"لحظة يا زمن".. الوسط الصحفي ينعي الكاتب المخضرم محمد المساح

2024-04-20 23:50:54 أخبار اليوم - متابعات

  

نعى عدد كبير من أدباء وكتاب اليمن رحيل الكاتب الصحفي المخضرم، محمد المساح، صاحب أشهر عمود صحفي لعدة سنوات في صحيفة الثورة "لحظة يا زمن".

وأشاروا إلى مسيرته الصحفية والأدبية الطويلة الحافلة بالإنجاز والإبداع.. مؤكدون حجم الفقد الذي خلفه الرحيل الذي اختطف المساح عن عمر ناهز الـ76 عاما، قضى جُلها في محراب الكتابة قبل أن ينقطع في السنوات الأخيرة التي غادر فيها صنعاء ولجأ إلى قريته في محافظة تعز (جنوب غرب).

ونعت وزارة الإعلام إلى الوسط الصحفي وفاته، بعد حياة حافلة بالعطاء والتميّز والإبداع في المجال الصحفي، والنضال الوطني.

وأشادت الوزارة بمسيرة الفقيد المهنية في العمل الأدبي والصحفي وكتابة الأخبار والتقارير والقصص الصحفية.

وأكدت أنه كان أحد أعمدة الصحافة اليمنية، وممن أسهموا في تطوير العمل في مؤسسة الثورة ومطبوعاتها، وكان صاحب خلق رفيع وحضور كثيف، وتأثير واسع، وحس رفيع في علاقته بالمهنة وزملائه.

وقالت الوزارة، في بيان النعي: "إن الصحفي محمد المساح خلّد اسمه كواحد من أبرز الأعلام الصحفية اليمنية، الذين برزوا في مرحلة سبعينات القرن العشرين".

وأشار بيان النعي إلى الخسارة الكبيرة، التي خلّفها رحيله في هذا الظرف الاستثنائي، الذي تمر به بلادنا، التي هي بحاجة إلى كل جهد تنويري وتثقيفي يدافع عن قِيم المجتمع الأصيلة.

إشادة رسمية

وبعث رئيس مجلس القيادة الرئاسي، رشاد العليمي، برقية عزاء ومواساة إلى عائلته، قائلا في بيان النعي: "إن الوطن خسر برحيله أحد أبرز رموزه الصحفية، وأعلامه الثقافية والإبداعية المناضلة".

وأوضح أنه كان له بصمات متميّزة، وترك خلفه إرثا صحفيا ثريا ومتميزا بالجرأة والصراحة، والانحياز إلى جانب مصالح البسطاء.

ومن جهته، أشار رئيس مجلس الوزراء، الدكتور أحمد عوض بن مبارك، في تعزيته إلى أن اليمن خسر بغياب المساح واحداً من الصحافيين وكتَّاب الرأي الكبار الذين تتلمذت على أيديهم أجيال كثيرة، بعد أن جسد على مدى أكثر من نصف قرن هموم وقضايا الناس في بلاط صاحبة الجلالة التي أعطاها من حياته الكثير، فكان مثالاً للالتزام بصدق الحرف، وقدسية الكلمة الشريفة النزيهة.

خبر موجع

فيما كتب الروائي محمود ياسين: “لا أحد سأل عنه سنوات غيابه. لا أظن أي كاتب أو صحافي بحث عن رقم تلفونه واتصل متسائلا ما أن كان يحتاج شيئا أو ما الذي يمكنني فعله لأجلك يا أستاذ محمد؟ لم يعد من شيء يذكرنا ببعضنا غير الموت، وعليك أن تغادر العالم ليلحظ العالم مكانًا فارغا يقال إنك مارست فيه صمتك دون ندم”.

القاص طه العزعزي نعاه بطريقته قائلاً: “موجع خبر رحيل محمد المساح الرجل الأسطوري، الفلاح المكافح، والأوجع من ذلك، أنهم خذلوه، خلوه (تركوه) يرعي الماشية بالقرية وهو صاحب أكبر الأسباب للتذكر عندما يتعلق الأمر بأجمل وأروع أيام الحنين من الندامة إلى الصداقة والنضال والصحافة وذكريات الوجع والحرمان والقهر”.

ويقول نقيب الصحافيين اليمنيين الأسبق، عبدالباري طاهر: “تفتق وعي المساح الطالب بكلية الإعلام على القصيدة الحديثة (قصيدة النثر) بخاصة، وعلى الفكر الحديث بصورة عامة، وامتلك موهبة الإبداع؛ فكان قلماً جباراً”.

وأضاف: “كتب القصة القصيرة، وبرع في رسم حواري صنعاء بأزقتها وفتياتها المشرشفات، والمجللات بالسواد، وقرأ عميقاً حالة الفلاح اليمني، والقرى الجائعة المحاصرة بالتيفوئيد والمظالم والتخلف، وبقي ابن المساح وفياً للمزارع الذي يحرث الأرض والثور والحمار الذي جعل منه لازمة التخاطب، فما إن تلقاه حتى يبادرك: يابن حماري! أما إذا سبقته بالجملة (القنبلة) فقد أمسكت بزمام الأمر”.

وتابع محمد المساح نقي نقاء الضمير، ومخلص كالحليب، ووفي كالماء، ورائق كالمحبة. إنسان بسيط بساطة السماء، وصادق كبسمة الأطفال، وقريب إلى الوجدان. يا محمد المساح أين غبت؟ نشتاقك كقهوة الصباح، ودعاء المساء، وشقاوة ابن الأرض. تركت في مصر ذكريات لا تنسى. فكلما ذهبت إلى مصر، والتقيت بالرائعين: بدر الرفاعي، حلمي سالم، وجمال الريان، ومحمد صالح، وسمير عبد الباقي – انفتحت سيرة ذكريات مليئة بالشقاوة، والفتوة، والذكاء، والحب”.

ويتذكر وكيل وزارة الخارجية الأسبق، الكاتب مصطفى أحمد نعمان، بعضا من ذكرياته مع الراحل بما فيها آخر مكالمة: “تعرفتُ على الراحل جميل الروح بديع القلم محمد المساح في المفرج، حين كان يتردد للقاء صديقه أخي الراحل الشهيد محمد أحمد نعمان. كنت أتابع يافعاً السخرية الجادة بينهما والضحكات التي تصحب تعليقاتهما على ما يحدث. كنت أتهيب الحديث إليه لعلمي أنه أكثر فهما وإدراكا للتاريخ والأدب. ثم أتذكر حضوره حزيناً باكياً للعزاء في اغتيال صديقه محمد في 28 حزيران/ يونيو 1974”.

وأضاف: “انقطعت عنه إلى أن اتصل بي صديقي الأثير سامي غالب ليذكرني بمحمد المساح في الأيام الأخيرة من شهر رمضان. تواصلت مع المساح وتحدثت إليه وابنته التي كانت تقوم على رعايته. كانت آخر مكالمة بيننا قبل أسبوع وكان صوته خافتا لكأنه كان يودعني! رحم الله صاحب (لحظة يا زمن) ولعنات الله على سلطة لا تكترث إلا لمراعاة اللصوص والفاسدين وحملة السلاح وتتجاهل كل صاحب فكر حر غير مداهن، لكنها لن تتأخر عن التعزية فيه، والإشادة بمناقبه واعتماد مرتب شهري لأسرته”.

                

الأكثر قراءة

المقالات

تحقيقات

dailog-img
كيف تحوّلت مؤسسات صنعاء إلى “فقَّاسة صراع” الأجنحة داخل جماعة الحوثي؟ (تحقيق حصري)

حوّل خلاف موالين لجناحين (متشددين) متعارضين داخل جماعة الحوثي المسلحة “جلسة مقيّل” خاصة- بالعاصمة اليمنية صنعاء خلال عيد الأضحى المبارك- إلى توتر كاد يوصل إلى “اقتتال” في “مجلس” مليء بالأسلحة والقنابل ا مشاهدة المزيد

حوارات

dailog-img
وزير الدفاع يتحدث عن الحرب العسكرية ضد ميليشيا الحوثي ويكشف سر سقوط جبهة نهم والجوف ومحاولة اغتياله في تعز ولقائه بطارق صالح وتخادم الحوثيين والقاعدة وداعش

كشف وزير الدفاع الفريق ركن محسن محمد الداعري، ملف سقوط جبهتي نهم والجوف، بقبضة ميليشيا الحوثي، للمرة الأولى منذ تعيينه في منصبه. وأشاد الداعري، في حوار مع صحيفة "عكاظ" بالدعم بالدور المحوري والرئيسي الذي لعبته السعودية مشاهدة المزيد