روايات كاذبة.. “لوموند” تُسقط مزاعم الاحتلال عن “ذبح 40 طفلا”

2024-04-06 02:55:32 أخبار اليوم - متابعات

  

“أكاذيب وادّعاءات قذرة”.. صحيفة فرنسية تهاجم كذبة “قطع رؤوس الأطفال” التي روّجها الاحتلال لتبرير انتكاسته في 7 أكتوبر.

مجددا تخرج تقارير صحفية أوروبية وغربية لتثبت حجم الدس والوقيعة والتدليس الذي كانت وسائل الإعلام الأوروبية والأمريكية شريكة فيه من خلال تناقل الأكاذيب التي روجها إعلان الكيان، في الساعات الأولى لعملية طوفان الأقصى بشأن انتهاكات مزعومة ارتكبها مقاتلو المقاومة الفلسطينية ضد النساء والأطفال من “الإسرائليين”.

“تلفيقات صحفية وبكائيات موهومة” سوقت لها كبريات الشبكات الغربية والأمريكية، على مدار الأسابيع الأولى من الحرب، وهي التي طالما تغنت بالمهنية والحياد، قبل أن تسقط في حبائل التسويق لأكاذيب الاحتلال وتنطلق في وصلة ردح ولطميات على الضحايا المدنيين الأبرياء الذين تعرضوا لإرهاب حماس، مرة بالحديث عن انتهاكات جنسية تعرضت لها عشرات النساء، وتارة أخرى بقصة تراجيدية مصطنعة عن ذبح عشرات الأطفال الرضع على يد عناصر المقاومة يوم السابع من أكتوبر الماضي.

أسقطت تحقيقات صحفية ميدانية مستقلة قصة الانتهاكات الجنسية، وأثبتت عدم صحتها، بعد أن حولتها إحدى المحاميات بالكيان المحتلة إلى مصدر تعمش وارتزاق وإثراء، فجمعت ملايين الدولارات من التبرعات لفائدة الضحايا التي لا وجود لهن في الواقع، ليحين الدور على “أسطورة الأربعين رضيعا الذين ذبحوا بسكين حماس”، وكشفت صحيفة “لوموند” الفرنسية عن فصول جديدة من الأكاذيب والتضليل التي عمل الاحتلال على الترويج له.

فتحت عنوان “قطع رؤوس 40 طفلا، شائعة في منتصف المعركة الإعلامية بين إسرائيل وحماس”، وصفت الصحيفة الفرنسية الادعاءات التي ما تزال الحسابات “الإسرائيلية” الرسمية تتناقلها منذ أكتوبر الماضي بـ”القذرة والتي لا أساس لها من الصحة”، وهو ما يجدد الاتهامات الموجهة إلى الكيان بالتضليل والكذب.

وتقول الرواية المزعومة، إنه عقب هجوم عناصر المقاومة على مستوطنة “كفار عزة” يوم 7 أكتوبر، تم العثور على أربعين طفلا مقطوعي الرؤوس، وتناقلت منصات التواصل الاجتماعي، وآلاف الحسابات هذه القصة بلا دليل أو إثبات واحد، أو صورة توثق ما حدث.

بلغت القصة ذروة الانتشار عندما تبناها عدد من السياسيين الغربيين المعروفين بانحيازهم وتأييدهم للكيان، بما في ذلك الرئيس الأمريكي جو بايدن الذي أشار إليها، وهو ما تبين لاحقا عدم حدوثه باعتراف المكتب الصحفي لحكومة الاحتلال لصحيفة “لوموند”.

وتساءلت الصحيفة الفرنسية كيف أتت هذه المعلومات الكاذبة؟ معتبرة أن “إسرائيل” رغم إقرارها بعدم صحتها، “لم تفعل شيئا لمحاربتها، وحاولت في كثير من الأحيان استغلالها بدلاً من إنكارها، الأمر الذي أدى إلى تأجيج الاتهامات بالتلاعب بوسائل الإعلام”.

تبدأ تفاصيل الكذبة حسب ما يسرده تقرير “لومند”، بعد ثلاثة أيام من عملية الطوفان، حيث دعت قوات الاحتلال العشرات من الصحفيين والمراسلين الأجانب، بما في ذلك صحيفة “لوموند”، إلى مستوطنة “كفار عزة”، حيث أراد ريتشارد هيشت، المتحدث باسم قوات الاحتلال الإسرائيلي والمنظم لهذه الزيارة، أن “يُظهر للصحافة الدولية أن ما حدث غير مسبوق”.

وحسب ما شاهده الصحفيون فإن “جثث القتلى الإسرائيليين التي كانت جميعها في أكياس بحجم الأشخاص البالغين”، لكن يوسي لانداو مؤسس جمعية “زاكا” اليهودية المتطرفة التي ساعدت على انتشال الجثث، زعم أمام الصحفيين أنه “رأى بأم عينيه أطفالا ورضعا مقطوعي الرؤوس”، وهو ما علقت عليه لاحقا صحيفة “هآرتس” العبرية لاحقا، بالقول إن مؤسس الجمعية “حاول الاستفادة من المأساة لجذب التبرعات”.

تحقيق “لومند”، بحث عن كل مصادر الراوية المكذوبة، حيث توصل نقلا عن “صحفي إسرائيلي”، إلى أن معلومة الأربعين طفلا الذين ذبحوا في مستوطنة كفار عزة رواها الطبيب الاحتياطي مايكل ليفي، والذي أنكر إثر ذلك أنه تحدث عن هذا العدد من الأطفال.

لكن الأخير عاد ليزعم في تصريح للصحيفة الفرنسية، ”أنه رأى طفلاً صغيرا مقطوع الرأس في كفار عزة”، وهو ادعاء غائب عن شهادته أمام الكاميرا، ويتناقض مع التقارير الرسمية التي تفيد أن أصغرَ ضحايا الكيبوتس يبلغ من العمر 14 عاما، حسب ما نقلته “لوموند”.

وأوضح التقرير أن “الجيش الإسرائيلي يناقض نفسه، بالقول إنه ليست لديه معلومات تؤكد هذه الادعاءات، ثم يقوم المتحدثون باسمه الناطقون بالفرنسية والإنجليزية بنقلها”.

 كما رصد المقال تشبث بعض وسائل إعلام الكيان بمواصلة التريوج للكذبة لوقت طويل على غرار قناة “آي 24 نيوز” التي لم تصحح قصة قطع الرؤوس التي نشرتها إلا يوم الثلاثين من نوفمبر الماضي.

واكتفى موقع القناة بنشر توضيح مختصر قائلا: “بينما أصبحت الأرقام الرسمية أكثر وضوحا، نقوم بتصحيح تقريرنا الأول”، وقام بحذف عبارة “40 طفلا”.

ولاحظ تقرير لوموند أن الصحافة الغربية تبنت رواية الاحتلال على علاتها، ما جعل من “استغلال إسرائيل للشائعات سلاحا يستخدمه خصومها”، حيث عمل بعض الناشطين على الإنترنت ومنصات التواصل الاجتماعي على تسليط الضوء على مزاعم “40 طفلا”، وإثبات كذب الاحتلال وكل من روّجه.

وخلص تقرير الصحيفة الفرنسية إلى استنتاج مفاده أنه رغم نفي الرواية حول العالم، فإنها “ما تزال حية ومتداولة داخل إسرائيل وما يزال الشارع الداخلي يتحدث عنها كأنها حقيقة، وحيث أن التشكيك فيها يعني بالنسبة إلى العديد من الإسرائيليين التشكيك في هجوم السابع من أكتوبر”.

                 

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد