالخسارة أمامه على أرضه 0-2 ومن قبلها أمام جاريه وست هام (0-2) وفولهام (1-2) في الدوري، استعاد أرسنال توازنه في المرحلة الحادية والعشرين بفوز ساحق على جاره الآخر كريستال بالاس 5-0، وواصل فريق "المدفعجية" صحوته الثلاثاء بفوزه الأول على ملعب نوتنغهام فورست في جميع المسابقات منذ سبتمبر 2016 بتغلبه عليه 2-1 بفضل هدف وتمريرة حاسمة للبرازيلي غابريال جيزوس، ليُبقي على فارق النقاط الخمس الذي يفصله عن ليفربول قبل الموقعة المرتقبة بينهما في لندن.

وقد تُشكّل المواجهة الفرصة الأخيرة لأرسنال من أجل إحياء آماله بلقب غائب عن خزائنه منذ أيام مدربه الفرنسي الأسطوري أرسين فينغر، لأنه سيصبح على بعد نقطتين من ليفربول في حال فوزه على فريق المدرب الألماني يورغن كلوب، ما سيصبّ أيضا في صالح مانشستر سيتي حامل اللقب الذي يتخلف بفارق 5 نقاط أيضا عن "الحمر" مع مباراة مؤجلة في جعبته. ويأمل جمهور الفريق اللندني استعادة الموقع الذي كان عليه رجال المدرب الإسباني ميكيل أرتيتا لخمس مراحل بين الثالثة عشرة والثامنة عشرة حين تربعوا على صدارة الترتيب قبل أن تتراجع نتائجهم.

وكان أرسنال يُمنّي النفس بخدمة من جاره اللدود تشيلسي حين حل الأربعاء على ليفربول، لكن الأخير كشر عن أنيابه وبدا عازما على توديع كلوب الراحل في نهاية الموسم بأفضل طريقة من خلال فوز كاسح 4-1، محققا انتصاره الرابع تواليا في الدوري، وتحديدا منذ أن أجبره أرسنال بالذات على التعادل 1-1 في 23 ديسمبر على ملعب "أنفليد".

رمزية هامة

الفوز في ملعب نوتنغهام فورست حمل رمزية هامة جدا لأرسنال لأن هناك خسر حسابيا معركة اللقب الموسم الماضي لصالح مانشستر سيتي بعد سقوطه 0-1 في المرحلة السابعة والثلاثين قبل الأخيرة، وقال أرتيتا بعد اللقاء "لم نهضم حتى الآن ما حصل العام الماضي. أردنا تصحيح الأمور وكان بإمكاني الشعور أنهم (لاعبوه) يتحدثون عن الأمر"، مشيدا بلاعبيه الذين "كانوا مركّزين تماما". وتطرق أرتيتا إلى ما حصل في نهاية اللقاء من مشادة كلامية بين لاعبيه بن وايت والأوكراني أولكسندر زينتشينكو على خلفية الهدف الذي دخل شباك "المدفعجية" قبل دقيقة على النهاية، قائلا "أعشق هذا الأمر. كل واحد يتطلّب المزيد من الآخر. ليسا سعيدين بالطريقة التي تلقينا فيها الهدف وحاولا فقط حلّ المسألة"، وسيكون أرسنال بحاجة إلى هذا الاندفاع والشغف حين يستضيف ليفربول الذي يلعب باندفاع مضاعف، لأنه يريد أن يكون موسمه الأخير مع كلوب ناجحا بكافة المعايير من خلال الفوز بأكثر من لقب وأبرزها الدوري الممتاز الذي أهداه إياه الألماني عام 2020 لأول منذ 1990. ويريد اللاعبون التركيز الكامل على المباريات الأربع المقبلة في الدوري قبل منح الألماني اللقب الأول هذا الموسم حين يتواجهون مع تشيلسي في 25 الحالي على ملعب "ويمبلي" في نهائي كأس الرابطة.

التهديد الأكبر

ويدرك كل من ليفربول وأرسنال أن مانشستر سيتي يبقى التهديد الأكبر لطموحهما بلقب الدوري الممتاز، لاسيما أنه يملك مباراة مؤجلة يخوضها في 20 الحالي على أرضه أمام برنتفورد الذي سيكون خصمه أيضا في هذه المرحلة حين يحل عليه ضيفا الإثنين، باحثا عن انتصاره السابع تواليا في جميع المسابقات.

ويحلّ توتنهام السبت ضيفا على إيفرتون الجريح، باحثا عن التمسك بالمركز الرابع الأخير المؤهل إلى دوري الأبطال والذي انتزعه في منتصف الأسبوع من أستون فيلا بعد تلقّي الأخير على يد نيوكاسل هزيمته الأولى على أرضه في الدوري منذ 18 فبراير 2023 أمام أرسنال (2-4)، بهزيمته أمام فريق المدرب إدي هاو 1-3.

وجاء فوز نيوكاسل على فريق المدرب الإسباني أوناي إيمري بعد السقوط لأربع مراحل متتالية ما أدى إلى تراجعه حتى المركز العاشر. وسيحاول فيلا التعويض حين يحلّ السبت ضيفا على شيفيلد يونايتد الأخير، فيما يريد نيوكاسل تأكيد الصحوة على حساب ضيفه لوتون تاون السبت أيضا.

ويسعى تشيلسي إلى نسيان هزيمته القاسية أمام ليفربول والعودة إلى سكة الانتصارات حين يستضيف ولفرهامبتون الأحد، مع الإدراك بأن أي نتيجة غير الفوز قد تكون قاتلة لطموحه بالمشاركة في دوري الأبطال الموسم المقبل كون فريق المدرب الأرجنتيني ماوريسيو بوكيتينو يختلّف في المركز العاشر بفارق 12 نقطة عن جاره توتنهام الرابع وأستون فيلا الخامس، وعلى غرار تشيلسي، يتواجه مانشستر يونايتد مع ضيفه وست هام الأحد مع طموح الإبقاء على حظوظه بالمركز الرابع، بما أنه يحتل حاليا المركز السابع بفارق 8 نقاط عن سبيرز وفيلا، ونقطة خلف منافسه في هذه المرحلة.

ويدخل فريق المدرب الهولندي تن هاغ اللقاء مع ضيفه اللندني الذي تغلب على "الشياطين الحمر" في المواجهتين الأخيرتين بينهما لكن في ملعبه وليس "أولد ترافورد"، بمعنويات مرتفعة بعد الفوز الدراماتيكي على مضيفه ولفرهامبتون 4-3 بفضل الشاب كوبي ماينو (18 عاما) الذي سجل هدف النقاط الثلاث في الدقيقة السابعة من الوقت بدل الضائع.